امتهان الامتحان بالتقفيل و?. التغفيل

قلت في مقال لي هنا الأسبوع الماضي، إن أبناء وبنات جيلي لم يسمعوا قط بمفردة «تقفيل» المواد في الامتحانات،»أنا قفلت الفيزياء والرياضيات»، يعني إما أن المتكلم آينشتاين زمانه، أو أن الامتحان كان سلق بيض من شاكلة: ما حاصل ضرب 8 في 1 وحاصل قسمة 2 على 1، وما هو الشيء الذي يسري عبر أسلاك ويستخدم في الإضاءة والتبريد والتسخين وأول حرفين فيه هما «كه»؟ نحن جيل كان من يحرز فيه 75% في امتحان أي مادة يعتبر عبقريا، واليوم تسمع من يتكلم عن تقفيل «الإنشاء» واللغة الإنجليزية، والمدرس/ المصحح الذي يعطي طالبا ما الدرجة الكاملة في الإنشاء، «قطع شك» ماحي في اللغة العربية، أو أعطى ضميره المهني إجازة، أو تلقى أوامر عليا بأن يبحبح في الدرجات كي يتسنى لمسؤولي وزارة التربية التبجح بأن نسب النجاح عالية، وأن ذلك يعزا لتوفر الطباشور ودسامة وجبات الفطور.
زينب عبد الرحمن باسنبل، صارت أشهر شخصية في اليمن، بشقيه الصنعاني والعدني، لأنها أحرزت في امتحان الشهادة الثانوية نسبة 100%، يعني لم تنس تنقيط تاء مربوطة، ولا وضع همزة على حرف ومستواها في «الإنقليش» يؤهلها لتكون موجها تربويا في بريطانيا في تلك المادة، وقال مدير مكتب التربية في حضرموت الساحل، إن 40 طالبا وطالبة أحرزوا نسبة 99 وجزءا من المائة في تلك الامتحانات، مما يعني أن النظام التعليمي في اليمن، سيم سيم مثل السودان ومصر، أي يتسم بالسخاء في تخصيص الدرجات، مما يفسر لماذا تحتل جامعات تلك البلدان، ذيل قائمة الجامعات في العالم، بعد أن كانت ذات شنة ورنة في عصر «القراية أم دق»
على أيامنا كانت الدفعة في السنة الأولى في كلية القانون في جامعة الخرطوم، تتألف من نحو أربعين طالبا، ولا يصل الى السنة النهائية منهم سوى نحو 23، أما كلية الطب فقد كان الدخول فيها أصعب من دخول الجمل في خرم الإبرة، لأن الدخول فيها لم يكن «توش..تروف» ، «وبعد ابتكار شراء فرق الدرجات المطلوبة للقبول في الكليات نقدا» بل كان الراغبون في دراسة الطب والصيدلة والزراعة والبيطرة يجلسون سويا للدراسة في كلية العلوم، وما يحرزه الطالب من درجات في امتحانات تلك الكلية، كان يحدد ما إذا كان سيدخل أيّاً من تلك الكليات، وكان التخرج في كلية الطب أصعب من الدخول إليها، ولهذا تخرج فيها أطباء مهرة يتحلون بالكفاءة والمهنية الرفيعة، ولهذا كان الشاي السادة الخفيف يسمى «دم دكاترة» لأن دمهم كان شربات، وروح الواحد منهم حلوة، يقابلك ببشاشة ويعطيك من وقته كل ما تستحق دون أن ينظر الى الساعة، كما يفعل بعض الأطباء «تجار الشنطة» في زماننا هذا، ليحسب الواحد منهم كم دقيقة يخصصها للمريض، كي يتمكن من استقبال أكبر عدد ممكن من المرضى خلال ثلاث ساعات، قبل أن يحمل شنطته ويتوجه الى بقالة طبية أخرى يخرم فيها جيوب «وربما قلوب وبطون» بضعة غلابة «لا نريد أن نغمط حق غالبية الأطباء الذين لا زالوا يحترمون أخلاق وضوابط المهنة، وقلوبهم على المواطن الغلبان، ولكن ما قيمة الفحص والتشخيص طالما الدواء المتاح تخابيص متداولة بلا تراخيص؟»
باختصار «تقفيل» المواد في الامتحان، فيه للتعليم امتهان، ويحدث لأن القائمين على أمر التعليم عندنا، يستغفلوننا، لأنهم يفترضون أننا بقنابير، ونصدق أن عيالنا صاروا عباقرة خلال السنوات الأخيرة، رغم أن بعضهم لا يفك الخط حتى بعد نيل الشهادات الكبيرة، لأن من علمهم ظلمهم.

