عبدالرحمن الأمين : صحافيان تشابها في الأسماء واختلفا في بقية الأشياء!

بقلم عبدالرحمن الأمين
[email][email protected][/email]
لوهلة اعتقدت جازما ان هاكر ظفر ببريدي فسطا علي موجوداته ! فمنذ ظهيرة الاثنين ، فاض بريدي الاليكتروني برسائل تعدد مرسلوها وان ظل موضوعها واحدا.رسائلهم تنوعت مابين سؤال هنا ومباركة بريئة هناك الي تساؤل خبيث بنكهة التشفي بينما أكتفي أخرون بالدعاء بالتوفيق بعد اذ هدانا الله !
الغزو سببه اعتقاد من راسلوني بأنني أصبحت رئيسا لتحرير الصحيفة الجديدة التي صدرت الثلاثاء الماضي بالخرطوم ، وليس زميل آخر يشاركني الاسم هو الاستاذ عبدالرحمن الامين . وللحق ، فقد تأسفت لعدم تشرفي بمعرفة الزميل اذ لم تتهيأ لنا فرصة للالتقاء ، وهذا بعض من مستحقات ضريبة الاغتراب عن الوطن لسنين عديدة . فأنا من جيل تلقي دراساته الجامعية وما فوقها خارج السودان بل وأن ميلادي الاعلامي نفسه كان واحدة من حالات الحمل خارج الرحم ! ولأنني لم أقرأ للأستاذ عبدالرحمن من قبل فانني ، بداهة ، لا أتوفر علي معيار قياسي لاطلاق حكم مهني علي أي شئ ذي صلة به ، ناهيك عن ان مثل هذا المسعي البائس ليس أصلا من الشؤون التي أعرض لها . فهذه الصناعة ، دون غيرها ، لا تعرف الأسرار فكل شئ فيها يغازل شمس الضحي عندما يتصل الامر بالملكات والمقدرات وجودة المنتج النهائي . فالصحفي يكتب بنفسه وينسب ماكتب لنفسه ثم يدفع بما يكتب للناس . فان أستحسنوه ، أسلوبا أو معالجة أوحذقا في الطرح ، قالوا له ولغيره والا فالاحكام الشاقة تنتظره ! محكمة الرأي العام تتشكل عضويتها من بريد القراء في الصحف والتغذية المرتدة (feedback) في كائنات الاعلام الجديد السابحة في الفضاء الاسفيري . هذه العدالة الناجزة المتوافرة في الصحافة ، لاتفرق مابين ناشر ورئيس تحرير أو حتي محرر مبتدئ انضم لصالة التحرير عند الظهيرة ونشر مادته مساءا !
فالصناعة الصحفية أمرها عجب !
ففي هذه المهنة الكل زميل ، غض النظر عن دراهمه وتمدد سطوته. علي عكس الصناعات الاخري ، حيث يتشارك جهد صناعة المنتج النهائي أناس كثر .فالتقرير أو الخبر أو التحقيق الاستقصائي أو الحواراذا تشارك فيه فريق عمل أوصدر منسوبا لصحفي واحد ، فلا عاصم لهم من الطوفان، ثناءا أو نقدا ! لذا ، لا نسمع بادعاء من ناشر أورئيس تحرير أو حتي مدير تحرير بأنهم “صنعوا” صحفيا أو حجبوا آخر عن التألق والظهور . فالصحفي أما أن يكون مهنيا محترفا محترما ، وأما أن يكون الطيب مصطفي ! أما التواجد مابين هاتين المنزلتين ، كما هو حظنا في نقابة تيتاوي ، فكثير منهم يمارسون “الصحافة” بلا تصنيف محترف شأنهم شأن فرق دافوري الأحياء الشعبية ان هي تقدمت للمشاركة في تصفيات الفيفا !
من المتوافر معلوماتيا نخلص الي ان بلوغ الزميل الأستاذ عبدالرحمن الأمين لدرج رئاسة هيئة التحرير ، لابد وان تأسس علي قدرات مهنية للرجل أقنعت من اختاروه لهذا المنصب . بل ويرجح ماذهبت اليه وبالمطلق ما قرأت من ان الصحيفة الجديدة ذات صبغة “تعاونية” في رأسمالها ، حيث يمتلك أسهمها بالكامل الزملاء والزميلات العاملين فيها . اذن ، فاختياره جاء من أهل المهنة أنفسهم فاستحق تهنئة مزجاة علي ماناله من ثقة .
