محاولة لفهم مبسط لمسألة الجبر و الأختيار بموجب القرآن الكريم (1)

محاولة لفهم مبسط لمسألة الجبر و الأختيار بموجب القرآن الكريم (1)

الفهم الكاركتيري الهوليودي السائد في الاوساط الغربية الشعبية عن كون المسلمين كلهم يؤمنوا بجبرية مطلقة , يلخصه لي مشهد محدد في فيلم لورنس العرب . ففي خلال مهمته التجسسية لتقويض النفوذ العثماني في شبه جزيرة العرب , ينطلق الخواجة لورنس- وكان يلعب دوره الممثل البريطاني الايرلندي الاصل بيتر أوتولو , في مهمة تضطره و أتباعه من البدو العرب لعبور صحراء قاحلة .

و أثناء مسيرهيم تفاجئهم عاصفة ترابية . بعد انجلاء العاصفة يكتشفوا ضياع احد الادلاء البدو . يحاول أتباع لورنس من العرب اقناعه بمواصلة المسير وترك البدوي المفقود لمصيره ليموت في الصحراء فذلك قدره وكان مكتوبا عليه ذلك منذ الازل . يرفض الخواجة ذلك و يذهب منفردا في مهمة شاقة للبحث عن المفقود و يجده . و عندما يعود برفقة البدوي الضائع , و يصلا مجهدين لمكان القافلة, يصيح صيحة طرزانية في أؤلائك العرب المسلمين الاجلاف , بلغة أنجليزية فصحي – يشوبها شيئ من اللهجة الايرلندية:” أنظروا لايوجد شيئ أسمه قدر مكتوب “!

قبل بحث الأجابة علي هذا السؤال الوجودي الهام : “هل الآنسان مسير ام مخير في أفعاله ؟” أود أن أوضح هنا بأن المسلمون لم يكونوا بدعا من الأمم في اهتمامهم ببحث أجابة لهذا السؤال المعضل , فنفس السؤال شغل فقهاء ديانات أقدم من أتباع الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . بل أن نفس السؤال طرحه قديما الفيلسوف الاغريقي أرسطو فيما عُرِفَ ب “معضلة/مسألة المعركة البحرية ” و يمكن تلخيص المعضلة في التالي:
حسب علم المنطق ف اي عبارة أما أن تكون صحيحة او خطأ , ويقول أرسطو لنفترض أننا قلنا اليوم عبارة ” لن تحصل معركة بحرية في الغد ” واتي يوم الغد و انقضي ولم تقع اي معركة بحرية فمعني ذلك أن عبارتنا بالأمس كانت صحيحة و قبل اسبوع كانت العبارة صحيحة , بل أن العبارة أعلاه صحيحة منذ الازل , فهل معني ذلك , بموجب علم المنطق , أن المستقبل (عدم حدوث معركة بحرية في ذلك اليوم) كان محددا منذ الازل و أن فعل الانسان لم يكن ليغير شيئا ؟
في نظرتهم للجبر و الاختيار انقسم قدماء اليهود , في القرن الأول قبل الميلاد, الي ثلاثة مذاهب:الصدوقيين Sadducees, والفريسيين Pharisees والاسينيين Essenes .
بحسب دائرة المعارف اليهودية , فقد آمن الاسينيين بجبرية مطلقة , وقالوا بان كل شيئ يفعله الانسان يفعله حسب المشيئة الالهية فقط و بذلك نفوا أي دور للأنسان في صنع أفعاله . كان رأي الصدوقيين أن الانسان مخير في أفعاله ونفوا تدخل العناية الالهية في أختيار الانسان لأفعاله أو تدخلها في أي شيئ يحدث له . و قالوا بأن مايحدث للأنسان تحدده طريقة اختياره لأفعاله و الصدفة المحضة, فالخالق حسب أعتقادهم لايتدخل في شئوون البشر

كان معتقد الفريسيين هو أن الانسان مسير في شئون حياته المادية و مخير في شئونه الروحية. وقال فقيههم حنينا في ذلك: “كل شيئ يحصل بمشيئة الرب الا الخوف منه ” , أي أن الانسان مخير في خوفه من الرب و مسير فيما عدا ذلك.

