عرش الرحمن و السموات السبع-(1)

من جمال القرآن أنك إذا فهمته إستمتعت بجمال المعانى فيه و أخذها برقاب بعض و توضيحه التام لكل غامض مما يجعل التبحر فيه مغامرة رائعة إذا أجتنبت المهالك , مما يشغل البال فهم معنى عرش الرحمن كيف هو و أين هو , و من أراد أن يعرف معنى عرش الرحمن فيجب عليه أولا ان يعرف معنى السموات السبع فهى المفتاح, أشفقت على الشغوفين بالإعجاز العلمى و هم يحاولون جاهدين الرد على المتشككين ممن لا يثقون فى الدين الذين يسألون مستهزئين( هاقد قد سبرت المناظير الفلكية و المسابير أرجاء السماء فأين هى السموات السبع)؟.
فلنفهم أولا معنى السموات السبع ثم يسهل فهم العرش العظيم ,المفتاح فى االآيتين التاليتين:
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سراجا(16) نوح
من اللافت للنظر أن قوم نوح لم يكونوا متطورين علميا بما يسمح لهم برؤية السموات السبع بصريا فلنفهم معنى الكلمة (رأى) فى القرآن الكريم فنجد أن رأى بصفة عامة لا تدل على الرؤية بالعين المجردة إلا فى حالات إستثنائية سنبسطها لاحقا.
1-رأى تعنى الرؤى المنامية لأن النائم متوفى وفاة صغرى و الموت دار حق يكشف فيها الحجاب?قال تعالى:
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) يوسف
رأى يوسف عليه السلام رؤيا منامية فحكاها لأبيه يعقوب عليه السلام.
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ(43) يوسف
رأى الملك نفس الرؤيا عدة ليال (إنى أري) فكانت سببا فى رفعة شأن يوسف.
2-الرؤيا فى الآخرة و الاخرة دار حق يكشف فيها الحجاب عن الإنسان:
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ(6) التكاثر
3-رأى تعنى ما يريد الله أن يريه لأنبيائه و أصفيائه, قال تعالى:
إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) طه
إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(8) النمل
فى الآيتين أعلاه اصلا لم تكن هناك نار و إنما كانت رؤيا النار وسيلة لجذب موسى عليه السلام بعيدا عن أهله للقاء الله و يؤيد هذا القول ماورد فى التوراة:
(وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق)
وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78) الأنعام
قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ(56) الأنبياء
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سويا (43) مريم
المتمعن فى قصة إبراهيم عليه السلام فى الآيات أعلاه يعرف أن الله سبحانه قد أراه الشمس و القمر و الكوكب فى نفس الآن و هذا لا يتأتى إلا لمن رأى هذه الأجرام بصورة غير طبيعية ثم قال لقومه أنه من الشاهدين و قال لأبيه انه أوتى علما خاصا.
4-الرؤيا الفكرية المبنية على القرائن المترابطة:
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ(35) يوسف
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ(30) الأنبياء
5-رؤيا فريقين من الناس لبعضهم عندما يصبحون فى مجال النظر,وهذه حالة إستثنائية تدل على الإقتراب الشديد جغرافيا لكنها لا تشبه الإستخدام القرآنى لكلمة (رأى).
لَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61) الشعراء
6- الرؤيا المبنية على التواتر القوى و القرائن:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) الفيل
فمن المعلوم أن حادثة الفيل وقعت قبل ميلاد المعصوم بخمسين يوما.
إذن فالرؤيا فى القرآن الكريم تعنى رؤيا غيبية أو بناء على القرائن أم التواتر.
قرينة أخرى من قصة قوم نوح:
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ ونسرا (23) نوح
كان قوم نوح يعبدون آلهة و أيضا أصناما إتخذوها لرجال صالحين -من الراجح أن قوم نوح علموا (رأوا) السموات السبع عن طريق هؤلاء الرجال و يبدو من هذه المقدمة أن السموات السبع هى مستويات روحية و ليست بروجا لكواكب أو مجرات كما أن القرآن الكريم يخبرنا بأن قوم نوح رفدوا بعدد من الرسل قبل نوح(كذب قوم نوح المرسلين)-كانت لديهم معرفة روحية غنية لكنهم تمردوا عليها.
نلاحظ فى آية ان الله سبحانه قال فى قصة إبراهيم الذى رأى الشمس و القمر و الكوكب أنه أراه (ملكوت السموات و الأرض) و فى آيات أخرى يقول الله (ملك السموات و الأرض) ?هناك فرق و تدلنا الآيتين فى مقدمة هذا المقال عليه:
لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سراجا(16) نوح
فى كل آىيى القرآن تذكر الشمس قبل القمر إلا فى هذا الموضع- السبب أن السموات السبع هى نطاقات ما ورائية محيطة بكوكب الارض و تشمل القمر الذى يدخل فى عالم الملك المحدود أما الشمس و الكواكب فهى تقع خارج هذه النطاقات فى عالم الملكوت اللامحدود,فقد اأرى سيدنا إبراهيم الملكوت و الملك بهذا المعنى و تأمل أخى القارئ:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12) الطلاق
كشف العلم الحديث عن أن الكرة الارضية مكونة من سبع طبقات , أن أكبر عدد لمستويات الطاقة في الحالة العادية للذرة سبعة مستويات و من المفارقة أن الطواف حول الكعبة الشريفة سبع مرات و عكس إتجاه عقارب الساعة و هو الإتجاه الذى تنتهجه كل الألكترونات و كل الأجرام السماوية ?ذكر فى القرآن ايضا (و السموات مطويات بيمينه) و اليمين هو عكس عقارب الساعة!!!

أما الآية التالية فهى لا تشير للرؤية بالعين بل تؤكد أن الله قد خلق سبع سموت طباقا و تؤكد أن من يبصر بعينيه و عقله لا إلا الكمال فى خلق الله:
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُور(3) تباركٍ
من المهم معرفة السياق القرآنى عند ذكر جملة السموات و الأرض-فهى أحيانا تعنى الفضاء الكونى و ما يحويه من أجرام(الملكوت) و تارة تعنى عالم الملك الذى يحوى العرش و السموات السبع و الأرض و القمر.
ورد فى القرآن الكريم عدة آيات تشير للسموات السبع و العرش نختار منها التالية:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) فصلت
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54) الأعراف
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ(2) الرعد
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(31) يونس
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ(5) السجدة
أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رصدا(9) الجن
من الواضح من الآيات أعلاه أن السموات السبع هى مستويات غيبية غير منظورة (أوحى فى كل سماء امرها) أى ألهم كل سماء شأنا معينا من شؤون عالم الملك و هذه المستويات خاصة بالعلم الإلهى و الخلق و التدبير و كذلك التغذية الإرجاعية (يدبر الأمر ثم يعرج إليه) و يعزز هذا الإستنتاج أن الشياطين تحاول الإستماع(التصنت ) على المعلومات و الأوامر الإلهية من عند المستوى الأدنى (لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا).
أشفقت عل الدكتور زغلول النجار و الدكتور الكحيل و هما يحاولان إثبات ان الشهب مكونة من النحاس, بالرجوع إلى مراجع اللغة العربية القديمة إتضح أن من ضمن معانى (نحاس) فى معجم تاج العروس-هو الدخان الذى لا لهب فيه!!و هذا هو بالضبط ما يبدو عليه شكل الشهاب-كتلة من نار فى المقدمة يتبعها ذيل من الدخان.
أما العرش فيتضح مما سبق أنه مركز معالجة معلومات عالم الملك و الأوامر الصادرة من الله سبحانه و تلعب الملائكة دورا كبيرا فى نقل المعلومات صعودا و هبوطا و تنفيذ أوامر الله.
لتقترب الصورة أكثر فالعرش يشبه وحدة المعالجة المركزية فى الحاسوب عندنا و السماوات السبع هى عبارة عن البرامج (السوفتوير) أما الأوامر الإلهية فهى تستعمل عندنا بلغة الحاسوب حرفيا بنفس المعنى باللغة الإنجليزية (كوماند) أما الشياطين فهى تلعب دور الفيروسات الخبيثة على الأرض ,و قرب المستوى الأدنى من السموات السبع تلعب دور فيروسات التجسس (سباي وير) .
العمليات التى تجرى فى الحاسوب تعتبر غيبا إذ هى ليست بمادة و لكن آثارها ملموسة من حيث ترتيب و تنظيم شؤون حياتنا و كذلك النظام المعجز لعالمى الملك أو الملكوت مما يجعل ضعفاء الإيمان يتناسون التصميم الذكى للكون و المصمم الذكى الذى وراءه بالرغم من إيمانهم بعمليات الحاسوب.
فى المقال القادم إنشاء الله سنسلط الضوء على الكرسى وو جود العرش على الماء فى قوله تعالى (و هو الذى خلق السموات و الارض فى ستة ايام و كان عرشه على الماء) و إرتباط ذلك ببعض الكشوف العلمية و السنة المدونة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    الاستاذ صلاح , أنت تحاول جاهدا التعمق في فهم كتاب الله و هذا حسن لو أنك كنت تأخذ و تستعين بما ثبي من السنة حسب ما اجمعت عليه الامة.