الصحافة

تعليق واحد

  1. صدقت يا استاذ والدي امتحنني في مادة الانشاء عام 1966للمرحلة الوسطي للسنة السابقة وكان بعنوان (الحج مؤتمر اسلامي ) بعد التصحيح ولم يستطيع ان يضع قلمه الاحمر في مقالي قال لي السنة الماضية اعلي نمرة كانت14من عشرين انا اعطيط 16وظالمك لكن لا استطيع هل انت احسن واحد في المدرسة قلت له لا قال انا اطانيت عليك اقرا كما تشاء في الاجازة !!!اما الاطباء رحم الله صديق احمد اسماعيل ذهبت اليه مرة فاصبحت صديقه يناديني من سيارته يا فلان القلب كيف البطن كيف وهو يضحكمقهقها وما قاله عن قلبي منذ 40سنة بسماعته فقط لم يزد عليه الاطباء شئ حتي الان!!!الامتحانات بقت زي كورتنا تقفيل وتطفيش !!!

  2. صدقت يا استاذ والدي امتحنني في مادة الانشاء عام 1966للمرحلة الوسطي للسنة السابقة وكان بعنوان (الحج مؤتمر اسلامي ) بعد التصحيح ولم يستطيع ان يضع قلمه الاحمر في مقالي قال لي السنة الماضية اعلي نمرة كانت14من عشرين انا اعطيط 16وظالمك لكن لا استطيع هل انت احسن واحد في المدرسة قلت له لا قال انا اطانيت عليك اقرا كما تشاء في الاجازة !!!اما الاطباء رحم الله صديق احمد اسماعيل ذهبت اليه مرة فاصبحت صديقه يناديني من سيارته يا فلان القلب كيف البطن كيف وهو يضحكمقهقها وما قاله عن قلبي منذ 40سنة بسماعته فقط لم يزد عليه الاطباء شئ حتي الان!!!الامتحانات بقت زي كورتنا تقفيل وتطفيش !!!

  3. (قلت في مقال لي هنا الأسبوع الماضي، إن أبناء وبنات جيلي..) اهـ

    ابناء وبنات جيلك لسع عايشين يا طويل العمر ؟!!

  4. أستاذ جعفر عباس: هنالك نوعان من أسئلة الإمتحانات (objective questions) و (subjective questions) النوع الأول من الأسئلة له إجابة محددة كمثال له (multiple choice questions) و الذي يُعرف إختصاراُ بـ (MCQ?s) و النوع الثاني من الأسئلة تحتلف إجاباته من شخص لآخر- كإمتحانات الإنشاء …يبدو أن أسئلة الإمتحانات في زمانكم كانت كلها من نوع الـ (subjective questions) و أسئلة إمتحانات اليوم التي يتحصل فيها الطلاب على الدرجة الكاملة كلها من نوع الـ (objective questions) … و بالطبع يجب الدمج بين النوعين من الأسئلة في أي إمتحان لتوخي الموضوعية و الإمكانية الذاتية …. و الله أعلم!!

