محاسن كبي حرجل

بسم الله الرحمن الرحيم

في شارع (صك العملة) ومن الناحية الجنوبية الغربية للمنطقة الصناعية، ونحو الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل كنت أعبر من ذلك الطريق وأنا في طريق العودة من مستشفى علياء ، أضواء السيارة سقطت على أعين طفل صغير جلس متكوما من البرد أمام إحدى أبواب الزنك، الطفل لا يتجاوز عمره السادسة كان يجلس القرفصاء في ظلام رهيب.

المنطقة برمتها يلفها الظلام ولا أثر للحياة بها.

بعد قليل اتجه إليه مجموعة من الصبية منهم من هو في نفس عمره ومن هو أكبر بعدد من السنوات جلسوا إلى جانبه لا يلوون على شيء.

لم أتوقف ولم أذهب لمحادثتهم ؛ لأن كل السيناريوهات السيئة كانت حاضرة في ذهني، التوقف- نفسه- في مثل هذا التوقيت أمر غير مأمون العواقب في ذلك المكان.

ولكن بدا واضحا أنهم ضمن مجموعة الأطفال المشردين، والذين يعيشون في الجملونات التي تعج بها تلك المنطقة.

غير بعيد من ذلك المكان، وعند تقاطع إشارة القسم الجنوبي في المثلث الشمالي حاولت عقد صداقات مع مجموعة من المشردين ، وفي أول محاولة لتجاذب الونسة معهم انطلقت ألفاظ من أحدهم ، وهو يسب طفلا آخر إصابتني بالقشعريرة ، وشعرت بالتقيوء، وأني احتاج إلى غسل أذني جيدا بالصابون.. ألفاظ أقل ما يقال عنها إنها خادشة للحياء، ومثيرة للاشمئزاز..

الغريب في الأمر أن أكبرهم لا يتجاوز العاشرة من العمر، لكنهم رغم هذا يتقنون كل الألفاظ القذرة، والكلام البذيء.

منحت أحدهم قبيل انصرافي حقيبة مدرسية كانت في حوزتي فحدثت معركة بينهم كادت تزهق فيها الأرواح، وبعد مضي أسبوع مررت بإشارة القسم الجنوبي فوجدته يفترش ذات الحقيبة تحت رأسه وهو نائم، فإلى أين عساه يأخذها فلا مأوى ولا أسرة…… تحت الكبري مسكنه، وبين أعمدة الإنارة والأسفلت غرفته، وعلى الرصيف سريره.. ومن عوادم السيارات غطاؤه .

على بعد خطوات من ذلك المشهد، وفي الشارع المنحني والمؤدي إلى نادي الأسرة يقبع الكثير من المشردين من الجنسين، الكثير من الذكور ، والقليل من الإناث، يعيشون حياة أقرب إلى الجحيم، يبدأون صباحهم بمص واستنشاق السلسييون ، ثم يتناولون إفطارهم من مكب النفايات ، ويبدأون عملهم بممارسة الشحاتة على الأستوبات، ثم يتناولون وجبة الغداء من أكياس القمامة في المطاعم، و يخلدون إلى النوم في المباني المهجورة، لا يغمض لهم جفن مع تناوب كبارهم اغتصاب صغارهم.

وهكذا تبدأ رحلة اليوم التالي ما بين المخدرات والشحاتة والاغتصاب.

كنت أتمنى أن تمنحنا وزارة الداخلية، ووزارة الرعاية الاجتماعية الرقم الحقيقي لعدد المشردين- فقط- في ولاية الخرطوم.

فحسب علمي أن العدد تجاوز القدرة على السيطرة عليه.

خارج السور :

يحدث كل هذا البلاء والتفكك، وتضيع من بين أيدينا اللبنة الأساسية لمستقبل الأطفال، ونقدم إلى العالم أسوأ أنموذج لضحايا الحروب والحمل غير الشرعي..

كل هذا والدولة والشعب مشغولون جدا.. مشغولون بمحاسن كبي حرجل.