    من الناحية اللغوية فعليك التعمق اكثر في فهم أسرار اللغة و قرءاة القرءان كثيرا او حفظه فالبرامج الالكترونية تفوت عليها بعض الامور , مثلا في مقال سابق لك هذا الاسبوع قلت ان ( بني ءادم) وردت ثمان مرات في القرءان الكريم بينما كانت اول اية تتضمن ( ابني ءادم) و ليس ( بني ءادم) و لكن البرنامج لا يعرف ان الالف في ( ابني) جزء من الكلمة فيحسبها ( بني ءادم)
    الفعل ( رأى) بتصريفاته في القرءان الكريم لا يخرج في مجمله عن استخدام العرب للكلمة ,مثلا حت الان في الدارجية السودانية يقول لك أحدهم ( ما شفت فلان عمل كذا و كذا) و هذا صورة من الفصحى ( ألم تر الى الذين …)

    أنت قلت في قوله تعالى : ” ذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا” : ((رأى تعنى ما يريد الله أن يريه لأنبيائه و أصفيائه ))
    في قولك هذا تكلف و تقول لا مبرر له فقد رأى موسى عليه السلام نارا حقيقية , اما كيف اشعلت تلك النار , فهذا أمر ءاخر.

    لماذا تشفق على الدكتور زغلول النجار و الدكتور الكحيل كون الشهاب عبارة عن لهب او دخان فهذا لا ينفي ان يكون مصدر هذا الضوء نحاس او حديد او غيره. أرجو ان تستخدم العلم المختص بالامر عند تناول مثل هذه الامور و الا تأخذ فقط بما تتصوره أنت .

  2. يا أستاذ صلاح هذا الموضوع فعلا يحتاج للنظر العلمي فهو أمر يتعلق بالآيات الكونية ذات العلاقة بخلق الكون أكثرمن الغيبيات المجردة التي لا يمكن استقصاء حقائق وقائعها في التاريخ إذ لا شواهد عليها بالمنطق والمعقولية في تأويل المنقول عنها نصوصا في القرءان أو المرويات التي توافق النص والعقل والمنطق. وأراك قبل الدخول في فصل الخطاب قد أعددت أدواتك لذلك، وبما أن الخطأ في اختيار واستخدام الأدوات غير الضخيخة قد لا يمكن من انجاز المهمة بنجاح، فإننى أراك قد ارتكبت خطأً في تصنيف الرؤية فأدخلت فيها الرؤيا ورغم أنك مستصحب لرؤية (رأي) العين المجردة ورؤية العقل أو اللب، أما الرؤية المنامية أو الغيبية فليس لها محل ضمن أدوات البحث عن فهم لهذا الموضوع موضوع عرش الرحمن. كما أن تطبيقك لهذا التصنيف لم يكن موفقاً حين جعلت (رؤية) سيدنا ابراهيم شيئاً غير رأي العين وبصراحة أنا لا أدري من أين أتيت بمعرفة رؤية سيدنا ابراهيم لثلاثة أجرام سماوية في آن واحد أو (نفس الآن)، علماً بأن هنالك استحالة فيزيائية في ظهورها وبروزها على صعيد واحد وفي ذات الوقت؛ فالبنهار تطغى الشمس وهي نجم ذاتي الاشعاع أو الإضائة وهي مركز دوران بقية الكواكب في مجموعتها ومنها القمر والكوكب الآخر واللتان لا تتسنى رؤيتهما وغيرهما من الكواكب إلا ليلاً عند غياب الشمس! فأرجو أن تشرح لنا من أين أتيت بالكلام المقتبس منك أدناه.
    ((المتمعن فى قصة إبراهيم عليه السلام فى الآيات أعلاه يعرف أن الله سبحانه قد أراه الشمس و القمر و الكوكب فى نفس الآن و هذا لا يتأتى إلا لمن رأى هذه الأجرام بصورة غير طبيعية ثم قال لقومه أنه من الشاهدين و قال لأبيه انه أوتى علما خاصا.))
    هذا أولاً، وسوف نناقش معك لاحقاً موضوع العرش ومعناه أو تأويل ماهيته وهل له أي علاقة بالسموات بالمفهوم الذي سيترجح لنا، وشكراً على طرح الموضوع

  3. تعقيبا على ردك على تعليقي
    أقول: نعم قال تعالي نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض والشمس والقمر والارض من الملكوت وقد رأي القمر بازغا (ولا يبزغ إلا ليلا بالطبع) قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين وتحول للشمس في النهار طبعا فهي لا تبزغ بالليل وقال هي أكبر من القمر فلما أفلت أي غابت قال لا أحب الأفلين وهذا السرد من الوضوح بحيث يفهم بأن سيدنا ابراهيم لم ير الشمس والقمر وغيرها من الكواكب التي ترى بالعين المجردة بعينه فقط لأن أي انسان آخر من قومه كان يراها ولكنه تفكر فيما يرى منها بحثا عن ربه او ربها ان لم تكن احداها هي الرب ولكنه لاحظ أفولها جميعا فأيقن أن من ورائها رب لا يغيب عن خلقه وذلك هو الله مالك الملكوت أو ملك السماوات والأرض الذي يجعلها تأفل ويظهر غيرها وهذا هو معنى الملكوت أو الملك في الآيات الأخرى كما تفضلت.
    وعليه نعم أن ابراهيم الخليل راقب الشمس والقمر وكواكب أخرى وهو يراها كما يراها كل ذي عينين بس واحدة واحدة وفي كل يوم وكل ليلة مختلفة وليس دفعة واحدة في وقت واحدة والدليل على ذلك أن أفولها هو السبب الذي صرف تفكيره عن ان تكون ربا له.
    فيا أخ صلاح يبدو إن السبب الذي حملك للقول برؤية ابراهيم للقمر والشمس وكوكب آخر هو تعريفك لمطلح ملكوت السماوات والارض. نعم هو يشمل الشمس والكواكب والنجوم الأخرى التي يراها الناس ولكن أنت تعلم أن هناك من الأجرام ما لا يرى.الا بالتلسكوبات فهل تلك ليست من الملكوت الذي آمن ابراهيم بأنه ملك الرب الذي آمن به؟؟ كما أن الإعجاز في الآيات التي أوردتها ليس في رؤية سيدنا ابراهيم للملكوت في نفس الآن وانما في تفكره فيه هل منه الرب أم كله ملك لذلك الرب واستنتج من الأفول أن ما راقب من أجرام سماوية ماهي الا ملكوت أو ملك الرب خالقهن.

  4. السلام عليكم
    الاستاذ صلاح , أنت تحاول جاهدا التعمق في فهم كتاب الله و هذا حسن لو أنك كنت تأخذ و تستعين بما ثبي من السنة حسب ما اجمعت عليه الامة.

    من الناحية اللغوية فعليك التعمق اكثر في فهم أسرار اللغة و قرءاة القرءان كثيرا او حفظه فالبرامج الالكترونية تفوت عليها بعض الامور , مثلا في مقال سابق لك هذا الاسبوع قلت ان ( بني ءادم) وردت ثمان مرات في القرءان الكريم بينما كانت اول اية تتضمن ( ابني ءادم) و ليس ( بني ءادم) و لكن البرنامج لا يعرف ان الالف في ( ابني) جزء من الكلمة فيحسبها ( بني ءادم)
    الفعل ( رأى) بتصريفاته في القرءان الكريم لا يخرج في مجمله عن استخدام العرب للكلمة ,مثلا حت الان في الدارجية السودانية يقول لك أحدهم ( ما شفت فلان عمل كذا و كذا) و هذا صورة من الفصحى ( ألم تر الى الذين …)

    أنت قلت في قوله تعالى : ” ذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا” : ((رأى تعنى ما يريد الله أن يريه لأنبيائه و أصفيائه ))
    في قولك هذا تكلف و تقول لا مبرر له فقد رأى موسى عليه السلام نارا حقيقية , اما كيف اشعلت تلك النار , فهذا أمر ءاخر.

    لماذا تشفق على الدكتور زغلول النجار و الدكتور الكحيل كون الشهاب عبارة عن لهب او دخان فهذا لا ينفي ان يكون مصدر هذا الضوء نحاس او حديد او غيره. أرجو ان تستخدم العلم المختص بالامر عند تناول مثل هذه الامور و الا تأخذ فقط بما تتصوره أنت .

  5. يا أستاذ صلاح هذا الموضوع فعلا يحتاج للنظر العلمي فهو أمر يتعلق بالآيات الكونية ذات العلاقة بخلق الكون أكثرمن الغيبيات المجردة التي لا يمكن استقصاء حقائق وقائعها في التاريخ إذ لا شواهد عليها بالمنطق والمعقولية في تأويل المنقول عنها نصوصا في القرءان أو المرويات التي توافق النص والعقل والمنطق. وأراك قبل الدخول في فصل الخطاب قد أعددت أدواتك لذلك، وبما أن الخطأ في اختيار واستخدام الأدوات غير الضخيخة قد لا يمكن من انجاز المهمة بنجاح، فإننى أراك قد ارتكبت خطأً في تصنيف الرؤية فأدخلت فيها الرؤيا ورغم أنك مستصحب لرؤية (رأي) العين المجردة ورؤية العقل أو اللب، أما الرؤية المنامية أو الغيبية فليس لها محل ضمن أدوات البحث عن فهم لهذا الموضوع موضوع عرش الرحمن. كما أن تطبيقك لهذا التصنيف لم يكن موفقاً حين جعلت (رؤية) سيدنا ابراهيم شيئاً غير رأي العين وبصراحة أنا لا أدري من أين أتيت بمعرفة رؤية سيدنا ابراهيم لثلاثة أجرام سماوية في آن واحد أو (نفس الآن)، علماً بأن هنالك استحالة فيزيائية في ظهورها وبروزها على صعيد واحد وفي ذات الوقت؛ فالبنهار تطغى الشمس وهي نجم ذاتي الاشعاع أو الإضائة وهي مركز دوران بقية الكواكب في مجموعتها ومنها القمر والكوكب الآخر واللتان لا تتسنى رؤيتهما وغيرهما من الكواكب إلا ليلاً عند غياب الشمس! فأرجو أن تشرح لنا من أين أتيت بالكلام المقتبس منك أدناه.
    ((المتمعن فى قصة إبراهيم عليه السلام فى الآيات أعلاه يعرف أن الله سبحانه قد أراه الشمس و القمر و الكوكب فى نفس الآن و هذا لا يتأتى إلا لمن رأى هذه الأجرام بصورة غير طبيعية ثم قال لقومه أنه من الشاهدين و قال لأبيه انه أوتى علما خاصا.))
    هذا أولاً، وسوف نناقش معك لاحقاً موضوع العرش ومعناه أو تأويل ماهيته وهل له أي علاقة بالسموات بالمفهوم الذي سيترجح لنا، وشكراً على طرح الموضوع

