عندما يكون الحديث( لايعشر ولا يلد )!!

شكلت العامية السودانية منذ قديم الزمان ثقافة ووعى الاجيال المتوارثة فكل جملة لها موقف آنى وفلسفة قول تقارع اساطين علماء النفس والاجتماع والسياسة لما لها من ظلال تمتد الى الاف السنين مناسبة لكل الازمان لأنها مستوحاة من قلب بيئة الانسان وسنة الله فى الكون وليست كشمار فى مرقة.
ومن العامية السودانية اتوقف عند جملة لا ادري ما الموقف الذي قيلت فيه بالضبط ولكنها اخذت انتشارا واسعا وسط المجتمع السودانى وصارت مضربا يمثل به عند حدوث مواقف مشابهه لذاك الموقف القديم ‘ دة الكلام البعشر ويلد) وتستخدم فى الغالب عند اختلاف الناس وابداء وجهات نظرهم المختلفة نحو موضوع واحد ،حتى يقدم احدهم مقترحا يمثل حلا عمليا يفك الاشتباك ويسارع فى الخروج من الازمة ويقدم نتائج ملموسة يتراضى عليها الجميع.
والمتابع لمسيرة الانقاذ ومحاولاتها المستمرة للاستمرار فى الحكم بتقديم معالجات لاتسمن ولاتغنى من جوع على مراحل رامية فى كل مرحلة ازمة بمقترحات وقرارات يحسبها الظمآن ماء ويسير ليال طوال متمسكا بالصبر ليجد نفسه فى متاهات صحراء بيوضة وسرابها ، تبدا بعدها مرحلة اخرى من احاديث السراب والمواطن يزداد عطشا وجوعا متمسكا بأمل الصبر والجديد من فقه المرحلة الذي لايقود الا لمتاهات اخريات ، فميشاكوس واخواتها من اتفاقيات السلام المزعوم حتى نيفاشا والدوحة لم تزد الاوضاع الا سوءا والخدمات الا تدهورا ، حتى الشامة الوحيدة فى خد الانقاذ البترول ذهب جنوبا بعد ان دفع ثمنه الشمال دماءا وفقرا ، والكلام مستمر ومحاولة المعالجات لاتتم برؤية وطنية بحتة بل بمزيد من التشبث بالحكم ومحاولة ايهام المواطن الغلبان بأن هناك حلولا فى الطريق ، عشما فى رؤية مولود تقر به عينه.
فكل التطمينات والمعالجات التى تمت وستتم لا تمثل حملا يمكن أن تعقبه ولادة جنين معافى ، يمثل غد الوطن المشرق ، فالحوار الذي يعتبره الجميع انه ‘الكلام الذي يعشر ويلد ” بدا حتى مناصروه وعرابوه فى التململ بان بعض التوشهات قد اصابت عضمه الاساسي وسيخرج مشوها غير قادر على النمو الطبيعى وقد يموت قبل ان يخرج من رحم قاعة الصداقة بعد ان استمرت عملية تلقيحه قرابة الثلاث سنوات، فعدد الكروموسومات فيه اقل بكثير من (46) كوروموسوم ، كما الصراع الدائر حول من يسمى المولود الجديد بعد ان يخرج للحياة فكل الاحزاب المشاركة فيه تعتبر نفسها الاب الشرعى للحوار ، وبالتالى لابد ان تكون صاحبة النصيب الاكبر فى مخرجاته ومناصبه ، واخرى ترى انه صنيعة حزب واحد فقط هو الذي دعا اليه وبالتالى لن يترك للاخرين غير الفتات ، كما أشعب فى قصص المطالعة الابتدائية ولكن الجميع على علم بأن اشعب غير قادر على الانجاب ,بعد فشلت كل محاولاته فى انجاب مولود سليم معافى طوال سبعة وعشرين عاما ، ظل على الدوام يبشر الناس بمولود غير مشوهه وماعليهم الا الانتظار وللاسف كل اطفاله منذ الابكار الاستراتيجية القومية وثورة التعليم وترعتى الرهد وكنانة حتى نيفاشا والدوحة ماتت فى شهورها الاولى لجملة العيوب الخلقية التى ولدت بها حتى حوار الوثبة والحوار الذي يبدو انه يسير فى نفس الاتجاه طالما تململ بعض عرابوه والمشاركين وخرجوا للملأ من داخل غرفة العمليات محتجين يحدثون الناس عن عملية الجز والبتر التى طالت أساسيات تم التوافق عليها داخل الغرف المغلقة ، ولم تبين لحظة المخاض ، فهل يمكن ان نعتبر كل أحاديث النظام ووعوده كلام لا يعشر ولا يلد؟؟؟
[email][email protected][/email]