هل أخطأ ابو الأسود الدؤلى و تلامذته؟!!

سؤال غريب طبعا و من أنا حتى أحكم على ابو الأسود الدؤلى واضع علم النحو العربى ؟لذا سأشرك القارئ الكريم معى فى الإجابة على هذا السؤال و لكن قبل ذلك هنالك مقدمة لا بد منها لتتضح الصورة,ارجو قبل قراءة هذا المقال الرجوع لمقالى السابق عن منهجية تفسير القرآن بالقرآن ففى الامر غوص فى التأويل و المتشابه و المثانى.

كان أبو الأسود الدؤلي هو أول من قام بالبحث في مجالات اللغة العربية ، فعمل على دراستها وفحصها ، حتى وجد العلم الذي سيكتب على اسمه ، وهو علم النحو ، فيعد أبو الأسود الدؤلي هو واضع علم النحو ، كما كان له الفضل في نشر هذا العلم ، وجعله علما مستقلاً بذاته ، يفيد في مجال الدراسات ،وفي مجال الحديث وغيرها ، والنحو هو امكانية التحدث بالكلمات بشكل صحيح ، وبتشكيل صحيح ، بدون اللجوء إلى اللحن ، وخلافه . وكان سبب اللحن الذي ظهر على القراءات للقرأن الكريم في عهد أبو الأسود الدؤلي كانت بسبب الفتوحات الاسلامية التي انتشرت في ذلك الزمان ، وكان لا بد من ايجاد طريقة لتوقف هذا اللحن ، وتعلم غير العرب بالقراءة الاسلامية الصحيحة للقرآن الكريم.

أخطر شئ فى القضايا الفكرية هو إطلاق الاحكام المسبقة أو ان تنظر إلى موضوع و فى ذهنك مسلمات و الاخطر أن يكون الموضوع هو الخطاب الإلهى و هو موضوع تاه فيه الفلاسفة و المفكرون ,أحد القراء الكرام أشار إلى أننى و بإستخدام بعض المكتشفات العلمية فى تأويل القرآن الكريم أمارس إنتهازية فكرية, اعتقد هو يظن أن القرآن ليس كتابا موحى به من عند الله و أنه كتاب يخص العرب و المسلمين و المكتشفات العلمية ملك للغرب, لكن واضح لكل من يقرا القرآن أنه كتاب يخاطب البشرية كلها و ليست فيه عنصرية أو جهوية من أى نوع بل إن القرآن يقولها واضحة (ان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) و كما أن القرآن يشير إلى الكشوف المستقبلية فى الايات التالية:-

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد (53) فصلتٌ

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(93) النمل

المكتشفات العلمية هى تراث بشرى ناتج عن خبرة تراكمية إشتركت فيها كل البشرية لا فضل لأحد على أحد و لازال الاكتشاف مستمرا إلى أن يرث الله الارض ومن عليا و ماعليها.

مؤخراً أصبح العالم والعلم مهووسين بتلك الاختلافات الذهنية بين كلا الجنسين “الرجل” و”المرأة”، وبرز العديد من النظريات حول تلك الاختلافات، ولعل الأشهر منها ما ذكره الكتاب “الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة”.”

وتناول الكتاب العديد من الاختلافات المعيشية والذهنية وأسلوب التفكير والاستجابة للمؤثرات الخارجية بالنسبة لكلا الجنسين، ذكر الكتاب تسعة اختلافات أساسية بين عقل الرجل وعقل المرأة، وكيف يعمل الدماغ لدى كل منهما، وذلك من منظور علمي بحت، وليس من وحي نبوءات أو افتراضات ليس لها واقع ملموس.

لأغراض هذا المقال نكتفى بذكر واحد منها, من المعلوم أن مخ الانسان مكون من فصين:

