يقتل ابنته بنظرة..!!

هناك بعض الاسرار لا ولم يتمكن الانسان ان يجد لها تفسيرا منطقيا ولاتحليلا فكريا واضحا , ولايمكننا ان نصنفها تصنيفا علميا… او ناطرها تاطيرا محدد له معطياته ..او نخضعها لاحتمالات رياضية او فيزيائية ثابتة النتائج…
جميعا نعلم ان بعض من الناس لديهم تاثير عجيب يمكنه ان يؤذى غيره بمجرد التامل بالعين…نسميها العين العائن او الحارة او الساحرة او الحــــــاسدة … ومهما اختلفت المسميات فتلك جذوة من نار شيطانية ضارة….
يستمتع حسن بالجلوس امام بقالته ويرسل النظر مستطلعا ويسوقه الفضول وينازعه حب الاستطلاع يتفرس عبر نظارته السميكة فلا تتمكن شـــــاردة او واردة تتخطى او تخرج من دائرة مجاله الرادارى الرهيب بدون ان يرمى شباك سحره اويطلق عليها عنان بصره …
يستلطف رؤية نساء الحى بنهم وشراهة بل يحاول ان يشبع نظره حتى حد الاكتفا.ف كانت عينه لاتخطىء الهدف … عرف بين اهل المنطقة حسن ابو عين حــــارة فقد كانت سهامه تمضى ولاترتد الا وقد اردت فريسة ما….
يحاول البعض ان يسارع الخطا خوفا واتقاء شره عندما تسوقهم اقدارهم امام بقــــالته بل ويهرول البعض الاخر هربا … شـده نظره مرة الى فــــــــتاة تعبر الطريق فتاملها باعجاب مفرط الى رقة مشيتها ودلال خطوتها فلم تبلغ الفتاة الطرف الاخر من الطريق الا وقد اصطدمت بها دراجة كسرت احدى قدميها….
وقد تمعن ابنته العروس خلسة وهـــــى ترقص فى حفل زفافها فكــــانت اخر رقصة لها ويقال انه اعجبه بيت قد ابدع المهندس فى تشيده وبناءه فقال لمن معه كانـــــــه قصر الملك فاروق … فلم يروا البيت فى اليوم التالى الا وقد اصبح اطلالا بعد سقوطه بدون اسباب منطقية….
قيل انه كان من ضمن الحضور فى مناسبة ما تمت دعوته اليها لتناول وجبة عـــشاء ، دخــــل بيت المناسبة …يسابقه بصره الليزرى كالعادة، مخترقا كل ماحوله متقحصا كل ركن فيه يغالبه القضــول ونهم النظر وقد بهرته الوان الطعام واصنافه، ولكن من اول لقمة يمدها الى فمه سقط مختنقا فأخذوه الى المستشفى وتم اسعافه… واتضح فيما بعد انه لما جلس لتناول العشاء الفـــاخر فى تلك الليلة قــــــال فى نفسه وهو ينظر بشغف وشراهة لمائدة الطــعام، كانه طعــــــام الرؤساء والــــوزراء فخنفنته اللقمة وكادت ان تهلكه….
و لم تسلم حتى دواب الارض من شر نظره فقد سقــط حمار على العربجى… يوم جلب بضاعة لبقالته فما غادر الحمار من امام المحل .. الاوهــــــو مسحوبا الى مقره الاخير بدون حراك … وكان سببا حتى اقسم على العربجى بأن لا ينقل الى بقالة حسن بضاعة مرة اخرى مهما دفع له من مال…
اعتاد سماع حفلات الافراح من بعيد احيانا ،وهو فى بيته وقد صادف وان أحــــضر أهل مناسبة مغنى رخيم الصوت، فاعجبه صوته اعجابا شديد ورغـــم ان حســـــن لم يشاهد المغنى بعينه لكن الجدير بالذكر انه لم يسمع احد صوته بعد تلك الليلة ….
ارغمت الشيخوخة حسن البقال ان يبقى بعيدا عن الناس… الا ان ما يحـــــكى عنه من قصص ومواقف بعضها حقيقى والاخر اضافات اسطـــورية بقيت متــــــداولة بين اهــل المنطقة ردحا من الزمن فظــلت عينه المهلكة مـــوضع رهبة وتخويف والله المستعان

[email][email protected][/email]