القياده الملهمه . . امل التغيير القادم

منذ فجر الاستقلال الاول . . والسودان تحكمه قيادات استنفدت رصيدها ولم يعد في جرابها ما يصلح لتقديمه لهذا الشعب العظيم الذي صبر من اجل ان يري هذه البلاد التي لا تنقصها الموارد ولا الكوادر البشرية المبدعة ، والتي تم تشريدها بقصد ، او بغير قصد ، لتستفيد منها الشعوب التي تعرف قدر الرجال . . وسواء كانت هذه القيادة قد حكمت فعليا ، او تنتظر دورها علي دكه المعارضة ، فإنها تتفق جميعها ، الا مارحم ، بقياداتها التي شاخت في القيادة ، أو انتقلت الي الدار الآخرة وهي لا تزال تقود . . انه لامر مخجل حقا ونحن في عصر تقدم الشعوب ، ان ناسر أنفسنا ونحجم إرادتنا من الانطلاق وكل شعوب العالم التي نهضت يتقدم شبابها لقيادة هذه النهضة ، لكأنما حواء السودان قد عقرت لتلد غير حفنة من شخصيات يدور محور القيادة على فلكها ، الذي قاد البلاد إلى مصير مطموس المعالم ، وتقوقعوا بمستقبل أمة لا تنقصها من أسباب النهضة ، سوي قيادة مفعمة بالأمل والوعد تستلهم منها نهضة طال انتظارها . . وتضع اول بصمه نحو مستقبل أجمل تشتهيه وتتوق اليه كل نفس . . وتحجرت ذاكرتنا علي صوره الاداره النمطية ، منتهية الرصيد والصلاحيه . .
وما يؤسف حقا ويدعو إلى الغثيان ، هو أن بلادا تحتضن الكثير من الثروات التي تحسدنا عليها شعوب العالم . . ولا يزال النيل يجري في أراضيها ، ولا تستفيد من جريانه سوي الفيضانات المتكررة ، التي يمكننا أن نصنع منها مصادر لري أضخم المشاريع الزراعية ، والتي حتما سيفيض إنتاجها عن حاجتنا ، بدلا من ان تكون مصدر تعاستنا ، وتشريد أسرنا التي يبتلعها فائض النهر كل عام . .
لدينا من المعادن ما تفيض به الارض ، ويكفي ان يدير عجلة آلاف المصانع ، ويجعل من أمتنا في سنوات قلائل حلما ومثالا لشعوب العالم الناهضة ، بدلا ان نترك هذه الثروات المعدنية النفيسة ، للصوص الصين ، وهوامير الأرض الذين يأخذونها بابخس الاثمان ، نستوردها منهم بعد ان يقومون بتصنيعها ، بأثمان غالية باهظة . . تستنفد مخزون خزانتنا الشحيحة ، التي زادها فقرأ ، هذه الأيدي المعتدية ، التي لا حسيب ولا رقيب عليها . . والتي زادها نشاطا وحماسا ، قوانين التحلل ، والمحاسبة الهشة ، التي لم تعد مجدية لردع هذا الثراء الحرام الذي تفرخ وتفشي بفحش ، ليمتص عرق هذه الأمة ودافعي الضرائب من تعساء هذا الشعب . . لدينا من الأراضي البكر ، والتي ان استصلحناها واحسنا إدارتها ، لاخرجت لنا وديانها عالية الخصوبة من السنابل ، ما تعجز الآله من حصاده . . ولاختفت في عام واحد صرخات الجائعين التي تعجز عن وصفها أبلغ نظريات الجوع .. وما أكثر دموع الجائعين في بلادي . . وما أكثر تسولنا لقوت ، نتوسد ارض انتاجه البتول ، يمكننا في أرضنا الواسعة والتي وإن ذهب نصفها ، املا في ان يعود يوما ، والتي يحسدنا عليها الحاسدون ، أن نزرع الثمار والخضروات ، ولا حاجة لنا باستيراد الأطعمة المسرطنة والمحوره بالتقنيات العلمية ، التي فاضت سمومها في أجسادنا . . يمكننا زراعه الاعشاب الطبيه لننهي أزمة الدواء الذي حرم منه مرضانا . . فصار من يظفر علي جرعه ملاريا ، كمن ظفر علي الدنيا بحذافيرها . . لهذا الحد تقلص حلم امتي الي حلم من اجل جرعة دواء !! . . . يمكننا أن نقتل أمراضنا التي تسببت فيها نفايات العالم التي نجمعها كل يوم ، لتكون لنا علاجا وطعاما وشرابا . . يمكننا زرع حتى مستحضرات التجميل والنباتات العطرية ، بدلا أن نستوردها بالاف الدولارات وآثارها الجانبية القاتلة . . يمكننا أن نكتفي ذاتيا بأرضنا الخضراء . . ولكن ذلك لن يتم ، ولن يكون أبدا في ظل اداره لا تنظر قيد أنملة إلى مستقبل امتها . . وتقودنا كل يوم إلى الوراء . . يمكننا ان نعيد انتاج محالجنا التي دمرها الحقد والانتهازية التي فينا تحتكر استيراد نفايات الشعوب و قمامتها ، أجهضنا محالج النسيج بجزيرة الخير ، وأدوها ودفنوها حية ، والقطن في أحشائها . .