أغلب الرجال يستخدمون الجزء الأيسر من دماغهم، بينما تميل المرأة لاستخدام كلا النصفين بالتساوي، مما يجعلها أكثر كفاءة في التواصل من الرجل، بينما يتمتع الرجال بدقة أكبر في استقبال البيانات ومعالجتها واستخدامها؛ لأن التركيز عندهم أعلى من النساء؛ ولذا نجد أن أغلب المفكرين والعلماء هم من الرجال على الأغلب، كونهم قادرين على إتمام مهام محددة.
إن كبر حجم الجسم الجاسئ لدى النساء يؤدي إلى تواصل أفضل وأسرع بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر (كيمورا 1985)، وتظهر صور الرنين المغناطيسي وصور الدماغ الطبقية المقطعية أنه ?بعكس الرجال- تميل النساء إلى معالجة المعلومات في أماكن متعددة من أدمغتهن (نظام سِتير الصحي 2001)، وإن بعض هذه الأماكن موجود في النصف الأيسر من الدماغ في حين أن بعضها الآخر موجود في النصف الأيمن.
القرآن الكريم عندما يتحدث عن القلب أو القلوب التى فى الصدور فهو يتحدث عن القلب المعنوى مجازا فهو يقصد الفكر ليس إلا .
وجدت آيات كثيرة فى القرآن تتحدث عن القلب و لكن يهمنا منها آية شهيرة إستنبطت منها قاعدة نحوية و هى :
إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (4) التحريم
موضوع الآية أن إثنتين من زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم تظاهرتا عليه (إتحدتا) عليه فى خلاف زوجى مما أغضبه و قد امرهما الله أن تتوبا لزيغان قلبيهما , والآية الكريمة قد يبدو فيها إشكال من جانب اللغة؛ وذلك أن الخطاب في الآية جاء بصيغة التثنية، في قوله: ( تتوبا ) في حين أن المضاف إلى المخاطب قد جاء بصيغة الجمع، وهو قوله تعالى (قلوبكما)؛ وقد يبدو للوهلة الأولى، أن الأصح أن يقال: ( قلباكما ) بصيغة التثنية؛ لأنه يعود على المخاطب وهو مثنى. فكيف أضيف الجمع ( القلوب ) إلى المثنى ؟
قال النحاة أو المفسرون أن الإتيان بصيغة الجمع دون صيغة التثنية، إنما كان تجنبًا لاجتماع تثنيتين في كلمة واحدة؛ ففي بعض الامثلة، يصح أن تقول: قبَّلتُ رأسيهما، وأشبعت بطنيهما، وأوجعت ظهريهما؛ لكن في هذا الاستعمال ثقل في اللفظ، فعدلوا عنه إلى صيغة الجمع، تخلصًا من ثِقَل التلفظ بصيغة التثنية. وهذا أمر معهود في لغة العرب، حيث يعدلون عن استعمال صحيح إلى استعمال أصح منه؛ طلبًا للخفة، وتحريًا لسهولة اللفظ.
و قد طبقوا هذه القاعدة فى الايتين التاليتين:
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ((بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا)) وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ(22) الأعراف
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ((يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ ))إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27) الأعراف
و لا أعتقد أصلا أن هذه القاعدة تنطبق على الآيتين أعلاه لان المفسرين فسروا كلمة سوءة بانها عورة فاذا سلمنا بصحة قاعدتهم فإن لآدم و زوجه اربع سوءات و ليس إثنتين لكن السوءاتان المقصودتان فى قصة الخطيئة المأخوذة من أهل الكتاب هما موضع العفة!! أما إذا طبقنا قاعدة المتشابه فإن سوءة فى القرآن تعنى ما يشين الانسان ظهوره ماديا أو معنويا و لاتعنى عورة فقط و لكنها تشملها و قد تشمل الكرش و العيوب الجسمانية, إبليس حسب منطوق القرآن نزع منها لباس التقوى بتشجيع آدم و زوجه على معصية الله و الاية التالية توضح أن المقصود هو سوءات بمعنى نزعات النفس للمعصية أو المعاصى و أن زى الانسان هو لباس مادى و التقوى لباس معنوى و هو الافضل فكم من لابس لملابسه يرتكب الفواحش فهل منعته ملابسه؟:
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي ((سَوْآتِكُمْ)) وَرِيشًا ۖ و(َلِبَاسُ التَّقْوَىٰ) ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26)الاعراف
