السافوته تنقلك من السودان الى السويد

اعتزم إصدار صحيفة الكترونية، اسمها “السافوته”، وعلى من يأنس في نفسه الكفاءة أن يقدم سيرته الذاتية، وشيكا بمبلغ 5000 دولار أميركي كتأمين (أَمَنية)، لينضم إلى أسرة التحرير، ولو قدم استقالته قبل انقضاء عام على انضمامه لهيئة التحرير، لا يحق له استرداد مبلغ التأمين، ورأفة بحال بني وطني فإن أي محرر في الصحيفة سيكون ملزما بأن يدفع لي مائة دولار فقط شهريا
لا تتعجل وتحسب أنني “مفتري”، لأنني أطالب الصحفيين الذين سيعملون معي بأن يدفعوا لي رواتب شهرية، بينما يقضي العرف الصحفي بأن يتقاضى الصحفي راتبا معلوما من إدارة المطبوعة الصحفية التي يعمل لحسابها، فالصحيفة كما قلت الكترونية، يعني لا حاجة للعاملين فيها بالاستيقاظ من النوم في توقيت معين، أو استخدام وسيلة مواصلات حديثة أو كارو، للتوجه الى مقر الصحيفة، لأن دون ذلك خرط القتاد، فالزم بيتك والتزم بما يصدره صاحب امتياز الجريدة من سياسات، والعاقبة عندكم في المسرات
وهذا العرض سيجد قبولا من الحالمين بالهجرة، لأنه لن يضمن لهم فقط أن يتخارجوا بل أن “يتشهوا”، ويختاروا أي دولة فيها الزبدة، والحكاية وما فيها أن الأستاذ إبراهيم محمود، مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأمره، قال إنه لن يتم السماح لكتاب الصحف الالكترونية المتخصصة في انتقاد الحكومة، ولا تفسح مجالا في صفحاتها لأي كاتب يناصر الحكومة، بدخول البلاد، واي واحد يجي داخل ح”يتقفل”! يتقفل وين؟ صاحب العقل يميز
فهمت خطتي؟ عليك نور: اصدر جريدة السافوته، ولا أترك فيها للحكومة جنبا ترقد عليه، بتكريس كافة الصفحات والأعمدة لهجوم من العيار الثقيل لجميع مؤسسات الحكم ورموزها، هجوم كاسح عليهم، فغايتنا ستكون على مدى سنة كاملة أن نستفز الحكومة، بحيث يصدر تصريح عن مسؤول كبير فيها بأننا أضل سبيلا من الراكوبة وسودانيز أونلاين، وهما الصحيفتان اللتان خصهما الأستاذ إبراهيم بالذكر كأنموذجين للصحافة “المعادية” للحكومة بالطول والعرض
ولا داعي لاستمرار السافوته لأكثر من سنة، فلو صرنا هدفا لهجوم معاكس نكون مطالبين فيه بأن “نطلِّع الزيت” أو “نلحس الكوع”، فخير وبركة، ولو طنشونا فسنقوم بترجمة تصريح مساعد رئيس الجمهورية الوارد أعلاه لبعض اللغات الأوربية، ثم نطوف على عدد من العواصم الأوربية مستنجدين بإدارات الهجرة فيها لنشرح لهم: يو سي خواجة.. مي سودان قو، مي كوبر قو.. آند ماي بي آي داي
شخصيا أنصح رعاياي من الصحفيين بالتركيز على السويد، فبينه والسودان خمسة حروف مشتركة، ونستطيع أن نزعم أن البلدين كانا كتلة واحدة ولكن حصلت كركبة في الصفائح التكتونية، فطار السويد الى شمال الكرة الأرضية، وتركتنا في الصقيعة، لا الأفارقة يعترفون بأفريقيتنا، ولا العرب يعترفون حتى بالجعليين أحفاد العباس كعرب أولاد قبائل، ولن يكون التسلبط في السويد صعبا علينا نحن الذين استزرعنا شجرة نسب جعلت باراك أوباما سودانيا
طبعا كانت الوسيلة الأكثر نجاعة للفوز بجواز سفر أوربي هي تشكيل حزب سياسي يعارض الحكومة بشراسة، ولكنني صرفت النظر عن هذا الأمر لأنني اكتشفت أن كل الأسماء التي تصلح لحزب سياسي مستهلكة في السودان: وطني، اشتراكي، حرية، عدالة، فيدرالي، ليبرالي، مؤتمر، أمة (حاف) وأمة قومي وأمة بالبشاميل، واتحادي أصلي واتحادي مغشوش.
إذاً فلتحيا السافوته
الصحافة