كيف ولماذا اختاروه ، يظل شأنا أداريا يخص كوكبة شركاء رأس المال والتحرير بالدرجة الاولي . أما كيف ستتعامل منصات الرأي العام للعدالة الناجزة مع “محتوي ” هذه الصحيفة ، فهو مالايستدعي الاستعجال وبخاصة ان المطبوعة قد صدرت الآن وسنتعرف قريبا جدا علي رأي قرائها .
مايهمنا قوله بضعة مرئيات مبدئية لن ينتقص من قيمتها ترحيبنا بالاصدارة الجديدة وتمنياتنا لطاقمها من الزملاء والزميلات بالتوفيق وتحقيق ماوعدوا به الناس . أول مرئياتنا الحدية هي ان الحديث عن صحافة “حقيقية “في غياب تام للحريات والجهات العدلية التي تحمي هذه الحريات وتنتصر للحقوق ، هو محض هلوسة مهنية لا قيمة لها ! فصحافة بلا لسان وبلا قوانين تحميها من سطوة رجال الأمن هي منتجات سيئة الصنعة ابتدعتها نظم الاستبداد والشمولية الفاسدة من شاكلة ماأبتلينا به منذ صباح تلك الجمعة الاخيرة من يونيو 1989 ! فصحافة يصبح ويمسي فيها الصحفي (خائفا يترقب) ، فيشطب هنا ويعدل هناك استجابة لتوجيهات أمباشي الأمن الذي يسكنه ، وليس ضميره المهني ، لا رجاء فيها البتة . وصحافة يعامل فيها المسؤول الصحفي كحذاء “أديداس ” يلبسه وقتما شاء ان يركض ويخلعه عند الاستحمام ، يستدعيه ويصرفه حين يشاء ويكون “حواره ” معه حصة املاء مطورة ، بلا أسئلة وبلا مداخلات ذات قيمة ، هي حتما صحافة بلا كرامة ولا كبرياء ! وصحافة تجعل المحرر بائع اعلانات مداوما عند المدير المالي بالسؤال عن “نسبته ” ، وليس مرتبه، بما جلب و”ورد” من اعلانات مما خصه به الوزير الفلاني أو مدير عام الشركة الفلانية من اعلانات تعطي له ، وليس لمندوب الاعلان ، فهذا محرر تعلم البيع والشراء تكسبا من “لحم” ما يكتب فأصبح خطرا علي المهنة بكاملها .أني لمثله ان يرتد نظيفا اذ هو والمومس يستويان في التكسب مما هما فيه مستخلفان! وأخيرا، صحافة بلا تدريب وبلا تأهيل معرفي وبلا معايير للجودة تشابه قيادة الرأي العام بملكات سائق الكارو : سوط ونهرة ودفرة !
هل بالغنا في التشائم بمالأت الصحافة وقد شهدنا في هذا الزمان الاشعث الأغبر انهيار صحف كانت ، أساسا، من مقتنيات وموجودات حظيرة السطان نفسه ؟ ..لا أظن .
يكفينا أن نورد مثالين.
الاول مانطق به مهندس الاعلام الشمولي ورائده في بلادنا البروفسور علي شمو ، رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ، عندما حاورته الزميلة رؤي ابراهيم في الاهرام اليوم (3 مايو2012) . سألته بمناسبة اليوم العالمي للصحافة (ويالها من مناسبة !) .ذكر البروف بعظمة لسانه مانصه (وأعتقد القانون الأخير للعام 2009 من أسوأ القوانين التي مرت على تاريخ الصحافة السودانية)! واستطردت السائلة (في ظل ما تقوم به إدارة الإعلام بجهاز الأمن بإيقاف بعض الصحف أو مصادرتها دون الرجوع إلى المجلس. لماذا لم يتخذ المجلس موقفاً حاسماً تجاه هذه التجاوزات التي تتسبب له في حرج كبير؟) أجابها قدوتنا ، لاحرمنا الله من علمه وزهده في المناصب ، فقال (بالطبع هذا يسبب حرجاً كبيراً وهناك مساعٍ للتفاهم حول ما يصدره جهاز الأمن من القرارات الخاصة بالعقوبات الصحفية، للحيلولة دون حدوث صراعات. اذكر أن أحدهم قال لي (لماذا لا تستقيل بسبب الحرج المتواصل)!