ان العلم الحديث يقول لنا ، أن العقل يتوقف نموه بعد الاربعين . . ثم يبدأ بالتناقص كما بدا وحينها ، لا ينظر الانسان الا الي ماضيه الذي ذهب . . لانه صار الآن رجلا بلا مستقبل ، وكثير من الماضي الذي سيعيد انتاجه بكل تأكيد ، أن صار حاكما . . يجب ان لا نتوقع من إدارات نخره ، ورجال انتهى تاريخ صلاحيتها ، ان يبنوا لنا مستقبلا مشرقا مبتسما ، ويقودوا شباب أمتنا الذي صار وقودا حضارات الآخرين ، بطاقته التي احتضنتها مهاجر الغرب ، واستطاعت ان تبني منها مجدها . .
إن أمة بلا شباب ملهم يقودها ، لا تتقدم قيد أنملة نحو مستقبل واعد . . بل ، ستظل أسيرة ذاكرة صدئة ، تقودها الى الخلف ، والى مستقبل مظلم تتخبط حلكه ودمسه . . وهذا بالضبط ما يفسر لنا ، أننا لسنوات وسنوات ، عجزنا أن ننهض بوطن هذه عناصره وهذه امكانياته . . وسنظل على هذا العجز ، وهذا المستقبل الذي يزداد تعاسة كل يوم ، نبكي علي ماضينا الذي كان اجمل . . فنحن الأمة الوحيد في هذا العالم ، التي تسكب الدموع ، حسرة على ماض كان اجمل من غد يبعث على الغثيان . .
ان لم تدركنا قيادة شابة ، ملهمة ، تصنع التغيير وتبعث فينا الأمل ، وتصنع المجد المنتظر . .
قيادة تحتضن هذا الوطن الجميل ، بكل تنوعاته وارثه الثر ، بعيدا عن اي عصبيه لدين ، او عرق ، او قبيله ، او لون . . قيادة تؤسس لديمقراطية طال انتظارها ، تحترم الآخر وتستمع له باذن واعيه . . وتضع لبنات النهوض لسودان يسع الجميع ، وتتساوى فيه حقوقهم ، يتفقون لأجله ويختلفون لاجله ، ويظل الود بينهم باقيا لا يفسده خلاف رأي . .
قيادة تؤمن بانها اتت لتذهب وتمهد الطريق ، وتفسحه لمن يأتي بعدها ، لا لتبقي ، حتى تشيخ وتهرم ، وتكون عبئا ثقيلا على هذا الوطن ، ولا مجال اصلا لشخص يبقي اكثر من اربعة اعوام في دكة الحكم ، حتى وإن كان يستلهم حكمه من السماء . . يجب أن تتجدد قيادات هذا البلد ، إذا أردنا مزيدا من التقدم والازدهار . .
قيادة تعي بأنها تدير وطنا ثريا بالتنوع ، لا مجرد قطيع ، وجوغه هتيفه وطبالين . .
قيادة تتواضع لشعبها ، ولا تتحداه وتستفز كرامته . . قياده تشجع كل منتج يدير عجلة الانتاج ، وتحفز كل عامل شريف ، يبذل جهده من أجل هذا الوطن ، ولا تنكفئ على جيوش العطالة ، والانتهازيين الذين يتسلقون أكتاف الآخرين ، و ينتهزون عرق الكادحين .. قيادة تعرف قدر الرجال ، ولا مجال لأنصاف المفكرين والعقول الهشه المتقوقعة خلف سيكولوجية الحزب الواحد العقيم . .
قيادة تعي أنها لكافة أهل السودان قد جاءت . . وفوق كل هذا تعي تماما أنها ليست باكبر من السؤال ، ومساءلة القانون ، ومؤسسيه الحكم ومرجعيته الدستورية . . فلا كبير على العدل حتى وان كان رئيس البلاد . . ولا حق مهما صغر ستسقطه المناصب والرتب . .
آن الاوان ان تتوحد إرادة هذا الشعب خلف اداره شابة قوية ملهمة . . لا وقت لدينا للبكاء على كوب مسكوب ، ولدينا ضرع الوطن الحلوب ، الذي يكفينا جميعا ان احسنا الاختيار . . لا وقت لدينا لنضيعه بما فعله أهل الانقاذ وما سرقوه من خيرات بلادي . . فالحساب ولد ، بلغة أهل السوق . . والحق لا يضيع بالتقادم بلغة القانون الذي سيكون الفصل في أي جدلية حق مغتصب . .
لدينا ثورة تشتعل في نفوس شبابنا الان ، قبل أن تشتعل في وسائط التواصل الاجتماعي والكيبورد ..
ومن أوجب واجباتنا اليوم ، ان نشجع هذه الثورة الملهمة . . فليس عيبا كما اسلفت ان يبتكر الشباب ثورته مستفيدا من أحدث العلوم . . بل إنه لفخر وعزه أن نستفيد من أدوات عصرنا في بناء أمتنا . . ونفس هذه الوسائط التي ارجعت أردوغان يوما إلى الحكم حين استخدم تطبيق تيليجرام ، مخاطبا شعبه . . ونجح في ذلك . . سنعود لاستخدامها مرات ومرات .. وسوف لن تخمد هذه الثورة إلا حين يعود هذا الوطن . .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..