  5. الأستاذ جعفر عباس اراك مهتم كثيرا بالعملية التعليمية في سوداننا الحبيب ولا شك أن التعليم له الدور الاساسي في تطوير ونما إي بلد ؟؟؟ لا يوجد تعليم من أجل التعليم وإنما هنالك هدف للتعليم ؟؟؟ الدول الغربية طورت تعليمها لتتسيد العالم والدول الشرقية طورت تعليمها لتكون ندا لهم ؟؟؟ وكلهم نجحوا في ذلك ؟ المستعمر في السودان كان هدفه من التعليم في سوداننا الحبيب تخريج كتبة وموظفين وفنيين مدجنين يطيعون الأوامر لمساعدته في الحكم وانجاح أكبر مشروع في العالم لزراعة القطن بالري الانسيابي وضباط صحة واطباء لعلاج هذا الكم من كوادره ؟ ونجح في هدفه تماما؟؟؟ وعندما خرج المستعمر وأتت الحكومات السودانيه بعده للأسف لم يكن من بينها أحدهم الوطني البعيد النظر الذي كان له هدف وطني ليغير ويطور نظام تعليمنا لتطوير السودان؟؟ والكيزان الذين حاولوا أخيرا خربوه عنوة وعن قصد ؟؟؟ ونشروا جامعات هلامية للتربح فقط لتخرج جيل غني عن التعريف وحتي في مجال اللغات لا يجيد العربي او الانجليزي لغة العصر والعلم رضينا ام ابينا ؟؟؟ وآخر المحن أن رئيس الدولة يؤيد الضرب ؟؟؟ الآن التعليم في سوداننا الحبيب يعتمد علي الحشو والتلقين والحفظ والمعلوماتية ؟؟؟ وكذلك يعتمد علي الضرب والتوبيخ للطفل علما بأن ذلك في الدول المتطورة يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ؟؟؟ وحتي الابو لو ضرب ابنه أو اساء إليه وعرفت السلطات فإنها ستحقق في ذلك وقد تتبناهم الدولة ومنطقهم يقول أننا كدولة لا نقبل أن يتكون مجتمعنا من معوقين جسديا او نفسيا أننا كدولة نريد امة مكونة من منتجين سويين ؟؟؟ فيا أستاذي ببساطة إذا تمسكنا بموروثاتنا ولم نستفد من تجارب الآخرين وخاصة الدول المتقدمة نكون نحن الخاسرين ؟ دولة فنلدا الآن تتقدم كل دول العالم في مجال التعليم لأنها نبذت الموروث وابتكرت الجديد المواكب ومن ضمن نظمها لا واجبات منزليه ولا امتحانات إلا بعد سن 13 واللعب جزء هام من العملية التعليمية؟؟؟ تفتخر جامعاتنا بفصل 75% من المقبولين فيها مستندين علي حجه الحفاظ علي المستوي ؟؟؟ فهل فعلا مستوانا عالي ؟؟؟ هذا يدل علي أن هنالك خطأ في القبول او نظام الدراسة والامتحانات علما بأن هذا يعتبر هدر مادي وتشريد غير مبرر لأن عملية القبول للجامعات عندنا تتم بطريقة ساذجة ومتخلفة إي بطريقة فرازة البيض التي لم تتعب صاحبها ليشغل مخه قليلا ؟؟؟ كيف ؟؟؟ القبول في الجامعات في الدول المتقدمة تحكمه مقاييس أكثر دقة للاختيار ؟؟؟ وأهم موضوع هو الرغبة والاستعداد الفطري والشخصية القوية لدراسة علم محدد ولا يوجد تفضيل علم علي آخر؟ منطقنا المتبع يقول الذي يحرز درجات أعلي إي الشاطر يدرس طب والذي يحرز درجات أقل إي البليد يدرس اقتصاد ؟؟؟ علما بأن الدولة المنهار اقتصادها يكون فيها الطبيب حافي وجائع ولا يجد المعدات والبيئة الصالحة لاداء واجبه ؟؟؟ علي سبيل المثال إذا تقدم اثنين لدراسة الطب أحدهم رياضى وقوى الشخصية ومهندم واثبت في المقابلة الشخصية أن له الرغبة والاستعداد الفطري والاهتمام بالطب ودرجاته 75% والاخر ليس له اهتمام بالرياضه وسمين ومبهدل المظهر ضعيف الشخصية مرتجف وسيان عنده دراسة طب او غيره وكل اهتمامه الأكل والدراسة والحفظ ومجموعه 95% ؟؟؟ فمن فيهم يا تري يتوقع أن يكون طبيب ناجح ؟؟؟ الطالب في الدول المتقدمة يعتبر ثروة قومية ومستقبل بلادهم فلا يسمح بفضله بسهولة وتقدم له كل المساعدات والأساتذة اصدقائه وليس أعدائه يرعبونه ويخيفونه بمقصله الفصل ؟؟؟ دعنا بعد القبول في الجامعات السودانية نقوم بعمل تقصي نسأل فيه المقبولين هذا السؤال : هل هذه الكلية التي كنت تتمني أن تقبل فيها ؟؟؟ بالتأكيد نجد المقبول بالزراعة يقول لك والله انا كان عندي رغبة شديدة في دراسة الصيدلة لكن فرقت معي بدرجة واحدة والآخر يقول انا كان عندي مزاج أدرس اقتصاد لكن مجموعي ادخلني طب فقلت يلا علي الأقل ارضي والدي ؟؟؟ وهكذا ؟؟؟ إذا العملية كلها مغلوطة وتحتاج إلي فهم كبير وتعمق والاستفادة من تجارب الآخرين ؟؟؟ وحكاية الذي يريد أن يدخل الطب كما الذي يريد أن يدخل الجمل في خرم الابرة ؟؟؟ وإذا كان البيان بالعمل أين هو نجاحنا في الطب ونحن نتعالج بالأردن ومصر؟؟؟ الأردن صنعها الانجليز سنة 1948وأرادوا أن يكونوا حاشية للملك عبدالله ولأن السكان كانوا عبارة عن بدو رحل استقدموا شركس ليكونوا حاشية للملك ؟؟؟عندها كان بالسودان كلية طب وصحة ومعمل استاك ومعهد فني وكلية بوليس وجيش إي دولة لها خدمة مدنية متميزة ؟؟؟ وحجة البليد الذي لا يثق في نفسه أنه ما عندنا اماكانيات علما بأن الإمكانيات التي حبانا بها الخالق بأسراف شديد لا توجد في إي دولة عربية إذا العيب في حكامنا البسطاء عديمي الثقة والوطنية والكرامة ؟؟؟ اثيوبيا دولة مثلنا من العالم الثالث لا تجد أحدهم يتسول العلاج بمصر او الاردن ؟؟؟ تخيل أن ننصح الماني بالذهاب إلي لندن لتلقي العلاج !!! سيعتبر هذه اسائة بالغة لأنه يعتد بكل شئ ألماني ولا يقبل الحقارة فنحن يقبل مسؤلينا التسول في الأردن للعلاج دون أن تهتز لهم شعرة ؟؟؟حكامنا هم نتاج تعليمنا الفاشل الذي يخرج تكنوقراط مدجنين حفظوا المقررات وكل همهم مصالحهم الشخصية فتراهم يركعون ويبوسون أيدي الاسياد واحذية العسكر الفاسدين او يتاجرون بالدين لتحقيق مصالحهم الشخصية وملعون أبوك بلد ؟؟؟ فيا عزيزي العملية كلها تحتاج الي تغيير واعتقد أن ذلك ليس بالسهل طالما يحكمنا دجالين ولصوص مجرمين قتلة يشجعون المخدرات ويستوردونها بالحاويات ويديرون بيوت الأشباح لاغتصاب الرجال والنساء وتعذيبهم ؟؟؟ الله لا بارك فيهم جميعا عسكر كيزان أسياد الطوائف الدينية حلفاء العسكر الفاسدين ؟؟؟ ولك التحية والاحترام

  6. لا ندرس تربيع وطنيه ولا تاريخنا بشفافية ولا جقرافية بلدنا وثرواته الوفيرة وقيمتها في السوق العالمي ؟؟؟ بل ندرس جقرافية العالم وتاريخة بالتفصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..