في سنين تالية وفي محاولة للأجابة علي علي سؤال “لماذا يسمح رب رحيم لبعض الاشرار بالعيش حياة هانئة بينما يتعذب في الدنيا بعض عباد الله المخلصين ?” حاول بعض علماء التلمود اليهود اعطاء دور ما لعلم التنجيم و الابراج في تحديد مصير الانسان ,وذلك أضافة للعناية الالهية .فقد قالوا بأن رزق الانسان و عمره و ذريته تحددهم الابراج الفلكية , ولكن الدعاء و التقوي يمكنهما أن يساعدا الانسان في تغيير مصيره.

في القرون الوسطي تأثر اللاهوتيين اليهود بفكر الأشعرية و المعتزلة المسلمين في نظرتهم لمسألة الجبر والاختيار . ف ابنر البوقسي تأثر بالمدرسة الاشعرية , بينما تأثر موسي بن ميمون القرطبي , الذي يفتخر به اليهود المعاصرين كثيرا بفكر المعتزلة في قولهم بأن الانسان يخلق أفعاله . ولم يكن هذا التأثر غريبا فموسي
ابن ميمون درس بجامعة القرويين بفأس ويظهر تأثره بالفكر الاعتزالي و بفلسفة ابن رشد بوضوح في كتابه اللاهوتي الفلسفي “دلالة الحائرين”.

كما كان حال أحبار اليهود كذلك أضحي الحال باللاهوتيين المسيحين في سعيهم الحثيث لفهم ماهية القضاء و القدر , أضف الي ذلك بأن المسيحيين كان عليهم حملا أثقل من حمل اليهود الذين كان عليهم فقط التوفيق بين المشيئة الالهية و العدل الالهي . ولكن كتابات القديس أوغستين حول مبدأ “الخطيئة الاصلية ” و التي تم تضمينها لاحقا في المعقتد المسيحي صعبت الآمر كثير علي فقهاء المسيحية .
فبموجب مبدأ “الخطيئة الاصلية”: فكل مولود لايولد علي الفطرة بل يولد محملا بأثقال الخطيئة الاصلية التي ارتكبها أبونا آدم . وللخلاص من تلك الخطيئة لابد له من القبول بالمسيح كمخلص (و ذلك دون الخوض في ماهية طبيعة المسيح).

هل البشر , كل البشر , لهم الخيار المطلق في قبول الخلاص ( وماينتج عنه من نعيم أبدي)؟ أو رفضه للخلود في الجحم؟ اختلف اللاهوتين حول الاجابة علي هذا السؤال. وكان كل طرف يستدل علي رأيه ببعض أيات من الانجيل تدعم موقفه .

فمن قال بحرية الاختيار , من فقهاء المسيحيين, يستند علي آيات مثل لوقا13:34 “يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ” . و من قال بالجبرية المطلفة يستند علي آيات أخري مثل رومان 8:28 “ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده ”

يؤمن بعض فقهاء المسيحية بما سمي ب “الجبرية المزدوجة” و رائدهم في هذه العقيدة هو القديس اوغستين و ملخص العقيدة هو أن هنالك بشر خلقهم الرب ليدخلوا الجحيم وآخرين تم خلقهم لينعموا بالسعادة الأبدية “الجنة” , وهم في اعتقادهم هذا يستندون علي بعض نصوص الانجيل مثل رومان 8:28 “ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده.” و رومان ٨:٣٠ ” والذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم ايضا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم ايضا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم ايضا.”