  6. تعقيبا على ردك على تعليقي
    أقول: نعم قال تعالي نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض والشمس والقمر والارض من الملكوت وقد رأي القمر بازغا (ولا يبزغ إلا ليلا بالطبع) قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين وتحول للشمس في النهار طبعا فهي لا تبزغ بالليل وقال هي أكبر من القمر فلما أفلت أي غابت قال لا أحب الأفلين وهذا السرد من الوضوح بحيث يفهم بأن سيدنا ابراهيم لم ير الشمس والقمر وغيرها من الكواكب التي ترى بالعين المجردة بعينه فقط لأن أي انسان آخر من قومه كان يراها ولكنه تفكر فيما يرى منها بحثا عن ربه او ربها ان لم تكن احداها هي الرب ولكنه لاحظ أفولها جميعا فأيقن أن من ورائها رب لا يغيب عن خلقه وذلك هو الله مالك الملكوت أو ملك السماوات والأرض الذي يجعلها تأفل ويظهر غيرها وهذا هو معنى الملكوت أو الملك في الآيات الأخرى كما تفضلت.
    وعليه نعم أن ابراهيم الخليل راقب الشمس والقمر وكواكب أخرى وهو يراها كما يراها كل ذي عينين بس واحدة واحدة وفي كل يوم وكل ليلة مختلفة وليس دفعة واحدة في وقت واحدة والدليل على ذلك أن أفولها هو السبب الذي صرف تفكيره عن ان تكون ربا له.
    فيا أخ صلاح يبدو إن السبب الذي حملك للقول برؤية ابراهيم للقمر والشمس وكوكب آخر هو تعريفك لمطلح ملكوت السماوات والارض. نعم هو يشمل الشمس والكواكب والنجوم الأخرى التي يراها الناس ولكن أنت تعلم أن هناك من الأجرام ما لا يرى.الا بالتلسكوبات فهل تلك ليست من الملكوت الذي آمن ابراهيم بأنه ملك الرب الذي آمن به؟؟ كما أن الإعجاز في الآيات التي أوردتها ليس في رؤية سيدنا ابراهيم للملكوت في نفس الآن وانما في تفكره فيه هل منه الرب أم كله ملك لذلك الرب واستنتج من الأفول أن ما راقب من أجرام سماوية ماهي الا ملكوت أو ملك الرب خالقهن.

  7. يا استاذ فيصل , ما يهمنا هنا هو ان يكون ما نقرأه صحيحا , اتذكر انني عندما كنت في الجامعة كان لدينا استاذ متمكن جدا و لديه علم و معرفة جيدة حتى في مجالات خارج مجال اختصاصه و كان يقول لنا بعد الانتهاء من المحاضرة الممتعة , اسألوا اي سؤال و انا بالرغم من ان لدي دكتوراة في (مجاله) الا ان هذا لا يعني اني املك جوابا لاي سؤال و ما لا اعرف اجابته الان سابحث في المكتبة( هذا طبعا قبل انتشار الانترنت) و ءاتيكم بالاجابة ان وجدت .هذه الروح العلمية التي اتمنى ان نتخلق بها.

    1. الاية تقل : ” إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ ” اذا طلبت من أي عربي ( شخص متمكن في اللغة حتى لو تعلمها) ان يشرح لك المعنى سيقول لك بان الانشاء هنا من الارض فقط و واو العطف هنا عطفا على العلم و ليس على الانشاء أي ان الله اعلم بكم حين نشأتكم في ظهر ابيكم و عندما كنتم اجنة في بطون أمهاتكم.
    و اذا سلمنا بفهمك الماتع فان كلمة انشاء في القرءان – حسب ما اذكر- لم تستخدم في عندما يكون الانسان في الرحم او حالة الاجنة و بالتالي لا سند لك يا استاذنا . أنا عندما أقول لك احفظ القرءان او اقرأه كثيرا فهذه نصيحة و انا جاد فيما أقول و اعني ما أقول حقا حقا .

  8. الرد على تعقيب الاستاذ صلاح على تعليق زول
    الآستاذ صلاح فيصل على التوضيح الضافي لوجهة نظركم بشأن رؤية سيدنا ابراهيم للملكوت وذلك بنسبتها إلى الله تعالى الذي أرى سيدنا ابراهيم بعينيه ملكوت السماوات والأرض بتقريبها له لمعاينتها بأم عينيه حقيقة أو رؤيا ذهنية صورية وهو على الأرض أم محلقاً بين الكواكب وفي كل إعجاز لا يخفى على الفهم. فشكراً لك وان كنت لا آخذ بفكرة رائد الفضاء هذه وإن كانت جائزة طالما الأمر منسوب لله عز وجل. وإليك حيثيات ما اوصلتني إليه من قناعة:
    قال تعالى في سورة الصافات : [إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ(85) أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ(86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ(88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ(89)فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ(90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ(91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ(92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ(93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ(94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ(95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ(96) ].
    يقول الشعراوي في تفسيره : ” قوله تعالى عن سيدنا إبراهيم ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ) الصافات:88 : هذه أولى خطوات إبراهيم إلى عالم الملكوت، والنظرة هنا ليستْ هي النظرة الخاطفة العابرة، إنما نظرة التأمُّل الفاحصة المتأنية، فهي بمعنى رَأَى بتمعُّن واستنباط، ومن ذلك قولنا: هذه مسألة فيها نظر. يعني: تأمُّل وتأنٍّ. فقوله تعالى: ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ ) ]الصافات: 88] دَلَّ على أنها نظرة طويلة مُتأملة مستوعبة، لأنها استوعبتْ كوكباً وقمراً وشمساً. لذلك شرح لنا هذه النظرة في موضع آخر، فقال سبحانه: ( وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ * فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ) ]الأنعام: 75-79 [
    إذن: كانت نظرةُ إبراهيمَ طويلةً متأنيةً؛ لأنها استغرقتْ طيلة مطلع الكوكب وغيابه، ثم مطلع القمر وغيابه، ثم مطلع الشمس وغيابها، فلما رأى ? عليه السلام – أن هذه المرائى لا تصلح لأنْ تكونَ آلهة تُعْبد، قال: ( إِنِّي سَقِيمٌ ) ] الصافات:] البعض يعدُّها كذبةً من كَذِبات سيدنا إبراهيم أنه قال لقومه: إني مريض. إذن: أخذوا السُّقْم على أنه سُقْم الأبدان والمراد هنا سُقْم القلب، وشُغُله بما لا يستطيع الإنسانُ تحمُّله من إنكار القوم لمسألة الألوهية.. فهذه قضية تتعبه وتُؤرِّقه. وهذا هو السُّقم الذي أراده سيدنا إبراهيم ( فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) أي: مُجهد فكرياً من إنكار الناس لقضية الألوهية. إذن: إبراهيم عليه السلام لم يكُنْ ينظر في النجوم ليرى دليلاً يقتنع هو به، إنما يبحث عن دليل مادي في الكون ينقله للناس. لكن، ما الذي أحوجه أنْ يقولَ للقوم: إني سقيم؟ قالوا: لأنهم كانوا في يوم عيد يجتمعون فيه، فقال: إني سقيم لكي لا يخرج معهم، وليتفرغ هو لما عزم عليه من تحطيم الأصنام، يقول تعالى: ( فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ ) أي: انصرفوا وتركوه.” انتهى شرح الشعراوي
    بالطبع كلام الشعراوي يدور في المعنى الظاهري وليس التأويلي لألفاظ القرآن (فنظر نظرة للنجوم) في سورة الصافات حيث فسرها بالنظر بالعين ولكن النظر الطويل المتمعن مستوعباً كوكباً وقمراً وشمساً بحثاً عن دليل على الإله يقنع به قومه وليس لإقناع نفسه، فلم يخرج عن هذا المعنى للنظر البصري في رؤية الكوكب والقمر والشمس (ولم يقل معا) في سورة الأنعام.
    غير أن الشعراوي إما غفل عن تفسير الآية (( وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ)) من سورة الصافات أو استصحب معنى الرؤية البصرية كذلك في الآيات التالية من ذات السورة والمنسوبة لسيدنا ابراهيم فقط ولم يتكلم عن فعل (نُرِيۤ) المنسوب لله تعالى. فهذه الآية تعني بالواضح أن الله هو الذي يُرِي إبراهيم ملكوت الله من السماوات والأراضين وهنا تكون المعجزات لأن الفعل يعود لله تعالى وما لم يبين الوحي كيفية ذلك سيظل الأمر عرضة للتكهنات لدرجة إعلان أستاذنا صلاح فيصل سيدنا ابراهيم كأول رائد فضاء في العالم! ونحن لا ننكر عليه ذلك ولكن نقول له لماذا لا تكون (رؤية) سيدنا ابراهيم للملكوت رؤية بصرية فعلية بأن قرب الله له الملكوت كما تُرى الكواكب بأحدث التيلسكوبات اليوم أو حتى (رؤيا) منامية خاصة وأنها كانت عندما جن الليل وإن كنت أنا وبحسب التفسير العادي الذي يمثله الشعراوي أحصر الآيتين (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ) على رؤيته للكوكب والقمر فقط، أما آية (فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) فتحمل على الرؤية النهارية.
    و إلى لب الموضوع (عرش الرحمن) في تعليقاتنا اللاحقة بإذن الله.