يجب الحذر مع (أنزلنا عليكم) ففى القرآن الكريم فعندما تستخدم مع الانسان فلها حالتان:-
1-إنزال شئ فكرى أو معنوى لفرد أو لجماعة بإرادة ماورائية بتخصيص مثل ,الكتب السماوية ,النعاس أو السكينة أو أسرار ما وراء الطبيعة مثل (ما أنزل على الملكين)
2-إنزال شئ مادى لفرد أو جماعة بإرادة ماورائية بتخصيص مثل المائدة,المن و السلوى, و أرجو ألا تضحكوا أو تظنوا أنى أؤمن بهذا (تنزيل الأموال).
أما عندما تستخدم مع الارض مثلا فى (و ترى الارض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء ) فهى أيضا داخل السياق لان الله هو من ينزل الغيث و هو المطر.
تبيانا لذلك فإن فى الجزء الأول من الآية أعلاه أو ضح سبحانه و تعالى بأنه ميز ذرية آدم بلباس التقوى(المعنوى) أولا ثم أضيف الرياش للآية,الرياش هو الملابس,الجزء الثانى من الآية تأكيد لأهمية التقوى على الملابس ,فكما اسلفت كم من زان أو مغتصب لم تمنعه الملابس من إقتراف الموبقات, يعنى التقوى أولا و أخيرا حسب منطوق الآية هى اللباس.
عموما فاللباس فى القرآن يمكن أن يكون شيئا غير غير مادى بحسب السياق مثل: و جعلنا الليل لباسا,بل هم فى لبس من خلق جديد,ولو جعلنه ملكا لجعلنه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون.
أما القرينة الإضافية فهى أن كلمة (بدت) فى القرآن ليست مرتبطة بنظر العينين فهى تدل على الإنكشاف فكرا مثل(بدا بيننا و بينكم الداوة و البغضاء ابدا) و (وبدا لهم من بعدما رأوا الايات ليسجننه حتى حين).
فلنعد لموضوع القلب لنتأكد من تلك القاعدة النحوية لغويا ولنبحث عن متشابه ووجدنا ضالتنا فى متشابه ناقص :
مَّا جَعَلَ اللَّهُ ((لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ ))وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ(4) الاحزاب
التفاسير القديمة لمعنى الآية أعلاه كانت أقرب للصواب حيث تحدثت عن القلب المعنوى و ذلك واضح من سياق الآية , و أخرى مضحكة تحدثت عن أن المرأة عندما تحمل ؛تحمل فى جوفها قلبين؛ قلبها و قلب جنينها أما المزعج فى الامر أن بعض مرتادى الاعجاز العلمى قالوا بأن بعض الاطفال يولدون بقلبين و لكن عندما يصلون سن النضوج يموتون , أبلغ رد على هذا الكلام الفطير أن الطفل قد يكون ذكرا أو أنثى و هذا يدلل على أهمية الحذر عند ربط العلم البشرى الغير مكتمل أو الغير متصل بالموضوع بتأويل القرآن إذ قد يؤدى هذا الربط إلى السخرية من القرآن و الاحباط لدى مستخدم الاعجاز و هذا هو (الزيغ) الذى اشرت إليه فى مقال منهجية تفسير القرآن بالقرآن,الزيع الذى يتم بحسن نية من قبل من يتبعون ما تشابه منه إبتغاء تأويله.
من الواضح من كتاب “الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة” و تفسير القدامى أن القلب المقصود هنا هو المعنوى و المرأة تختلف عن الرجل فى قدرتها على إستخدام نصفى الدماغ فى نفس الآن.
فهل أخطأ النحاة و المفسرون فى إستنباط تلك القاعدة اللغوية بناء على قصور معرفتهم بوظائف دماغ كلا من الرجل و المرأة كما أخطأ آخرون بتفسير (ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه)؟ مجرد سؤال .
أيا كانت الاجابة فالحوجة ماسة لاعادة لتفسير و تأويل القرآن بالقرآن بقواعده القرآنية الترتيل و المتشابه و المثانى و مطابقة أحدث الكشوف العلمية من قبل علماء من كافة التخصصات و ليس العلم الشرعى فقط فكتاب الله احرى بان يكون بعضنا لبعض ظهيرا لنفهمه و نطبقه تطبيقا صحيحا .
أكرر فى نهاية هذا المقال أنى لست بداعية إسلامى و لا مجدد فى الدين و لا مفسر للغيبيات التى إحتوى عليها القرآن الكريم الموحى به من عند عالم الغيب بل أنا أحاول إستنطاق القرآن الكريم بالأدوات التى حددها منزل الكتاب و تنقية عقولنا من التفسيرات و المسلمات الخاطئة و شكرا.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم

