الإنقاذ ليست مسؤولة عن كل أخطائنا وسلوكنا

من أخطائنا أننا نبدأ مشاريعنا كبيرة ثم يدركنا الملل والزهق والغرف وتظهر معوقات أخرى تجعلنا نتوقف في منتصف الطريق أو في أقل من ذلك …. والأمثلة كثيرة من حركات تغيير … وتجمعات شبابية … وأشخاص ناشطين …. وفنانيين .. ولاعبين كرة … وتجمعات شباب تجارية .. وغيرهم إختفوا عن الساحة … وكان لا بد أن نغير هذا السلوك السوداني الأصيل : وهو البداية المتوهجة والتي تنطفئ بسرعة كأننا أردنا الإنطفاء السريع فخلقنا كل مقدمات هذا النجاح الناقص أي كأننا قررنا التوقف عندما بدأنا أو كأننا قررنا ألا نجح عندما نجحنا لماذا ؟
لاننا يجب أن نبكي على مافات …. مع أنه لم بفت بعد فلا يزال هناك الكثير الذي يمكن إكماله ولكننا مدمنون للنظر الى الوراء وإلى الماضي الذي نتغنى به في أسى وحزن ولن ندمن المستقبل ففي الدنيا دول أدمنت المستقبل : أمريكا وروسيا سابقا أو الدول الشيوعية جميعا التي كانت مشغولة بالغد عن اليوم والأمس ولكن أفسد عليها هذا الطموح أنها لم تكن تريد المستقبل وإنما تريد أن ترى في المستقبل إنهيار الدول الرأسمالية ولم يتحقق هذا الإنهيار إلا لروسيا وكل الدول الشيوعية وأصبحت تهرول للرأسمالية بأساليب شيوعية
وأمامنا تجربة إسرائيل وما أحدثته في الصحاري والشواطئ والجبال فقد تقيم فندقا صغيرا متواضعا وقرية سياحية والفندق بالرغم من صغره يكون نظيفا وجميلا …. لكنها فكرة أو نواة لإقامة مئات الفنادق على الشواطئ والمنازل وعلى سفوح جبال فلسطين وتصبح مدن كالتي تعرف بالمستوطنات فيما بعد كما حدث في شاطئ البحر الأحمر في سيناء فقد أقامت إسرائيل قرية صغيرة وسط الصحراء إسمها ( ياميت ) قبل أن تهدمها إسرائيل بعد الإنسحاب وتعويض أصحابها فهذه القرية كانت نواة للمصرين بإقامة مدن سياحية ضخمة على نفس الصحراء ومنها شرم الشيخ والغردقة وغيرهما فلم يكن يعرف المصرين قبل ذلك عن كيفية الإستثمار في هذه الشواطئ وهذه الصحراء …
ولقد ضربت لنا إسرائيل المثل العملي الناجح في إستغلال الشواطئ والصحاري والجبال وكل المستوطنات تبدأ بببوت صغيرة ثم تكبر وتصبح قرى صغيرة ناجحة سكنيا وزراعيا وصناعيا كما يعرف في أوروبا بفواكه المستوطنات بمعنى هذه المستوطنات أصبحت تصدر الألبان والفواكه والخضروات حتى إلى أوروبا فكانت أراضي قاحلة جبلية صلبة ولكنها البداية البسيطة ثم تكبر الفكرة فما هذا الذي يحدث ؟
الذي حدث هو إقامة مؤسسات ومشاريع ناجحة وأنيقة ومدروسة سوف تكبر بعد الصبر والمثابرة وأن نمضي في ذلك ولأهداف أخرى ومعروفة الوظيفة وأن تبدأ صغيرة ليكون نجاحها كبيرا …
ما الذي ينقصنا ؟ وما الذي يجب دراسته لحالتنا حتى ينصلح حالنا ؟