  9. يقول الاستاذ فيصل انه لا ياخذ بالمرويات و نرى هنا في (اقتباسه من أحد الباحثين) مرويات ربما كانت ضعيفة!!! اي ان الامر بالنسبة له حسب هواه.
    وجهة نظر الباحث بأن ايات سورة الانعام بأن هذه الايات تتحدث عن العروج بابراهيم عليه السلام الى السماوات في رأيي غير صحيحة البتة و ذلك لأنه في نهاية رؤيته عليه السلام قال ” قال يا قوم إني بريء مما تشركون ” فهذه الايات تتحدث عن حوار جرى بين ابراهيم عليه السلام و قومه .
    لا نستطيع ان نقول إنه عرج به او لم يعرج الا اذا كان لدينا خبر صحيح , فالله اعلم و لكن المؤكد حسب سياق الايات ان هذا الحوار لم يحدث اثناء حالة معراج.
    أيضا العطف بالفاءهنا لا يعني سرعة الطلوع والأفول التي تأولها الكاتب و كأنها احداث تمت في دقائق او ساعة من الزمن او نحو ذلك ,فالتعقيب -كما في كثير من الامور- نسبي . مثلا , يمكن ان اقول: سافرت الى مدني فالقضارف فكسلا و يكون هذا الامر تم في ثلاثة ايام او اسبوع و ليس شرطا ان يكون قد تم في نفس اليوم , المهم الا اكون قد مكثت مدة طويلة في احدي هذه المدن .
    ببساطة يمكن ان تكون رؤية الكوكب في يوم و القمر في اليوم الذي بعده و هكذا

  10. السلام عليكم
    كما بينت في تعليق سابق , أنا لا ارى ما يجعلنا نعتقد ان الحوار الذي جرى بين ابراهيم عليه السلام و قومه في الايات ” كَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ”
    يرجع الى معراج أي عرج به عليه السلام الى السماء و ان كان ذلك الامر واردا لنبي الا اننا لا نملك نصا على ذلك اللهم الا ان كانت هناك روايات صحيحة.
    واضح جدا ان الحوار في الايات أعلاه كان لاقناع قوم ابراهيم عليه السلام حيث يبدو أنهم كانوا يعبدون الكواكب فاتاهم من حيث يعرفون او يعتقدون و الدليل على ان الامر لم يكن نتيجة لرؤية ابراهيم عليه السلام للاجرام السماوية من السماء هو أنه عندما عرج به – لو تم هذا الامر- فانه لا شك كان مؤمنا تماما بالله و بالتالي لن يقول ( هذا ربي) , اذا قوله (هذا ربي) ورد هنا لاقناع قومه منطقيا و بالتدريج و هو مشابه لقوله لهم بعد أن كسر اصنامهم ( فسالوهم ان كانوا ينطقون).
    بالنسبة للاخذ بالنصوص الثابتة فيما زاد عن النص القرءاني مثل الرجم فهو واجب اذا ثيتت رواية الحديث و اذا لم يكن هناك تعارض لازم مع القرءان الكريم و هذا بشكل عام.
    مثلا أحكام الصلاة و الزكاة بينتها السنة سواءا كانت فعلية او قولية متواترة او احاديث أحاد او ( أحفورية) -كما قال صديقنا فيصل – فهي في كل هذه الاحوال زائدة على النص القرءاني.
    مع شكري و كودتي لمن أنشأ الحوار و لكل من أثراه

  11. شكرا الاستاذ صلاح علي ما تقوم به وهو يثير الغوص اعمق في القران مع اتفاقي معك في ان السماوات السبع مدارات مما لا يدرك ولكن احيانا في القران السماء تعني كلما ما علي بعيدا والارض تعني كلما ما وطاناه مباشرة او غير مباشر (فالحمد للله الذي اورثنا الارض نتبوا من الجنة حيث نشاء ) مع علمي التام بتبدل الارض والسموات في الاخره لكنها تبقي كلما علا وكلما وطانا مع اختلافه ومن جاء علم الله بان الكافرين سيصعدون لبعض الكواكب لذلك كان النداء لهم للايمان من عملة الرتق والفتق .
    2/لو لاحظت راي بما تعنيه في مقالك كانت كلها من درجات الاصطفاء والنبوة وللصالحين وهي في سيدنا ابراهيم قد شاهد الملكوت بعد تامل الطويل في النجوم ومشاهدة مافي الملكوت لعام اليقين باتجاه حق اليقين , وهذا ما تؤكدة مؤانسة سيدنا موسي للنار مما يؤكد قولك بدليل انه لم يروا والا لصار هناك حوار وعليه يمكن القول ان الرؤية علي اتجاهين هي للانبياء والصفوة منامية ولعامة الناس النظر المباشر في مدي الجغرافيا !!!فعلا قراءة القران وفهمه ممتعه والمتعه تنقلك الي الدهشة والتامل وبعد ذلك تاتيك فيوضه النورانية كما روي لي شيخ عن البرف احمد عمر هاشم انه كان وشيخ الازهر الراحل عبد الحليم محمود يعملون في بحث ديني وكان يكتب والشيخ يملي عليه فانقطعت الكهرباء فقال مد الشيخ اصابعه فضوت لي لاكتب لي كانها بطارية ومثل هذا النور ورد في القران كثيرا وهو نور مستمد من روح الله فينا لما نزيل منها ما ران ونسال الله فيوض القران !!!

  12. ….. هناك حديث ورد في صحيح البخارى عن ابو هريرة حيث قال الرسول يا ابا هريرة اتعلم اين تذهب الشمس عند مغربها؟ الله ورسوله اعلم؟ انها تذهب تحت كرسي العرش وتسجد هناك حيث تستاذن ربها لتعود .. او معني الحديث…
    هذا الحدىث يعكس بجلاء واضح عدم معرفة الرسول بعلم الكون هذه واحده.

    ثانيا قصة اصحاب الفيل فالسورة لا تحكي اي تفاصيل عنها فمن اين جاءت تفاصيلها وقصة جد النبي الذي قال بان للبيت رب يحميه وان الفيل اسمه محمود الخ .. وقد ارسل الله الطير ليحمي الكعبة الوثنية بينما لم يرسل الطير ليحمي كعبته المسلمة عندمل هدمها الحجاج؟ اذهب لسيرة ابن اسحاق للتفاصيل…

    أما العرش فيتضح مما سبق أنه مركز معالجة معلومات عالم الملك و الأوامر الصادرة من الله سبحانه و تلعب الملائكة دورا كبيرا فى نقل المعلومات صعودا و هبوطا و تنفيذ أوامر الله.
    هذا كلام مبهم وغريب لا دليل له….
    اما السموات السبع …فالسماء هي كل ما يعلو فهو سماء
    اما قولك
    كشف العلم الحديث عن أن الكرة الارضية مكونة من سبع طبقات , أن أكبر عدد لمستويات الطاقة في الحالة العادية للذرة سبعة مستويات و من المفارقة أن الطواف حول الكعبة الشريفة سبع مرات و عكس إتجاه عقارب الساعة و هو الإتجاه الذى تنتهجه كل الألكترونات و كل الأجرام السماوية ?ذكر فى القرآن ايضا (و السموات مطويات بيمينه) و اليمين هو عكس عقارب الساعة!!!
    هذه محاولة فاشلة حيث تريد ان تربط القران بالعلم فهل فهم العرب انذاك هذا المعني ؟.. وطبعا للرجوع الي تفسير الطبري وابن كثير لا نجد اي معلومة مما تريد ان تقنعنا به..اما الذرة التي وردت في السورد فعرف العرب انها النملة….
    ان محاولة تفسير القران هكذا يدخل الدين في اشكاليه كبيرةومعقدة فالنظريات العلمية قابلة للتغير باستمرار … كما ان هذا القران نزل علي الرسول في امة جاهلية فهمته حسب ماهو منزل….
    ولك ان تذهب لكتب التفاسير ( كمثال ) عما فهموه من الايه : ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي…..جيث ياتي من يقنعنا انها نظرية الانفجار العظيم…..

