ارحموا الديكتاتور !ا

تراســـيم..

ارحموا الديكتاتور !!

عبد الباقي الظافر

في جلسة تاريخية حكمت إحدى محاكم مصر بحل الحزب الوطني.. ما أن نطق القاضي الوقور بالحكم المهم حتى علت عقيرة مواطن مصري بالتهليل والتكبير والهتاف.. سمت ذاك الشاب الملتحي يوحي أنّه من جماعة الإخوان المسلمين.. تلك الجماعة التي ناصبها الرئيس المصري العداء.. واستخدم ذات القانون وذات القضاء ليمنع الاعتراف بها كحزب من حقه تعاطي السياسة في مصر . من قبل ذلك حدث ذات السيناريو في تونس الخضراء.. القضاء التونسي جزّ رأس حزب التجمع الدستوري وردّ أملاكه للدولة.. ولكنّ رئيس الوزراء التونسي الثائر يشكو ضعف حاله.. لأنّه عملياً لا يمكنه الاستغناء عن كل كوادر الحزب المحلول الذي هيمن على الدولة التونسية لعقود من الزمان. في مصر كان الرئيس مبارك مُصراً حتى آخر لحظة على إكمال دورته الرئاسية.. كان دائماً يخشى مصير الرئيس التونسي المخلوع.. الزين هرب كاللص المحاصر.. دارت طائرته أكثر من دورة لتجد دولة تقبل استضافة الرئيس الهارب.. تحت هذه الهواجس رفض مبارك الخروج من مصر التي وصفها أنّها ستكون أرض الميلاد والممات. الرئيس مبارك وحزبه الحاكم ارتكبا مخالفات جسيمة.. أي منها تشكل جريمة كاملة الأركان.. ولكن ذات الرجل الذي يتمارض مخافة (المرمطة) والبهدلة أمام المحاكم هو ذاته رئيس مصر التي قادها في مطبات بالغة الصعوبة.. إنّه ذات الرجل الذي أعاد مصر لمحيطها العربي دون أن يخسر التزاماتها الإقليمية الناتجة من اتفاق السلام مع إسرائيل. القانون في مصر الآن يحاصر مبارك بدفع من الساسة.. أسوأ كارثة تواجه القانون عندما يفقد حياده المهني.. لكن ذلك ليس بيت القصيد.. بهدلة رأس الدولة وحصار الأحزاب الحاكمة يعطل من مسيرة الثورة العربية.. كل رئيس يتعلّم من الذي خُلع قبله.. وكل حزب حاكم يرى مصيره من وراء الحدود. الرئيس علي عبد الله صالح اقتنع أنّ أيّامه كرئيس لليمن قد انتهت.. صالح يبحث في التفاصيل وعينه على الرئيس مبارك المحاصر مابين القاهرة وشرم الشيخ.. كتائب القذافي تقاتل في جسارة لأنّها رأت كيف يلتهم التمساح صيده في تونس.. ليس للجان الثورية في ليبيا غير أن تقاتل.. القائد القذافى يرى أن خياراته باتت محدودة.. إن أفلت من الثوار سيجد المحكمة الجنائية في انتظاره.. كل أفعاله الآن مثل القط المُحاصر في زاوية ضيّقة. السودان مجابه بواقع متشابك.. الحزب الحاكم مهيمن على كل القطاعات الحيوية.. رموز الدولة نهاراً هم قادة الحزب ليلاً.. التعيين في المناصب المهمة وإلى وقت قريب كان يضع أهل الثقة قبل أهل الكفاءة. أي رسالة إصلاح يجب أن تحاول كسب قطاعات من دخل الحزب الحاكم .. محاولة اجتثاث الحزب الحاكم من جذوره ليست مسألة سهلة.. ويمكن أن يدفع ثمنها البلد الذي لا يحتمل المجابدة.. عليه من اليسير تحقيق إصلاح توافقي داخل السودان.

التيار

تعليق واحد

  1. قال لويس الرابع عشر (( انا الدولة والدولة انا )) فانتهى به الامر معلقا على مقصلة الثورة الفرنسية
    قال صدام حسين (( العراق وصدام كلمة واحدة )) فانتهى به الامر معلقا فى حبل المشنقة فى يوم يعلق فيه المسلمون الاضاحى على الحبال – بعد الذبح طبعا
    قال حسنى مبارك (( اكمال فترة رئاستى الحالية خط احمر )) فانتهى به الامر فى المستشفى العسكرى لايجرؤ على مغادرته لان خارجه تنتظر الكلابيش
    قال القذافى (( من لايحب معمر القذافى لايستحق الحياة )) وهاهى رسله تجوب مشارق الارض ومغاربها بحثا عن منفى يقيه شر اوكامبو وغضبة شعبه
    كلها انظمة ضرب بها المثل فى البطش والعنجهية – فاين هى من نظام انقادك هذا الذى تدعى ان اقتلاعه ليس سهلا؟؟
    تذكر قوله تعالى (( تعز من تشاء وتذل من تشاء )) واعلم انه يمهل ولايهمل…. ولا انت عايز بس تعيش مع العدس والزبادى للابد؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..