    الاخ صلاح , اعتقد ان موضوع تفسير قوله تعالى : ” ((يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ ))إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27) الأعراف ” قد سبق ان قمتم حضرتكم بتفسيره على اساس اللباس المعنوي و تم الرد عليكم بأنه اللباس الحسي و الدليل على ذلك قوله تعالى : ” و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة” كما أن سياق الايات التي تحدثت عن ذلك في مختلف السور يشير الى اللباس الحسي و العورة او السوأة المعروفة
    اما كلمة بدا فهي تستخدم للامور الحسية والمعنوية و لكن القرينة الحسية واضحة بتغطيتهما للعورة بورق الشجر.

    للحديث بقية

  2. كما قلت في تعليقي السابق : للحديث بقية .
    ما فهمته من المقال هو أن الاستاذ يريد ان يقول ان للمرأة قلبين ( عقلين ) و للرجل قلب ( عقل ) واحد و مرجعيته في ذلك اية سورة التحريم و ءاية سورة الاحزاب ” ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ” و ما اعتقده هو غير ذلك و حسب لغة اهل القانون , فان المبررات التي قدمها لا تكفي لاثبات استنتاجه و ذلك لما يلي:
    1. يتحدث البحث العلمي الذي ذكره الاستاذ صلاح عن الدماغ الذي هو في الرأس , بينما القلب الذي تحدث عنه القران في الصدر و قد ذكر كاتب المقال هذه الحقيقة التي وردت في قوله تعالى “و لكن تعمى القلوب التي في الصدور”.
    2. يتحدث البحث عن نصفي دماغ واحد في كل من الرجل و المرأة و حتى جزئية استخدام المرأة للنصفين و الرجل لنصف واحد هي نسبية ? حسب ما فهمته من عذا المقال- اي لا يمكن الجزم بأن الرجال يستخدمون نصفا واحدا فقط و لكنهم يستخدمون احد النصفين اكثر من الاخر و يستخدمون الاخر استخداما نادرا او قليلا و ذلك حسب ما ذكر في المقال ((أغلب الرجال يستخدمون الجزء الأيسر من دماغهم، بينما تميل المرأة لاستخدام كلا النصفين بالتساوي )) . و بالتالي نحن نتحدث عن دماغ واحد و ليس عن دماغين . يعني المسألة ليست مثل العينين و اليدين.
    3. عندما يقول الله سبحانه و تعالى ” و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ” فالمفهوم هنا ان مكان القلب هو الصدر . طبعا يقول كاتب المقال : ((قرآن الكريم عندما يتحدث عن القلب أو القلوب التى فى الصدور فهو يتحدث عن القلب المعنوى مجازا فهو يقصد الفكر ليس إلا )) و لكن هذا الكلام غير صحيح في جزئية مكان القلب و اذا انكر هذا كاتب المقال فعليه ان يأتينا بدليل من القرءان يثبت ان القلب في الرأس .
    4. ذكر الله تعالى ما يفيد ان العقل في القلب و بالتالي ليس في الرأس كما يعتقد الكثيرون قال تعالى : ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ” سورة الحج.
    5. تحدث الله سبحانه و تعالى عن قلب ام موسى فقال : ” : وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ” و هي امرأة و لم يتم الحديث هنا عن قلبين . عموما هذا النص تحديدا لا ينفي وجود قلبين و لكن يومي بالنفي و في غياب الاثبات من القرءان الكريم يكون نفيا. واذا اتيحت الفرصة ربما تحدثت عن الفرق بين القلب و الفؤاد.
    6. اضافة الجمع للمثنى او العكس اضافة المفر للجمع مثل كلمة ( سمعهم) ربما كانت أمرا خاصا بالتشلبه و الاختلاف و لا علاقة لها باللغة من حيث علم اللغة المجرد . كما ان هناك امور في اللغة سماعية اي اعتاد العرب او بعضهم على نسق معين من دون علة ظاهرة
    و الله اعلم

  3. (أحد القراء الكرام أشار إلى أننى و بإستخدام بعض المكتشفات العلمية فى تأويل القرآن الكريم أمارس إنتهازية فكرية)

    (هذا يدلل على أهمية الحذر عند ربط العلم البشرى الغير مكتمل أو الغير متصل بالموضوع بتأويل القرآن إذ قد يؤدى هذا الربط إلى السخرية من القرآن و الاحباط لدى مستخدم الاعجاز و هذا هو (الزيغ) الذى اشرت إليه فى مقال منهجية تفسير القرآن بالقرآن,الزيع الذى يتم بحسن نية من قبل من يتبعون ما تشابه منه إبتغاء تأويله.)

  4. هذا أكثر مقالاتك إمتلاءا بالتخليط ولم يكن يهمنا أن يدور ذلك حول رؤاك للغيب وتصوراتك عن الدين لكن حين تخلط الخيال بالعلم وتسيء تفسير بعض المعطيات العلمية فإن ذلك يقود لتضليل القراء غير المختصين -فكل الدراسات مثلا تؤكد أن المرأة أقدر على التفكير التجريدي من الرجل وكون أن الأغلبية من العلماء والفلاسفة كانت من الرجال لا تعود للفروق العضوية بين الجنسين بل للقمع الاجتماعي الذي أبعد المرأة من المجال العام والبحث والدراسة- كان لويس باستير العالم المسيحي المتدين يقول: قبل أن أدخل المعمل أعلق روب الدين على المشجب. وهو يعني أن قوانين العلم لا تخضع بالضرورة لمقولات الدين، ومحاولاتك التوفيقة صارت ترقي لمحاولات مصطفى محمود التلفيقية في مآخاة العلم والدين وفي حقيقة الآمر مثل هذه المحاولات تكشف عن عمق الشك الطبيعي الملازم للأيمان بما هو غير محسوس أو ما يمكن التثبت من وجوده ويحاول البعض التثبت من الحقائق الماورائية بطرق ماورائية كالتجربة الروحية الفردية والإشارات التي يمكن تفسيرها كرسائل من الغيب أو دليل على تدخله في حياتنا إلخ… أشجع استخدام العقل والمنطق في التعامل مع المقولات الدينية لعل ذلك يجنبنا التطرف والإرهاب باسم الله لكن العلم منطقه يختلف تماما عن منطق الدين

