ذكرى إحسان عبد القدوس (2)

فلما جاء احسان وغير منطق مجلته وروحها واسلوبها.. حرث الطريق امام باقي صحف الرأي والرسالة وصاغ لها نموذجا يمكنها اذا سارت على نهجه ان تستأنف الحياة وبفضل هذا النموذج عاد الشباب فعلا لصحافة الرأي والرسالة.
٭ وجد القارئ لاول مرة صحافة رأي لا يجسم على صدره بالمقالات والخطب ولا تتجهم في وجهه وانما تخاطبه طول الوقت بمرح واستيثار ويلدغ لسانها خصومه دون ان يسيل دمهم.
٭ وبدلا من الرأي الواحد تقدم له مائة رأي حر وبدلا من ان تدعوه في كل عدد الى محاضرة تدعوه الى ندوة حية ثم هي لا تنسى ان تزوده بآخر الاخبار.
٭ فقد ادرك احسان انه لم يثبت امام زحف صحافة الخبر الا اذا نافسها في بضاعتها وقدم الى قرائه وجبات اخبارية سخية مثلها مع التفوق في اساليب العرض الفني لها.
٭ وقد كانت هذه الصيغة التي توصل اليها احسان عبد القدوس هي المنقذ لباقي صحف الرأي والرسالة في مصر والعالم العربي فقد لجأ اليها فيما بعد قادة صحف الرأي والرسالة جميعاً وبفضلها عاشت هذه الصحف جنبا الى جنب مع صحافة الخبر وواصل كل منهما دوره دون ان يزيح الآخر.
٭ فعل هذا احسان دون ان يقصد ولم ينتبه الى ان دوره تجاوز حدود روز اليوسف الا بعد وقت طويل وبعد ان كسب المعركة وبعد ان سمع ذلك من امثالنا المهتمين بمسيرة التاريخ ورصد حركته انه حتى بعد ان سمع لم يصدق واعتبرنا باسلوب دعابته الذي اعتاد عليه مرضى بالتاريخ وهواة لصنع العناوين الضخمة بمناسبة وبدون مناسبة وهو له حق.. لانه طوال مسيرته الصحفية كان اديبا يستلهم الفن والذوق وكان كاتبا ينتمي الى حرية التعبير ويتبنى قضية الانسان ولم تكن قضيته ابدا ترويج صحيفته او محاربة مدرسة صحفية لصالح مدرسة اخرى.
٭ لكننا ايضا لنا حق.. فقد انقذ احسان عبد القدوس بالفعل صحافة الرأي والرسالة وجدد شبابها في مصر وفي العالم العربي واتاح لها ان تظل راسخة على امواج البحار الهائجة وليس المهم انه يتعمد ذلك وانما المهم انه فعله ونجح.
٭ رحم الله احسان عبد القدوس فقد كان مبدعا ايجابيا عبر عن ما يعتقده وترك بصماته واضحة في تاريخ الادب العربي وتاريخ الصحافة العربية.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
فعلا الاستاذ احسان عبدالقدوس له بصمات في الصحافه المصريه التي انعكست علي الصحافه ألعربيه
فعلا الاستاذ احسان عبدالقدوس له بصمات في الصحافه المصريه التي انعكست علي الصحافه ألعربيه