ثم هنالك ال بيلاجيانية وهم اصحاب مذهب الراهب بيلاجيوس (354 – 420 م) .لايؤمن أصحاب هذا المذهب بالجبرية المزدوجة ولايؤمنوا بالخطيئة الاصلية (وهي أن كل الجنس البشري ورث خطيئة آدم و معصيته للرب) بل يؤمنوا بأن الانسان حر في أختياره بين الخير و الشر . واجه ال بيلاجيانية معارضة شديدة من مختلف الطوائف المسيحية ,بل واعتبراهم ألكثيرون هراطقة . ولكن في العصور الوسطي تبني أحد أهم فقهاء المسيحية , توماس الاكويني التبشير بأن الانسان حر في أختياره .

لمن يتسأل: لم هذا الاختلاف الكبير في فهم النصوص المسيحية المقدسة؟ عليه معرفة أن الصعوبة تكمن في كون أن هنالك نصوصا من الكتاب المقدس تنسب الفعل للانسان ثم تعود في موقع آخر و تنسب نفس الفعل للرب .

فمثلا سفر التكوين عندما يتحدث عن قصة يوسف مع أخوته , تنسب بعض مقاطع سفر التكون لأخوة يوسف “بيعه كعبد في مصر” وفي موقع آخر ينسب نفس الفعل للرب “فَالْانَ لَيْسَ انْتُمْ ارْسَلْتُمُونِي الَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي ابا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطا عَلَى كُلِّ ارْضِ مِصْرَ” (سفر التكوين 45: 8)

نفس الشيئ يتكرر في سفر أشعياء عند الحديث عن الغزو الآشوري لليهود ففعل القتل و التنكيل ينسب للاشوريين مرة ثم ينسب نفس الفعل للرب الخالق كعقاب أنزله علي اليهود.
كان السلف الصالح من المسلمين يتجنبون الخوض في مثل هذه الأمور و يؤمنون بالقدر خيره و شره بلا جدال , ولكن ماذا نفعل مع ديمقراطية المعرفة و أخا قوقل ! اللذين جعلا الكتابة في مثل هذه المواضيع فرض كفاية علي من أستطاع اليه سبيلا من المسلمين وذلك لدرء شبهة الجبرية عن الاسلام !
أواصل ان شاء الكريم .

حسين عبدالجليل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا اخ حسين موضوع شيق .. اعتقد ان الانسان مخير في فكره ومعتقده ،وتتدخل مشيئة الله في تيسير الامر عليه ، فان قصد خيرا يسره الله له “ربطنا على قلوبهم” .. وان وان قصد غيره ايضا يسره الله له ” نمد لهم في طغيانهم” ..
    هذا قد يقودنا الى ان كل اعمال الانسان مرتبطة بنيته أي العزم .. انما الاعمال بالنيات .. وتأتي مشيئة الله ميسرة للعمل الذي نوى القيام به ان كان خيرا او شرا ..
    مع التنويه ان علم الله يسبق أعمالنا .. اي ان الله قد علم مسبقا ما سيأتي من أعمال عزمنا القيام بها مستقبلا .. ” حق عليهم القول ” ..
    ولا أجد تسييرا او جبرا في الانسان منذ وجوده ابتداءا “وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ” او بعد تكليفه ” إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا” كل هذا يدلل على ان الانسان جاء الى الوجود وهو مخير في ذلك جميعا وان مجيئه الى الوجود ايضا كان فيه تخيير .. والله اعلم

  2. انرت ونورت ولكننا فى انتظار تحليلك للجبرية فى الاسلام واحذر المطبات الهوائية عند تحليلك (المشية الالهية والعدل الالهى) من منطلق هل الانسان مسير ام مخير

