ترامب القذافي

كنت أحب دونالد داك، بطة أفلام كرتون والت ديزني، وصرت مثل بلايين البشر في عالمنا المعصور بدونالد ترامب، أكره ذلك الاسم، ولكن بيني وبين نفسي أشمت في الأمريكان الذين انتخبوه، ثم سفوا الترب: براي سويتها في نفسي / ومخي الفاضي ما واعي / وما كان للحصل داعي
ترامب هو النسخة الإفرنجية من الزعيم الليبي الراحل مزمجر الجزافي، الذي كان لسنوات حبيب الجماهير العربية، التي كانت تطرب لتصريحاته وقراراته «الشتراء»: تصفق عندما تراه يلبس قفازين في يديه خلال القمم العربية، معلنا أنه لا يريد تلويث يده الطاهرة، عندما يصافح المشاركين في القمم، واعترف بأنني احتفظت بنسخة من كتاب قعيد ليبيا «الأخضر»، عندما اعتنقت حكومة الإنقاذ النظرية الخضراء الثالثة، واستعددت للسفر إلى الخرطوم للاستفادة من بعض بنود النظرية، ولكن الحكومة لحست كل مديحها للنظرية، عندما أدركت أن تكوين لجان شعبية على غرار النموذج، الليبي سيؤدي الى اختراق عناصر غير إنقاذية لهياكل تلك اللجان، ومن ثم الحكم نفسه «كما جاء في كتاب الأستاذ المحبوب عبد السلام: الحركة الإسلامية السودانية ـ دائرة الضوء .. خيوط الظلام، ولكنه ينكر نقل فكرة اللجان الشعبية عن ليبيا القذافي».
المهم كنت أحلم بالعودة إلى الخرطوم القذافية، واستئجار بيت فخيم في واحد من الأحياء التي تحمل أسماء مستوردة، ثم التوجه الى وزارة الإسكان لتسجيل البيت باسمي، لأن الكتاب الأخضر يقضي بأن يكون «البيت لساكنه»، كما خططت لوضع حد لسنوات اغترابي، وكنت وقتها قد اقتنعت أن «تكوين النفس» الأمّارة بالثراء، حلم بعيد المنال، وكانت خطتي تقضي بالحصول على وظيفة في بنك أم درمان الوطني، ثم المطالبة بنسبة مئوية معلومة من أرباحه، لأن هناك نصا صريحا في الكتاب الأخضر يقول «شركاء لا أُجراء»، يعني أينما تعمل تصبح شريكا في العمل وليس مجرد أجير من عبدة آخر الشهر.
وهناك بند في الكتاب التركوازي، كنت قد قررت تجاهله وإلغاءه من النسخة التي كانت عندي، لأنه طمم بطني: المركوب للراكب، فعند قراءتي لهذا النص المؤلف من كلمتين، هتفت بالمصري: «جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح»، رايح يا أبو الجعافر الخرطوم عشان تطلع في العلالي،و»تَخُم»؟ هاك خُم وصُر. فالنص يحث صراحة على المشي كداري، كما نقول في السودان عن قطع المسافات سيرا على الأقدام، وهو الأمر الذي يسبب «الكَدَر»، أما إذا فكرت في ركوب سيارة أو حتى كارو، فجزاؤك المركوب، وهو كما نعلم نوع مصفح من الأحذية، بكل فردة منها نصف كيلو من المسامير، واستخدامه في المشاجرات، يؤدي عند مثول المتشاجرين به أمام القضاء إلى اتهامهم بالشروع في القتل «علمت لاحقا أن القذافي يقصد عكس ما فهمته، فالمركوب عنده هو ما يركبه الإنسان من أدوات التنقل، أي السيارات بأحجامها المختلفة، وعليه، وبموجب هذا البند، فإذا كنت تقود سيارة صالون أو بص مرسيدس نظير أجر شهري، فإن السيارة/ البص ينبغي أن يكون ملكك، على غرار مقتضى نص «البيت لساكنه»»
وترامب يا أهل الخير هو قذافي أمريكا حتى مطلع عام 2021، ما لم يزره قبلها هادم اللذات ومفرق الجماعات، إن الله سميع مجيب، ففي أسبوع واحد أصدر الرجل قرارات، جعلت الأمريكان والشيشان وطالبان وكازخستان واليونان و?. عليك نور، السودان، يترحمون على القذافي.
وإذا كان دونالد ديزني بطة، فدونالد الذي صار رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ثور في مستودع الخزف، يعاني من الخرف، وجعل شعوب العالم تحس بالقرف، وهو يوجه إلى كل واحد منها صفعة/ كَفْ، ولات ساعة أسف.

الصحافة

تعليق واحد

  1. رائع ياابو الجعافر بس نسيت معلومة قيمة يذكرنا بها مجنون لببه اقصد ليبا
    وردت فى الكتاب الاضر (مقصودة ) ان الناقة تلد والدينار لايلد(يااااااه ينصر دينك يامدمر)

  2. السودان لازم يصلح علاقته مع امريكا…نحن الان صرنا اغبى من غباء رجل حجري يواجه ديناصور ضخم كاسر بعصا من شجر…افهمو المعادله يا جماعه

  3. ياسلام عليك يا ابوالجعافر . ايه الحاصل اليوم . ابوالجعافر مقال رائع وازهرى قصيده اروع . ايه الحلاوة دى كلها .

  4. ولماذا الخوف يا ابا الجعافر ؟ مش بيقولوا جحا أولى بلحم ثوره ؟ ليه انت ماشى بعيد لغاية ليبيا واميركا ؟. ما هو عندنا اظرط منهما الأثنين . نسيت البشير ؟ وما ادراك ماالبشير ؟

  5. ألمصيبة الجمأعة فرحانين اوباما اداهم الجزرة وما عارفين ان العصاية سوف تجيهم من ترمب

  6. رائع ياابو الجعافر بس نسيت معلومة قيمة يذكرنا بها مجنون لببه اقصد ليبا
    وردت فى الكتاب الاضر (مقصودة ) ان الناقة تلد والدينار لايلد(يااااااه ينصر دينك يامدمر)

  7. السودان لازم يصلح علاقته مع امريكا…نحن الان صرنا اغبى من غباء رجل حجري يواجه ديناصور ضخم كاسر بعصا من شجر…افهمو المعادله يا جماعه

  8. ياسلام عليك يا ابوالجعافر . ايه الحاصل اليوم . ابوالجعافر مقال رائع وازهرى قصيده اروع . ايه الحلاوة دى كلها .

  9. ولماذا الخوف يا ابا الجعافر ؟ مش بيقولوا جحا أولى بلحم ثوره ؟ ليه انت ماشى بعيد لغاية ليبيا واميركا ؟. ما هو عندنا اظرط منهما الأثنين . نسيت البشير ؟ وما ادراك ماالبشير ؟

  10. ألمصيبة الجمأعة فرحانين اوباما اداهم الجزرة وما عارفين ان العصاية سوف تجيهم من ترمب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..