*نقلا” عن التيار

تعليق واحد

  1. كلام فى محله
    اين الذين ( شرطوا اضنينا ) بالوعظ و الارشاد
    و فى عهدهم زادت كل الرزائل بدرجة مرعبة
    أين من قالوا أنهم قادتنا للجنة و رضى الرحمن
    وهم ما أرضوا الاّ أنفسهم

  2. تجميع هؤلاء من السهل لكن اين الرعاية التي سيجدونها ما دام كل يحلم بليلاه ويغني عليها وكانه من كوكب اخر

  3. Mahasin Kubbi Harjal can be read in 3 different episodes (1) A girl called Mahasin is asked to pour “Harjal (may be in a cup) (2) A girl named Mahasin whose father is called Keby Harjal or (3) recalling the good worldly deeds of a good , benevolent man called Keby Harjalor!
    It would be most appreciated , Mrs Suhair , if you would be kind to explain why the Government and/or the Sudanese People are giving full attention to the news of Mahasin in her 3 episodes mentioned above; in addition if she is a refugee, from which country, already got a Sudanese passport? Had she done any work related to Gold mining in Jabal AAmir!: beside all other information pertaining to her>
    > Thank you Sohair and good luck in all /endeavors

  4. والله إن الله سيسالننا عنهم, دعك من الحكومه,,كل فرد منا سيسأل ماذا فعل لهم, لكل طفل يغتصب, وفتاة تغتصب,,مجرد سماعك لكلمة تحتاجي لصابون لغسلها,,وماذا لو انك تعرضتي للفعل وليس للقول..أين ذهب المشردون والمشردات الذين كانوا في السنوات السابقة,,ثم نأتي ونتباكي على ضياع القيم,,وماذا سيعمل هؤلاء عندما يكبرون,,الن يكونوا حاقدين على المجتمع؟

  5. المشردون معروفون من سنين عديدة وفي جميع مدن السودان لكن الان ارتفع عددهم الى ارقام خيالية وتصاعفت في كل المدن واصبحت ظاهرة اجتماعية سالبة بعد ان كانت من قبل خالات بسيطة وكل ذلك نتيجة سياسة الدولة السيئة والفساد الذي دمر كل اركانها واصبحت لا تقدم اي خدمات للمواطن رغم المليارات التي يدفعها هذا الشعب فالخدمات صفر على الشمال . الكل يسرح ويمرح ويسؤق ويتحلل ويشيد في العمارات ويؤسس في الشركات على حساب هؤلاء الغلابة واختفت المسؤلية والمحاسبة وانتشر الفساد والرشوة ونهب اموال الدولة واصبح رعاتنا هم سارقي قوتنا وبالبلدي البلد اصبحت ما عندها وجيع نسأل الله ان يدمر كل من دمر اخلاقنا وسرق اموال الشعب . البشير الشرير هو المسؤل الاول وحسابه عسير ومسؤل عن كل هذه السرقات وهو المسؤل الاول عن كل شاردة وواردة .

  6. ايوة كدا خليك ف هم اولاد بلدك .. سوف يحبك الجميع .. بلاش فلسفة وتظير ودفاع عن هلفوت سوري او مصري .. ركزي ف ورقك
    وشكرا 😦

  7. في شارع (صك العملة)

    دي محلات ( سك ) الوداك ليها بالليل شنو؟

    وشعرت بالتقيوء،

    أول مرة أقرأ هذا التعبير. وارفعي الهمزة دي شوية.

    احتاج إلى غسل أذني جيدا بالصابون.

    الشماشة ديل زاااااااااااااااتم ممكن يغسلو ليك أضنيك.

  8. نعم أستاذة سهير ومن الماسي أيضا انتشار نفس الظاهرة من التسول في مدينة دكا عاصمة البنغال نتمني أن تهتم المنظمات العالمية بهذا الأمر الجلل الذي عجزت عن تداركه واحتوائه الحكومات

  9. مقال جميل وهادف ونتمنى أن يصل إلى المسئولين الكبار جداً ..
    هووووى محاسن قالت عاوزة فلوسها ..