  13. في الرد على ود الحاجة
    قال الاستاذ ود الحاجة ما يوحي بأنه لم يقتنع بعد بأن رؤية سيدنا ابراهيم للملكوت كانت بالمعراج لعدم وجود نص بذلك! فإذا قصد عدم وجود النص بكيفية تمكين ابراهيم من ربه رؤية الملكوت، قلنا ليست هذه بحجة فإن النص الأساسي خو (نُري) وعلى ذي اللب أن يفهم أن هذا التمكين لمثل هذه الرؤية من الله ليس كتمكين عامة البشر وكل حيوان ذي عينين من رؤية النجوم والكواكب، وإلا فأين المعجزة وأين الاصطفاء؟ إذَن فإن في الأمر معجزة وهذه المعجزة تبين في عدة احتمالات وشواهد وإشارات لغوية ومفاتيح عقلية ومنطقية مثل (فلما جُن عليه الليل) و استخدام مصطلح البزوغ بدلاً من الطلوع، والأفول بدلاً من الغروب والمبدل من هذه الألفاظ هي التي تستخدم للرائي أو الناظر أو المشاهد العادي وقد أوفى الأستاذ صلاح بيان الاشارة إلى ذلك ومعلوم أن النجوم قد تأفل ولما يزل الليل مظلماً بمعني تختفي عن ناظرينا بتحول مواقعها الظاهرية كما تختفي نهارا بحجبها عنا بنور الشمس. عليه فإن عروج سيدنا ابراهيم يظل إحدى احتمالات المعجزة بشأن رؤيته للملكوت مع غيرها من الاحتمالات الاعجازية الأخرى مثل كشفها له وهو جالس في صحوه أو راقداً في منامه.
    كذلك يقول ود الحاجة إن الحوار في الآيات أعلاه كان لاقناع قوم ابراهيم عليه السلام حيث يبدو أنهم كانوا يعبدون الكواكب فاتاهم من حيث يعرفون او يعتقدون، ونقول إن مثل هذا القول قد يصدق إذا قصد سورة الصافات ، أما في سورة الأنعام فقد كان الحوار فيها بين إبراهيم ونفسه وربه وكأنه قد سأل ربه أن يريه ملكوته ليوقن في ايمانه مثلما سأل ربه في موضع آخر أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه رغم إيمانه مسبقاً إذ ورد في الأنعام (وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ ) فضع خطين تحت (ليكون من الموقنين) ماذا تعني غير أنه مؤمن سلفا ولكنه يريد أن يستيقن أكثر أو كما أشار الاستاذ خواجة للانتقال من علم اليقين باتجاه حق اليقين. كما أن الحوار كان لإقناع قومه فما أقنعهم بشيء بعد رؤيته الملكوت لنفسه فقال لنفسه ولقومه في نفسه كذلك رغم توجيهه لخطابه النفسي هذا لقومه (فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ) والدليل على أن الخطاب نفسي وليس حوارا بينه وبين قومه أنه حدث نفسه بذلك أثناء مراقبته للنجوم والكواكب في الملكوت (فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ).
    وإذا انتهينا من نفي قول الاستاذ ود الحاجة إن الحوار كان بين ابراهيم وقومه في سورة الأنعام نكون قد رددنا تلقائياً على قوله بأن ابراهيم عليه السلام كان (مؤمنا تماما بالله و بالتالي لن يقول ( هذا ربي)، اذا قوله (هذا ربي) ورد هنا لاقناع قومه…) ونقول إن هذه مغالطة لم تستوعب سيناريو الحدث، فلم يصطحب الخليل قومه معه وهو (يتفرج) في الملكوت حتى يقول لهم هذا وهذا مستخدماً أسم الإشارة لشئ ليس مشاهداً وحاضراً بين أيدي القوم وناظريهم ، كما أنه كيف يشير للشمس ويقول لهم هذا ربي هذا أكبر وهو يريد إقناعهم وما الفرق بين قوله هذا (لهم ) وبين ما يؤمنون به من تأليه النجوم فعلاً ؟ هل يريدهم ترك نجومهم والاقتصار على الشمس وحدها؟ وحيث أن هذا قول لا يقول به عاقل، وجب أن نصرف توجيه الخطاب بين ابراهيم ونفسه وربه وحيث أراد الله يمنحه اليقين والاطمئنان لإيمانه بالله بأن يريه حقيقة ما يعبد القوم فأطلعه عليها ليتحقق إن كانت تصلح رباً كما يؤمن القوم فعرضها عليه واحدة واحدة ليتأكد ويؤمن إيماناً عملياً وليس غيبياً كإيمان العامة من الناس فتدرج به فقال لكوكب هذه هو ربي فلما أفل قال للقمر نفس الشيئ وانتهى بالشمس منتهياً برفضها جميعاً أن تكون رباً لأفولها واختفائها وغيابها لأن قيوم السماوات والأرض لايغيب عنها ولا يواريه أو يحجبه شيئ من خلقه. فما الضير بأن يقول ابراهيم لنفسه هذا ربي ثم يكتشف خطأ ذلك فينتقل لآخر وهكذ حتى يصل للرب الحق؟ وعليه فإن ابراهيم كان مؤمناً ولكنه طلب اليقين كما في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) صدق الله العظيم
    وأخيراً نأتي لقول ود الحاجة عن موقفي من عدم الأخذ بالمرويات (ولو نسبت للسنة) التي تأتي بحكم مزيد على أحكام القرءان المنصوص عليها والمتضمنة في التفسير الصحيح لنصوصه والتاويل المستند عليها لغة وحقيقة علمية ثابتة ومنطقاً سليماً تستسيغه وتقبله العقول المستنيرة بالعلم وليس الجاهلة التابعة أو المتعصبة مذهبياً على حساب ما عدا ذلك ، ذلك لأن المشرع هو الله وحده والرسول مبلغ عنه تعالى ومبين لتشريعه ولا يستقيم منطقاً أن يقول هذا هو كتاب الله في كلامه وتشريعه ثم يروى عن الرسول وينسب إليه شيئاً لم يكن في كتاب الله الذي بلغه وأتم بيانه وتفصيل أحكامه؟ وأحكام الضلاة وكيفياتها مما يدخل في بيان المجمل وتفصيله وليست حجة على قولي ونقبل بها ما ثبت ونترك ما سواه.

  14. السلام عليكم,

    انا استغرب منك يا اخانا زول , فأنت عندما ترد علي ترد من دون منهج محدد او منطق واضح , فأنا مثلا لا اتفق مع فيصل في رده للسنة لذا تكون ردودي عليه في هذا الصدد نابعة من منطق معين و ليس لمجرد الرد وا رد الاعتبار. و عندما ارد انا على الاخ الدنقلاوي و الاخ خالد عثمان ارد عليهم من منطلق أن لهما بعض الشكوك من عدم مسايرة الاسلام للعلم او للعصر الحالي و هذا عكس معتقدي .
    الاخ زول افصح لنا عن منهجك حتى نعرف طبيعة ردك.بخصوص ما اثرته انت في تعليقك , فسابين لك ان حججك داحضة اللهم الا اذا كنت تنهج منهجا انتقائيا غير علمي و يعتمد على الهوى و ما يحبه قلبك.
    1. قال زول : (( فإذا قصد عدم وجود النص بكيفية تمكين ابراهيم من ربه رؤية الملكوت، قلنا ليست هذه بحجة فإن النص الأساسي خو (نُري) وعلى ذي اللب أن يفهم أن )) نعم وجود نص على أن ابراهيم عليه السلام عرج به يجعل القول مجرد تصوورات او تخرصات أما كلمة نري فقد وردت في لقرءان الكريم حتى مع من لم يؤمن بالله قال تعالى : ” سنريهم اياتنا في الافاق و في أنفسهم حتر يتبين لهم أنه الحق” و قال عن قوم فرعون : ” و ما نريهم من ءاية الا هي أكبر من أختها” الزخرف. أين لبك يا هذا ؟ بل أين تدبرك لكتاب الله؟!!! أنا لا اخذ ما يقوله شحرور و غيره الا اذا كان حقا بينا و هم رجال و نحن رجال,
    فتأمل!!!
    ب.ثم يا (زول) من أين أتيت بأنه ” و كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات و الارض” معجزة ؟ للمعجزة تعريف معين و ما سواها يعتبر تكريما من الله لانبائه و اصفيائه
    ج. ثم ان قوله تعالى ” فلما جُن عليه الليل ” يبطل نظريتكما ( انت و فيصل) اذ لو انه كان في الفضاء فالجو هناك كله ليل , اذ ان الاصل في الفضاء هو الظلام و الاضاءة تكون لسبب , قال تعالى ” وءاية لهم الليل نسلخ منه النهار”
    د.كلمة نري لا تعني وحدها أن الامر معجزة , الا اذا ورد ما يدل على ذلك و ما جاء بعد هذه الاية ابتداءا من قوله ” فلما جن عليه الليل ” يمكن و انا هنا لا اجزم و لكن يمكن ان يكون تطبيقا لادراك ابراهيم عليه السلام لعظمة الكون , فاتخذ ابراهيم عليه السلام من عظمة الكون هذه سبيلا لدعوة قومه الى عبادة من خلق هذه الاجرام بدلا من عبادتها هي, فتأمل !!! و هذا التأويل يتفق مع سياق الايات

    2. قال زول ((ما في سورة الأنعام فقد كان الحوار فيها بين إبراهيم ونفسه وربه وكأنه قد سأل ربه أن يريه ملكوته ليوقن ))
    تعليق : لا ادري ماذا اقول لمن يقول ان ((كان الحوار فيها بين إبراهيم ونفسه وربه ))
    أولا : لا يمكن أي عاقل أن يقول إن الحوار كان بين ابراهيم عليه السلام و بين الله سبحانه و تعالى !!! فهذا قمة الازدراء ?نسأل الله العافية و السلامة-
    ثانيا : ورد في سياق هذه الايات أنه قال ” قال يا قوم إني بريء مما تشركون”
    3. قال زول ((ثلما سأل ربه في موضع آخر أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه رغم إيمانه مسبقاً إذ ورد في الأنعام (وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ ) فضع خطين تحت (ليكون من الموقنين) ))

    خلط زول خلطا عجيبا بين طلب ابراهيم عليه السلام من ربه ان يريه كيف يحيى الموتى كما في سورة البقرة , فهناك جاء الطلب من ابراهيم و تم بيان الغرض في نفس الاية اذا هنا يوجد نص!!!
    نقطة اخرى : كما قلت سابقا فإن زول او احدهم لا يستطيع ان يفسر كيف لمؤمن أن يقول لشيء غير الله , هذا ربي !!!! أفلا تعقلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! ولو كان هذا القول من ابراهيم عليه السلام , فلا احتمال له الا اذا كان قبل النبوة أي قبل ان يوحى اليه و بالتالي بطلت فرضية المعراج و بطل قول أخينا (زول ) من اساسه!!!!!!