  3. الاخ/ حسين عبدالجليل الاخ/ المتداخل حسن نقد
    تحية طيبة
    من باب الدين النصحية ومن باب وقل ربى زدنى علما أرجو ان أحيلكم فى هذا الامر الخطير الذى يرتبط بالسلوك اليومى للانسان ويؤثر فى عبادته ومعاملته و قد ظل هذا الامر معضلة لكل علماء المسلمين منذ التحاق الرسول الكريم بالرفيق الاعلى والى يومنا هذا أحيلكم الى كناب (القران و مصطفى محمود والفهم العصرى ) للاستاذ محمود محمد طه والذى وفقه الله لفك طلاسم هذا الامر وقد تحدث عنه بالتفصيل مدعما بالادلة والبراهين من القران الكريم تحت العناوين التالية :-
    * فهم القران
    * مسير أم مخير
    * الانسان مسير وليس مخير
    * الانسان بين التسيير والحرية
    الكتاب موجود فى موقع الفكرة الجمهورية ( alfikra .org )

  4. الانسان مسير في الامور اللاارادية و مخير فيما يستطيع عقله ان يفهمه اي عندما يستطيع اتخاذ قرار .
    قال تعالى : ” و هديناه النجدين ” أي بينا له طريقي الخير و الشر.
    اما من الناحية الفردية فان الله اعد لكل انسان اختبارا يناسبه تجد بعضهم قضى عمره ضالا و بعيدا عن الهدى و قبل موته بايام يحدث امر ما يجعله يغير طريقة حياته و يسلم و يصدق الله في ايمانه و ترى العكس , فهذا علمه عند الله.

  5. الأخ الكاتب الكريم
    هذا السؤال لم يسأله الرسول (ص) ولم يطرحه ربنا علينا، ولم يطلب منا الإجابة عنه، فلماذا نشغل أنفسنا به؟ لقد أمرنا ربنا بأشياء، فلنهرع إلى عملها، ونهانا عن إشياء، فلننته عنها فورا، بدون أن نتساءل أسئلة ما أنزل الله بها من سلطان وما وجد لها المتسائلون، منذ الأزل، أي إجابة، بل ما زال هذا التساؤل يفرق بين الناس حتى في الديانة الواحدة. ودونك التاريخ وما يشهد عليه. هب أن عاملاً يعمل عندك وطلبت منه أن يفعل شيئاً فهل ستقبل منه أن يقف ويتساءل إن كان مسيراً أم مخيرا؟ هل نطرح هذا السؤال على أنفسنا إذا طلب منا صاحب العمل القيام بعمل ما؟
    لقد طرح علينا ربنا أسئلة كثيرة هل الأجدر بالإجابة، ومن أهمها “أأنتم أعلم أم الله”؟. الأفضل لنا بدلاً من هذا التساؤل العبثي أن نطيع ربنا وننصرف إلى العمل والعبادة والتعلم. فهذا التساؤل كفيل بأن يصرفنا عن العمل وعن العبادة وعن التعلم. فكما تفضلت ما زال الناس على خلاف بشأنه ولم يتعلموا الإجابة الصحيحة. في الواقع لا توجد إجابة صحيحة، لأن السؤال نفسه غير صحيح. نحن عبيد مأمورون فما علينا إلا السمع والطاعة، بدون إبطاء وبدون تلكؤ وبدون تفلسف. باختصار: هذه السؤال، وأمثاله، جزء من خطة إبليس لإلهائنا وتقسيمنا وصرفنا عما ينفعنا. وهو تساؤل لا إجابة له، بل يفضي إلى تساؤلات متشعبة تؤثر سلباً على إيماننا وعبادتنا وعملنا وحياتنا. استمعوا قول الله تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ”. و لاشك أن هذا السؤال خطوة من خطوات الشيطان، أعاذنا الله وإياكم منه.

