هل ينهض الحديد من جديد

*مجموعة الأزمات التي يعيشها السودان ناتجة مما يعرف بالصراع علي السلطة,وما دام هذا الصراع قائمآ,فان الأزمات تبقي دون حل,مما يمكن تسميته بحالة سرطان سياسي,عادة ما يشار اليه بالدولة الفاشلة….!!
*محور أي مفاوضات يقوم علي اقتسام السلطة والثروة,هذا ما قامت عليه نيفاشا,وتبعته مسلسلات من التفاوض أفضت الي شراء السياسيين حتي من الأحزاب المعارضة والتي انقلب عليها النظام وسلبها السلطة بليل…!!
*ولم تقتصر عمليات الشراء علي السياسيين فحسب,بل تعدتها الي شراء قطاع الطرق,الذين شكلوا فصائل مسلحة كانت تقوم بعمليات السلب والنهب,مما وفر عليهم عناء الاختفاء في الجبال والصحاري ومطاردة المسافرين,فالأموال اصبحت تأتيهم في معسكرات ما يسمي بقوات الدعم السريع…!!!
*وآفة أي حكم وجود سلطة خفية تديره من وراء حجاب,وهذا ما تسبب في سقوط الأنظمة الطائفية,بانقلابات عسكرية لم تمهلها الأربعة سنوات وهي الفترة التي تليها انتخابات جديدة.وفي كل الحالات كان السيدان يتوليان زمام الأمور في البلاد…!!!
*وجاء انقلاب يونيو,وكما هي العادة تحول بعد نجاحه الي ثورة,خطط له وافد جديد هو الجبهة القومية الاسلامية,ولم يتغير شكل الحكم عن سابقه,وحلت مكان السيدين ما يسمي بالحركة الاسلامية,وبخلاف السيدين اللذان كانا يقودان الحزبين الطائفيين,كانت الجبهة القومية الاسلامية,وهي حزب سياسي مسجل ومعترف به,مفتوحة للجميع ولكن هذا الحزب المعترف به قانونيآ,كانت تقوده ما يسمي بالحركة الاسلامية,والتي ليس وجود قانوني باي شكل من الأشكال يبرر وجودها كتنظيم تحت أي من المسميات القانونية,وسيطرت الحركة الاسلامية علي الحكم من وراء حجاب تمامآ كما كان يفعل السيدان…!!!
*حلت الأحزاب السياسية ومن بينها الجبهة الاسلامية وبقيت الحركة الأسلامية والتي يضفي عليها منتسبوها صفة القدسية,وهي في الحقيقة حركة صفوية بامتياز…!!
*الأحداث العالمية التي جرت في التسعينات كان لها أثرها في استمرارية نظام يونيو,فانهيار الاتحاد السوفييتي أثر تأثيرآ بالغآ في الحزب الشيوعي وحد من نشاطه السياسي وأثره في الشارع السياسي السوداني,وذات الأثر أحدثته حرب الخليج الأولي في العراق علي حزب البعث,فما عاد لهما الأثر علي الشارع السياسي السوداني,أما حزبا الطائفية فلم يتأثرا بموجات التغيير المتسارعة,وقد انتهز الاسلاميون هذه الفرصة فعملوا علي تمزيق هذه الاحزاب حتي ذهب ريحها…!!
*وخلا الجو السياسي للحركة الاسلامية- الحاكم الفعلي-ولكن هناك أمر هام فات عليها,وهو أن ا لصراع سنة كونية لا يقف ما دامت الحياة مستمرة,وقد أمن الاسلاميون شر الأحزاب السياسية المعارضة,تارة بتمزيقها وأخري بالشراء,وانتقل الصراع الي الداخل الاسلامي وانشطر حزب النظام اثنين,وتحول الصراع من خارج السلطة الي داخلهاوهذا أخطر أنواع الصراع…!!