  5. الاخ الاستاذ صلاح فيصل، اولا التحية لك وانت دائما تقوم باثارة مواضيع تدعو للتأمل والتدبر في القرآن، ومهما كان مجال الاتفاق او الخلاف مع ما تكتب، فانك باثارة هذه المواضيع، ترمي بحجر في برك العقول الساكنة، او المسكونة بهموم السياسة والمواضيع المملة الرتيبة التي تملأ كل فضاء. كما يحمد لك، الرد على المعلقين، بكل احترام وسعة صدر، وموضوعية. انا شخصيا لا ارى اي حدود او موانع امام اي انسان ان يجتهد في فهم النصوص القرانية، ويأتي بفهم وتفسير مختلف عن التفاسير المتوارثة عن السلف الصالح، وكما قال الاستاذ محمود (هم رجال، ونحن رجال)، فلا داعي للتمسك بتفاسير ومفاهيم ثبت عدم صحتها. لدي نقطة اود ان اشير اليها، وهي متعلقة بخصوص معنى (السوءة) او العورة، وكما ذكرت، فإن المفسرين المسلمين، أخذوا التفاسير من الانجيل، واعتبروا السوءة هي مكان العفة، ولا يوجد في القران(حسب علمي) قرينة تؤيد مثل هذا التفسير، وفي اعتقادي ان السوءتان المقصودتان، هما فتحات الاخراج، وهي مرتبطة مباشرة بالفضلات الناتجة عن الاكل، لان ادم وحواء، بعد ان اكلا من الشجرة المحرمة، شعرا برغبة في الاخراج، لذلك كان لابد من ظهور

  6. السلام عليكم

    الاخ صلاح , اعتقد ان موضوع تفسير قوله تعالى : ” ((يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ ))إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27) الأعراف ” قد سبق ان قمتم حضرتكم بتفسيره على اساس اللباس المعنوي و تم الرد عليكم بأنه اللباس الحسي و الدليل على ذلك قوله تعالى : ” و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة” كما أن سياق الايات التي تحدثت عن ذلك في مختلف السور يشير الى اللباس الحسي و العورة او السوأة المعروفة
    اما كلمة بدا فهي تستخدم للامور الحسية والمعنوية و لكن القرينة الحسية واضحة بتغطيتهما للعورة بورق الشجر.

    للحديث بقية

  7. كما قلت في تعليقي السابق : للحديث بقية .
    ما فهمته من المقال هو أن الاستاذ يريد ان يقول ان للمرأة قلبين ( عقلين ) و للرجل قلب ( عقل ) واحد و مرجعيته في ذلك اية سورة التحريم و ءاية سورة الاحزاب ” ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ” و ما اعتقده هو غير ذلك و حسب لغة اهل القانون , فان المبررات التي قدمها لا تكفي لاثبات استنتاجه و ذلك لما يلي:
    1. يتحدث البحث العلمي الذي ذكره الاستاذ صلاح عن الدماغ الذي هو في الرأس , بينما القلب الذي تحدث عنه القران في الصدر و قد ذكر كاتب المقال هذه الحقيقة التي وردت في قوله تعالى “و لكن تعمى القلوب التي في الصدور”.
    2. يتحدث البحث عن نصفي دماغ واحد في كل من الرجل و المرأة و حتى جزئية استخدام المرأة للنصفين و الرجل لنصف واحد هي نسبية ? حسب ما فهمته من عذا المقال- اي لا يمكن الجزم بأن الرجال يستخدمون نصفا واحدا فقط و لكنهم يستخدمون احد النصفين اكثر من الاخر و يستخدمون الاخر استخداما نادرا او قليلا و ذلك حسب ما ذكر في المقال ((أغلب الرجال يستخدمون الجزء الأيسر من دماغهم، بينما تميل المرأة لاستخدام كلا النصفين بالتساوي )) . و بالتالي نحن نتحدث عن دماغ واحد و ليس عن دماغين . يعني المسألة ليست مثل العينين و اليدين.
    3. عندما يقول الله سبحانه و تعالى ” و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ” فالمفهوم هنا ان مكان القلب هو الصدر . طبعا يقول كاتب المقال : ((قرآن الكريم عندما يتحدث عن القلب أو القلوب التى فى الصدور فهو يتحدث عن القلب المعنوى مجازا فهو يقصد الفكر ليس إلا )) و لكن هذا الكلام غير صحيح في جزئية مكان القلب و اذا انكر هذا كاتب المقال فعليه ان يأتينا بدليل من القرءان يثبت ان القلب في الرأس .
    4. ذكر الله تعالى ما يفيد ان العقل في القلب و بالتالي ليس في الرأس كما يعتقد الكثيرون قال تعالى : ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ” سورة الحج.
    5. تحدث الله سبحانه و تعالى عن قلب ام موسى فقال : ” : وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ” و هي امرأة و لم يتم الحديث هنا عن قلبين . عموما هذا النص تحديدا لا ينفي وجود قلبين و لكن يومي بالنفي و في غياب الاثبات من القرءان الكريم يكون نفيا. واذا اتيحت الفرصة ربما تحدثت عن الفرق بين القلب و الفؤاد.
    6. اضافة الجمع للمثنى او العكس اضافة المفر للجمع مثل كلمة ( سمعهم) ربما كانت أمرا خاصا بالتشلبه و الاختلاف و لا علاقة لها باللغة من حيث علم اللغة المجرد . كما ان هناك امور في اللغة سماعية اي اعتاد العرب او بعضهم على نسق معين من دون علة ظاهرة
    و الله اعلم

  8. (أحد القراء الكرام أشار إلى أننى و بإستخدام بعض المكتشفات العلمية فى تأويل القرآن الكريم أمارس إنتهازية فكرية)

    (هذا يدلل على أهمية الحذر عند ربط العلم البشرى الغير مكتمل أو الغير متصل بالموضوع بتأويل القرآن إذ قد يؤدى هذا الربط إلى السخرية من القرآن و الاحباط لدى مستخدم الاعجاز و هذا هو (الزيغ) الذى اشرت إليه فى مقال منهجية تفسير القرآن بالقرآن,الزيع الذى يتم بحسن نية من قبل من يتبعون ما تشابه منه إبتغاء تأويله.)

