برانا..نكتف النظام..بريش البصل !!

بسم الله الرحمن الرحيم
رحم الله الشيخ الجليل إبراهيم أشقر..ففي محاضرة في مدرسة كسلا بنين ..روى طرفة عن رجل من أهله البجة..وجد زحاماً على عرض متهمين على الكلب البوليسي..فسأل بلكنته المحببة عن مهمته (شنو يسوي ؟) فرده احدهم ( يطلع الحرامي) فجفل راجعاً يقول( نعله ما يطلع القديم !! ؟)
طبعاً اطمأن الرجل ..ويكاد هذا الوضع يشابه وضع الحكومة مع أمريكا ..فكلب امريكا قرر ألا تطال حاسة شمه ..قديم النظام المجرم ..واكتفى بشم الستة أشهر الأخيرة..ولم يجد شيئاً فبرأه..بل وكافأه على ذلك.. وكان السودانيون يظنون من فرط ما تبارى أهل المشروع الحضاري من القول المرسل في حق أمريكا..أنهم سيركلون ما تقدمه لهم ويبصقون عليه..لكن المفارقة ..كانت كفرحة العيد اجتمع لها دهاقنة أطفال النظام الشائخين!! وبدأ العرض من ولد الرئيس القصري!! الذي ركب المرجيحة وشارك في البرنامج بقوله أن الأمر بدأ ب(استدعائه)من السعودية..سبحان الله!!..ففي دائرة القرار لدينا من يتم استدعائهم من دول أخرى!! (دي السعودية..أمال امريكا حتعمل شنو ؟)..وبدأ بأن الجهود بدأت من وزير الخارجية السابق..وأكملها هو مع السعودية..إمعاناً في التماهي مع وصفه في الواتساب للوزير الحالي بالبقرة..فإذا الموصوف يدعو الصحافيين إلى جنة الأطفال للاحتفال..والخوف أن تتم الدعوة إلى مسيرة..أو ليلة ذكر ..شكراً لله على الانتصار على أمريكا!! والتذمر في وجهها لرفع العقوبات التي استدعوها وتجرسوا منها.
لكن ما تم ألقى الضوء وفسر أموراً كثيرة..أولها ضم قوات الدعم السريع إلى الجيش ..ففي عجلة تم إيداع القانون وأجيز..وما كان ذلك في تقديري إلا لتلافي تصرفاته وسمعته السيئة في فترة المراقبة للرفع النهائي للعقوبات ولائحة الدول الراعية للإرهاب ..علاوة على ترك مسيرة روابط طلاب دارفور من جامعة القاهرة وحتى وزارة العدل..دون اعتراضها وظهور ذوات الشوكة في وجهها..وتأخير التشكيل الوزاري في انتظار قادمين..فأي حديث عن حوار يدفع الغرب المعارضين لدخوله..إنما نهايته زيادة طفيفة في نسبة الخمسة عشرة في المائة. .. ما يهمنا هو ما يلينا نحن..فبداية علينا عدم الانخداع بماروج له من هبوط لاسعار الدولار..فليس ثمة شئ غير زيادة الانتاج والصادر ..يخفض سعره..ولو أجدى ذلك وحد ه ..لنجدت مليارات الإمارات وصندوق النقد والسعودية..الجنيه المصري.
والتحية هنا يجب إجزاؤها للقراءة السليمة للممانعين من قوى الاجماع الوطني من الاسترابة من الجهود الغربية لتوفير الهبوط الناعم للنظام .. الذي لا تناقض جوهري له مع الرأسمالية ويزيد في الطفيلية..والتحية كذلك في ذكاء القائمين على الحراك الشبابي ..في إدراك أن أكثر الدكتاتوريات قلة في التحصين من السقوط بإرادة الشعوب..هي المدعومة أمريكياً..من شاه إيران ونميري مرورا بمبارك وزين العابدين ..لكن علينا الادراك بأن أمريكا لا يمكن أن تعمل إلا لمصالحها ..ومصالحها مع النظام الراكع المنبرش الذي فصل لها الجنوب بسلاسة..والتزم بحسن السير والسلوك للستة اشهر الماضية بأوامره وملفاته المحددة..واختار أن يضع نفسه تحت منظارها لمثلها قادمة لينال الجائزة.
لكن الذي يدركه كل معارضي النظام ..أنهم لا يعارضونه لندرة السلع الأمريكية وضيق العيش ..تلك مرحلة تعامل معها الشعب ..وقفزت المعارضة إلى سلم رفض استمرار النظام نفسه كهدف..وإجراءات امريكا لم توضع لسواد عيون السودانيين..عليه ستغير القوى المعارضة من تكتيك العصيان..إلى التظاهر المليوني كعامل إضافي..عندها سيكون النظام كمن كتف بأوراق البصل..فعلى وهنها..سيكون حريصاً للستة أشهر القادمة ..على بقائها مقيدة يديه..وإن أطلقها ..وهو لا محال مطلقها لما جبل عليه..فطبعه سيغلب التطبع..لنقول نحن الشعب السوداني لأمريكا..الخيار خيارنا..وليس خيارك ولا النظام الذي لم تعامليه كما عاملت غيره ممن لم ترضين بقاءه مثل نظام صدام. وطالبان.
[email][email protected][/email]