أخبار السودان

تربية المصائب ..

أسوأ ما في سياسات الإنقاذ هي معالجة مشاكلها التي أوجدتها في سائر أطراف الوطن واشتعلت فيها حريقا .. أنها تسعى في كل المحاولات لإطفاء تلك الحرائق بنظام وداوها بالتي كانت هي الداءُ .. أى أنها تحاول التخلص من سكرة التفلت بتجرع المزيد من كؤو س التفلت في صباحات صداعها الممض الألم.. فمقابل الحركات المسلحة التي غزتها مفاصلة الإسلاميين وطورتها من حركات مطالب مدنية أو قل للإنصاف من مجموعات أخرى كانت قد تسلحت في عهد الديمقراطية الأخيرة بدعوى الدفاع عن نفسها حيال قطاع الطرق و إغارات لصوص المواشي من طرف و حماية المزروعات في طرف آخر!
فقامت بصيرة الإنقاذ أم حمد المتمثلة في عقليتها الأمنية المتحجرة عند فشل هذا النمط من الممارسات في حلحلة المشاكل التي كانت تتم محاصرتها بالجودية الأهلية ويكون دور الحكومة في إطارها المحلي هو رعاية و ضمان تنفيذ ما تتفق عليه القبائل والجماعات .
بأن أنشأت الإنقاذ قوات هي في أساسها عصابات مستأجرة لمحاربة حركات ذات قضايا جماهيرية ولكنها هي الآخرى لم تسلم من إختراقات يد الأمن الإنقاذي لها فكاثرتها بغباء الذي يريد إطفاء الحريق بالبنزين و الماء فوق كتفه محمول فجعلت من دعاوى محادثات السلام التي تطاول بها الزمن وتناسلت في عدة مدن وتمخض عنها في كل مرة فأرٌ ميت إذ كانت في حد ذاتها غاية للترضيات وليس وسيلة لبلوغ الحلول الشافية لجراحات الأطراف التي تقيحت و استعصت على الوسطاء إقليميا ودوليا الذين ساعدو في بتر الجنوب وخلقوا منه هو الآخر غراغرينا تفوح عنها روائح خراب الدود الذي تولد عنها وسكنها !
الآن توجد عصابات بجيوشها الجرارة الممولة من الحكومة بما يفوق ميزانية الصحة والتعليم مجتمعة وهي التي تحكم المناطق المناط بها بسط الأمن فيها وفق تلك النظرية التي تثير السخرية ..إذا كيف للصوص الذهب الأصليين أمثال موسى هلال أن يراعوا مصالح الوطن إذا ما كانت أمامهم فرصة إقتسام حصيلة سرقتهم المعلنة مع أي لص آخر والحكومة لا تقوى على مساءلتهم !
وزير الداخلية الإتحادي أمام البرلمان يعلن وبالفم المليان عن وجود عصابات مسلحة فيها عناصر أجنبية تسرح وتمرح في منطقة جبل عامر ويطلب معونة الجيش لمواجهتها في غياب مقدرة الشرطة على تلك المهمة العسيرة. ولكن مثلما يفعل حسن نصرالله صاحب الحكومة الموازية والجيش الأكثر دلالاٌ فاللواء حميدتي يصرح عبر ناطقه الرسمي متحديا ويعلن نفيه القاطع لوجود مثل هذا الإدعاء من وزير داخلية الحكومة الآخرى التي يبدو ألا..سلطة لها على مناطق نفوذه والصهر الرئاسي التشادية خاله موسى هلال !
والمؤتمر الوطني و حكومته الراجفة من ململة الخرطوم المعتصمة خلف عواصف الثورة القادمة .. لا يهمها كثيرا أن تذهب كل الأقاليم مع رياح التغول الأجنبي التى تتسلل الى الوطن من كل نفاجات التسيب الأمني في الحدود الأربعة لما تبقى من الوطن الذي كان كبيراً.. طالما أن العاصمة محمية والسلطة تنام وتصحو تحت ضراع الأمن ووسادة كتائب المليشيات التي تشرب من جرعات حمايتها عند اللزوم ببعضٍ منها وهي تحيط بتخوم الخرطوم !
وهذا مصير كل من يربي المصائب .. فمن الطبيعي أن يلولي صغارها !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ محمد عبدالله لك التحية … كلام مليان أكيد العاصفة قادمة.وقريبا تشرق الشمس … الشعب العامر ايمانه … غضب الامة والشعب غرامه الحرية لقد لاحت الملاحم الاكتوبرية بالبشر وزوال الطغاة المتجبرين الذين اضاعوا العمر ورهنوا المستقبل. لك الله يا بلدي.

  2. الاستاذ محمد عبدالله لك التحية … كلام مليان أكيد العاصفة قادمة.وقريبا تشرق الشمس … الشعب العامر ايمانه … غضب الامة والشعب غرامه الحرية لقد لاحت الملاحم الاكتوبرية بالبشر وزوال الطغاة المتجبرين الذين اضاعوا العمر ورهنوا المستقبل. لك الله يا بلدي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..