وإن شتموك!

إذا كنت ترى رأيا مخالفا لغيرك، سياسيا أو فكريا، أو أيا كان، أو تتخذ موقفا مخالفا، عليك أن تجهز نفسك لاستقبال وصلات من الشتائم والسباب والإساءات؛ فقد رزئنا بطائفة ممن وجدوا قلما أو كيبورد في يدهم، فنزلوا شتما وسبا للناس وانتهاكا للأعراض، وتخايلا بكل ما هو قبيح ومستنكر.
وبسبب ما يظنونه بأنفسهم، فإنك عندما تختلف معهم، وترى غير ما يرون، فإنما ترتكب الكبائر، وتخرج عن الملة والدين، أليسوا هم ممثلي الملة والناطقين الرسميين باسم الدين؟؛ فهم إذن لا ينطقون عن الهوى- والعياذ بالله- من هذا الظن، ولا يتحدثون باسم نفوسهم الضعيفة، لتتفق وتختلف معهم، بل هم هيئات اعتبارية مقدسة، لا يأتيها الباطل، ولا الظن السيء، ولا الهوى، ولا الخطأ البسيط.
وهم إلى جانب ذلك عاطلون عن مكارم الصفات التي أمر بها سيد الخلق، لا يحملون شيئا من أدب الحوار والمجادلة، ولا يتوافقون مع قوله تعالى.. “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”، فلهم في الفظاظة وغلظ القلب سهم وافر، حتى كأنهم لم يتركوا شيئا منه للخلق من بعدهم، ولم يسمعوا بقول الإمام الشافعي- رضي الله عنه: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”، وهو- أيضا- القائل “وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه ولوددت أن الخلق يتعلمون منى ولا ينسب إلى منه شيء”.. فهم ملوك اللجاجة والسماجة في القول والحوار، يتسقطون الكلمات تسقطا، ويصطادون المواقف، ويحورونها؛ ليظهروا الآخرين بموقع المخطئ والكافر، يبدو أنهم لم يسمعوا بجادلهم بالتي هي أحسن، فغايتهم المجادلة من أجل المجادلة، وهدفهم لفت النظر، وإثارة الغبار، ومتعتهم في تخطئة الناس، يأخذون مكافآتهم على عدد من كفروهم، وخطأوهم، ووصموهم بسيء الصفات، والنعوت.
والغريب أن أكثرهم ممن بلغ عمرا لا يمكن أن تجد له فيه عذرا فيما يفعله، فلا هو بالصغير، ولا قليل التجربة، ولا ممن قد تأخذهم حماسة الشباب وفورانه، بل هم شيوخ بلغ بعضهم من العمر عتيا، وفيهم من حمل الشهادات العليا، لكنه آثر أن يجعل من نفسه مثالا للقول الفصيح “القلم ما بيزيل بلم”.
يسكت كثير من الناس الذين تأذوا من أمثال هؤلاء- ليس خوفا منهم، ولا تسليما بما يكتبون ويقولون- لكن لأنهم لا يعملون بنفس منطقهم، ولا يعرفون كيف يسبون الناس، وكيف ينتقلون من مناقشة قضية موضوعية ومنطقية إلى ساحة الشتم، واللعن، والطعن، والهمز، واللمز.
أفضل ما يفعله المرء ألا ينجر إلى ميدانهم، ولا يسوقه الاستفزاز لمجاراتهم فيما يجيدون ولا يجيد هو.
وفي يقيني أن الله سيسلط على هؤلاء الشتامين بعض من فصيلتهم، ومن شاكلتهم، فيمسحون بهم الأرض سبا، وشتما، حتى يصم الناس آذانهم، ويغلقون أعينهم، لكي لا يروا أو يسمعوا، حتى ذلك الحين فليحتسب كل من مسته ألسنتهم، وأقلامهم كل ذلك، وليعدّوه في ميزان حسناتهم.
التيار
الصحفي الكبير فيصل، أرجو أن يكون مقالك تعريضاً من طرفي خفي بمقال الرزيقي الذي (شرشحه) الصحفي المميز عثمان ميرغني، لا عليك من هؤلاء فقد قيل فيهم (خاصة سفه العواجيز): وإنَّ سفاه الشيخ لا حلم بعَدهُ وإن الفتى بعد السفاهة يحلُم، وقيل: سكتُّ عن السفيه فَظَنَّ أنِّي عييتُ عن الجواب وما عييتُ .. فإنْ كلَّمتُهُ فرَّجتُ عنهُ وإن خليتُه كمداً يموتُ، دعهم، فالضرب على الميت لا جدوى منه
.
منتهى العقل والأدب ادام الله عليك الصحة والعافية ، وأبقاك لنا سندا لنا ضد الطغمة المستبدة والتى هى باْذن الله قريبا فى مزبلة التاريخ. شكرًا شكرًا شكرًا.
والله صدقت يا استاذ
الصحفي الكبير فيصل، أرجو أن يكون مقالك تعريضاً من طرفي خفي بمقال الرزيقي الذي (شرشحه) الصحفي المميز عثمان ميرغني، لا عليك من هؤلاء فقد قيل فيهم (خاصة سفه العواجيز): وإنَّ سفاه الشيخ لا حلم بعَدهُ وإن الفتى بعد السفاهة يحلُم، وقيل: سكتُّ عن السفيه فَظَنَّ أنِّي عييتُ عن الجواب وما عييتُ .. فإنْ كلَّمتُهُ فرَّجتُ عنهُ وإن خليتُه كمداً يموتُ، دعهم، فالضرب على الميت لا جدوى منه
.
منتهى العقل والأدب ادام الله عليك الصحة والعافية ، وأبقاك لنا سندا لنا ضد الطغمة المستبدة والتى هى باْذن الله قريبا فى مزبلة التاريخ. شكرًا شكرًا شكرًا.
والله صدقت يا استاذ
سلام صديقي فيصل
هلت بشاير النصر ففقدوا المنطق، والرعية على دين رؤسائها.
ما قلته ينطبق علينا هنا في بريتوريا حيث رُزئنا بفاسد، سارق، شيخ سفيه،
لم يكتف بشتمنا بل شتم الشعب السوداني قاطبة”نثراً وشعراً ركيكاً…. إسمه (الرفيع بشير الشفيع”.
وسوف نتحدث عن فساد الصيانة والوضاية وجمعية الصداقة الشعبية السودانية الجنوب افريقية، وآلاف الدولارات الملقوفة.
أعوذ بالله.