أما النموذج الثاني فنقتبسه مما نسب لأستاذ الاجيال الشامخ محجوب محمد صالح في ندوة مركز الخاتم عدلان يوم 11 سبتمبر 2012 الماضي اذ قال في وصف الواقع الماثل الآن للصحافة السودانية بأنه (اسوأ مرحلة للحريات الصحفية)
..ولن نزيد !
ولنا من مغبة التعامل مع الانقاذ ، في كل المجالات ، نماذج تمشي بين الناس تسرد قصصها بحرقة وألم . وهو حرج تضج به روايات اعلاميين كثر كانوا حتي الامس القريب من كلاب صيد “الحركة الاسلامية الأوفياء ” – جالسوا السلطان زمانا واستقووا به عند كل ناشبة . رماهم بصرة الدراهم ، فنهشوا له كبد من أومأ بسبابته عليه ، فافترسوه ! ولما قضي وطره وحان الوداع ،ركلهم وغادرهم كما تغادر الذئاب الجيف المتعفنة.
اما التبرؤ من هذا النظام ومغبة التعامل معه لسوئه وفساده فتتوارد بشأنه الكثير من القصص بيد أن أكثرها الحاحا علي الذاكرة ماحاق بصديق العمر الفطن ، الاستاذ محمود تميم . ومحمود رجل صقلت الدبلوماسية نكاته فأعطتها نكهة القهوة الزنجبارية : لاذعة في مبتداها ومن ثم ، يستلذها الراشفون. للرجل مواقف ثابتة وراسخة في القضايا الوطنية متي ماعنت الوسطية جبنا أو تخاذلا . ولعلنا نذكر له ولصديقه السفير ابراهيم طه أيوب موقفهما الوطني الأصيل عندما تمردت سفارة السودان بنيروبي وخرجت ، علنا ، علي نظام جعفر نميري . فبعد انقطاع البث الخارجي من داخل السودان لمجريات الثورة وأخبارها المتلاحقة في انتفاضة أبريل 1985 ، أصبحت تلك السفارة تحت قيادة سفيرها الشجاع ابراهيم طه أيوب والمستشار ، انذاك ، محمود تميم ناطقا رسميا باسم الشعب والمصدر الوحيد الذي من خلاله عرف العالم مايدور داخل السودان يوميا مابين 27 مارس و6 أبريل 1985 فوفرت لقنوات الاعلام العالمية تغطية حيثيات الانتفاضة الشعبية في السودان .
وقع انقلاب الجبهة القومية الاسلامية في 30 يونيو 1989 والمستشار محمود تميم في مهمة دراسية بألمانيا . تفرغ للهاتف وهو يستقصي الاخبار تواصلا مع شبكة اصدقائه العريضة. من هؤلاء كان كاتب هذه السطور المقيم بواشنطن حينذاك . قضينا الساعات في مضاهاة الاسماء الراشحة يوميا لضحايا كشوفات الصالح العام . أخذ الانقاذيون أهل الخارجية بغلظة واقتدار . الدور الأول أتي علي ثلة مرموقة من السفراء وتبعهم الوزراء المفوضون ، فمحوهم كما تفعل آية الليل بالنهار ، تبقي هو من دفعته ضمن نفر أخر من “اللاحديين” ، وذهبت آية النهار لتفعل فعلها بآية الليل في من هم دونه وحتي مستويات السكرتيرين الثوالث !
لم يصدق نجاته ! ذهب للخرطوم ، والكل يتساءل عن سر نجاة تميم .ظل علي رأس العمل بل تمت ترقيته لدرجة الوزير المفوض .وما ان نقلوه الي محطة خارجية حتي أصبح حديث صالونات معارفه ! تكاثرت الاسئلة وتنسالت الاشاعات عن “سر” بقاء من كان يحسب علي تيار سياسي مناهض ! تحرجه من البقاء في خدمة نظام الانقاذ دفعته للمبادرة شارحا معاناته .أرسل لي كرتا من عاصمته الافريقية يقول فيه ( والله لو ما شالوني في الكشف الجاي ده ، الواحد ما ح يعرف يودي وشو وين من الناس)!