  6. شكرا اخ حسين موضوع شيق .. اعتقد ان الانسان مخير في فكره ومعتقده ،وتتدخل مشيئة الله في تيسير الامر عليه ، فان قصد خيرا يسره الله له “ربطنا على قلوبهم” .. وان وان قصد غيره ايضا يسره الله له ” نمد لهم في طغيانهم” ..
    هذا قد يقودنا الى ان كل اعمال الانسان مرتبطة بنيته أي العزم .. انما الاعمال بالنيات .. وتأتي مشيئة الله ميسرة للعمل الذي نوى القيام به ان كان خيرا او شرا ..
    مع التنويه ان علم الله يسبق أعمالنا .. اي ان الله قد علم مسبقا ما سيأتي من أعمال عزمنا القيام بها مستقبلا .. ” حق عليهم القول ” ..
    ولا أجد تسييرا او جبرا في الانسان منذ وجوده ابتداءا “وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ” او بعد تكليفه ” إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا” كل هذا يدلل على ان الانسان جاء الى الوجود وهو مخير في ذلك جميعا وان مجيئه الى الوجود ايضا كان فيه تخيير .. والله اعلم

  7. انرت ونورت ولكننا فى انتظار تحليلك للجبرية فى الاسلام واحذر المطبات الهوائية عند تحليلك (المشية الالهية والعدل الالهى) من منطلق هل الانسان مسير ام مخير

  8. الاخ/ حسين عبدالجليل الاخ/ المتداخل حسن نقد
    تحية طيبة
    من باب الدين النصحية ومن باب وقل ربى زدنى علما أرجو ان أحيلكم فى هذا الامر الخطير الذى يرتبط بالسلوك اليومى للانسان ويؤثر فى عبادته ومعاملته و قد ظل هذا الامر معضلة لكل علماء المسلمين منذ التحاق الرسول الكريم بالرفيق الاعلى والى يومنا هذا أحيلكم الى كناب (القران و مصطفى محمود والفهم العصرى ) للاستاذ محمود محمد طه والذى وفقه الله لفك طلاسم هذا الامر وقد تحدث عنه بالتفصيل مدعما بالادلة والبراهين من القران الكريم تحت العناوين التالية :-
    * فهم القران
    * مسير أم مخير
    * الانسان مسير وليس مخير
    * الانسان بين التسيير والحرية
    الكتاب موجود فى موقع الفكرة الجمهورية ( alfikra .org )

  9. الانسان مسير في الامور اللاارادية و مخير فيما يستطيع عقله ان يفهمه اي عندما يستطيع اتخاذ قرار .
    قال تعالى : ” و هديناه النجدين ” أي بينا له طريقي الخير و الشر.
    اما من الناحية الفردية فان الله اعد لكل انسان اختبارا يناسبه تجد بعضهم قضى عمره ضالا و بعيدا عن الهدى و قبل موته بايام يحدث امر ما يجعله يغير طريقة حياته و يسلم و يصدق الله في ايمانه و ترى العكس , فهذا علمه عند الله.

  10. الأخ الكاتب الكريم
    هذا السؤال لم يسأله الرسول (ص) ولم يطرحه ربنا علينا، ولم يطلب منا الإجابة عنه، فلماذا نشغل أنفسنا به؟ لقد أمرنا ربنا بأشياء، فلنهرع إلى عملها، ونهانا عن إشياء، فلننته عنها فورا، بدون أن نتساءل أسئلة ما أنزل الله بها من سلطان وما وجد لها المتسائلون، منذ الأزل، أي إجابة، بل ما زال هذا التساؤل يفرق بين الناس حتى في الديانة الواحدة. ودونك التاريخ وما يشهد عليه. هب أن عاملاً يعمل عندك وطلبت منه أن يفعل شيئاً فهل ستقبل منه أن يقف ويتساءل إن كان مسيراً أم مخيرا؟ هل نطرح هذا السؤال على أنفسنا إذا طلب منا صاحب العمل القيام بعمل ما؟
    لقد طرح علينا ربنا أسئلة كثيرة هل الأجدر بالإجابة، ومن أهمها “أأنتم أعلم أم الله”؟. الأفضل لنا بدلاً من هذا التساؤل العبثي أن نطيع ربنا وننصرف إلى العمل والعبادة والتعلم. فهذا التساؤل كفيل بأن يصرفنا عن العمل وعن العبادة وعن التعلم. فكما تفضلت ما زال الناس على خلاف بشأنه ولم يتعلموا الإجابة الصحيحة. في الواقع لا توجد إجابة صحيحة، لأن السؤال نفسه غير صحيح. نحن عبيد مأمورون فما علينا إلا السمع والطاعة، بدون إبطاء وبدون تلكؤ وبدون تفلسف. باختصار: هذه السؤال، وأمثاله، جزء من خطة إبليس لإلهائنا وتقسيمنا وصرفنا عما ينفعنا. وهو تساؤل لا إجابة له، بل يفضي إلى تساؤلات متشعبة تؤثر سلباً على إيماننا وعبادتنا وعملنا وحياتنا. استمعوا قول الله تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ”. و لاشك أن هذا السؤال خطوة من خطوات الشيطان، أعاذنا الله وإياكم منه.

