ابو احمد والاربعين حرامى…!!

قيل ان لصا دخل منزلا ليسرقه فرماه حظه العاثر فى بيت يسكنه عشرة عذاب فقراء وهم يغطون فى نوم عميق على اسرة مهترئة متراصة بامتداد الحوش، لم يجد اللص فى غرفتهم الوحيدة الا بعض من ملابس قديمة اكل منها الدهر ماشاء وتشربتها رائحة العرق ، خرج اللص من الغرفة يائسا متسللا غافلا مرة اخرى ليتسلق الجدار باحثا عن بيت اخر ، استيقظ العذاب العشرة جميعا وكمنوا لصاحبنا و لم يتركوا له الا الاسرة فارغة فادرك الحرامى بحاسة اللصوصية ان الامر جد لخطير ووراء هذا الصمت والاسرة الفارغة شر مستطير فعاد مسرعا الى الغرفة مغلقا بابها عليه مناديا الجيران باعلى صوته من النافذة (يا ناس الحى انا الحرامى …الحرامى)
فهذا صنف من الحرامية مضى واندثرهكذا كانت (الحرمنة) الكلاسيكية القـــديمة فى الزمن الجميل ، اما اليوم فهناك (حرمنة) من طراز اخر انمـــــاط خطيرة جدا على كافة المستويات لايقفزون من فوق الجدران ولايخاطرون يالدخـــــول بين الغرف ولا تستهويهم الملابس والاغراض البسيطة ، ولكن لهم مداخل من ابواب اخرى واساليب تتناسب مع البرستيش وفــــــق تخطيط مدروس وتكتيك محروس وهـكذا يسقط ضحاياهم غير مستوعبين مصيبتهم الكارثية الا بعد فوات الاوان….
ابواحمد ترغمه طبيعة عمله العودة متاخرا الى منزله ورغم ان سنــــوات العمر ارهقته مع المرض الا ان كفاحه مع لقــــمة العيش مايـــــزال مستمرا واصحاب الحرمنة واللصوصية لا تعرف الرحمة الى قلوبهم طريق ، وبدون مقدمات وجد المسكين نفسه فى شرك مدبر له مسبقا وهكذا استلبوا منه راتبه الشهرى الذى لن يغطى بغض من نفقات علاج ولده المقعد وزوجته المريضة ففى تخطيط قذر فى اقل من دقائق تم تجريد المسكين المغلوب على امره من كل ما يحمله من مال ولم يدرك ماذا حل به وكيف ومتى الا بعد ان وقع الفأس فى الراس.
ابو احمد والاربعين حرامى ليس هـــو اول من ينهب ولن يكون الاخير بالطبع ولكن قصة نهبه جعلتنى اعرج الى قصة الدولة التى يســـــــرق منها المليارات وينتهب على مرأى ومسمع من شعوبها كل الحقوق ثم يطل علينا الحكام اللصوص وكأنهم الانبياء الابرياء وقد سرقوا من شعوبهم أعمارهم وشتتوا شملهم وفرقوا أسرهم فكم من حرامى يتمترس خلف السلطة متمشدقا مستهترا بشعبه وكانه المختار…..
اليوم اصبحت الحرمنة للاسف محصنة بالسكوت محروسة بالسلطة متحدية الشعوب تمتلك زمام القيادة تعتلى سنام الامر، تدخل البيوت ليس من فوق الجدران انما تستحوذ على المجتمع فتفككه وتشتته وتنسفه وتمتد يدها مباشرة بكل جراءة الى انسانيته فيصبح الافراد هباء منثورا فى وجه رياح الغلاء والتضخم فتتصاغر الامال وتسحق روح التماسك من الارادة الجماعية ، وينهار الواقع الحياتى وينسلخ الناس من هويتهم واصالتهم فيصبح الحرامى هو القاضى والجلاد، وهكذا ينطبق على واقع الحال حاميها حراميها والى متى ومن امن العقوبة اساء الادب ( فالله المستغان)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..