  9. هذا أكثر مقالاتك إمتلاءا بالتخليط ولم يكن يهمنا أن يدور ذلك حول رؤاك للغيب وتصوراتك عن الدين لكن حين تخلط الخيال بالعلم وتسيء تفسير بعض المعطيات العلمية فإن ذلك يقود لتضليل القراء غير المختصين -فكل الدراسات مثلا تؤكد أن المرأة أقدر على التفكير التجريدي من الرجل وكون أن الأغلبية من العلماء والفلاسفة كانت من الرجال لا تعود للفروق العضوية بين الجنسين بل للقمع الاجتماعي الذي أبعد المرأة من المجال العام والبحث والدراسة- كان لويس باستير العالم المسيحي المتدين يقول: قبل أن أدخل المعمل أعلق روب الدين على المشجب. وهو يعني أن قوانين العلم لا تخضع بالضرورة لمقولات الدين، ومحاولاتك التوفيقة صارت ترقي لمحاولات مصطفى محمود التلفيقية في مآخاة العلم والدين وفي حقيقة الآمر مثل هذه المحاولات تكشف عن عمق الشك الطبيعي الملازم للأيمان بما هو غير محسوس أو ما يمكن التثبت من وجوده ويحاول البعض التثبت من الحقائق الماورائية بطرق ماورائية كالتجربة الروحية الفردية والإشارات التي يمكن تفسيرها كرسائل من الغيب أو دليل على تدخله في حياتنا إلخ… أشجع استخدام العقل والمنطق في التعامل مع المقولات الدينية لعل ذلك يجنبنا التطرف والإرهاب باسم الله لكن العلم منطقه يختلف تماما عن منطق الدين

  10. الاخ الاستاذ صلاح فيصل، اولا التحية لك وانت دائما تقوم باثارة مواضيع تدعو للتأمل والتدبر في القرآن، ومهما كان مجال الاتفاق او الخلاف مع ما تكتب، فانك باثارة هذه المواضيع، ترمي بحجر في برك العقول الساكنة، او المسكونة بهموم السياسة والمواضيع المملة الرتيبة التي تملأ كل فضاء. كما يحمد لك، الرد على المعلقين، بكل احترام وسعة صدر، وموضوعية. انا شخصيا لا ارى اي حدود او موانع امام اي انسان ان يجتهد في فهم النصوص القرانية، ويأتي بفهم وتفسير مختلف عن التفاسير المتوارثة عن السلف الصالح، وكما قال الاستاذ محمود (هم رجال، ونحن رجال)، فلا داعي للتمسك بتفاسير ومفاهيم ثبت عدم صحتها. لدي نقطة اود ان اشير اليها، وهي متعلقة بخصوص معنى (السوءة) او العورة، وكما ذكرت، فإن المفسرين المسلمين، أخذوا التفاسير من الانجيل، واعتبروا السوءة هي مكان العفة، ولا يوجد في القران(حسب علمي) قرينة تؤيد مثل هذا التفسير، وفي اعتقادي ان السوءتان المقصودتان، هما فتحات الاخراج، وهي مرتبطة مباشرة بالفضلات الناتجة عن الاكل، لان ادم وحواء، بعد ان اكلا من الشجرة المحرمة، شعرا برغبة في الاخراج، لذلك كان لابد من ظهور

  11. ردا على تغطية كامل البدن بورق الشجر و هذا تعريف الخوف من ويكيبيديا:

    الخوف (بالإنجليزية: Fear) هو الشعور الناجم عن الخطر أو التهديد المتصور ويحدث في أنواع معينة من الكائنات الحية، ويقوم بدوره بالتسبب في تغير في وظائف الأيضية والعضوية ويفضي في نهاية المطاف إلى تغيير في السلوك، مثل الهروب، الاختباء، أو التجمد تجاه الأحداث المؤلمة التي يتصورها الفرد. وقد يحدث الخوف في البشر ردا على تحفيز معين يحدث في الوقت الحاضر، أو تحسبا كتوقع وجود تهديد محتمل في المستقبل كوجود خطر على الجسم أو الحياة عموما. وتنشأ استجابة الخوف من تصور لوجو خطر ما، مما يؤدي إلى المواجهة معه أو الهروب منه وتجنبه .

    لما كان آدم و حواء خائفين و لا يفكران اصلا فى مواجهة الله سبحانه فكان رد الفعل الطبيعى الاختباء الفورى بأول مادة لاقتها ايديهما.