  10. كلام فى محله
    اين الذين ( شرطوا اضنينا ) بالوعظ و الارشاد
    و فى عهدهم زادت كل الرزائل بدرجة مرعبة
    أين من قالوا أنهم قادتنا للجنة و رضى الرحمن
    وهم ما أرضوا الاّ أنفسهم

  11. تجميع هؤلاء من السهل لكن اين الرعاية التي سيجدونها ما دام كل يحلم بليلاه ويغني عليها وكانه من كوكب اخر

  12. Mahasin Kubbi Harjal can be read in 3 different episodes (1) A girl called Mahasin is asked to pour “Harjal (may be in a cup) (2) A girl named Mahasin whose father is called Keby Harjal or (3) recalling the good worldly deeds of a good , benevolent man called Keby Harjalor!
    It would be most appreciated , Mrs Suhair , if you would be kind to explain why the Government and/or the Sudanese People are giving full attention to the news of Mahasin in her 3 episodes mentioned above; in addition if she is a refugee, from which country, already got a Sudanese passport? Had she done any work related to Gold mining in Jabal AAmir!: beside all other information pertaining to her>
    > Thank you Sohair and good luck in all /endeavors

  13. والله إن الله سيسالننا عنهم, دعك من الحكومه,,كل فرد منا سيسأل ماذا فعل لهم, لكل طفل يغتصب, وفتاة تغتصب,,مجرد سماعك لكلمة تحتاجي لصابون لغسلها,,وماذا لو انك تعرضتي للفعل وليس للقول..أين ذهب المشردون والمشردات الذين كانوا في السنوات السابقة,,ثم نأتي ونتباكي على ضياع القيم,,وماذا سيعمل هؤلاء عندما يكبرون,,الن يكونوا حاقدين على المجتمع؟

  14. المشردون معروفون من سنين عديدة وفي جميع مدن السودان لكن الان ارتفع عددهم الى ارقام خيالية وتصاعفت في كل المدن واصبحت ظاهرة اجتماعية سالبة بعد ان كانت من قبل خالات بسيطة وكل ذلك نتيجة سياسة الدولة السيئة والفساد الذي دمر كل اركانها واصبحت لا تقدم اي خدمات للمواطن رغم المليارات التي يدفعها هذا الشعب فالخدمات صفر على الشمال . الكل يسرح ويمرح ويسؤق ويتحلل ويشيد في العمارات ويؤسس في الشركات على حساب هؤلاء الغلابة واختفت المسؤلية والمحاسبة وانتشر الفساد والرشوة ونهب اموال الدولة واصبح رعاتنا هم سارقي قوتنا وبالبلدي البلد اصبحت ما عندها وجيع نسأل الله ان يدمر كل من دمر اخلاقنا وسرق اموال الشعب . البشير الشرير هو المسؤل الاول وحسابه عسير ومسؤل عن كل هذه السرقات وهو المسؤل الاول عن كل شاردة وواردة .

  15. ايوة كدا خليك ف هم اولاد بلدك .. سوف يحبك الجميع .. بلاش فلسفة وتظير ودفاع عن هلفوت سوري او مصري .. ركزي ف ورقك
    وشكرا 😦

  16. في شارع (صك العملة)

    دي محلات ( سك ) الوداك ليها بالليل شنو؟

    وشعرت بالتقيوء،

    أول مرة أقرأ هذا التعبير. وارفعي الهمزة دي شوية.

    احتاج إلى غسل أذني جيدا بالصابون.

    الشماشة ديل زاااااااااااااااتم ممكن يغسلو ليك أضنيك.

  17. نعم أستاذة سهير ومن الماسي أيضا انتشار نفس الظاهرة من التسول في مدينة دكا عاصمة البنغال نتمني أن تهتم المنظمات العالمية بهذا الأمر الجلل الذي عجزت عن تداركه واحتوائه الحكومات

  18. مقال جميل وهادف ونتمنى أن يصل إلى المسئولين الكبار جداً ..
    هووووى محاسن قالت عاوزة فلوسها ..

  19. هو محاسن دى لو كبت ودك او جردقة او محريب الحكاية هى هى مافى علاج للمشكلة. حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

  20. هو محاسن دى لو كبت ودك او جردقة او محريب الحكاية هى هى مافى علاج للمشكلة. حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..