حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم !!

حاول سعادة نائب رئيس المؤتمر الوطنى ابراهيم محمود أن يجد مبرر لاعتقالهم للصحفيين والناشطين والمعبرين عن آرائهم بطرق سلمية من قادة الاحزاب السياسية والمهنيين بقوله : ” إن امريكا لديها معتقلين فى سجن غوانتنامو جلبتهم من بلاد متعددة بدعوى تهديد الأمن القومى الأمريكى” ..

فالمقارنة بين سجناء جوانتنامو و معتقلي السودان رديئة للغاية وفي غير محلها اطلاقا ، ، لان سعادته قصد بقوله الفائت : ان لامريكا سجناء ومعتقلين فلم لا يكون في السودان أيضا سجناء ومعتقلين” ? بهذه البساطة – !!

ياااسلام عليك ، فامريكا تعتقل وتقتل لذلك كان لا بد ان تقلد امريكا انت وتعتقل مثلها !!

أولا : ان معتقلي غوانتنامو لا يوجد بينهم امريكي واحد ، بل امريكا التى تعقد معها مقارنة لا تنتهك دستورها الذي وضعته ، ثم أنها تطبق الديمقراطية باوسع ابوابها والامثلة كثيرة على ذلك ، وكذلك تحترم حقوق الانسان خاصة المواطن وتدرك معنى المواطنة والحقوق والواجبات ، فامريكا تعتقل في غوانتنامو الاجانب الذين يفجرون سفاراتها وقطاراتها و.. و.. ويهددون امنها القومي بحقائق موثقة وتضعهم وتعتقلهم خارج حدودها ، أتعلم لماذا ؟ لأنهم يحترمون الدستور الامريكي !!

ثانيا : المسلمون هم أهدى الناس سبيلا؛ لذلك أقامنا عز وجل في مقام الشهادة على جميع الأمم، فكيف يجوز لنا بعد ذلك أن نتبع مَنْ هم أقل منا وقد شابهم الضلال وأغرق أكثرهم. والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: “لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ “.
حتى وان كان الامريكان يعتقلون ويسجنون الاخرين ، فهل يجوز لكم ان تتبعوهم وتقلدوهم في ذلك !! أم أنكم بهرتكم الحضارة الغربية؛ فاردتم أن تؤدوا دور الوسيط الحضري، أو انكم افتقدتم للقدوة الحقيقية الصحيحة في الاسلام فبدأتم تبحثوا عنها في الغرب!!

ثالثا : لا مجال هنا للمقارنة ابدا ، فانكم اعتقلتم سودانيين وفي وطنهم وفي حق من حقوقهم كفله لهم الدستور ، “راجع الفصل الثاني المواد 28 / 29 /31 من دستور السودان الانتقاليبسنة 2005م ” ، ثم أن الاعتقالات هنا طالت كل الشباب وشملت كل الناس بالفصل والتشريد ، لا لذنب اقترفوه ولكن لانهم قالوا : لا للانقاذ لا للظلم لا لتكميم الأفواه !!

رابعا : لنفترض ان امريكا لها معتقلين سياسيين ، فلم تتبعونها في الظلم وهي صهيونية ظالمة ؟ فالتقليد ، ليس هو الطريق الوحيد الذي عليه أن تسلكه للوصول إلى تلك الأفضلية، وقد يكون معظم ما هو مستغرب من تلك العادات والسلوكيات مرفوضا في ديننا، فكيف نقبله ونستسيغه؟! فكم هي عميقة بحار الاستدراج، وكم هي قريبة خطى الانزلاق نحو بدع الغرب، وما يقدمونه من آفاتهم وعاداتهم التي تحيد عن عادات الإسلام وقيمه وغراس التقاليد الاسلامية الأصيلة. ورسولنا العظيم قد نهى عن التلقي من أهل الكتاب، هذا إن كانوا أهل كتاب في الأساس، فما بالنا بمَن حرّفوا وضلوا وأضلوا؟! عن جابر أن عمر بن الخطاب أتى إلى النبي (ص) بكتاب أصحابه من بعض أهل الكتاب فقرأه عليه؛ فغضب وقال: «لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حاضرا ما وسعه إلا أن يتبعني»

إن الاستمرار في الاعتقالات لا يمكن أن يبرر بتلك الحجج الواهية ، فإن بعض السياسيين والمعارضين التابعين لبعض الاحزاب السياسية و الذين اعتقلوا بالتزامن مع السياسات الاقتصادية الأخيرة ، اطلق سراحهم قبل بضعة ايام وقد ذكروا أنهم لم يخضعوا لاى تحقيق، ولم يتحدث معهم أحد منذ اعتقالهم حتى اطلاق سراحهم، فماذا يسمى سعادة نائب رئيس المؤتمر الوطنى مثل هذا النوع من الاعتقال ، فما لكم كيف تحكمون !!

تلك هي الطغمة الحاكمة، والسلطة الفاسدة، المستبدة المتنفذة المالكة، الآمرة الناهية الزاجرة، التي ترى أنها الأفضل والأحسن، والأكثر وعياً وحكمة، والأشد عزماً وقوة، وأنها الأصلح للحكم والأفضل للإدارة، وأن نهجها هو الأقوم، وحكمها هو الأرشد، ورجالها هم القادة الملهمون العظماء، الذين جاد الزمان بهم على الأمة، وتفضل بهم الله على الخلق !!!

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..