كلمات تملأ الفم والعقل معا، فان قهقهه الفم من الدعابة اللاذعة فلابد ان يتيقن العقل من درك الانحطاط بل والدمار النفسي لمن كتب له ان يطفو مع ثلة ناجية من طوفان ظلوم ظلت حوامته المدمرة تطوف علي غرقي هم من أميز رجال السودان تأهيلا وعطاءا !
أو ليس هذا هو اللسان الخفي لكل من بقي في خدمة الانقاذ أو سعي لخطب ودها وبالذات من يحسبون علي قبيلة الاعلام ؟
للأسماء طرف تأتي بنكهات العصائر المختلفة …فأحيانا يكون الاسم نقمة ، وفي أخري مناسبة للتقرب المفضي لكارثة وفي أحايين أخر يكون تطابق الاسماء منجاة من الفشل! وستقف علي كل هذه النماذج تباعا.
طرفتنا للأسم النقمة محورها صديقنا رجل الأعمال محجوب خيري . هاجر في أوائل الستينيات لأمريكا وأقام وأسرته بمنزله الفخيم بولاية ميرلاند المتاخمة للعاصمة واشنطن . كان محجوب ، ولايزال ، مسكونا بحب السودان متسقطا أخبار البلد من السفارة السودانية ، تارة ، أو بالسعي لمقابلة زوار واشنطن من السودانيين . في أوائل السبعينات تسيدت الوحدة الثلاثية مابين السودان وليبيا ومصر كل الاخبار أما هتافات(حرية ، اشتراكية وحدة ) و ( ناصر ، نميري ،قذافي ) فقد أصمت أركان المعمورة .رزق محجوب ابنا فما احتار كثيرا في اختيار الاسم اللائق لأب فخور .أسماه “القذافي ” ، أقرب أسماء ثالوث قادة الغفلة لقلبه ! مرت بضعة سنوات والأسم يكبر مع حامله الي ان سقط سيد الاسم الاصلي في اختبارات الزعامة وصار أضحوكة المؤتمرات الرئاسية! في عام 1980 قطع الرئيس كارتر العلاقات مع ليبيا وطرد دبلوماسيي القذافي من بلاده . بدأت الماكينة الاعلامية الامريكية في نهش سوءات القذافي وماتركت عليه من دثار. بيد ان بلاوي قرار كارتر لم تسقط الا علي رأس تلميذ الابتدائي ، الامريكي المولد السوداني الأصل ، القذافي محجوب خيري ! فلم ينفض عنه اصدقاؤه اليفع فقط ، بل طاردته لعنة الاسم الي دولاب ملابسه اذ لم يتبق له من قميص مدرسي مكتمل الازرار بسبب معاركه اليومية مع أقرانه بالمدرسة ! كان يكفي اصدقاؤه الشقر ترديد شيئا مما سمعوا في التلفاز عن “القذافي المجنون “ليقدحوا الشموس الاستوائية في دم هذا المحسي الأمريكي الصغير ، فيغلي الدم ويبدأ الركل ، فتتطاير الازرار وتتمزق الكراسات !
ذات يوم دعانا محجوب خيري “لسماية بأثر رجعي ” لاعادة تسمية الصبي ابن العاشرة ، وقد اسماه محمدا . ولعمري فانها عقيقة ” براجماتية ” هدفها رفع الاذي عن ابنه ، من جهة ، ومن جهة مقابلة تلقي بحزمة اضاءة كاشفة علي الانحدار الذي أوصلنا سياسيونا اليه! فقد ولي زمان كان التسمي فيه باسماء القادة تأسيا ومفاخرة بصنائعهم هو الأساس ، ليحل محله التبرؤ منهم ومن اسمائهم المكلفة جراء ما حصدت من صيت ردئ وسوء السمعة !
