يا عزيزي كلهم شرفاء
بشفافية
يا عزيزي كلهم شرفاء
حيدر المكاشفي
إذا كانت السينما المصرية قد أنتجت في حقبةٍ ما الفيلم الشهير «يا عزيزي كلنا لصوص» لكاتبه الصحافي والاديب إحسان عبد القدوس، فإن المسرح الرسمي الحكومي السوداني ينتج الآن فيلم «يا عزيزي كلهم شرفاء» وهو فيلم ليس له كاتب واحد بل خطباء عديدون، كل من أمسك بـ «مايك» أو خطب في الناس بأية وسيلة إلا ولعن الفساد من جذوره وسبّ سنسفيل الفاسدين وتوعد من يُضبط متلبساً بفساد بالويل والثبور وعظائم الامور والشنق مع الصلب في ميدان أبو جنزير، يحدث ذلك على المسرح السياسي السوداني مع أن الظروف والملابسات والوقائع والأحداث والسرقات والصفقات والعطاءات التي أنتجت «يا عزيزي كلنا لصوص» في سينما مصر هي نفسها التي تنتج الآن للمفارقة على مسرح السودان خطاب سياسي وإعلامي منتهاه عملياً أن ليس هناك فساد ومفسدين، بينما يكثر على المستوى النظري والكلامي الهجوم على الفساد والزراية بالمفسدين، الكل بلا إستثناء يهاجم بضراوة الفساد ويتبرأ منه ثم ينبري ليكيل سيل من الشتائم على المفسدين ثم لا ينسى أن ينذرهم بالويل وسواد الليل، ومن أدرانا فربما كان من بين هذه «الهلمة» المنبرية للهجوم على الفساد في المنابر بعض المندسين من المفسدين، ولماذا لا يفعلون ما دام الأمر كلام والسلام، فليتكلموا ما شاءت لهم حلاقيمهم وليسبوا الفساد بأقذع العبارات ولينعتوا المفسدين بأبشع الصفات «هو الكلام بفلوس» ثم يترجلوا عن منابرهم كما يترجل الفرسان من صهوات جيادهم بعد أن أجادوا الحرب على الفساد باللسان وهم الوالغون فيه حتى أخمص أقدامهم…
إن كثرة الحديث عن مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين بالكثافة التي نسمعها ونقرؤها على مدار اليوم دون أن نسمع أو نقرأ أو نرى أن أحداً -مجرد واحد- من الفاسدين قد تم الكشف عنه ومعاقبته، لهو نوع آخر من الفساد من حيث أن هذه الكثرة الكلامية النظرية عن الفساد وضرورة محاربته حرباً لا هوادة فيها، غير أنها تبتذل هذه المفردة وتفرغها من مضمونها العملي الفعلي، فانها كذلك تمنح الفاسدين إحساساً بالطمأنينة يدفعهم للمضي قدماً في فسادهم ويمنحهم الشعور بالامان بعد أن يحسوا بأن كل ما يثار ويقال حول الفساد ما هو إلا هوجة و«لهوجة» وجعجعة بلا طحين، هذا طبعاً إن لم يكن هذا الهجوم النظري الكاسح على الفساد مقصود لذاته على طريقة ذر الرماد في العيون، فحين لا تتجاوز مساهمة مسؤول على سدة السلطة لمكافحة الفساد حدود لسانه وبالاكثار من ذكره فقط، فماذا يمكن أن نقول عن ذلك، سنقول عنها إن صدق أنها بنية خالصة لا يخالطها دخَنَ أو دخان، مكافحة بأضعف الايمان مع وجود القوة والقدرة على المكافحة باليد والسلطان، وهذه مفارقة لن تزيد الفساد إلا منعةً وتمكناً وتطبعاً ليصبح الحديث عن الفساد شيء طبيعي وعادي لا يلفت النظر ولا يخدش حتى حياء الفاسدين وهنا تكمن الخطورة…
الصحافة
ابدا مافى فساد هم يتصدقون بما يكسبون.كما ذكرت سمية القاقضى حرم وكيل وزارة التربية رجل البر والاحسان د.معتصم كما سماهو الطاهر ساتى وهى ريس تحرير صحيفة التعليم العام .وكما فهمت من المقال ان رجل البر والاحسان رئيسها فى العمل وزوجها ربنا يزيد ويبارك
احسنو الظن بالمسعولين يا حيدر
دى يا عينى اولادها بنومو فى كراسى الجلوس من كثرت ذوى الحاجات على دارهم
العن ابليس ياخى
يا عزيزي كلهم شرفاء
بدليل إنهم حاسبوا الشرفاء الذين سرقوا المال العام بفقه ( السترة) لاسترهم الله فى الدنيا والآخرة
الواقع اننا لم نعد نرى الفساد لانه اصبح اكبر من ان يرى فهل يستطيع احد روية اطراف السماء هكذا اصبح الفساد ملء دنيا السودانيين .
يا اخوة نعيد ما نعلق به دوما علي احاديث الفساد: هؤلاء القوم الانقاذويين لا يرون فيما ياتونه فسادا… بالنسبة لهم انقلابهم تمكين لهم و " فتح " علي الكافرين و المنافقين و العلمانيين و العملاء و هم اهل السودان جميعا، لذلك كل ما وقع تحت ايديهم من اموال الدولة و ممتلكاتها و مؤسساتها هي " فئ" لهم و ملكا خالصا بحكم التمكين، و اهل السودان هم عبيد و موالي يدفعون الجزية عن يد و هم صاغرون و لا يحق لهم الكلام او الاعتراض او المشاركة في الحكم و لا القيادة حتي لو ادارة مدرسة اساس، فالقيادة و الوظائف العليا للمجاهدين الذين فتح لهم و الوظائف الدنيا و "عيشة السوق" للموالي الذين يجب عليهم ان يدفعوا من سكات لسادتهم! لذلك كل النهب الذي نراه هو في نظرهم حق مشروع و تصرف فيما ملكت يمينهم… لذلك يغضب ناقع و رهطه و يهددون بالقتل و السحل و السحق لمن يعارضهم او يتحدث عن فساد… و " عبيدهم" و " مواليهم" من الشعب الفضل يمكن قتلهم و سحقهم و لا دية لهم!
اخي حيدر هؤلاء القوم هم ادرى بأنفسهم في كل مفاسدهم ولا يمكن للحرامي ان يقول للناس انا حرامي ولا يمكن للفاسد ان يقول للناس انا فاسد وكما قيل في المثل (اذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي) فهؤلاء القوم هم الآمرون وهم الناهون وهم الحكام والجلادون من الممكن ان يتحدثوا عن الفساد كما تراه عينك في ظروف الثورات العربية ولكن من رابع المستحيلات ان ترى متهما تم القبض عليه ومن سابع المستحيلات ان يتم محاكمة المفسد فيهم …. لكن اعلم ان الثورة الشبابية المصرية العظيمة التي وضعت الكلبشات في ايادي قيادات النظام المصري السابق من اعلاهم الى ادناهم في صورة تاريخية لا يمكن نسيانها سوف تتكرر بإذنه تعالى في سودان العزة والكرامة وستأتي الساعة التي نقتص من كل هؤلاء المفسدين واعلم بأن العالم الخارجي لن يستقبل احدا منهم الا متهما في المحاكم الدولية فلا مفر من الحساب والعقاب فالبحر امامهم وسيف العدالة من خلفهم ….