مسؤول التسويق ببرشلونة: مشكلة شاليط أثرت سلبيا على النادي
– هيثم عرابي
يعد التسويق الرياضي من أهم عناصر منظومة الأندية المحترفة و لا نعتبر مبالغين ان اكدنا انه العلامة الأهم في استراتيجيات وميزانيات كل الأندية العالمية و الذي على أساسه تسعى جميع الأندية الى فرض سيطرتها على الأسواق المحلية و العالمية دعما للموارد و ترسيخا لقاعدة جماهيرية مترامية الأطراف هي الضمان الأول لنجاح تلك المنظومة الرياضية.
ومع هذا السعي الحثيث, يبدأ تشابك العلاقة بين فكرتي السياسة والرياضة أملا في نشر افكار معينة تدعم أياً من المجالين. ولعل ماحدث بالأمس القريب من نادي برشلونة الأسباني وما تناقلته وكالات الأنباء عن الدعوة المقدمة للجندي الإسرائيلي جلعاد شليط خير مثال على ذلك.
وقد سبق وانفرد بنقل وجهة نظر برشلونة الرسمية عن طريق مسؤول الإعلام بالنادي الكتالوني (السيد /تشيمي تيريز) و اليوم ينفرد كووورة بحوار صوتي مع السيد /بيدرو فرناندو مينيتسير (مسؤول التسويق الإستراتيجي بنادي برشلونة الأسباني) والذي وجّه له من خلاله العديد من الأسئلة عن التسويق و رؤيته للمستقبل في تطوير هذا القطاع ..
كيف تابعت لقاء الكلاسيكو الأخير؟
ليس مصرحا لي بالحديث عن كرة القدم ,فدوري تسويقي و لكني سأتحدث كمشجع.لقد كانت مباراة رائعة و مختلفة و لم يكن هناك عنف متبادل بين اللاعبين كما كان في المرات السابقة، بالتأكيد كان لقاء ممتعا وكلا الفريقين كانه بإمكانه خطف الفوز، وبنهاية المباراة كان الجميع سعداء بالنتيجة والآداء. عادة ما تؤثر مباريات الكلاسيكو على الحياة اليومية للناس, وعندما يكون الجميع سعداء بهذه النتيجة فهذا يعطي دلالة جيدة.
و ماذا عن المكاسب التسويقية من لقاء الكلاسيكو الأخير؟
ليست بين يدي الأرقام الفعلية الآن و لكن عندما يكون هناك عدد متابعين يقارب من ال 400 مليون فبالتأكيد هناك مكاسب هائلة و رائعة من الإعلانات و الرعاة و البث و الحقوق التلفزيونية سواء لبرشلونة أو ريال مدريد على حد السواء فالجميع يستفيد من مثل هذه اللقاءات و ليس الأندية فقط وتتجاوز حدود المكاسب الناديين و تتخطاه الى الحركة الرياضية و المهتمين بها كصناعة.
تحاورنا سابقا مع مسؤول من ريال مايوركا وأكد لنا ان هناك عدم عدالة في توزيع الحقوق التسويقية الخاصة بالدوري اذا ما قورنت بحصص برشلونة و ريال مدريد , ماتعليقك؟
الأمور لا تقاس بهذا الشكل، فالمسألة عرض و طلب ومن المعروف ان برشلونة و الريال صاحبا اعلى نسبة مشاهدة بين الأندية و هما المرشحين الأوفر للمتابعة بحكم منافستهما على كل الألقاب المحلية والدولية و النتائج في اخر اربع سنوات خير دليل. صحيح ان انحسار المنافسة بين برشلونة والريال يقلل من العوائد التسويقية فعلى سبيل المثال الدوري البرازيلي في آخر موسم له انحسر التنافس على اللقب بين 6 فرق مما أضفى ثراء على الإيرادات التسويقية و ساهم في زيادتها عكس ما يكون بين اثنين فقط.