    4. قال زول : (( فلم يصطحب الخليل قومه معه وهو (يتفرج) في الملكوت حتى يقول لهم هذا وهذا مستخدماً أسم الإشارة لشئ ليس مشاهداً وحاضراً بين أيدي القوم وناظريهم))
    هذا خلط يمكن ان يقال عنه أسوأ من ( حاطب ليل) , يا عزيزي مفهوم الايات هو ان ابراهيم عليه السلام بعد ان أدرك ملكوت السموات و الارض , استعمل هذه الحقيقة لمحاولة اقناع قوله و ليس كما تظن أنت من أنه أدرك ذلك او أري ذلك مع قومه و هذه النقطة لا تحتاج الى نقاش من فهمها فقد فهم و من لم يفهم ليس لنا الا ان ندعوا له بالفهم

    5. قال زول : (( هل يريدهم ترك نجومهم والاقتصار على الشمس وحدها؟ ))
    هنا يستخدم زول اسلوب ” فويل للمصلين” و لا يكمل السياق . كأنه لا يعلم ما جاء بعد هذا من قوله ” يا قوم اني بريء مما تشركون”
    حقيقة هذا الاسلوب في الرد واضح انه لحاجة في نفس ( زول) فليس هذا برد !

    6. كلام زول في الجزء الاخير المتعلق بالسنة لا اوافقه عليه ? وهو يبدو ردا منهجيا و ليس كرده اعلاه الذي فيه غرابة ?و سيتم التفصيل فيه لا حقا و لكن سبق ان ذكرت له أن تفاصيل احكام الصلاة و الزكاة لم ترد في القرءان و لا توجد فيها مشكلة لغوية و لا يستطيع العلم ان يفصل في كثير منها . فهل يردها؟؟؟؟ أرجو الاجابة

  15. يا استاذ فيصل , ما يهمنا هنا هو ان يكون ما نقرأه صحيحا , اتذكر انني عندما كنت في الجامعة كان لدينا استاذ متمكن جدا و لديه علم و معرفة جيدة حتى في مجالات خارج مجال اختصاصه و كان يقول لنا بعد الانتهاء من المحاضرة الممتعة , اسألوا اي سؤال و انا بالرغم من ان لدي دكتوراة في (مجاله) الا ان هذا لا يعني اني املك جوابا لاي سؤال و ما لا اعرف اجابته الان سابحث في المكتبة( هذا طبعا قبل انتشار الانترنت) و ءاتيكم بالاجابة ان وجدت .هذه الروح العلمية التي اتمنى ان نتخلق بها.

    1. الاية تقل : ” إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ ” اذا طلبت من أي عربي ( شخص متمكن في اللغة حتى لو تعلمها) ان يشرح لك المعنى سيقول لك بان الانشاء هنا من الارض فقط و واو العطف هنا عطفا على العلم و ليس على الانشاء أي ان الله اعلم بكم حين نشأتكم في ظهر ابيكم و عندما كنتم اجنة في بطون أمهاتكم.
    و اذا سلمنا بفهمك الماتع فان كلمة انشاء في القرءان – حسب ما اذكر- لم تستخدم في عندما يكون الانسان في الرحم او حالة الاجنة و بالتالي لا سند لك يا استاذنا . أنا عندما أقول لك احفظ القرءان او اقرأه كثيرا فهذه نصيحة و انا جاد فيما أقول و اعني ما أقول حقا حقا .

  16. الرد على تعقيب الاستاذ صلاح على تعليق زول
    الآستاذ صلاح فيصل على التوضيح الضافي لوجهة نظركم بشأن رؤية سيدنا ابراهيم للملكوت وذلك بنسبتها إلى الله تعالى الذي أرى سيدنا ابراهيم بعينيه ملكوت السماوات والأرض بتقريبها له لمعاينتها بأم عينيه حقيقة أو رؤيا ذهنية صورية وهو على الأرض أم محلقاً بين الكواكب وفي كل إعجاز لا يخفى على الفهم. فشكراً لك وان كنت لا آخذ بفكرة رائد الفضاء هذه وإن كانت جائزة طالما الأمر منسوب لله عز وجل. وإليك حيثيات ما اوصلتني إليه من قناعة:
    قال تعالى في سورة الصافات : [إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ(85) أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ(86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ(88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ(89)فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ(90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ(91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ(92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ(93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ(94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ(95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ(96) ].
    يقول الشعراوي في تفسيره : ” قوله تعالى عن سيدنا إبراهيم ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ) الصافات:88 : هذه أولى خطوات إبراهيم إلى عالم الملكوت، والنظرة هنا ليستْ هي النظرة الخاطفة العابرة، إنما نظرة التأمُّل الفاحصة المتأنية، فهي بمعنى رَأَى بتمعُّن واستنباط، ومن ذلك قولنا: هذه مسألة فيها نظر. يعني: تأمُّل وتأنٍّ. فقوله تعالى: ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ ) ]الصافات: 88] دَلَّ على أنها نظرة طويلة مُتأملة مستوعبة، لأنها استوعبتْ كوكباً وقمراً وشمساً. لذلك شرح لنا هذه النظرة في موضع آخر، فقال سبحانه: ( وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ * فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ) ]الأنعام: 75-79 [
    إذن: كانت نظرةُ إبراهيمَ طويلةً متأنيةً؛ لأنها استغرقتْ طيلة مطلع الكوكب وغيابه، ثم مطلع القمر وغيابه، ثم مطلع الشمس وغيابها، فلما رأى ? عليه السلام – أن هذه المرائى لا تصلح لأنْ تكونَ آلهة تُعْبد، قال: ( إِنِّي سَقِيمٌ ) ] الصافات:] البعض يعدُّها كذبةً من كَذِبات سيدنا إبراهيم أنه قال لقومه: إني مريض. إذن: أخذوا السُّقْم على أنه سُقْم الأبدان والمراد هنا سُقْم القلب، وشُغُله بما لا يستطيع الإنسانُ تحمُّله من إنكار القوم لمسألة الألوهية.. فهذه قضية تتعبه وتُؤرِّقه. وهذا هو السُّقم الذي أراده سيدنا إبراهيم ( فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) أي: مُجهد فكرياً من إنكار الناس لقضية الألوهية. إذن: إبراهيم عليه السلام لم يكُنْ ينظر في النجوم ليرى دليلاً يقتنع هو به، إنما يبحث عن دليل مادي في الكون ينقله للناس. لكن، ما الذي أحوجه أنْ يقولَ للقوم: إني سقيم؟ قالوا: لأنهم كانوا في يوم عيد يجتمعون فيه، فقال: إني سقيم لكي لا يخرج معهم، وليتفرغ هو لما عزم عليه من تحطيم الأصنام، يقول تعالى: ( فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ ) أي: انصرفوا وتركوه.” انتهى شرح الشعراوي
    بالطبع كلام الشعراوي يدور في المعنى الظاهري وليس التأويلي لألفاظ القرآن (فنظر نظرة للنجوم) في سورة الصافات حيث فسرها بالنظر بالعين ولكن النظر الطويل المتمعن مستوعباً كوكباً وقمراً وشمساً بحثاً عن دليل على الإله يقنع به قومه وليس لإقناع نفسه، فلم يخرج عن هذا المعنى للنظر البصري في رؤية الكوكب والقمر والشمس (ولم يقل معا) في سورة الأنعام.
    غير أن الشعراوي إما غفل عن تفسير الآية (( وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ)) من سورة الصافات أو استصحب معنى الرؤية البصرية كذلك في الآيات التالية من ذات السورة والمنسوبة لسيدنا ابراهيم فقط ولم يتكلم عن فعل (نُرِيۤ) المنسوب لله تعالى. فهذه الآية تعني بالواضح أن الله هو الذي يُرِي إبراهيم ملكوت الله من السماوات والأراضين وهنا تكون المعجزات لأن الفعل يعود لله تعالى وما لم يبين الوحي كيفية ذلك سيظل الأمر عرضة للتكهنات لدرجة إعلان أستاذنا صلاح فيصل سيدنا ابراهيم كأول رائد فضاء في العالم! ونحن لا ننكر عليه ذلك ولكن نقول له لماذا لا تكون (رؤية) سيدنا ابراهيم للملكوت رؤية بصرية فعلية بأن قرب الله له الملكوت كما تُرى الكواكب بأحدث التيلسكوبات اليوم أو حتى (رؤيا) منامية خاصة وأنها كانت عندما جن الليل وإن كنت أنا وبحسب التفسير العادي الذي يمثله الشعراوي أحصر الآيتين (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ) على رؤيته للكوكب والقمر فقط، أما آية (فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) فتحمل على الرؤية النهارية.
    و إلى لب الموضوع (عرش الرحمن) في تعليقاتنا اللاحقة بإذن الله.