*وقد فات علي النظام أن قوته يجب أن تستمد من قوة معارضته لا من ضعفها والقوة المستمدة من ضعف الآخر ليس قوة حقيقيه,وكانت النتيجة أن فسد الحكم,فالذي لا يسأل عما يفعل يتحول الي ديكتاتور طاغي ,وهذا ما حدث بالفعل فقد عم الفساد البر والبحر,حتي بلغ الأمر برأس النظام تحدي شعبه الذي لطالما تحدث باسمه تحداه أن يخرج الي الشارع,ليسومه سوء العذاب…!!!؟
*من صنع الفرعون ؟ انهم ذات الاسلاميون الذين رفعوا شعار لا ولاء لغير الله,واستغل الفرعون الفرصة ونصب نفسه رئيسآ للحركة الاسلامية ونائبه الأول نائبآ لأمينها العام الذي اتخذ من الضعف رداء,ولم يحل ما يسمي بالحركة الاسلامية بل أبقي عليها ورآسته لها أضفت اليها(شرعية) كانت مفقودة,ولكنه اعتمد سياسة اذلال قادتها بعد انشقاقها,فأبعد لحين بعض متنفذيها,فهو لا يستطيع الاستغناء عنهم وهم كذلك,فالعلاقة بينهم هي ذاتها التي كانت بين هامان وفرعون,فهم من صنع الفرعون,وسيكملون معه الطريق حتي الغرق,لأن غياب أحدهما ينفي وجود الآخر…!
*ولعل القارئ بين السطور يقرأ في تصريحات علي عثمان انها رسائل موجهة للرئيس,فتصريحه في رمضان الماضي بأنهم ليسوا معنيين بقفة ملاح المواطن,هو رسالة للفرعون بأننا نؤيد الاجراءات الاقتصادية القادمة,أما تصريحه بأنه لا يملك سكنا ويسكن في مزرعته فهي رسالة للفرعون بأنه يعاني من شظف العيش وهي رسالة استرحام…!!!
* لا تستغرب عزيزي القارئ ان عاد علي عثمان من جديد ولكن سيعود مكسور الجناح ومنتوف الريش,فالفرعون ليس بحاجة لجديد يسبب له صداعآ هو في غني عنه,والأمر الثاني ان ليس له من الوقت لصنع هامان جديد(جنآ تعرفو ولا جنآ ما تعرفو)…!!!
*ماذا بقي للسودان من حلول؟ومعطياته السياسية تقول …شعب غاضب يعاني شظف العيش,معارضة أقرب الي نظام الحكم الفاسد,اثبتت الوقائع سهولة شرائها بعد تفتيتها,حتي أكبر معارضي النظام يعيشون في المنافي الاختيارية بينما فلذات أكبادهم مرابطون في القصر الجمهوري بوظائف منسوبة الي الرئيس الذي يعارضونه مجازآ…!!!؟
*ويبقي الشارع يتيم قيادة,والتاريخ يقول أن ثورة الشعب علي نظام عسكري جائر,وحتي بوجود قياده,فانه لاشك يحتاج لقوة خارج نطاق السياسة,قوة تمثله بجميع أطيافه,وهذه القوة تتمثل في القوات المسلحة الثي وقفت الي جانبه في اكتوبر وابريل,وهي قوة يخشاها الفرعون أكثر من غيرها,والا ما استدعي قطاع الطرق جيشآ بديلآ,في عملية استبدال الذي هو خير بالذي هو أدني…!!!
*وثورة بلا قيادة أصلح مناخ للفوضي وخاصة وان العاصمة تغط بالخلايا النائمة والتي تستيقظ في وقت الحاجه,بالاضافة الي الوافدين من دول الجوار,وهؤلاء دخلوا السودان معدمين ليس لديهم ما يخسرونه,فالموقف يستلزم وجود قوة نظامية قادرة علي حفظ الأمن,وهذه ميزة لا تتوفر الا في المؤسسة القومية وهي القوات المسلحة.وقد فشلت ثورات الربيع العربي في معظمها بسبب الجيش ,ففي مصر كانت قيادة الجيش تمثل الدولة العميقة وفي ليبيا لم يكن هناك جيش بالمعني المعروف للجيش وفي تونس وقف الجيش علي الحياد ورفض قائده استلام السلطة,أما في سوريا فمنذ سنوات خمس يبيد الجيش في الشعب السوري…!!!
*الأمل معقود علي هذه المؤسسة ضد فرعون يتوعد شعبه ويتحداه بالخروج الي الشارع ليقابل يدي الشعب العاريتين برصاص قطاع الطرق ولا يفل الحديد الا الحديد فهل ينهض الحديد من جديد…!!!؟
[email][email protected][/email]
الامر إذا على القوات المسلحة استلام السلطة كما عودتنا دائما فهي اليد الامينة للحفاظ على الوطن والامة الاسلامية . وبذلك نتفادى الفوضى ونسير نحو التغيير وطير طير يالبشير
الامر إذا على القوات المسلحة استلام السلطة كما عودتنا دائما فهي اليد الامينة للحفاظ على الوطن والامة الاسلامية . وبذلك نتفادى الفوضى ونسير نحو التغيير وطير طير يالبشير