التقرب للأسماء المضيئة تزخر به بطون السير غير أن التحكحك بها بادعاءات كذوبة ، يبقي مثارا للتهكم والازدراء معا ! بالصدفة المحضة ، تعرفت علي الراحل المقيم البروفسور ابوعبيدة المجذوب في غداء أقامه بالرياض صديقنا المشترك بروفسور علم التسويق ،أحمد عبدالرحمن أحمد. أسرني البروفسور المجذوب ، رحمه الله ، بموسوعيته المتفردة التي ان غادرت تخصصه في التثقيف الطبي الي الاعلام تألقت ، وان طافت علي المعارف الشرعية أذهلتك وان تحدث عن شؤون الحياة العامة ، تمنيت أن تتسمر الساعة وتكف عن الدوران . علمت يومها عن برنامجه في تلفاز السودان فتحسرت علي كل مافاتني من حلقات برنامج ( صحة وعافية ) فلعنت الاغتراب . وهو ذات البرنامج الذي اقتلعه مأمون حميده اقتلاعا بعزم الضراع، من مقدمه السابق الدكتور عمر محمود خالد فغدا اليوم احدي واجهات بزنس الوزير/ التاجر بل المروج الاشهاري لضيعاته الاستثمارية .
شهور قلائل وعدت للرياض ثانية لأعلم من البروف أحمد عبدالرحمن ما ألم بصديقه من داء عضال فتك به . زيارة يتيمة الي مشفاه والثانية كانت الي المقابر ! بكاه الناس كما لم أشهد رغم حداثة عهده بمدينة جبلت علي اكرام علماء بلادها . في اليوم التالي كانت أسرته أمام مشكلة كبري ومن نوع آخر! فهذا ناشر ورئيس تحرير له من الألقاب مالايبزه الا أساليب ملاحقته للاعلانات ونعي الناس بما فيهم وما ليس فيهم تقربا وزلفي ! كتب الرجل في مطبوعته عن الراحل أبوعبيدة المجذوب محاولا استعراض ملكاته البلاغية اذ عنون مرثيته( وداعا ابن عمي النطاسي ) فأغدق الثناء ، وكال المديح وهذا من مأثورات “أذكروا محاسن موتاكم “.بيد أنه تيمم الخيال المفتعل للبطولات اذ قال انه يرثي للأمة السودانية واحدا من أكثر الرجال شراسة في منازلة نظام الطاغية نميري ابان عملهما سويا في المعارضة ! وأسهب ، بفقرة تبجيل وأخري للتفصيل . أنقضت ايام المأتم وعكف ابن الراحل علي تجميع المرثيات والبرقيات في دفتر ذكريات للأسرة المكلومة . حار الابن في أمر “ابن عم ” والده الجديد الذي ماسمع به يوما ، فاستنطق والدته عمن يكون . نفت له النسب الشرعي مذكرة ابنها بالاستخدام المجازي للصلة قائلة أن والده كان مترخصا في نسبه لأمته السودانية ، فكلهم أخوانه وأعمامه وأبناؤه. لكن الطامة الكبري كانت ماقاله حلقوم المرثيات النحرير عن منازلة الدكتور أبوعبيده المجذوب لنظام نميري.صدمت الأم وهي تحكي لأبنها عن الحرج البالغ الذي ستسببه هذه الاكذوبة للأسرة اذ ان الفقيد كان من خلصاء جعفر النميري ورهطه المقرب ! ما السبيل اذن ؟ والفقيد كان يقضي الساعات الطوال علي الهاتف ، والي آخر أيامه ، مع صديق عمره الرئيس المخلوع؟
لم يكن أمام الأسرة المرزوءة بمصابها ، امام هذه الفاجعة الاعلامية ، من خيارات مألوفة : فأما ان يكذبوا النعي ببيان رسمي أو يطلبوا من الناشر الهمام تكذيب نفسه ….! حل هذه المتشابكة دفع به أحد الحكماء اذ أفتي ان هذه المطبوعة الكاسدة لاتقرأها حتي ربات البيوت عندما يفرشنها كأسفنج راضع لزيت الطعمية أو السمك ! فكفي الله المؤمنين القتال !
الدرس الشخصي المستفاد بذلته كنصح لصديقي العزيز الاستاذ فتحي الضو . فقد كان حينها غارقا في تغطية مناوشات قوات التجمع مع النظام من مقره بالعاصمة الارتيرية.قلت له أن يحسن التقدير في امور سلامته الشخصية والا لقرأنا مرثيته في عمود الرجل فيغنم حشف كيل : يموت حقا ويرثي كذبا !