  11. لم تقل لنا، ولو بشكل مبسط، ماذا يرى الإسلام السني وماذا ترى أنت في مسألة الجبر والإختيار؟ لكن المهم هذه من معضلات اللاهوت، خاصة الإسلامي، العويصة، إذا كان الإنسان مسير فما معنى الإمتحان والإبتلاء والمحاسبة، ولو كان مخير “خالق لأفعاله” بحرية مطلقة فستحل هنا مسألة الحساب والقيامة، لكن تنهض مسألة الشراكة في الخلق والتي يرفضها كل السنة. ليس لهذه المسألة حل منطقي … وما على اللاهوت أن يقدم حل منطقي فهو علم الغيب والخوارق واللامنطق … و”مخير الله” كما تقول كانت كانت تردد حبوباتنا

  12. سفسطة ما بتبني مستشفي أو مدرسة أو طريق نحن في مثل هذه المواضيع أربعة عشر قرن أنظر لحالنا لتعرف سبب تخلفنا عن الأمم لقد صرنا حثالة البشرية تلاقيك ساكن خارج السودان و مستمتع بما أنتج من هم كفار فجار في نظرك

  13. الموضوع ( قديم متجدد ) وبه مطبات كثيرة ومعقدة فأحذرها ! والتفريق مهم بين التناول العقلي والديني – ويتوجب عدم خلطهما !! لأن تلك مشكلة كبيرة يقع فيها معظم الباحثين – بل أكاد أقول أنها مشكلة المسلمين قديما وحديثا ومستقبلا !! إن لم يتداركوا ذلك ويُعمِلوا العقل منفرداً حُراً فذاك هو السبيل الوحيد للوصول للحقائق ( المُجرّدة ) العقلية المنطقية تماماً مثل ( معادلات الحساب ) – لا أن ينتظروا ( كما فعلوا قديما وحديثاً ) ظهور أي ( معادلة أو نظرية أو ظاهرة جديدة ) ثم يهرعون لكتبهم وتراثهم وتاريخهم ويقولون : هذا موجود !!! ولكن بشكل آخر !!! .
    الإنسان حُر نشأةً ( ما في ذلك شك ) (( عارياً )) خِلقةً ( ما في ذلك شك ) ومن بعد ذلك أتت (( القيود )) . وينبغي أن يكون النقاش في هذه ((( القيود ))) وأن تكون هي مجال البحث – لا في ( التخيير والتسيير ) !! فمن أين أتت هذه القيود ؟ من الخالق ؟؟ أم من المخلوق ؟؟ وهذه هي النقطة الجوهرية والمفصلية والتي ستقود لحل ( الإشكالية ) – لاحظ أيضا ( الأنثروبولوجي ) ففيه إشارات هامة توضح ماهية القيود – لاحظ أيضاً (( الدين )) وهو من ضمن ( القيود ) بالطبع – هل أصله ومنشأه من الخالق أم من المخلوق ؟ وهنا ملاحظة مهمة أرجو أن لا تفوتك : سيدنا إبراهيم ( أبو الأنبياء ) هو الذي فكر بنفسه ونظر للسماء وسأل ورأي الشمس والقمر – فهو الذي بحث ومن ثم طلب العون من الخالق وأستجاب له كما جاء في القرآن الكريم – وكان قومه قد أتخذوا الأصنام آلهة . عليه فمن هذا المنطلق ستتضح حقائق أخري لو تم تناولها بمنهجية فسوف تقود لحل إشكالية الجبرية التي دامت ل 1000 عام ويزيد . مع الشكر

