أوقفوها جوه وبره

في السادس من يناير الفائت، أعلن مجلس الوزراء عن إجراءات لضبط المشاركات الخارجية للوفود السودانية، بهدف منع الهرجلة والهرولة التي ظل بعض كبار المسؤولين يمارسونها، بذريعة المشاركة في مؤتمرات وفعاليات يتقاضون نظيرها الأتعاب باليورو «وليس بالدولار الذي هو عملة الكُفّار، وهو على كل حال أقل قدرة شرائية من اليورو»، ولعلكم تذكرون حكاية الوزيرة التي شكلت وفدا من نحو 17 شخصا للمشاركة في مؤتمر دولي ل»الكلام»، ولكن ربك رب الخير طرشق المؤتمر.
كان ينبغي على مجلس الوزراء وضع ضوابط لمنع السبهللية في عقد المؤتمرات الإقليمية والدولية داخل السودان، فقد صار بمسؤولينا ولع عجيب بعقد مثل تلك المؤتمرات، ولو افترضنا ان الأجانب المشاركين فيها يدفعون قيمة تذاكر السفر، فإن المضيف هو الذي يتحمل عنهم نفقات السكن والإعاشة، ولا أعرف للمؤتمرات التي استضافها السودان قيمة سوى «الصيت ولا الغِنى»
قبل نحو أقل من شهر، أعلن اتحاد الجامعات السودانية انسحابه من اتحاد الجامعات العربية. لماذا يا جماعة؟ قالوا لأن الاتحاد العربي أتى بحركات قرعة، كي يتنصل من قرار له بأن تكون الجمعية العمومية المقبلة لعضويته في الخرطوم، وعندما قرأت العنوان الرئيس لخبر الانسحاب قلت: خير وبركة، وليتنا ننسحب أيضا من الجامعة العربية، ولكن ما أن عرفت سبب الانسحاب، حتى أدركت أن اتحاد الجامعات السودانية، يعاني من «الانسحاب»، والكلمة هنا مأخوذة من قاموس علم/ طب النفس، لوصف حالة من أدمن تعاطي شيء ما، وعندما لا يجدها متاحة، يتعرض لنوبات من الغضب والهياج والضيق.
كان جديرا باتحاد جامعاتنا أن يبارك مساعي إلغاء اجتماعات الاتحاد العربي للجامعات في الخرطوم، بمنطق «حِملاً خفَّ وعرقاً جفَّ»، ليس فقط لأن الاتحاد العربي «شِنْ نَفَرو»، ولكن أساسا لأن الاتحاد السوداني كان سيهدر موارد ضخمة في تلك الفعالية، بينما هو يمثل جامعات بكل واحدة منها إدارة كاملة للأوراق المالية «رصد السوق السوداء للدولارات والعملات الخليجية لوضع سياساتها المالية، أو ممارسة الهمبتة على الطلاب، وكان عيال المغتربين حتى عهد قريب المستهدفين دون غيرهم بالهمبتة»
أذكر كيف أنني خجلت نيابة عن بعض قادة الأحزاب البروس الذين استطلعت الصحف آراءهم حول العقبات التي تعترض مسار ومسيرة الحوار الوطني، فقالوا إن عدم منحهم «بدلات» نقدية عن كل يوم من أيام الحوار هو العقبة الكأداء
ثم، يا للعار الختمية بقت أنصار «هذا هتاف ردده الحزب الاتحادي عندما حدث تقارب بين حزب الشعب الديمقراطي الختمي، وحزب الأمة في إطار الائتلاف والاختلاف المعتاد بين الحزبين»، اعتذر لإقحام حزبي السيدين الجليلين في أمر لا يخصهما، فحديث جماعة قاعة الصداقة عن ضرورة تقاضي «بدل حوار»، صار بالنسبة لي مقبولا وأنا أسمع نواباً في البرلمان يتكلمون عن ضرورة تزويدهم بوجبات فطور «بلوشي»، لأن جلسات البرلمان كثيرا ما «تَجُر» أي تمتد لساعات طويلة، والذي نعرفه هو أن كل من يملك وظيفة/ مهنة / حرفة، يكون في موقع عمله قبل حلول موعد وجبة الفطور، ولم نسمع من غير نوائب الزمان، أن توفير الفطور في المبنى الذي يجلسون فيه لممارسة طق الحنك قضية مطروحة للنقاش، وأقول لرئيس البرلمان: بسيطة يا بروف إبراهيم، في تمام العاشرة والنصف صباح كل يوم يرن جرس داخل البرلمان، ليخرج النواب الى الكافتيريا لتناول الطعام على نفقتهم، ويرن الجرس في ال11 والنصف ليعودوا الى كراسيهم، وبلاش فضائح.

الصحافة

تعليق واحد

  1. ((أذكر كيف أنني خجلت نيابة عن بعض قادة الأحزاب البروس الذين استطلعت الصحف آراءهم حول العقبات التي تعترض مسار ومسيرة الحوار الوطني، فقالوا إن عدم منحهم «بدلات» نقدية عن كل يوم من أيام الحوار هو العقبة الكأداء))

    احزاب بروس وحكومة الجبهه اكبر بروس اتت بالباطل عن طريق انقلاب عسكري على الشرعيه التي ارتضاها الجميع وقائمة على الباطل وكل افعالها باطل في باطل وفي اثناء سعيها المحموم للعلق احذية الاخوه العرب ستفعل ومحاولة الالتصاق بهم ستفعل اي شيء وستنفق جميع موارد الدوله في سبيل ذلك وما هذه المؤتمرات والاجتماعات الفارقه وتكلفها الباهظه الا غيض من فيض .. ولكن المصيبه ان الاخوه العرب هؤلاء ينظرون لهذه الهترشات العجيبه التي يقوم بها الكيزان لإثبات عروبتهم المزعومه ينظرون لهذا باستغراب ان لم نقل استخفاف .. ولله في خلقه شئون …

  2. ((أذكر كيف أنني خجلت نيابة عن بعض قادة الأحزاب البروس الذين استطلعت الصحف آراءهم حول العقبات التي تعترض مسار ومسيرة الحوار الوطني، فقالوا إن عدم منحهم «بدلات» نقدية عن كل يوم من أيام الحوار هو العقبة الكأداء))

    احزاب بروس وحكومة الجبهه اكبر بروس اتت بالباطل عن طريق انقلاب عسكري على الشرعيه التي ارتضاها الجميع وقائمة على الباطل وكل افعالها باطل في باطل وفي اثناء سعيها المحموم للعلق احذية الاخوه العرب ستفعل ومحاولة الالتصاق بهم ستفعل اي شيء وستنفق جميع موارد الدوله في سبيل ذلك وما هذه المؤتمرات والاجتماعات الفارقه وتكلفها الباهظه الا غيض من فيض .. ولكن المصيبه ان الاخوه العرب هؤلاء ينظرون لهذه الهترشات العجيبه التي يقوم بها الكيزان لإثبات عروبتهم المزعومه ينظرون لهذا باستغراب ان لم نقل استخفاف .. ولله في خلقه شئون …

  3. ياريت يا استاذ قمت باحصاء عدد المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت بالخرطوم في عهد الانقاذ والمبالغ التي صرفت حتما ستفوق تلك التي عقدت بالقارة الاوربية باكملها وماذا استفاد منها المواطن السوداني غير رويتها في نشرة الاخبار مع والي دارفور وهو يتعهد بقمع التمرد صيفا ولمدة 21 صيف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..