تشابه الاسماء ، ان أحسن توظيفه ، بامكانه ان يجر معه ايجابيات مطلقة بل وقد تكون من منجيات الفشل .دليلي في ذلك رواية من ايام التلمذة في مدرسة بوتسودان الثانوية الحكومية العليا . كانت مدرسة لامثيل لها حجما وتعددا عرقيا وتنوعا ثقافيا بعد أن ألحقت بها مدرسة وادي سيدنا الثانوية في بداية السبعينات. ففيها تألق وتر الراحل المقيم مصطفي سيدأحمد ونالها نصيب من سيد شعراء اللغة العامية الذي لحق به الاسبوع الماضي ، مربينا الفذ الاستاذعوض الكريم فضيل حسين ، رحمهما الله وأحسن اليهما . تشارك 4 طلاب في احدي الدفعات في الاسماء الثلاثة الاولي . ثلاثة منهم تقاربت مستوياتهم الدراسية ، وكانوا دوما في طليعة الأوائل عكس رابعهم الأقل حظا في المثابرة والمتمسك بدفة الذيل ! في ذات مرة تفاجأ الجميع بهذا الرابع يتقدمهم …وبتفوق بل ويحرز مركزا مرموقا ! بعد التحري تبين انه كان يكتفي بكتابة اسمه ثنائيا وليس ثلاثيا فغنم درجات زملائه !
ولعلي أختم بما أخشاه من سيئات تطابق اسمي مع زميلي الاستاذ عبدالرحمن الأمين الموجود بالخرطوم . فالكل يعلم ان عسس الامن في مطار الخرطوم لهم ملفات وملفات لهذا التشابه في الاسماء والذي كثيرا ماعني ، مصادرة جواز السفر ، الحبس علي ذمة التحقيق والحرمان من السفر ، وبالتالي ضياع الكثير ! وهذا ما أدعو الله صادقا الا يتعرض له الزميل الاستاذ رئيس التحرير بسبب من سوء فعائلي ! تمنيت لو ان اسمي كان محروسا بقوانين الملكية الفكرية ، أو لو كان يتوفر علي علامة التسجيل التجارية [COLOR=#FF0036](®) [/COLOR]لتكسبت بمقاضاة الزميل عبدالرحمن بدعوي أقدميتي العمرية ، لكن ياحسرة “ماتمتش ” فالأسماء ملك مشاع ورأسمالها ذبيحة فقط !
مادام ان الذبيحة بالذبيحة تذكر ، كل عام وأنتم بخير.
*****
للاطلاع علي مقالات الكاتب السابقة في ارشيف الراكوبة :
[url]http://www.alrakoba.net/articles-act…cles-id-88.htm[/url]
الحمدلله انو المسأله طلعت تشابه اسماء والا المغصه قتلتنا بعد مشاهدتي لصاحب جريدة القرار يتكلم بتكلف
واجد علي قول العرب المهم البركه في زوال الاحباط
وأنا أتفق معه
[img]http://s07.flagcounter.com/mini/DymW/bg_FFFFFF/txt_FFFFFC/border_FFFFFF/flags_0/.jpg[/img]
كتااااااااااااااااب…عيني بارده, والعيد مبارك
الصورة المرافقة لعبدالرحمن الامين كاتب المقال
يا أستاذ عبد الرحمن (بسيطة) كل هذا المقال عشان تشابه أسمك مع صحفي آخر؟ هناك صحفيون وإعلاميون كثر تتشابه أسمائهم والعملية ماشةولم يحدث لهم التشابه أي ربكة. خذ مثلا عثمان ميرغني صاحب عمود (حديث المدينة) وعثمان ميرغني (كاتب في الشرق الأوسط)، وخذ مثلاً مأمون الأفندي (السوداني – الإسلامي المعارض) وخذ مأمون فندي (بتاع صحيفة الشرق الأوسط) والانثين دكاترة، غيرهم الكثير. نحن كقراء نستطيع بسهولة التفرقة بين عبد الرحمن الأمين بتاع أمريكا وعبدالرحمن الأمين بتاع السودان، وهو كما علمت معارض قوي وشجاع وخريج أم درمان الإسلامية وكل أركان النقاش تعرفه (المصدر: صديقنا المحامي ع.ح. أ. محامي دفعته). المهم بإمكانك -طالما أنك نلت دراسات عليا بالخارج – أضافة حرف الدال قبل اسمك حتى يستطيع القارئ من هو أحمد ومن هو حاج أحمد. عموما المسألة ساهلة وماتشيل هم. كما أطمئنك رغم حبي لك (أنك لو جيت السودان ما في حد حايتعرضك) (يا خي الصادق المهدي عايش بيننا) يعني بالعربي كده ما تكبر الحكايةـ تعال ساي وعلى مسئوليتين.