  12. على الرغم من أن عنوان الموضوع فيه نظر لعدم وجود خطأ يؤخذ على قواعد أبي الأسود في النحو في رأي أدناه، إلا أنه زاخر بالمسائل التي ينبغي توضيحها في قصة خلق الانسان ونشأته وتطوره مما يستخلص من القرءان وأخشى أن يقودنا ذلك إلى التطرق لموضع نظرية المكتشف داروين في النشوء والارتقاء والصراع للبقاء.
    فالمعلوم من الغيبيات التي أطلعنا عليها القرءان الكريم ما نفهم بأن أنه تعالى خلق الملائكة من نور والجن من مارج من نار وخلق الانسان من طين (ماء وتراب) وذلك على فترات زمنية وبهذا الترتيب. وفهمنا كذلك أن عناصر الخلق هذه التي خلق منها كلا من الملائكة والجن والانس (كعناصر) أو مادة أولية إلا أنها متدرجة بذات الترتيب من حيث درجات التجريد. فمارج النار خليط من الحرارة والدخان والضوء لا يخالطه شيء إلا أحرقه فهو بذلك أقوى من الطين الذي يقبل المخالطة والامتزاج بما هو أفضل أو أدنى منه، ولكن لكونه يضيء فهو أقرب لعنصر النور الذي خلقت منه الملائكة وهو تجريد خالص محض النفع عديم الضرر ولذلك فإن ابليس الجن كان مع الملائكة شاهدا على بداية نشأة الانسان بخلق أبينا آدم، وقال بعض المفسرين ربما أراد تعالى بخلق الجن خلق نوع آخر من الملائكة أقل درجة بحيث تجري عليهم المعصية ومخالفة الأوامر وقد تكبر إبليس واستنكف السجود لآدم ذاكرا فضل أصله على أصل آدم فصى ربه ولم يسجد مع الملائكة لآدم. أما الملائكة فهم خلق نوراني لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون ولا يناقشون وهكذا هي طبيعتهم ولا خيار لهم لأن الله لم يمنحهم حرية الاختيار ولا العلم بما يتخيرون (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا). أما إبليس ففي طبعه التمرد المشوب بالغرور دائماً وأقول الغرور لأنه كان جاهلاً بمعنى أمر الله بالسجود لمن هو أقل منه درجة من حيث أصل مادة الخلق وبمنطقه هذا لو كان أمر بالسجود للملائكة لسج ليس امتثالاً لأمر الله ولكن لعلمه بأن الملائكة أفضل منه بحسب استصحابه لأصلهم ومادرى أنهم أقل منه من حيث خصيصة الاختيار التي منحت له. وهو مغرور لأنه لا يعلم تركيبة مادة الأصل التي خلق منها آدم وما أودع فيه من خصائص العلم التى امتاز بها على الملائكة والجن بالاضافة لحرية الاختيار بناء على هذا العقل وخصائص أخرى تجعله يرتقي لمصاف الملائكة إن هو أراد وبذلك أهل لخلافة الأرض أكثر من الجن ولكن ابليس ظل على جهله وغروره حتى بعد انزال العقاب المقيم عليه إلى يوم الدين وهو الغواية والعصيان ولم يندم كما فعل آدم عند معرفة خطيئته: (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) البقرة
    جمع الله الملائكة ومعهم إبليس لإخبارهم بإراته خلق بشر من طين وجعله خليفة في الأرض وهنا نتجاوز عن معنى الخلافة وخلافة من لنظرية النشوء والتطور والارتقاء وكلام بعض المتأولين بخلافة البشر للجن في الأرض ونذهب مباشرة إلى سيناريو الأمر بالسجود لآدم بعدما سواه خالقه وأكمل خلقه والحضور في هذا المشهد كل من الملائكة وإبليس وآدم وزوجه ونترك (وزوجه) هذه لنظرية (آذان الأنعام) للأخوين بابكر لتعريفنا بها وهل هي حواء أم شخص آخر من أمثال آدم، فما يهمنا هو شخوص هذا المشهد الذين أثبت حضورهم النص القرءاني حسبما يبين من آيات سورة الأعراف من (11-19) لتكمل الآيات التالية لهما قصة الغواية والخروج أو الهبوط من الجنة ونترك معنى الخروج من الجنة أو الهبوط منها ولماذا خاطب الحق تعالى إبليس بلفظ الخروج ثم أمرهم جميعا (ابليس وآدم وزوجه) بالهبوط منها وأين كانت هذه الجنة التي خلق فيها وأخرج منها آدم وزوجه علماً بأن سبب خلق آدم حسب النص القرءاني هو لجعله خليفة في الأرض وقد أعلم الله تعالى الملائكة وابليس بهذا الغرض قبل خلقه.
    أما براءة أبي الأسود الدوءلي فواضحة من معنى السوءات (السوآت) من سوءة وهي ليس مقصوداً بها العورة من سياق القصة في الآية (فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٍۢ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمَا عَدُوٌّۭ مُّبِينٌۭ) فهاتان الآيتان ترمز ان إلى بداية تكوين وطبيعة تركيبة فطرة الانسان النفسية وهي مجال قابل للبحث العلمي وللعلم فيه كشوفات يطبقها الطب النفسي ومؤسسات التربية والاصلاح ويستشف منها كيف أن آدم وزوجه بفطرته السليمة وتركيبته المعرفية والنفسية البسيطة التي لم تثقلها التجارب والحوادث ولكن ومع ذلك هناك أساسيات مركوزة في فطرته وتنتقل في النسل البشري بدءا من الصدق ومن ثم تصديق الغير ما لم يوجد سبب لعدم التصديق وحتى قوة مثل هذا السبب تعتمد على مدى بساطة المتلقي فإبليس أمر الله له بمغادرة الجنة لعدم سجوده لآدم حسد آدم وتوعد باخرجه وذريته منها ومنع دخولهم جنة الآخرة وبدأ عمله فور السماح لآدم بالسكنى مع زوجه في الجنة مع النهي عن شجرة معينة فيها، فوسوس له أتعلم لماذا نهيت عن تلك الشجرة؟ وبعد فتح ذهنه على أمور لم يعلمها آدم بعد فلم يكن يدر عن الموت والخلود وتحول الأشياء وعواقب الأمور فقال له ابليس ان السبب فقط حتى لا تكون ملاكاً وعلمه ان الملائكة مخلدون ولكنه لم يُرِه علاقة الأمر بمخالفة نهي الله، أضف إلى ذلك نوازع الشهوات الكامنة في النفس البشرية تجاه ما في متناول اليد ما لم يكن في يد الغير ولنقل تغلبت نوازع الدفع على قوى الكبح التي هي في أدنى مستوياتها لديه حينها فأكل من الشجرة (وهنا قد يقول قائل إن الشجرة وتذوقها هي كلها رمزيات وأن الخبر القرءاني مؤداه هو الاشارة إلى تركيب النفس البشرية وينبغي أن يفيد ذلك علم النفس والتربية أكثر من علوم أصل الانسان). والشاهد أن السوءات هي هذه العيوب النفسية وهي جمع والاشارة إليها بصيغة الجمع ما يعزز قواعد النحو كما أن الآية لم تربط بين بدوّ السوءات وتذوق (لاحظ مجرد تذوق وليس أكل وبلع) الشجرة إلا براط وجودي أو تزامني وهو (لمّا) فالتذوق لم يكن سبباً لبدوّ السوءات مما يعني أن المقصود ليس العورات وانما نواقص وعيوب النفس الفطرية التي كانت كامنة إلى ذلك الحين ومنها الشعور بالسوء والندم على تغليبها ويدعم هذا الفهم تصرف آدم وزوجه بالهروب والتخفي بتغطية نفسيهما بصفق الشجر (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ) فالضمير في عليهما عائد لهما وليس لسوءاتهما.

