أخبار السودان

أردوغان يدعو الأتراك لـ«الاستعداد للحرب»..«مناوشات» بالمدفعية بين القوات التركية والسورية.. وبان كي مون يحذر من التصعيد

تواصلت «المناوشات» العسكرية التركية ? السورية، وسط ارتفاع مطرد في لهجة الخطاب التركي الذي وصل إلى حد إعلان «الاستعداد للقيام بكل ما يلزم» من قبل رئيس الدولة عبد الله غل، و«الاستعداد للحرب» من قبل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي وصفت مصادره لـ«الشرق الأوسط» المعارضة الداخلية للحرب مع سوريا بأنها «تأويلات لا معنى لها».

وقالت المصادر إن التفويض الذي نالته حكومة أردوغان «ليس تفويضا للحرب، لكنه تفويض للاستعداد لكل الاحتمالات.. والحرب من بينها». واستغربت المصادر كلام المعارضة عن رغبة أردوغان، في جر البلاد إلى الحرب مع سوريا، قائلة إن «أمن وسيادة تركيا فوق أي اعتبار، ونحن أمة عظيمة كل من جربها بالحرب خاب أمله».

وفيما كانت المدفعية التركية ترد أمس لليوم السادس على التوالي على قذائف سورية سقطت في الأراضي التركية، آخرها في الثالثة من بعد ظهر أمس بتوقيت أنقرة، حيث أفيد عن سقوط عدة قذائف في مناطق غير مأهولة قرب قرية حاجي باشا القريبة من الحدود السورية، تمنى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «أن يضع النظام السوري عقله في رأسه، ويحجم عن الأعمال العدوانية تجاه تركيا وتجاه شعبه». وأكد أن تركيا ستظل تدعم الشعب السوري حتى يكون النصر حليفه في حربه التي يخوضها للدفاع عن نفسه وعرضه وحقوقه المشروعة. وتحدث أردوغان عن «العجز تماما عن فهم موقف حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض حيال الأزمة السورية»، مخاطبا المسؤولين عن ذلك الحزب، سائلا: «لقد لقي 5 من مواطنينا حتفهم في الهجوم على بلدة أقتشة قلعة قبل أيام، إذ ماتت أم وثلاثة أطفال، فمع من أنتم مع نظام الأسد، أم مع الضحايا؟».

ورد أردوغان على الانتقادات التي توجهها المعارضة التركية لمذكرة التفويض التي صادق عليها البرلمان التركي صبيحة الهجوم، موضحا أن هذا التفويض يمنح الجيش التركي والحكومة التركية الجاهزية لشن أي هجوم خارج حدود البلاد عند تعرضها لأي هجوم في أي وقت، ولا سيما في تلك الفترة التي تشهد توترات كبيرة على الحدود.

واستغرب أردوغان بشدة ما يقال من جهات تستنكر الحرب، قائلا: «فلنكن جاهزين على الأقل، وليكن معنا تفويض بالحرب، وإذا لزم الأمر خوض حرب، نفعل اللازم»، مضيفا أنهم كحكومة لن «ينتظروا رأي المعارضة للحصول على إذن منها، فهذا أمر ليس حسب أهوائهم».

كما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن الرئيس التركي عبد الله غل، قوله إن «الحكومة، في هذه المرحلة تبقى على اتصال دائم مع رئاسة هيئة الأركان العامة، للتشاور، وإنها تقوم بتنفيذ ما هو ضروري لمواجهة التطورات»، مشددا على أن «تركيا ستتخذ كافة الخطوات المطلوبة بشأن سوريا».

وأشار غل إلى أن «ما يحدث في سوريا أسوأ سيناريو ممكن في البلاد ويؤثر على تركيا بشكل مباشر، والشعب السوري يعاني من ويلات هذا السيناريو»، مؤكدا أنه «لا ينبغي استمرار الأحداث في سوريا على نفس النهج»، مشددا على أن «ما يحدث مؤشر على أن التغيير قادم، إلا أن رغبة تركيا تتلخص في عدم إراقة مزيد من الدماء السورية وتدمير المدن وتحول سوريا إلى دولة مدمرة». وأضاف غل أن «بلاده ترغب في انتقال السلطة في سوريا لتجاوز مزيد من الدماء والدمار»، داعيا المجتمع الدولي إلى «مزيد من الاهتمام بالقضية السورية، والتصرف والتحرك بمسؤولية وتأثير أكبر».

إلى ذلك، قال السفير السوري في موسكو، «رياض حداد»، إن دمشق لا ترغب في نشوب حرب بينها وبين أنقرة، مؤكدا أن حكومة بلاده، لا تزال تحقق في حادث سقوط قذيفة على مدينة أقجة قلعة، التي خلفت مقتل 5 أتراك في الرابع من الشهر الحالي. وأضاف حداد، في حديث لوكالة «إيتار تاس»، الروسية أن بلاده لم ترغب في الهجوم على تركيا، وهذا أمر واضح، حيث إن دمشق أرسلت إلى أنقرة تعازيها جراء الحادثة المؤسفة، واصفا الشعبين التركي والسوري بالشقيقين، في وقت اتهم الحكومة التركية بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية السورية.

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من الوضع «البالغ الخطورة» على الحدود السورية التركية، وذلك في افتتاح أول «منتدى عالمي للديمقراطية» في ستراسبورغ.

وقال بان كي مون أمام مجلس أوروبا الذي جمع لهذا المنتدى أكثر من ألف شخص من مسؤولين سياسيين وخبراء وناشطين، إن «الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأساوي.. ويطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة». وأضاف أن «تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران في غاية الخطورة»، وقال: «مع اقتراب فصل الشتاء نحن بحاجة إلى أن يلبي المانحون بمزيد من السخاء احتياجات السكان في داخل سوريا واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 ألف لاجئ في الدول المجاورة».

وبعد أن عبر «عن قلقه الشديد إزاء التدفق المستمر للأسلحة إلى الحكومة السورية، وكذلك إلى قوات المعارضة»، دعا مون كل الأطراف، وسط تصفيق حار من الحاضرين، إلى «وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي. لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة». وأضاف: «أطلب بشكل عاجل من الدول التي تقدم أسلحة أن تتوقف عن ذلك. إن عسكرة النزاع لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع».

وقال مون إن الوضع في سوريا «يثبت إلى أي حد أتت عمليات الانتقال الحالية – التي أوحت بمثل هذا القدر من الأمل والتغيير – بارتياب وخوف أيضا.. إن النجاح ليس مضمونا، وبناء الديمقراطية يستغرق وقتا».

وتابع، أن الرئيس السوري بشار الأسد «وبقية القادة الآخرين في العالم يجب أن يصغوا إلى مواطنيهم قبل أن يفوت الأوان». وقال: «أبقى على قناعة بأنه علينا أن نسعى إلى حل سياسي للنزاع، وأدعو كل الذين لديهم نفوذ على أي جهة في سوريا، إلى استخدامه من أجل تشجيع حل سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..