سنخرج .. فلا تفتون

مازال هناك من يخوفنا بعدم الخروج على الحاكم ، وهي دعوى سياسية لا اقل ولا اكثر ، يظن البعض انها امتثال لاوامر دينية ، في الغالب تأتي مثل هذه الدعاوي والفتاوى بحسب مطلقيها والداعين لها بسبب حرصهم كما يقولون على الحفاظ على الامن وعادة من يقول هذا ، يكون في بقعة من الارض امنة في بلد شمولي بسبب ان سلطة البلد مسيطرة على هذه البقعة و ينسى الناس انهم يعيشون في بلاد واسعة وان الامن اصلا ينعدم في عدة بقاع من هذه الدولة.لكنهم لا يشعرون بذلك ،او يسمعون بذلك لكن الاعلام الشمولي الداخلي يحاول تقديم صورة اخرى، فيعرض لهم صور سوريا والعراق واليمن وغيرها ،وفي نفس الوقت في بلد كالسودان كيف يكون هنالك امن وهنالك اماكن تسمى مناطق عمليات وهي مناطق الحرب ، ولماذا توجد حرب اصلا وهل المواطنين الذي يعيشون في تلك الاماكن من الوطن لا يستحقون العيش ولا يستحقون الدعاء من الائمة بأن يهلك من ظلمهم ، علما بأنه مثل ما توجد اماكن امنة بالسودان لا توجد بها حرب هنالك اماكن امنة بكل من سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وهو الشي الذي يشبه الوضع في السودان .
اما اكبر وجه للشبه في كل هذه الدول هو عدم قبول الاخر ومحاولة ابادته سواء اخر ديني او عرقي او صاحب رأي سياسي وهذا هو السبب الذي ان لم يوجد له حل فستكون الفظائع مستمرة ، ففي سوريا والعراق تريد طائفة ابادة الاخرى فتجد الطائفة الاخرى بسبب ما يبث لها من صور وفظاعات يذداد حقدها على الاخرى وهو شئ مقصود يريده هولاء الحكام الذين لا تريدوننا ان نخرج عليهم، وفي نفس الوقت ترتكب الطائفة الاخرى نفس الفظاعات في بلاد اليمن وينسى ويميز الطائفيين ان حياة البشر يجب ان تحفظ وتؤمن سواء في حلب او تعز فالكل بشر والكل يستحق الحياة الكريمة. ولن يتحقق ذلك الا بتحرر شعوب المنطقة هذه من حكامها الطائفيين وان يقبلوا بحتمية العيش سويا باختلاف طوائفهم لانه في وجود مثل هولاء الحكام الطائفيين الموجودين الان لن يتحقق الوصول لصيغة تضمن ان التعايش باختلاف الطائفة فهم يريدون ان تظل الطائفة سببا باقيا للاحتراب والقتل .
اما في السودان فقد قتل المواطنين في كل مكان لدرجة ان اعتبر ان هنالك جرائم حرب وابادة في دارفور صار بسببها رئيس السودان مطاردا من المحاكم الدولية ، ويعتقد انه يتحداها كما اعتقد في يوم من الايام انه يتحدى الحظر الدولي القائم عليه الان هاهو اليوم يستجدي رفع الحظر وسيأتي اليوم الذي يستجدي فيه عفو المحكمة.
وكما في الدول الطائفية التي لا تقبل اخر ،بدا اعوان النظام واوهامه حملة جديدة كحملات الانقاذ الاولى التي ارهبوا وقتلوا فيها كل من كان في عرفهم شيوعي فهو عميل للغرب وخائن يجب ان ينفى من الارض او يقتل او يباد .خلاصة القول ان هذه الحملة الثانية الجديدة لشيطنة الاخر في السودان وتجريمه وتخوينه ووصمه بالعمالة والتي ابتدأها كتاب النظام ابتداء من نقيب صحافة النظام المدعو الصادق الرزيقي والبقية الباقية لن تجدي نفعا مع شعب واعي يعلم من تسبب في ظلمه وقتله وتشريده وضنك معيشته طيلة الثلاثين سنة الماضية ،لانه يرى ويسمع ويعي فالنظام واعوانه من الكتاب يعيشون في دعة وبحبوحة من العيش ويتناسون ان الشعب صار مرجلا يغلي سيقتلع اسباب ظلمه وقتله وضنكه وكل من يعاون هذا النظام الدموي ، وسيخرج على كل حاكم في اي وقت يرى انه ظالم برغم فتاوي الخنوع المسيس بعدم جواز الخروج ،فانه سيخرج ، فشعبنا شعب حر ولن يدع من يحب ان يرضخ لظالم ومن يحب ان يعيش ذليلا تحت قيود حاكم لا يريد ان يخرج عليه ، الرسالة لهولاء انكم ايضا ستنعمون بالحرية وستعلمون انكم كنتم تعيشون في غيبوبة مصطنعة بفتاوى السلطان.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..