استثمار البشير في دعم العصيان

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما كان الاختيار لولاية كسلا لتوفير حشود زائفة لتزييف إرادة الشعب … وملء الشاشة بالمستقبلين والمهللين ..وانفاق الملايين من الجنيهات في هذه الظروف العصيبة .. التي لا يجد فيها الفقراء قوت يومهم..وارتفعت فيها الأسعار .. كان الرهان على أن الحاشدين لن يجدوا رصيداً غير طلاب المدارس المجبرين..وبسطاء الريف..الذين يقتات الدرن على صدورهم المنهكة والمعلولة..وقد صدق ..لكن مالم يتوقعه أحد ..هو استخدام الجاليات الاثيوبية والإريترية في الحشد..
وكان أكثر ما توقعه المراقبون..هو أن يستغل الحشد لتفريغ غضب الرئيس على العصيان المدني ..الذي حيد به شبابنا السلاح من كل الأطراف في سبيل إسقاط النظام…ووقف النظام عاجزاً أمامه…كان المراقب الحصيف يدرك سلوك الرئيس في خطبه الجماهيرية..وكيف أن مستوى خطابه ينحدر إلى درك لا يشبه المقام الرئاسي..وأن ما سيقوله في الحساب الختامي ..سيكون خصماً عليه وعلى نظامه..وصدقت التوقعات..
فها هو ذا يواصل انحدار الخطاب ..ولكن مع نقاط مهمة..فمجرد نقل المواقع الإعلامية مثل العربية نت والحياة وغيرها..لتحدياته وتهديده المعارضة بالنزول إلى الشارع للمواجهة..بين طريقة تفكير النظام في مواجهة العزل..وتذكيره في اعتراف ضمني للمعارضة بما حد لهم في السابق.. فيه مزيد من الإدانة للنظام.
لكن الأهم في نظري ..كان حديثه عن العصيان ..فكثير من مفضلي الجلوس على الرصيف.. والذين لا يستقون الأخبار إلا من وسائل الإعلام..لم يكونوا على دراية بالفعل..بالعصيان المعلن يوم 19/ ديسمبر..خاصة في المدن التي لم تنشط فيها لجان العصيان..لكن خطابه قد ألقى الضوء من حيث لم يحتسب هو ولا منظمي الحشد..فأصبح الأمر متداولاً بين الجميع ..خاصة وأن الخطاب منقول على الهواء وصحف النظام تردد ما قاله..فأصبح الخبر الذي تصادر الصحف نتيجة إيراده..متاحاً بالمجان ..فارتد السهم الطائش إلى صدر مطلقيه.
والآن ..فالنظام مقبل على افتتاح مهرجان السياحة والتسوق في الجزيرة..ويظل التوقع بتكرار السيناريو مطروحاً ..لكن هذه المرة ..سنكون أمام احتمالين..هما جذب المهرجان والمشاركين فيه للحشود ..أو مقاطعة مواطني الولاية..لكن الأهم ..سيكون خطاب الرئيس نفسه..فإن فشل الحشد..فسيظهر في نبراته وقلة حماسة ..أما إن نجح ..فسيعود إلى عادته.
في كل الأحوال هنالك إضافة مهمة تتزامن مع تاريخ حشد الجزيرة..وهو حراك السودانيين في دول الغرب..سيكون بإذن الله ..(قيدومة ) للعصيان الممتد من يوم 19 إلى 22 حسب مواقع النشطاء.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..