لاتصدقون بان هناك حرية صحافة في السودان ولكن إصدارات تلك الصحف الجديدة والمطبوعات مابين الفينة والفينة مثل صحف على مستوى عال ثم تنهار بعد ذلك كا السودان الحديث والإنقاذ والراية والرائد والاهرام اليوم والدور على المجهر والصحيفة الجديدة والتى تمول من دم المواطن ماهم الإ ابواق معنوية لتجميل وجههم القمىء ولتجديد دماء الكيزان التى اصابتها (ثلاثيما)الفساد.
حفظك الله يادرة السودان من كل بلاء وشقاءوانار طريقك بالضياء . انا ايضا اندهشت فعلا وساورتنى الشكوك وارتبكت استنتاجاتى بسؤال نفسى ” هل فعلا سمح لمثل عبد الرحمن الامين الذى عرفته عبر مقالاته ووثائقه الخطيرة التى تدين النظام مما كان لها اكبر الاثر لطأطأة الروؤس الفاسدة الملتفة بالعمائم, تدنوها ذقون محفحفه بطرق منسقة,دون حوجة لوصف الكروش,وبرغم الجو الماطر والاعصار (والصحافة تغرق تغرق )ولا تستطيع التنفس تحت الماء كما تنفس الشاعر نزار قبانى ,لظروف امنيه
تختلف تماما فى الحالتين تنفسا واغتيالا.
كم قلت انه لو سُمح فعلا له باصدرا صحيفة داخل السودان فمعطيات استنتاجاتى ستكون:
** ان السودان حقيقتا بها حرية صحفية كاملة غير منقوصة تفوق الحريات فى جميع انحاء العالم .او
** ان عبدالرحمن الامين (البعرفو)باع نفسه ومبادئه .
(استنتاجات وشكوك مضادة للشكوك والاستنتاجات )
** اعرف ان امثال عبدالرحمن الامين(الاصل) ليس ممن يسعون لتحقيق ثروة او التباهى بالمال.
** اعظم كنز لديهم هو معرفة الحقيقة أيا كان .
** (انا شخصيا قد تم اغرائى من النظام من قبل ” ونزلت على ليلة المال” ومفارقة العيش بالكسب الحلال )فرفضتها ,وما زلت اعانى لحفظ اسرتى من الزوال .
(الحمدلله قد تبين لى الآن الخيط الابيض من الخيط الرمادى ).
لكن على مااعتقد ان اسم سبادتكم الكامل هو عبد الرحمن عمر الامين وعليه فالتفريق بينكم وبين رئيس التحرير الجديد (( لنج)) هو اسم الوالد فنقترح ان تكتب تحت اسم عبد الرحمن عمر ويكتب الجديد لنج تحت اسم عبد الرحمن الامين وهو افتراح يناقض مشورة البصيرة ام حمد رحمها الله , خفظكم الله حميعا
يا راجل نحنا بنعرف زول وااااااااااااااااحدإسمو عبدالرحمن الأمين
التاني داك حتى لو طابقكك في الاسم الرباعي لما إهتممنا به
دعِ الأسماءُ تصنعُ ما تشاءُ ** ودُمْ خيراً وعزّاً يا ضياءُ
لك التحية ، الاستاذ الجليل عبد الرحمن الأمين ، او عبد الرحمن عمر الأمين – كما ذكر أحد المعلقين –
أعجبتني جدّاً هذه العبارة ( فيشطب هنا ويعدل هناك استجابة لتوجيهات أمباشي الأمن الذي يسكنه ) فهي دليل على قدرتك الإبداعية ..
