نحن قادمون ..الجيل الجديد‏

من نحن ؟! نحن قوى الجيل الجديد .. قوى حديثة نافذة أفرزتها التجربة السياسية السودانية المتفردة ـ الشائكة والمعقدة ‏التركيبة والمتداخلة الشاكلات والسحنات والمزاجات والإنتماءات والهوية والهوى والمقاصد على مر الأزمان يقفون ‏على أعتاب تجربة باتت ماثلة وليدة تجارب ثرة قد إنتظمت البلاد ردحا من الزمان بشأن تجربة الحكم في السودان ولم ‏تنجح تجربة واحدة من بين ذينك التجارب في إدارة شئون البلاد فكانت كل تجربة هى الأسوأ من سابقتها أو بالأحرى ‏تكون بمثابة تكرار لفشل آنفتها وهكذا استمرت أنظمة الحكم المتعاقبة في السودان تكرار الفشل وإدمان الفشل الأمر ‏الذى أوصلنا إلى هذه الوضعية المعيبة المخيمة على السودان الآن بما يشكل محصلة قاعدتها تمدد المصالح الشخصية ‏الضيقة وأسها الفساد والظلم والتهميش والتمييز السلبى واللامبالاة .. هذا عن أنظمة الحكم الوطنية التى تعاقبت على ‏حكم السودان منذ بواكير الحركة الاستقلالية والفترة التى أعقبت الاستقلال وإلى يومنا هذا ..أما عن التنظيمات ‏السياسية السودانية فهى جميعها شريكة في إرساء دعائم الفشل الذى ظل ولا يزال يتربع بقوة على عرش الساحة ‏السودانية بما تردى بالبلد إلى مستوى الحضيض وجعله يتزيل قائمة الدول الأقل نموا في العالم مع أن السودان يملك ‏‏(مقومات الدولة العظمى ) لكن للأسف العقلية الإدارية البشرية والتى يخول لها إدارة شئون البلد كما في كل مرة هى ‏عقلية خربة مجردة من أى وازع ـ وطنى ـ عدلى ـ إنسانى ـ أخلاقى .. فتجدها هذه الأحزاب السياسية بأسرها فهى إما ‏متحالفة مع أنظمة الحكم وهى بالتالى تكون (مسيرة ما مخيرة ) أحيانا وفى أحيان كثيرة تجدها متذللة ومتملقة أومداهنة ‏لتلك الأنظمة الحاكمة وبذا تكون إختزلت تجربة حياتها السياسية والوطنية في إطار ضيق من التبعيات العقيمة ‏والولاءات العمياء لأنظمة الحكم تلكم مقابل محاصصات هزيلة وصفقات خاسرة ومساومات رخيصة وتبعات ذلك من ‏بيع للمبادئ والمواقف بأبخس ثمن .. وإثر ذلك صارت هذه الأحزاب السياسية قوامها (الكم ـ العدد) وليس (الكيف ـ ‏النوع) فعادت منطقة وعرة لا أحد يستطيع المسير في آجامها ليس خشية سطوة قسور غابها كنتاج لكونه عادلا أو ‏مستقيما أو حتى ديموقراطى .. بقدر خيفة المصير المجهول الذى يجعل الذى ينضوى تحت مظلتها يشكو عناء ترهل ‏الهياكل التنظيمية وهشاشة الأجهزة الإدارية وتيه البوصلة السياسية لهذه الأحزاب .. وإليه ظلت هى تعانى خواء ‏فكرى وإفلاس سياسي وهزال بنائى .. تردى بهذه الأحزاب إلى رصيف الذاكرة وعادت ليس لها دور يذكر في تسيير ‏دفة الأمور في البلد بمعزل عن دور الحزب الحاكم الأعلى صوت وهى من ورائه بكل غوغائية وسذاجة تردد تهليلا ‏وتكبيرا خارج سياقه ومضمونه ـ ألا رحم الله الرعيل الأول من جيل الاستقلال ـ فشتان بين تجربة هؤلاء (قوم تبع) ‏وذينك التجارب الخاصة بـ (جيل الاستقلال) لأن تجربة جيل الاستقلال تجربة تقدمية نهضت بالسودان وأخرجته من ‏نير الظلام الأجنبى إلى نور الحرية والاستقلال ..أما تجربة هؤلاء تراجعية أقعدت السودان سنين عددا وأرجعت البلاد ‏القهقري إلى آتون الاستعمار الوطنى و ديدنه الأشد وطأة من الأجنبى .‏
ماذا نريد نحن حيال قضايا الوطن ؟! مرادنا كحركة وطنية شبابية نافذة (الجيل الجديد) ومبتغانا على نحو أكيد ومحقق ‏‏(التغيير) بقصد إحداث نقلة حقيقية من تلك الأوضاع المعيبة إلى وجهة الإصحاح والإصلاح لكافة الأوضاع في كل ‏المجالات والصعد والمناحى والأسس والنظم والاسقاطات والمعايير والخطط والسياسات المعيبة التى ظلت معمول بها ‏في جميع فترات الحكم السابقة داخليا وخارجيا ؛ بما يشكل الوقوف على أعتاب مرحلة جديدة ترسم ملامح دولة وليدة ‏جديدة ظل يتطلع إليها جموع أفراد الشعب السودانى ويفتخرون بالإنتماء إليها ويفضلون البقاء والعيش في كنف أرضه ‏الغالية ولا يخافون إلا سطوة القانون العادل والنظام الراشد وهيبة دولة المواطنة والمؤسسات والقانون وإحترام ‏الحقوق والحريات .. دولة يتم تداول السلطة فيها سلميا عبر صناديق الإقتراع (موحدة دون أخرى موازية ) وفق ‏إنتخابات حرة حقا ونزيهة قطعا ,,. تأكيد لمفهوم ديموقراطى راسخ معنى ومضمون بما يتماشى مع المعايير الدولية ‏المعمول بها في هذا الشأن .. بما يؤسس لإرساء دعائم السلم والأمن والعدل والاستقرار والاستمرار ووحدة التراب ‏وحفظ سيادة الدولة وهيبتها من أي تدخل أو استلاب خارجى ، والعبور بالسودان إلى بر الأمان .‏
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..