القرار الأمريكى..لا الحكومة تفرح و لا قوى التغيير تحزن

قبل عدة أيام أصدر الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمرا تنفيذيا قضى برفع العقوبات الإقتصادية والتجارية المفروضة على السودان .
وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن “رفع العقوبات سوف يتم تأجيله لمدة 180 يوما، وهو التحرك الذي يهدف إلى تشجيع حكومة السودان على الحفاظ على جهودها المبذولة بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
كما شمل القرار السماح بكافة التحويلات المصرفية بين البلدين واستئناف التبادل التجاري بين السودان والولايات المتحدة الأميريكية
لكن الأمر التنفيذي، الذي صدر قبل أسبوع فقط من مغادرة أوباما للبيت الأبيض، أبقى على العقوبات الأميريكية المفروضة على السودان كدولة راعية للإرهاب حسب التصنيف الأميريكى، بحسب مراسل بي بي سي في واشنطن لقمان أحمد.
وأرجأت الولايات المتحدة قرارا برفع بعض العقوبات الاقتصادية عن السودان لمدة ستة أشهر.
وتطالب الولايات المتحدة السودان ببذل مزيد من الجهود في في مكافحة الإرهاب وملف حقوق الانسان.
القائم بالأعمال الأمريكى بالخرطوم صرح فى لقاء نشرته وسائل الإعلام أن ترامب من الممكن أن يلغى القرار.
الحكومة السودانية من جانبها رحبت بهذا القرار و فرحت فرحا شديدا به حيث انه القرار انه يقلل من معاناة 21 عاما للحكومة و الشعب السودانى الفضل ,المعارضة من جانبها اصابها الإستياء ظنا منها بأنه يطيل عمر النظام و منهم من قال أن هذا القرار أتى بإيعاز إسرائيلى ,إستياء المعارضة أفرح الحكومة التى قال أحد أساطينها تشفيا أن بعضا من قادة المعارضة (فرشوا ) عندما سمعوا بالقرار.
الحكومة الأمريكية أرجعت ذلك القرار إلى تعاون الحكومة السودانية الجدى فى ملف مكافحة الإرهاب.
التعاون الامنى والاستخبارى اللافت فى منعطف العلاقة بين السودان وامريكا كان عقب احداث سبتمبر عام 2001 حيث استطاع وقتها مدير المخابرات السودانيه صلاح عبد الله قوش ان يخلق علاقات مع الاستخبارات الامريكيه بتوفير معلومات كافيه عن انشطة نتظيم القاعده فى المنطقة.

قبل التعليق عى الخبر يستحسن قراءته مع بيان آخر للخارجية الأمريكية:
فى يوم 17/12/2016حثت وزارة الخارجية الأميركية، الحكومة السودانية على ضبط النفس إزاء دعوات السودانيين للعصيان المدني يوم الأثنين المقبل، وطالبتها باتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين المواطنين من ممارسة حقهم في حرية التعبير.
وأعرب بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، عن قلق واشنطن من تهديدات الحكومة السودانية وقمع وسائل الإعلام رداً على دعوات المجتمع المدني السوداني لعصيان مدني
واضاف البيان الصادر يوم الجمعة “إذا حدثت هذه الاحتجاجات فإننا نحث حكومة الخرطوم على الرد على المتظاهرين بضبط النفس، ونطالب السلطات السودانية باتخاذ جميع الخطوات اللازمة للسماح للمواطنين من ممارسة حقهم في حرية التعبير. وفي الوقت ذاته نطالب أولئك الذين يمارسون حقوقهم الأساسية القيام بذلك بطريقة سلمية”.
السيد ترامب لن يلغى القرار لسبب واضح ,السياسة الأمريكية يحركها مبدأ (مونرو) البراقماتى إذ ليس من مصلحة أمريكا إنهيار النظام فى السودان بإنتفاضة تخلق بؤرة مشتعلة جديدة فى منطقة هى مشتعلة اصلا و ستكون من أخطر البؤر نظرا لموقع السودان الجيوسياسى ,اضف إلى ذلك عقدة العراق التى يعانى منها كلا الحزبين الجمهورى و الديمقراطى و قد صرح ترامب أمس تصريحا اشعل وكالات الانباء بأن غزو العراق كان خطأ كبيرا, علما بأن من دفع إليه كان الجمهوريون أنفسهم.
توقيت قرار رفع العقوبات المشروط لافت للنظر,لماذا الآن بالذات و قد بدأ التعاون منذ أمد بعيد؟
الجواب ببساطة أن أمريكا رات أن فى السودان الآن حراكا قد بدأ نحو الوفاق,ضعيفا وناقصا من قبل الحكومة و متصاعدا من جانب قوى التغيير ايا كانت و يجنح نحو السلمية و قد أرادت بسياسة العصا و الجزرة غل يد الحكومة عن تحجيم هذا الحراك الذى يصب فى مصلحة امريكا لهبوط ناعم للنظام فى السودان.

