خدمات الإعادة إلى السكن بعد الاغتصاب !!!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هل هي من ضمن المحن السودانية التي يعددها كتاب كثر؟ فواقعة أخذ معلمات من سكنهن بقوة السلاح واغتصابهن ..واقعة تهز الضمير الوطني والإنساني والمهني وأي ضمير يدخل في هذا السياق ..فكل الريف السوداني ..في سبيل تلقي ناشئته التعليم ..يحفظ المعلمات ويصونهن كما وبنات القبيلة التي تعمل وسطها المعلمة ويصبح عرضهن من عرض القبيلة ..ويوفر لهن السكن والمعيشة وأكثر..وآلاف الأمثلة تقف شواهد ناصعة على ذلك .. لذلك فإن الحادثة تعتبر طعنة نجلاء لهذه القيمة العالية..والدولة عبر أدواتها كذلك تعمل أو على الأقل ينبغي لها أن تعمل على حفظ كل العاملات في أي موقع ..وهذا ما فقد في هذه الواقعة الأليمة.. فأين كان تأمينهن حتى تمكن ثلاثة من المسلحين من فعل ذلك ؟
لكن الملفت للنظر ..هو أن الجناة كما ورد في الخبر..قد أعادوهن إلى سكنهن بعد ارتكاب جريمتهم !!! ومبعث الغرابة .. أن كثيراً من جرائم الاغتصاب ترتبط مباشرة بقتل الضحايا إخفاء للجريمة.. أو على الأقل ترك الضحايا في مسرح الجريمة أو إلقائهن بعيداً عنها..ولكن الجناة هنا ..تكرموا بإعادة الضحايا إلى مقر سكنهن ..فأي مفارقة هذه وأي محنة ؟
الواقعة تشير بوضوح إلى اطمئنان المجرمين في كل مراحل ارتكاب الجريمة الشنعاء وبعدها..وإلا فكيف يجرؤ أفراد من الاقتراب من سكن عاملات بالدولة يؤدين واجبهن تجاه وطنهن في مناطق نائية؟ ..من الخطل الظن أنه لا توجد مراكز أمنية للشرطة وغيرها في مناطق تنتشر فيها الخدمات الحكومية ..دعك من مناطق صراع مسلح… لذا فإن هنالك قصوراً فيما لا يحتمل أدنى غفلة من السلطات ..والقصور هذا ..أدعى لتضامن ومخاوف جميع العاملات وزملائهن وذويهن ..لذلك ..يصبح غريباً أن تغيب ردود فعل العاملات والعاملين على نطاق الدولة..فالتوقف عن العمل ..كان من المفترض وما زال ..واجباً على جميع العاملين بالدولة..ولكن ماذا نقول في هوان مثل هذا أصابهم ؟
أما إعادتهن إلى السكن ..فلا أظن أن مخبولاً سيعتقد أن الجناة قد فعلوا ذلك خوفاً عليهن وصونا..لذلك فالسؤال المباشر..ما الذي جعل الجناة مطمئنين إلى هذا الحد ؟
الإجابة بكل وضوح ..في كلمة واحدة ..السلاح..بمطلق المعنى..فإن هنالك سلاحاً قد أعطى حامله الجرأة على تخطي كل الحواجز..والاطمئنان الكامل لفعل ما يريد..وإن هنالك سلاحاً قد غفا..بل غط في نوم عميق.. لقصور في أدائه ..أو لسوء تقدير لأولوياته..لذلك فإن المغتصب الحقيقي هنا..هو السلاح ..وحملة ثقافة الاحتكام إليه.. حكومة في المقام الأول..لأن فوضى السلاح ..هو مسئولية النظام الذي يمسك بمقاليد الأمور في الدولة..ومعارضة مسلحة في المقام الثاني..لذلك ..فإن المسئولية الأخلاقية والوطنية هنا..تقع على مناهضي ثقافة السلاح ..في أن يوقفوا هذا العبث..لأن الحادث قال للجميع بوضوح..لا تطمئنوا على بنات الوطن بعد الآن ..ومناهضة هذا الواقع ..هي مسئولية النضال السلمي ..لأن الدولة ..يجب ألا ترتهن إلى مثل هذه الفوضى..فإلى ثورتكم السلمية ..وإلا ..فتوقعوا المزيد.
[email][email protected][/email]
و لماذا تكون الثورة سلمية بعد اليوم؟ السن بالسن و العين بالعين و البادي أظلم!!!
و لماذا تكون الثورة سلمية بعد اليوم؟ السن بالسن و العين بالعين و البادي أظلم!!!