  13. قال تعالى : ” يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) ” الاعراف
    لنفترض جدلا ان المفسرين أخطأوا , الا تريان أن الله سبحانه و تعالى ربط بين الحديث عن قصة ءادم و جزئية ” ليريهما سوءاتهما” بامره لنا ” يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ”
    ثم انه لا حاجة هنا للاسرائيليات فالمعنى واضح .و ليس اوضح من قوله تعالى ” ولباس التقوى ذلك خير” فهذا واضح في ان اللباس الاول هو الحسي,
    ايضا ما قولكما في قوله تعالى : ” ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾
    كان الشيطان يعرف ان عقوبة العصيان المباشرة هي كشف عورتيهما

    الاخ صلاح يبدو انك تعاني من فوبيا الاسرائيليات و بالمناسبة تجد في التوراة تزعم التوراة أن الحية هي التي أغوت حواء لتأكل من شجرة المعرفة، وحواء أغرت آدم بالأكل من الشجرة. و لهذا لعن الله حسب زعمهم الحية و حواء وآدم والأرض. و عندهم عقدة الخطيئة
    قال الاخ صلاح : (( ا ذن فأنت و مفسريك يقصدون أن آدم و زوجه كانا مرتدين ملابسهما و عندما أكلا من الشجرة سقطت ملابسهما ..من أين اتى بهذا الكلام ؟ الايات تقول (بدت) و بدت فى القرآن لا علاقة لها بنظر العينين, ))
    بل أنت من اين لك هذا؟ ما قولك في ” ليريهما سوءاتهما” هل تنكر هنا ايضا العلاقة بنظر العين؟
    ما قولك ايضا يا شيخنا في قوله تعالى : ” و لا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها “؟ هل ايضا لا علاقة لكلمة يبدي بنظر العين في القرءان؟؟؟؟
    الاخ صلاح : كما قلت لك سابقا الرجاء البحث قبل اطلاق التعميمات

    الاخ زول , أنت قلت (( ويدعم هذا الفهم تصرف آدم وزوجه بالهروب والتخفي بتغطية نفسيهما بصفق الشجر ))
    هل الهروب و التخفي هن من الله ؟ !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..