قريباً الفاست فود الأمريكي

بينما هلل حملة الأقلام لفوز السودان برضا الشيطان «الولايات المتحدة»، وقرار ولدنا المبروك ود حسين أوباما برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، كان الزميل حيدر المكاشفي كعادته «أشتر»، فبعد أن امتدح من عملوا في صمت لإحداث اختراق في العلاقات الراكدة بين البلدين، حذر من جماعة طبيز عديم الميز، الذين طبزوا السودان في عينيه بكلام أشتر خارم بارم، وعنتريات ما قتلت ذبابة، ولكنها قتلت حيل الاقتصاد السوداني، ولكن شتارة المكاشفي محمودة لأنه بذل النصح الصادق لأولياء الأمر، حتى يفرملوا ألسنة الكلمنجية في الحكومة والحزب الحاكم، الذين يدلون بالتصريحات التي لا تسوى شيئا حول كل شيء، وقالوا ? مثلا- على مدى عشرين سنة إن حكومة إيران راشدة، ثم لحسوا كلامهم وقالوا إنها قاصر لم ولن تبلغ الرشد، ولعنوا خاش الأمريكان حكومة وشعبا، وقالوا إن السودان بصدد التحول الى قوة عظمى، ودعوا واشنطن ان تشيل شيلتها.
المهم حصل خير، وأعلنت حكومة المبروك أوباما، رفع جانب من العقوبات الاقتصادية عن السودان، وقد اختلف العلماء حول معنى ومغزى ومضمون القرار، وبخاصة تأويل ما جاء فيه بأن على الحكومة السودانية إثبات حسن السير والسلوك طوال ستة أشهر تنتهي في 12 يوليو المقبل، ولكن الأمر الذي لا جدال حوله هو أن باب التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين بات مفتوحا «طبعا باب الاستثمار مفتوح لطرف واحد!».
وأخشى ما أخشاه هو أن الرأسمالية الطفيلية والطفولية، ستكون أول من يلج هذا الباب، ليس لاستيراد سلع مُعمِّرة، ولكن للحصول على فرنتشايزfranchise لفتح فروع لمطاعم الوجبات السريعة والبطيئة مثل ماكدونالدز وبيتزا هت وآيسكريم باسكن روبنز وتشيليز «أناشد من لم تدر هذه الفكرة بخاطرهم واستحسنوها بعد قراءة كلماتي هذه، أن يعطوني عمولة مقابل السطو عليها بموجب قوانين الملكية الفكرية».
ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي الأخرق والأهبل والأطربنش «ربما من ادخل هذه الكلمة في قاموس الصحافة السودانية هو محمد خليفة الريفي، فقد كان رحمه الله حلو اللسان قوي البيان، وإذا لم يستنتج القارئ معنى كلمة «أطربنش» فهو بالتأكيد أطربنش»، المهم أن الرئيس الأمريكي المرتقب دونالد داك duck ترامب، لن يقوم في اعتقادي بإعادة النظر في القرار المتعلق برفع العقوبات عن السودان، ليس لأنه حنين، بل لأنه أمي سياسيا، ويحتاج لنحو سنتين حتى يفهم ويرتب علاقات بلاده مع أوربا وروسيا والصين والمكسيك، ولا أظن أنه سمع بالسودان أو بوركينا فاسو أو تايلند.
من عجائب مجموعة طبيز، أنها وبعد أن كانت تقول إن الولايات المتحدة جَمَل طين، وآيلة للسقوط، شالوا الطار منذ يومين، وأشبعوها غزلا، وربما منعهم بقية من حياء من أن يطالبوا بأن يكون يوم رفع العقوبات عيدا وطنيا، وربما منعهم من تلك المطالبة، ان التاريخ يوافق اليوم الـ13 من الشهر، والخواجات يتشاءمون من هذا الرقم، وربما لو جعلناه عيدا وطنيا، اعتبر الأمريكان ذلك نذير شؤم ولحسوا قرار رفع العقوبات .
وهكذا وبدلا من أن كان الغناء الموجه لواشنطن من الخرطوم: ضيعوك. ودروك / وانت ما بتعرف صليحك من عدوك، صار اليوم: يا أعز الناس حبايبك نحنا زدنا كتير حنان/ دا العمر زادت غلاوته معاك وصالحني الزمان / يا أحن الناس حنان/ كنت من دونك بشيل الليل دموع واطويه هم / وانا كنت بخشى على الأماني الطِّفلة يفنيها العدم/ جيت لقيتك بين ضلوعي شموع وغنيتك نغم «يا أوبَم!!».

الصحافة