عقدة الحريات الصحفية

مع شروق أول شمس في 2017، تتكاثف الغيوم في سماء الصحافة السودانية فتزداد حالة الشد والجذب والتوتر بين الصحافة والسلطة، تأكيداً لحقيقة علمية تقول إن نقص أشعة الشمس يتسبب في نقص فيتامين D الذي يؤدي الى القلق والتوتر وشيء من الاكتئاب..
الحالة الصحفية في بلادنا غير متعافية يا سادة، وصحافتنا وإن كانت قد حققت مكتسبات على مستوى النصوص والتشريعات القانونية لكن نفس هذه التشريعات تصفع بها مؤسسات الدولة وجه الصحف في كل يوم..
العلاقة بين الصحافة والسلطة لا تزال علاقة عليلة جداً فلا طلاق بائن فيها وبإحسان ولا إمساك بمعروف وامتنان بما تقدمه الصحافة من دور مهم جداً في واقع سياسي وأمني واقتصادي معقد في السودان.
لمصلحة من؟؟.. هو السؤال الذي طرحه الأستاذ عثمان ميرغني في مقاله أول أمس معلقاً على قرار مجلس الصحافة بتعليق صدور صحيفة التيار لمدة ثلاثة أيام.. وهو السؤال الذي يصلح للطرح في حالة قناة أم درمان الفضائية ويصلح للطرح في كل حالات حجب أشعة الشمس هنا وهناك ونحن في عالم ساطع وحر ومتجاوز تماماً لمرحلة الحجب والمصادرة ومنتجة الضوء وتقطيعه.
لمصلحة من؟ هو السؤال الذي يفتح المجال لمناقشة هذه العلاقة المتأزمة ومعالجة قضية الحريات الصحفية ليس على أساس إلزام السلطة قانونياً أو دستورياً بعدم المساس بحرية الصحافة فقط، بل أيضاً على أساس تزود السلطة بقناعات حقيقية تجعلها تحرص من جانبها على حماية وصيانة حرية الصحافة وحرية الإعلام المهني المسؤول، في وقت تسهل فيه صناعة إعلام إلكتروني بديل أوسع انتشاراً وأقل تكلفة لكنه أيضاً أقل مسؤولية ولا يحقق الدور الوطني المطلوب من الصحافة كسلطة رابعة خاضعة لدستور الحقائق لا الشائعات وميثاق الحصافة والموضوعية لا الإسفاف والسقوط.. الصحافة التي تمارس مهمتها النبيلة في الرقابة والتنبيه بل التصحيح والدفع في الاتجاه الصحيح..
الصحافة التي تواجه الفساد بما يحفظ الحق العام والمال العام وليست صحافة العلاقات العامة التي تغض الطرف عن البعض وتهاجم البعض الآخر بمعايير مختلة تراعي مصالح شخصية وتساهم في حماية الفساد.
نحن لا نريد أن نتصالح مع واقع الحريات الصحفية في السودان الآن بالمقارنة مع أوضاع الحريات الصحفية في محيطنا الإقليمي ودول الجوار، فالكثير من تلك الدول لا تتمتع فيها الصحافة بأدنى درجات الحرية لأنها لا تمتلك كل هذا الرصيد التاريخي من الوعي الحضاري الذي نمتلكه نحن، لذلك حين نتحدث عن الحريات الصحفية نريد أن نحقق لأنفسنا حرية صحافة تناسب تاريخنا وتتناسب مع بلد مثل السودان كان قد تمتع بالحريات وتنسم عبير الثورات سابقاً لتلك الدول المجاورة بخمسين عاما ويزيد.
وهذه الوضعية المستحقة من الحريات الصحفية تقتضي بالطبع التأكيد على ممارستها بما يناسبها من المهنية والمسؤولية.
نريد لعام 2017 أن يضع نهاية لسوء التفاهم بين الصحافة والسلطة، نريده عام تحقيق الحريات الصحفية على أسس ثابتة ومعروفة وفق مبدأ الحقوق والواجبات، التي لا مكان فيها للمزاجية وللتقديرات الهلامية غير الواضحة والمعروفة.
أن تعمل الصحف والقنوات الفضائية السودانية تحت أشعة شمس السودان التي تحقق لجسد الوطن احتياجه من فيتامينات الحياة، أفضل لها وللسلطة من أن تهاجر تلك الصحافة في أرض الأسافير الواسعة وتصيبها أمراض الغربة ومضاعفات الإفراط في التعرض لأشعة الشمس الحارقة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
أوعدك يا جمال بأنه لن يتغير شيء ، وسوف تظل السلطة في تربصها بالصحافة والصحافيين الشرفاء ما دامت السموات والأرض. لماذا يا جمال تسمى تعسف السلطة وجورها على الصحافيين والعنف معهم وتشريدهم بأنه (سوء تفاهم…!!؟؟ يا راجل إستحي..!!)
ولماذا تتحاشى النطق بإسم الجائر الغاشم وهو جهاز أمن الدولة لتأتي بمسميات أخرى مثل مؤسسات الدولة…!!!؟؟ إستح يا جمال من ربات الخدور الصحافيات اللاتي جهرن بقولة الحق نصرة للضعفاء وتم إهانتهن أيما إهانة بواسطة كلاب الأمن القادمين من الأسر التالفة.
إستح يا جمال…نخجل ليك أنحنا…!!؟؟