  17. يقول الاستاذ فيصل انه لا ياخذ بالمرويات و نرى هنا في (اقتباسه من أحد الباحثين) مرويات ربما كانت ضعيفة!!! اي ان الامر بالنسبة له حسب هواه.
    وجهة نظر الباحث بأن ايات سورة الانعام بأن هذه الايات تتحدث عن العروج بابراهيم عليه السلام الى السماوات في رأيي غير صحيحة البتة و ذلك لأنه في نهاية رؤيته عليه السلام قال ” قال يا قوم إني بريء مما تشركون ” فهذه الايات تتحدث عن حوار جرى بين ابراهيم عليه السلام و قومه .
    لا نستطيع ان نقول إنه عرج به او لم يعرج الا اذا كان لدينا خبر صحيح , فالله اعلم و لكن المؤكد حسب سياق الايات ان هذا الحوار لم يحدث اثناء حالة معراج.
    أيضا العطف بالفاءهنا لا يعني سرعة الطلوع والأفول التي تأولها الكاتب و كأنها احداث تمت في دقائق او ساعة من الزمن او نحو ذلك ,فالتعقيب -كما في كثير من الامور- نسبي . مثلا , يمكن ان اقول: سافرت الى مدني فالقضارف فكسلا و يكون هذا الامر تم في ثلاثة ايام او اسبوع و ليس شرطا ان يكون قد تم في نفس اليوم , المهم الا اكون قد مكثت مدة طويلة في احدي هذه المدن .
    ببساطة يمكن ان تكون رؤية الكوكب في يوم و القمر في اليوم الذي بعده و هكذا

  18. السلام عليكم
    كما بينت في تعليق سابق , أنا لا ارى ما يجعلنا نعتقد ان الحوار الذي جرى بين ابراهيم عليه السلام و قومه في الايات ” كَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ”
    يرجع الى معراج أي عرج به عليه السلام الى السماء و ان كان ذلك الامر واردا لنبي الا اننا لا نملك نصا على ذلك اللهم الا ان كانت هناك روايات صحيحة.
    واضح جدا ان الحوار في الايات أعلاه كان لاقناع قوم ابراهيم عليه السلام حيث يبدو أنهم كانوا يعبدون الكواكب فاتاهم من حيث يعرفون او يعتقدون و الدليل على ان الامر لم يكن نتيجة لرؤية ابراهيم عليه السلام للاجرام السماوية من السماء هو أنه عندما عرج به – لو تم هذا الامر- فانه لا شك كان مؤمنا تماما بالله و بالتالي لن يقول ( هذا ربي) , اذا قوله (هذا ربي) ورد هنا لاقناع قومه منطقيا و بالتدريج و هو مشابه لقوله لهم بعد أن كسر اصنامهم ( فسالوهم ان كانوا ينطقون).
    بالنسبة للاخذ بالنصوص الثابتة فيما زاد عن النص القرءاني مثل الرجم فهو واجب اذا ثيتت رواية الحديث و اذا لم يكن هناك تعارض لازم مع القرءان الكريم و هذا بشكل عام.
    مثلا أحكام الصلاة و الزكاة بينتها السنة سواءا كانت فعلية او قولية متواترة او احاديث أحاد او ( أحفورية) -كما قال صديقنا فيصل – فهي في كل هذه الاحوال زائدة على النص القرءاني.
    مع شكري و كودتي لمن أنشأ الحوار و لكل من أثراه

  19. شكرا الاستاذ صلاح علي ما تقوم به وهو يثير الغوص اعمق في القران مع اتفاقي معك في ان السماوات السبع مدارات مما لا يدرك ولكن احيانا في القران السماء تعني كلما ما علي بعيدا والارض تعني كلما ما وطاناه مباشرة او غير مباشر (فالحمد للله الذي اورثنا الارض نتبوا من الجنة حيث نشاء ) مع علمي التام بتبدل الارض والسموات في الاخره لكنها تبقي كلما علا وكلما وطانا مع اختلافه ومن جاء علم الله بان الكافرين سيصعدون لبعض الكواكب لذلك كان النداء لهم للايمان من عملة الرتق والفتق .
    2/لو لاحظت راي بما تعنيه في مقالك كانت كلها من درجات الاصطفاء والنبوة وللصالحين وهي في سيدنا ابراهيم قد شاهد الملكوت بعد تامل الطويل في النجوم ومشاهدة مافي الملكوت لعام اليقين باتجاه حق اليقين , وهذا ما تؤكدة مؤانسة سيدنا موسي للنار مما يؤكد قولك بدليل انه لم يروا والا لصار هناك حوار وعليه يمكن القول ان الرؤية علي اتجاهين هي للانبياء والصفوة منامية ولعامة الناس النظر المباشر في مدي الجغرافيا !!!فعلا قراءة القران وفهمه ممتعه والمتعه تنقلك الي الدهشة والتامل وبعد ذلك تاتيك فيوضه النورانية كما روي لي شيخ عن البرف احمد عمر هاشم انه كان وشيخ الازهر الراحل عبد الحليم محمود يعملون في بحث ديني وكان يكتب والشيخ يملي عليه فانقطعت الكهرباء فقال مد الشيخ اصابعه فضوت لي لاكتب لي كانها بطارية ومثل هذا النور ورد في القران كثيرا وهو نور مستمد من روح الله فينا لما نزيل منها ما ران ونسال الله فيوض القران !!!

  20. ….. هناك حديث ورد في صحيح البخارى عن ابو هريرة حيث قال الرسول يا ابا هريرة اتعلم اين تذهب الشمس عند مغربها؟ الله ورسوله اعلم؟ انها تذهب تحت كرسي العرش وتسجد هناك حيث تستاذن ربها لتعود .. او معني الحديث…
    هذا الحدىث يعكس بجلاء واضح عدم معرفة الرسول بعلم الكون هذه واحده.

    ثانيا قصة اصحاب الفيل فالسورة لا تحكي اي تفاصيل عنها فمن اين جاءت تفاصيلها وقصة جد النبي الذي قال بان للبيت رب يحميه وان الفيل اسمه محمود الخ .. وقد ارسل الله الطير ليحمي الكعبة الوثنية بينما لم يرسل الطير ليحمي كعبته المسلمة عندمل هدمها الحجاج؟ اذهب لسيرة ابن اسحاق للتفاصيل…

    أما العرش فيتضح مما سبق أنه مركز معالجة معلومات عالم الملك و الأوامر الصادرة من الله سبحانه و تلعب الملائكة دورا كبيرا فى نقل المعلومات صعودا و هبوطا و تنفيذ أوامر الله.
    هذا كلام مبهم وغريب لا دليل له….
    اما السموات السبع …فالسماء هي كل ما يعلو فهو سماء
    اما قولك
    كشف العلم الحديث عن أن الكرة الارضية مكونة من سبع طبقات , أن أكبر عدد لمستويات الطاقة في الحالة العادية للذرة سبعة مستويات و من المفارقة أن الطواف حول الكعبة الشريفة سبع مرات و عكس إتجاه عقارب الساعة و هو الإتجاه الذى تنتهجه كل الألكترونات و كل الأجرام السماوية ?ذكر فى القرآن ايضا (و السموات مطويات بيمينه) و اليمين هو عكس عقارب الساعة!!!
    هذه محاولة فاشلة حيث تريد ان تربط القران بالعلم فهل فهم العرب انذاك هذا المعني ؟.. وطبعا للرجوع الي تفسير الطبري وابن كثير لا نجد اي معلومة مما تريد ان تقنعنا به..اما الذرة التي وردت في السورد فعرف العرب انها النملة….
    ان محاولة تفسير القران هكذا يدخل الدين في اشكاليه كبيرةومعقدة فالنظريات العلمية قابلة للتغير باستمرار … كما ان هذا القران نزل علي الرسول في امة جاهلية فهمته حسب ماهو منزل….
    ولك ان تذهب لكتب التفاسير ( كمثال ) عما فهموه من الايه : ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي…..جيث ياتي من يقنعنا انها نظرية الانفجار العظيم…..

