لغتنا العربية تنحر على يد ساستنا !!

وافق (18 ديسمبر 2016) المنصرم اليوم العالمى للغة العربية . الحدث مرّ مرور الكرام ، وكأن العربية ليست بلغة ذات أهمية كبرى وعظمى ، مر اليوم العالمى للغة العربية ليُعبّر عن واقع لغة تعيش محنة ليس بيد أحد بل بأيدى أهلها الذين يدعون الانتماء لها .
فواقع اللغة العربية اليوم يغنى عن السؤال فإجادة التعبير أوالكتابة أو الحديث باللغة العربية اليوم أصبح مطلباً غالياً يعز على الكثير من المتحدثين بها في بلادنا ، وغيرهم من أبناء الأمة العربية، وهو يعز على الطالب الذى لم يعد قادراً على كتابة سطر واحد دون أخطاء إملائية، كما يعز على بعض المسئولين الذين لا يراعون ما ينبغى مراعاته من قواعد اللغة عند الحديث، فتجدهم يرفعون المنصوب، ويجرّون المرفوع، والناجى فيهم فقط هو من يحتكم إلى قاعدة «سكّن تسلم». أضف إلى ذلك بالطبع النطق العجيب لبعض المفردات، بصورة تعكس قدراً لا بأس به من الاستخفاف باللغة، اتكالاً على قدرة المتلقى على فهم المضمون، وهو عذر لا يُبرر خطأً ، بل أصبح الخطأ الشائع عندهم خير من الصواب المندثر !!
حقيقة نحن نعيش اليوم أمام لغة تُنحر على يد أهلها وخاصة ساستنا ومسئولينا ، ودعنى أشرح لكم كيف ؟!.
كلنا قد يكون استمع لخطب المسئولين في بلادنا و لعلنا سمعنا تلك الالفاظ ” السوقية ” التي يزين بها المسئول أو الحاكم خطابه الارتجالي مثل ” اطلع زيتكم ” واطلعو لي بره ” ” و ” حنساوي راسه ” و ” يلحس كوعو” “وبما أن تلك العبارات تعد خروج سافر علي أدب الخطاب الا أنها في نفس الوقت نحر للغتنا العربية واهانة لها ، فقد تكونوا تابعتكم عبر ” تويتر ” مئات التغريدات من سفارات اجنبية تشكو من صعوبة اللغة المستخدمة في كثير من العبارات والجمل في خطب المسئولين السودانيين ، لترجمتها للغات عالمية أخرى !!
وأمر آخر بسيط يعكس مدى الاستهتار باللغة العربية ، وذلك عبر المراسلات التي تتم عبر وسائط ووسائل التواصل الاجتماعي !!
كلها أساليب أبتدعت لتغريب اللغة العربية ،ثم تمهيداً لنفيها من حياة الناطقين بها.
ففى السنوات الأخيرة – ودون انذار- بدأت أجيالنا تتخاطب بنفس خطابات المسئولين ، والتي كان من الامكان صون عباراتها واظاهر قدسية العربية من خلالها ، بل بدأت أجيالنا تتحول إلى ما أطلق عليه الكتابة “الواتسابية” ولجأ الكثيرون إلى استخدام الحروف اللاتينية فى رسم الكلمات العربية، سواء عبر رسائل الموبايل أو الشات وخلافه، إلى حد أن أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من أجيال ستكون صلتها باللغة العربية أشبه بصلتها باللغة الصينية. لا تتعجّب من هذا التوقّع، لأن المسألة لا ترتبط بنزعة “جيلية معينة” فقط، بل ترتبط بثقافة اجتماعية وثقافة عمل تضرب اللغة الأم وتحتفى بكل ما هو أجنبى!.
فمن الضرورى الاهتمام باللغة العربية الأم من الجميع خاصة في الخطب السياسية ووسائل المواصلات والاتصالات بكل افرعها وانواعها ، فاللغة تُعبّر عن الهوية القومية للإنسان ، وعيب علينا أن نقتل بأيدينا لغة حية، فى وقت نجد فيه دولة الكيان الصهيونى، تُحيى اللغة العبرية من عدم..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في كل العالم لغة السوشال ميديا هي لغة الحديث اليومي و تكتب باختصارات.. العيب هو الخطب الرسمية

  2. اهانة= إهانة
    أبتدعت= ابتدعت
    انذار= إنذار
    والتي كان من الامكان صون عباراتها= والتي كان (في) (الإمكان) صون عباراتها
    واظاهر= إظهار
    افرعها= أفرعها
    انواعها= أنواعها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..