شكرا علي التوضيح يااستاذ عبدالرحمن فقد كنت أنا كنت واحد من الذين أرسلوا لك يسألون عن علاقتك بالجريدة الجديدة . نحن كقراء نكن لك ولأخوانك من الأقلام الوطنية الشريفة كل الحب والتقدير ولا نشك مطلقا في مواقفكم المشرفة وسؤالنا كان شفقة علي حالنا وخوفنا من المفاجآت حتي ولو بمجرد تجريب العمل مع هذا النظام الذي يتهاوي وحانت ساعة اسقاطه وتدميره. نريدكم ياأستاذ معنا في خندقنا كما يشهد كل تاريخك منذ ايام الطاغية نميري فنحن الان في مرحلة فرز المواقف ….أما مع الشعب لاسقاط النظام بالكامل أو ضد ارادة الشعب . ويكفينا فخرا ان شباب حزب الأمة وضعوا هذا الخيار امام زعيمهم الذي اراد ان يزور ارادتهم . ولن ينفعه اللف والدوران كما نقرأ كل يوم توضيحاته العديمة الفائدة . نحن في حركات الشباب المختلفة اتفقنا علي موقف واحد وهو اسقاط هذا النظام المجرم الفاسد ونحن ماضون ويدنا مع شعبنا
وتستمر الثورة …
“”””والتغذية المرتدة (feedback) “”” يا أخي دي ترجمة دكشنري…رايك شنو لو تقول (إفادات القراء) او ملاحظاتهماأو تعليقاتهم
تشابه الاسماء لايفسد للود قضية
انا شخصيا لي تجربة مع تشابه الاسماء هذا ياسيدي
فالاستاذ الرائع محمد حسن العمدة يأخذ من اسمي الكثير لدرجة انني في الجامعة كان اصدقائي والارزقية – اكرمكم الله- وكنت عندما اتقدم بطلب لوظيفة ارفض منها بالملف الامني
كنت كثيرا اتمني ان اكون هو ذات المقصود ولكن للاسف لم اكن
كان هذا سببا لمعرفة اتشرف كثيرا بها بالاستاذ محمد حسن العمدة لاننا نقف على ذات الضفة من جرح الوطن
وتشاركت معه وغيره من الكتاب السوادنيين الشرفاء ذات الحلم بوطن حر ديمقراطي تحكمه المؤسسية وتسوده الحرية والسلام والعدالة
الاستاذ عبد الرحمن الامين، الصحفي الاخر ورئيس نحرير الصحيفة الجديدة،كادر من كوادر حركة الطلاب المستقلين ، عرفته منابلا الجامعات ، ومعتقلات النميري. متحث زلق اللسان ، واضح البيانمع لجنة حلوة. فهو الي هنا نعم الرجل ونعم المهني
اولاً شكراً علي المقال الجميل اخي عبدالرحمن.ومقالك هذا ذكرني بقصه ظريفه ومحزنه في نفس الوقت.في اول ايام الانقاذ المشئومه والتمكين جاء خطاب احاله للصالح العام لابن خالتي عبدالرحمن احمد بوزارة الاعلام والعمل سابقاً.وكان هناك 3 عبدالحمن احمد بالوزاره وقد كتب الاسم دون كتابة الاسم الثالث والرابع لتحديد المقصود بالاحاله للصالح العام مين بالضبط.وطبعا الموضوع فيه قطع عيش والثلاثه عاشوا علي اعصابهم لحين معرفة مين المقصود.وطبعاً المعنيين الثلاثه لم يكونوا بنفس الوحده.وانتوا عارفين الجهه البتحيل للمعاش هي ليست الوزاره الثقافه بل وزارة رئاسة مجلس الوزراء برئاسة المعتوه الطيب سيخه ولحدي مايمشي الخطاب من المصلحه لوزارة الثقافه لمجلس الوزراء وبالعكس الجماعه روحهم طلعت الي ان عرفوا من هو المقصود بالاحاله للمعاش. والمحزن خطاب التصحيح جاء بالاعتذار بانه لم يحل اي منهم للمعاش وكان هذا خطأ.ولكن الدفعه التاليه كان فيها الثلاثه محالين للمعاش وكأنهم بقولوا ليهم يلا بلا لمه وكانت اصعب ايام بالنسبة لهم
كل من يقول بأن التغذية المرتدة ليست ترجمة حرفية بيكون بيجامل في الكاتب ساكت، مع أنو الخطأ في الترجمة في هذه لم يؤثر على المقال، والكاتب ليس امتحان ترجمة، المهم المعلومة تصل، ولو ترك الكلمة الانجليزية بدون ترجمة لكان الأفضل لأن معظم القراء يدركون معناها, ولعل دراسة وعمل الكاتب بالخارج لفترة طويلة يجد له عذر في دقسة زي دي وان كانت (تضرس) بسكون الضاد وكسر الراء