  21. في الرد على ود الحاجة
    قال الاستاذ ود الحاجة ما يوحي بأنه لم يقتنع بعد بأن رؤية سيدنا ابراهيم للملكوت كانت بالمعراج لعدم وجود نص بذلك! فإذا قصد عدم وجود النص بكيفية تمكين ابراهيم من ربه رؤية الملكوت، قلنا ليست هذه بحجة فإن النص الأساسي خو (نُري) وعلى ذي اللب أن يفهم أن هذا التمكين لمثل هذه الرؤية من الله ليس كتمكين عامة البشر وكل حيوان ذي عينين من رؤية النجوم والكواكب، وإلا فأين المعجزة وأين الاصطفاء؟ إذَن فإن في الأمر معجزة وهذه المعجزة تبين في عدة احتمالات وشواهد وإشارات لغوية ومفاتيح عقلية ومنطقية مثل (فلما جُن عليه الليل) و استخدام مصطلح البزوغ بدلاً من الطلوع، والأفول بدلاً من الغروب والمبدل من هذه الألفاظ هي التي تستخدم للرائي أو الناظر أو المشاهد العادي وقد أوفى الأستاذ صلاح بيان الاشارة إلى ذلك ومعلوم أن النجوم قد تأفل ولما يزل الليل مظلماً بمعني تختفي عن ناظرينا بتحول مواقعها الظاهرية كما تختفي نهارا بحجبها عنا بنور الشمس. عليه فإن عروج سيدنا ابراهيم يظل إحدى احتمالات المعجزة بشأن رؤيته للملكوت مع غيرها من الاحتمالات الاعجازية الأخرى مثل كشفها له وهو جالس في صحوه أو راقداً في منامه.
    كذلك يقول ود الحاجة إن الحوار في الآيات أعلاه كان لاقناع قوم ابراهيم عليه السلام حيث يبدو أنهم كانوا يعبدون الكواكب فاتاهم من حيث يعرفون او يعتقدون، ونقول إن مثل هذا القول قد يصدق إذا قصد سورة الصافات ، أما في سورة الأنعام فقد كان الحوار فيها بين إبراهيم ونفسه وربه وكأنه قد سأل ربه أن يريه ملكوته ليوقن في ايمانه مثلما سأل ربه في موضع آخر أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه رغم إيمانه مسبقاً إذ ورد في الأنعام (وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ ) فضع خطين تحت (ليكون من الموقنين) ماذا تعني غير أنه مؤمن سلفا ولكنه يريد أن يستيقن أكثر أو كما أشار الاستاذ خواجة للانتقال من علم اليقين باتجاه حق اليقين. كما أن الحوار كان لإقناع قومه فما أقنعهم بشيء بعد رؤيته الملكوت لنفسه فقال لنفسه ولقومه في نفسه كذلك رغم توجيهه لخطابه النفسي هذا لقومه (فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ) والدليل على أن الخطاب نفسي وليس حوارا بينه وبين قومه أنه حدث نفسه بذلك أثناء مراقبته للنجوم والكواكب في الملكوت (فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ).
    وإذا انتهينا من نفي قول الاستاذ ود الحاجة إن الحوار كان بين ابراهيم وقومه في سورة الأنعام نكون قد رددنا تلقائياً على قوله بأن ابراهيم عليه السلام كان (مؤمنا تماما بالله و بالتالي لن يقول ( هذا ربي)، اذا قوله (هذا ربي) ورد هنا لاقناع قومه…) ونقول إن هذه مغالطة لم تستوعب سيناريو الحدث، فلم يصطحب الخليل قومه معه وهو (يتفرج) في الملكوت حتى يقول لهم هذا وهذا مستخدماً أسم الإشارة لشئ ليس مشاهداً وحاضراً بين أيدي القوم وناظريهم ، كما أنه كيف يشير للشمس ويقول لهم هذا ربي هذا أكبر وهو يريد إقناعهم وما الفرق بين قوله هذا (لهم ) وبين ما يؤمنون به من تأليه النجوم فعلاً ؟ هل يريدهم ترك نجومهم والاقتصار على الشمس وحدها؟ وحيث أن هذا قول لا يقول به عاقل، وجب أن نصرف توجيه الخطاب بين ابراهيم ونفسه وربه وحيث أراد الله يمنحه اليقين والاطمئنان لإيمانه بالله بأن يريه حقيقة ما يعبد القوم فأطلعه عليها ليتحقق إن كانت تصلح رباً كما يؤمن القوم فعرضها عليه واحدة واحدة ليتأكد ويؤمن إيماناً عملياً وليس غيبياً كإيمان العامة من الناس فتدرج به فقال لكوكب هذه هو ربي فلما أفل قال للقمر نفس الشيئ وانتهى بالشمس منتهياً برفضها جميعاً أن تكون رباً لأفولها واختفائها وغيابها لأن قيوم السماوات والأرض لايغيب عنها ولا يواريه أو يحجبه شيئ من خلقه. فما الضير بأن يقول ابراهيم لنفسه هذا ربي ثم يكتشف خطأ ذلك فينتقل لآخر وهكذ حتى يصل للرب الحق؟ وعليه فإن ابراهيم كان مؤمناً ولكنه طلب اليقين كما في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) صدق الله العظيم
    وأخيراً نأتي لقول ود الحاجة عن موقفي من عدم الأخذ بالمرويات (ولو نسبت للسنة) التي تأتي بحكم مزيد على أحكام القرءان المنصوص عليها والمتضمنة في التفسير الصحيح لنصوصه والتاويل المستند عليها لغة وحقيقة علمية ثابتة ومنطقاً سليماً تستسيغه وتقبله العقول المستنيرة بالعلم وليس الجاهلة التابعة أو المتعصبة مذهبياً على حساب ما عدا ذلك ، ذلك لأن المشرع هو الله وحده والرسول مبلغ عنه تعالى ومبين لتشريعه ولا يستقيم منطقاً أن يقول هذا هو كتاب الله في كلامه وتشريعه ثم يروى عن الرسول وينسب إليه شيئاً لم يكن في كتاب الله الذي بلغه وأتم بيانه وتفصيل أحكامه؟ وأحكام الضلاة وكيفياتها مما يدخل في بيان المجمل وتفصيله وليست حجة على قولي ونقبل بها ما ثبت ونترك ما سواه.

  22. السلام عليكم,

    انا استغرب منك يا اخانا زول , فأنت عندما ترد علي ترد من دون منهج محدد او منطق واضح , فأنا مثلا لا اتفق مع فيصل في رده للسنة لذا تكون ردودي عليه في هذا الصدد نابعة من منطق معين و ليس لمجرد الرد وا رد الاعتبار. و عندما ارد انا على الاخ الدنقلاوي و الاخ خالد عثمان ارد عليهم من منطلق أن لهما بعض الشكوك من عدم مسايرة الاسلام للعلم او للعصر الحالي و هذا عكس معتقدي .
    الاخ زول افصح لنا عن منهجك حتى نعرف طبيعة ردك.بخصوص ما اثرته انت في تعليقك , فسابين لك ان حججك داحضة اللهم الا اذا كنت تنهج منهجا انتقائيا غير علمي و يعتمد على الهوى و ما يحبه قلبك.
    1. قال زول : (( فإذا قصد عدم وجود النص بكيفية تمكين ابراهيم من ربه رؤية الملكوت، قلنا ليست هذه بحجة فإن النص الأساسي خو (نُري) وعلى ذي اللب أن يفهم أن )) نعم وجود نص على أن ابراهيم عليه السلام عرج به يجعل القول مجرد تصوورات او تخرصات أما كلمة نري فقد وردت في لقرءان الكريم حتى مع من لم يؤمن بالله قال تعالى : ” سنريهم اياتنا في الافاق و في أنفسهم حتر يتبين لهم أنه الحق” و قال عن قوم فرعون : ” و ما نريهم من ءاية الا هي أكبر من أختها” الزخرف. أين لبك يا هذا ؟ بل أين تدبرك لكتاب الله؟!!! أنا لا اخذ ما يقوله شحرور و غيره الا اذا كان حقا بينا و هم رجال و نحن رجال,
    فتأمل!!!
    ب.ثم يا (زول) من أين أتيت بأنه ” و كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات و الارض” معجزة ؟ للمعجزة تعريف معين و ما سواها يعتبر تكريما من الله لانبائه و اصفيائه
    ج. ثم ان قوله تعالى ” فلما جُن عليه الليل ” يبطل نظريتكما ( انت و فيصل) اذ لو انه كان في الفضاء فالجو هناك كله ليل , اذ ان الاصل في الفضاء هو الظلام و الاضاءة تكون لسبب , قال تعالى ” وءاية لهم الليل نسلخ منه النهار”
    د.كلمة نري لا تعني وحدها أن الامر معجزة , الا اذا ورد ما يدل على ذلك و ما جاء بعد هذه الاية ابتداءا من قوله ” فلما جن عليه الليل ” يمكن و انا هنا لا اجزم و لكن يمكن ان يكون تطبيقا لادراك ابراهيم عليه السلام لعظمة الكون , فاتخذ ابراهيم عليه السلام من عظمة الكون هذه سبيلا لدعوة قومه الى عبادة من خلق هذه الاجرام بدلا من عبادتها هي, فتأمل !!! و هذا التأويل يتفق مع سياق الايات

    2. قال زول ((ما في سورة الأنعام فقد كان الحوار فيها بين إبراهيم ونفسه وربه وكأنه قد سأل ربه أن يريه ملكوته ليوقن ))
    تعليق : لا ادري ماذا اقول لمن يقول ان ((كان الحوار فيها بين إبراهيم ونفسه وربه ))
    أولا : لا يمكن أي عاقل أن يقول إن الحوار كان بين ابراهيم عليه السلام و بين الله سبحانه و تعالى !!! فهذا قمة الازدراء ?نسأل الله العافية و السلامة-
    ثانيا : ورد في سياق هذه الايات أنه قال ” قال يا قوم إني بريء مما تشركون”
    3. قال زول ((ثلما سأل ربه في موضع آخر أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه رغم إيمانه مسبقاً إذ ورد في الأنعام (وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ ) فضع خطين تحت (ليكون من الموقنين) ))

    خلط زول خلطا عجيبا بين طلب ابراهيم عليه السلام من ربه ان يريه كيف يحيى الموتى كما في سورة البقرة , فهناك جاء الطلب من ابراهيم و تم بيان الغرض في نفس الاية اذا هنا يوجد نص!!!
    نقطة اخرى : كما قلت سابقا فإن زول او احدهم لا يستطيع ان يفسر كيف لمؤمن أن يقول لشيء غير الله , هذا ربي !!!! أفلا تعقلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! ولو كان هذا القول من ابراهيم عليه السلام , فلا احتمال له الا اذا كان قبل النبوة أي قبل ان يوحى اليه و بالتالي بطلت فرضية المعراج و بطل قول أخينا (زول ) من اساسه!!!!!!

    4. قال زول : (( فلم يصطحب الخليل قومه معه وهو (يتفرج) في الملكوت حتى يقول لهم هذا وهذا مستخدماً أسم الإشارة لشئ ليس مشاهداً وحاضراً بين أيدي القوم وناظريهم))
    هذا خلط يمكن ان يقال عنه أسوأ من ( حاطب ليل) , يا عزيزي مفهوم الايات هو ان ابراهيم عليه السلام بعد ان أدرك ملكوت السموات و الارض , استعمل هذه الحقيقة لمحاولة اقناع قوله و ليس كما تظن أنت من أنه أدرك ذلك او أري ذلك مع قومه و هذه النقطة لا تحتاج الى نقاش من فهمها فقد فهم و من لم يفهم ليس لنا الا ان ندعوا له بالفهم

    5. قال زول : (( هل يريدهم ترك نجومهم والاقتصار على الشمس وحدها؟ ))
    هنا يستخدم زول اسلوب ” فويل للمصلين” و لا يكمل السياق . كأنه لا يعلم ما جاء بعد هذا من قوله ” يا قوم اني بريء مما تشركون”
    حقيقة هذا الاسلوب في الرد واضح انه لحاجة في نفس ( زول) فليس هذا برد !

    6. كلام زول في الجزء الاخير المتعلق بالسنة لا اوافقه عليه ? وهو يبدو ردا منهجيا و ليس كرده اعلاه الذي فيه غرابة ?و سيتم التفصيل فيه لا حقا و لكن سبق ان ذكرت له أن تفاصيل احكام الصلاة و الزكاة لم ترد في القرءان و لا توجد فيها مشكلة لغوية و لا يستطيع العلم ان يفصل في كثير منها . فهل يردها؟؟؟؟ أرجو الاجابة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..