بالنسبة للحكومة فقد هندس القرار الفريق طه بزياراته المكوكية لكل من السعودية و دول الخليج و آخرها تلك الزيارة الغامضة لواشنطن قبل فترة وجيزة و زيارات القائم بالأعمال الأمريكى لزيارته بالمنزل,القرار كان مفاجأة لقيادات الوطنى نفسها التى سمعت به من وسائل الإعلام,و هو سيحرج الحكومة المتهالكة إقتصاديا و سياسيا و يعمق الإنشقاقات داخلها و يغل يدها فى قمع قوى التغيير و هو رسالة واضحة لتلك القوى بان تشد الضراع و تواصل النضال لنيل الحقوق المسلوبة.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إن الرفع الجزئي للعقوبات المفروضة علي السودان لا تهمنا كشعب لأنها لن ترفع مستوي المواطن المعيشي و لن تساعد في توفير الدواء ولا الغذاء !!!
    ما يهمنا حقاً هو الثمن الذي سندفعه مقابل ذلك الرفع الجزئي للعقوبات ولعمري إنه كبير !!!!!!!
    لقد حاولت إدارة أوباما تخصيص منطقة سيناء كمنطقة يتجمع فيها كل الأصوليون و المهووسون دينياً ليشكلوا دولة قائمة بذاتها و تم دفع ثمانية مليار للأخوان المسلمون في مصر و فعلاً بدأت وفود الدواعش للتقاطر وبينهم سودانيون !!! قادمون من شتي بقاع العالم [ من بينهم أبناء معتصم أبو عيسي ] و عندما إنقلب السيسي علي الأخوان المسلمون ضاعت سيناء من يد المتشددين .
    دعمت أمريكا المعارضة الإسلامية في سوريا وليبيا بعد أن إحتلت العراق
    مدعية إنها تدعم الإسلاميين المعتدلين بينما نجد أن الأسلحة تسقط عن طريق الخطأ للدواعش !!! و يقصفون الجيش السوري عن طريق الخطأ !!! وعندما تدعم روسيا بشار الأسد يفرضون عليها عقوبات !!!
    الوضع الراهن قاتم جداً لمستقبل الدواعش ! ففي العراق وسوريا تتم إزالتهم تدريجياً ولذلك توجه بعضهم لتركيا التي بدورها أدخلت البعض منهم أوربا . وبدأ نشاطهم الإجرامي يظهر ولذلك كان لا بد لهم من إختيار مكان آخر ليتوجهوا إليه بدلاً عن أوربا ؟؟؟؟
    و دارفور التي بحجم أسبانيا خير مكان و الكيزان يقدمونها لهم علي طبق من ذهب فقط لرفع جزئي للعقوبات ؟؟؟؟؟؟
    وهكذا ستجدون أن الكيزان بعد أن فصلوا الجنوب ها هم يبيدون الغرب إستعداداَ لفصله و إعطاءه للقادمون الجدد وترتاح إسرائيل و أوربا من المهوسين وسيدفع العرب الفاتورة القادمة فهولاء الدواعش يتم غسل عقولهم بحجة إقامة نظام الخلافة التي يتحكم فيها شخص واحد تماماً مثل البشير وسيكون هدفهم الأكبر السعودية و دول الخليج علي المدي البعيد .
    السؤال
    هل سنستطيع الحفاظ علي السودان ؟؟؟
    معاً لإزالة الكيزان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..