  14. لم تقل لنا، ولو بشكل مبسط، ماذا يرى الإسلام السني وماذا ترى أنت في مسألة الجبر والإختيار؟ لكن المهم هذه من معضلات اللاهوت، خاصة الإسلامي، العويصة، إذا كان الإنسان مسير فما معنى الإمتحان والإبتلاء والمحاسبة، ولو كان مخير “خالق لأفعاله” بحرية مطلقة فستحل هنا مسألة الحساب والقيامة، لكن تنهض مسألة الشراكة في الخلق والتي يرفضها كل السنة. ليس لهذه المسألة حل منطقي … وما على اللاهوت أن يقدم حل منطقي فهو علم الغيب والخوارق واللامنطق … و”مخير الله” كما تقول كانت كانت تردد حبوباتنا

  15. سفسطة ما بتبني مستشفي أو مدرسة أو طريق نحن في مثل هذه المواضيع أربعة عشر قرن أنظر لحالنا لتعرف سبب تخلفنا عن الأمم لقد صرنا حثالة البشرية تلاقيك ساكن خارج السودان و مستمتع بما أنتج من هم كفار فجار في نظرك

  16. الموضوع ( قديم متجدد ) وبه مطبات كثيرة ومعقدة فأحذرها ! والتفريق مهم بين التناول العقلي والديني – ويتوجب عدم خلطهما !! لأن تلك مشكلة كبيرة يقع فيها معظم الباحثين – بل أكاد أقول أنها مشكلة المسلمين قديما وحديثا ومستقبلا !! إن لم يتداركوا ذلك ويُعمِلوا العقل منفرداً حُراً فذاك هو السبيل الوحيد للوصول للحقائق ( المُجرّدة ) العقلية المنطقية تماماً مثل ( معادلات الحساب ) – لا أن ينتظروا ( كما فعلوا قديما وحديثاً ) ظهور أي ( معادلة أو نظرية أو ظاهرة جديدة ) ثم يهرعون لكتبهم وتراثهم وتاريخهم ويقولون : هذا موجود !!! ولكن بشكل آخر !!! .
    الإنسان حُر نشأةً ( ما في ذلك شك ) (( عارياً )) خِلقةً ( ما في ذلك شك ) ومن بعد ذلك أتت (( القيود )) . وينبغي أن يكون النقاش في هذه ((( القيود ))) وأن تكون هي مجال البحث – لا في ( التخيير والتسيير ) !! فمن أين أتت هذه القيود ؟ من الخالق ؟؟ أم من المخلوق ؟؟ وهذه هي النقطة الجوهرية والمفصلية والتي ستقود لحل ( الإشكالية ) – لاحظ أيضا ( الأنثروبولوجي ) ففيه إشارات هامة توضح ماهية القيود – لاحظ أيضاً (( الدين )) وهو من ضمن ( القيود ) بالطبع – هل أصله ومنشأه من الخالق أم من المخلوق ؟ وهنا ملاحظة مهمة أرجو أن لا تفوتك : سيدنا إبراهيم ( أبو الأنبياء ) هو الذي فكر بنفسه ونظر للسماء وسأل ورأي الشمس والقمر – فهو الذي بحث ومن ثم طلب العون من الخالق وأستجاب له كما جاء في القرآن الكريم – وكان قومه قد أتخذوا الأصنام آلهة . عليه فمن هذا المنطلق ستتضح حقائق أخري لو تم تناولها بمنهجية فسوف تقود لحل إشكالية الجبرية التي دامت ل 1000 عام ويزيد . مع الشكر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..