وماردك على ماذكره من عدم قدرة بعض الأندية على اتمام تعاقدات قوية ينافس بها برشلونة و الريال و ذلك لأن الإيرادات التسويقية غير كافية وهو ماعتبره غير عادلا؟
بالفعل صعب جدا ان ينافسوا الا لو تمكنو من الحصول على موارد اضافية و اعتمدو على لاعبين شباب مميزين او يقدم فريق الناشئين موهبة استثنائية مثل ميسي و المشكلة الأخرى انهم حتى ان وجدو تلك المواهب فسيقومو ببيعها للحصول عل اموال و شراء لاعبين جدد، هي دائرة مغلقة من الصعب الخروج منها.
في رأيك لماذ يتم الغاء العديد من المباريات الودية حول العالم على الرغم من اجراء اتفاقات بشانها؟
بالفعل هي ظاهرة و اضحة الفترة الماضية لأن المقابل المالي المطلوب سداده يكون كبيرا. فهناك العديد من الأندية الأوروبية تطلب مليون او 2 مليون يورو وهذه مبالغ طائلة جدا ومكلفة و عالية خاصة مع عدم قدرة الحقوق التلفزيونية والبث و الإعلانات على الوفاء بهذه المبالغ. أندية أوروبية قليلة جدا هي القادرة على الوفاء بهذه التكاليف المالية و لكن مع سوء الحالة الإقتصادية حول العالم , ارى ان هذه الأرقام سيتم تخفيضها حتى أن الأسواق الصغيرة نسبيا لن تكون قادرة على التعامل مع مثل هذه التكاليف الباهظة.
أظهرت مشكلة جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي مدى تداخل السياسة و الرياضة في التأثير على النواحي التسويقية، وهو ما عزالدين الكلاوي رئيس تحرير موقعنا كووورة في مقاله عن تأثر الجانب التسويقي لبرشلونة بمثل هذا التصرف, مارأيك؟
بالفعل تحدث تأثيرا فالأندية مثل برشلونة وايضا ريال مدريد تواجه قرارين أحدهما يخص السياسة العامة للنادي والقرار الثاني هو القرار التسويقي، فبالتأكيد أثرت هذه المشكلة على النادي ودعني اخبرك ان هذه الأمور عادية و وارد حدوثها يثار حولها بعض الضجيج وقت صدورها و لكن في اليوم التالي تنتهي يتأثر بعض الأشخاص بهذه الأخبار و ليس كل الناس فمرة يتحدث الجميع عن كاتالونيا و مرة أخرى عن المدرب مورينيو هي مثل الفيس بوك يتغير البوست و هذا ما اعتدناه.
دعني اخبرك بصراحة لم يكن التأثير اعلاميا فقط , بل هناك تأثير سلبي على الناحية التسويقية خاصة من جانب جماهير برشلونة في العالم العربي. ماتعليقك؟
بمنتهى الوضوح، يهتم النادي بالجوانب التسويقية مثل اهتمامه بمشاعر الناس، ماحدث لم يكن مقصودا ان يجرح به مشاعر احد قد يكون هناك اختلاف في اسلوب التعامل مع الموقف و لكن بالتأكيد سواء اختلفنا او اتفقنا فلم يكن المقصود بالمرة اغضاب أحد بمثل هذه الخطوة.
هل ترى أي تغيير على النواحي التسويقية لكرة القدم مستقبلا؟
بالتأكيد، هناك عالم الديجيتال القادم بقوة، لابد ان تتجه الأندية نحو استخدمات الديجيتال وليس المقصود منه “الفيس بوك” ولكن يمكن ايضا زيادة الموارد عن طريق هذه التكنولوجيا واعتقد ان نظم الرعاية ستتغير، لا اعلم ما سيحدث و لكني اتوقع ان تتغير هذه النظم و يصبح الإتجاه نحو العالمية هو السائد.
كووورة
