مقالات سياسية

صعود الشعوبية

صعود الشعوبية

التطور الإنسانى فهو ليس عمودى و لا أفقى بل حلزونى من الممكن أن يبدأ من نقطة ويتطور بالعودة إليها
صعود ظاهرة الشعوبية فى الغرب هذه الأيام ظاهرة مقلقة للمفكرين وعلماء الإجتماع والإقتصاديين
انحراف دولة عظمى نحو اليمين مثل بريطانيا وخروجها الداوى من الإتحاد الأوربى وبروز اليمين الفرنسي كمنافس محتمل للإنتخابات الرئاسية القادمة وفوز ونمو اليمين فى قارة إستراليا و فوز الرئيس الأمريكى ترامب كلها مؤشرات ذات دلالة مفاهيمية تلزم المتتبع بعدد من المراجعات منها التالى
# يبدو أن القوى الليبرالية صاحبة الدعوة للمواطنة العالمية هى شريحة إجتماعية محدودة ذات صوت عالى بلا عمق مجتمعى يساندها
بدليل عودة شعوبها لكهوف ترابورا بحثاً عن الجذور والخوف من الآخر
# العولمة الإقتصادية تواجه أكبر تحدياتها بطلب الشعوب للحماية التجارية والصناعية
مما يعرض قيم العولمة الإقتصادية لمراجعات جذرية تشمل مؤسسات التجارة والصناعة العالمية التى قامت على الميزة النسبية وليست الإحتكار
# واضح من مسار الأحداث وتطوراتها أن التنظير قد سبق الواقع للثقافة العالمية وأن الخصوصية الثقافية والعرقية ما زالت بضاعة مرغوبة للشعوب ولم تحن لحظة التضحية بها لقيم جديدة
# السؤال المحورى هل هذا الإنكفاء الغربى نحو الجذور له علاقة طردية بالتطرف والإرهاب الشرق أوسطى خاصة والإسلامى عامة ؟
إن موجة صعود الشعوبية ظاهرة أعمق من أى تصورات تربطها بالغضب والخوف والرغبة فى الأمان
هذه ظاهرة يقتضيها بحث أكثر عمق يطرق ظاهرة الليبرالية الجديدة وخطواتها المتسارعة نحو العولمة من دون تقديم أجوبة كافية لأسئلة مطروحة من المجتمعات المحلية
لذلك وجد العالم نفسة فى هذا الإنحراف الحلزونى الذى أعاده لمحطته السابقة التى ظن أنه قد غادرها
محاولة للتأمل بصوت عالي تطرح للنقاش

صلاح جلال
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا رائع..
    كنت آمُل لو أنك تمضى فيه قدما..أو نتوقع مقالات أخرى لاحقة لما تقرر ها هُنا.

  2. هذا رائع..
    كنت آمُل لو أنك تمضى فيه قدما..أو نتوقع مقالات أخرى لاحقة لما تقرر ها هُنا.

  3. شكراً أستاذ صلاح جلال لهذا العصف الذهني والموضوع الشيق الذي خرج بنا من “كراكير” جبل عامر والأربعين حرامي إلى فضاءات العولمة وصعود اليمين في العالم الأول.

    نعم إن صعود اليمين في دول عظمي مثل بريطانيا وفرنسا وأميركا يستوجب مراجعة الأدبيات. وأول ما يتبادر للذهن كتابات فرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ، فهاهو الزمن يستدير كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.

    إن انسحاب بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يذكرنا بموجة القومية الإثنية Ethnic Nationalism التي اجتاحت شرق أوروبا في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مؤدية لتفكك العديد من الدول.

    ولا يمكن إصدار صك براءة للعولمة حيال مسؤوليتها بصورة أو بأخرى عن ظاهرة النوستالجيا التى اصابت جرثومتها دولاً كانت تحسب حتى وقت قريب كاملة التحصين عن الإصابة بهذه الظاهرة.

    والسؤال الأكثر إلحاحاً هو: ما تأثير صعود هذه الشعوبية على الدولة الشرق أوسطية والعالم ثالثية والتي كانت تحتذي بالنموذج الغربي؟

  4. شكراً أستاذ صلاح جلال لهذا العصف الذهني والموضوع الشيق الذي خرج بنا من “كراكير” جبل عامر والأربعين حرامي إلى فضاءات العولمة وصعود اليمين في العالم الأول.

    نعم إن صعود اليمين في دول عظمي مثل بريطانيا وفرنسا وأميركا يستوجب مراجعة الأدبيات. وأول ما يتبادر للذهن كتابات فرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ، فهاهو الزمن يستدير كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.

    إن انسحاب بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يذكرنا بموجة القومية الإثنية Ethnic Nationalism التي اجتاحت شرق أوروبا في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مؤدية لتفكك العديد من الدول.

    ولا يمكن إصدار صك براءة للعولمة حيال مسؤوليتها بصورة أو بأخرى عن ظاهرة النوستالجيا التى اصابت جرثومتها دولاً كانت تحسب حتى وقت قريب كاملة التحصين عن الإصابة بهذه الظاهرة.

    والسؤال الأكثر إلحاحاً هو: ما تأثير صعود هذه الشعوبية على الدولة الشرق أوسطية والعالم ثالثية والتي كانت تحتذي بالنموذج الغربي؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..