# # # # # # # # # #
من أخطائنا أيضا نحن السودانيين نفرح كثيرا ونكاد نطير من الفرح عندما يكتب كاتبا صغيرا خاصة العرب منهم عن السودان والسودانيين وينتشر هذا العمود بين الأسافير كالنار في الهشيم ردحا من الزمان لماذا ؟ كما قال أحد الكتاب .. نعم .. هو “التعطش” .. تعطش الأنا السودانيه “للقبول” من الاخر الخليجي أو العربي .. رغبة النفس السودانيه “الملحه” في اكتساب احترام “ومحبة” وتقدير الاخر العربي حتى لو بالقوة … ونريد أن ننتزع هذا الحب إنتزاعا فهذه حالة نفسية تسود في الشخص الغير متصالح مع نفسه ونحن في دواخلنا غير مقتنعين تماما بأن المكون الأفريقي هو الغالب على المكون العربي … فلماذا لا نفرح أو لم نسمع بالكتاب الأثيوبيين والفنانيين التشاديين والأفارقة عموما الذين يحبون السودان ويمدحون السودانيين مدحا يزرف الدموع لسامعه …
صدقوني الأفارقة هم الصادقين وغير منافقين ولا يعرفون لغة المصالح أما الآخرون غير ذلك …
وأيضا هذا السلوك الغير متصالح مع النفس جعلنا شديدي الحساسيه لا نتقبل نقد الاخر العربي … قد نتقبل نقد الأفريقي أو لا نهتم به كثيرا ولكن التركيز كل التركيز لكل كلمة أو حرف ينطق بها العربي وللأسف كل العرب يعرفون هذه العقدة … لذلك تجد بعض الصحفيين والكتاب العرب عندما يريدون زواراً على مواقعهم يقومون بتوجيه إنتقاد صغير للشخصية السودانية فتقوم الدنيا ولم تقعد ويبدأ التبرع من السودانيين باظهار الاختلافات العرقيه في السودان وبأي طريقة نريد أن نثبت بأننا عرب ومنهم من يتحمس حيث يوضح بحماس -مشكورا- ان السودان ملئ بالقبائل العربيه والافريقيه … احيانا نسرد “شجرة نسب” وأن قبيلتنا التي ستصل بلا شك الى قريش … وأن لهجتنا السودانية هي اللغة العربية الفصحى لا مانع من الدفاع عن الهوية ولكن لا تصل مرحلة العقدة النفسية والمبالغة في الدفاع … وأنا لا أبرئ نفسي لأن هذا سلوك أصيل متوارث ليس للإنقاذ دخل فيه ..
ولكن السؤال لماذا هذا الإجتهاد وهذا التعب … لماذا لا نثبت أننا أفارقة في الدرجة الأولى ونثبت شجرة النسب النوبيه الأفريقية بدلا من إضاعة الوقت لإثبات لمن لا يقتنع بإثباتك لو جلست سنيين عددا في إقناعه لم يقتنع بك حتى لو بالمجاملة… ألم تسمعوا بالحكمة التي تقول إزداد بعداً تزداد حباً ؟ ….
فالهوية مشكلة عندنا فأقبلوا بسودانيتكم أتركوا العرب وأتركوا الأفارقة جانباً وركزوا على سودانيتكم ستصبحون دولة قوية لأننا نمتلك كل الموارد الطبيعية والبشرية … والدولة الحديثة لا تبنى بالعلاقات والعادات الإجتماعية والعنصرية … فلم نسمع بدولة قامت من الصفر لأن مواطنيها كرماء … ولم نسمع بدولة نهضت من الحضيض لأن مواطنيها كثيري المجاملة في الأطراح والأفراح … ولم نسمع بدولة أصبح إقتصادها من العشرين الكبار لأن رجالها شجعان …
فمتى تصحوا من هذا الوهم وهذا الخيال ؟؟؟
[email][email protected][/email]
عقلك ملء بالأفكار أخي ياسر، ولكنك افتقدت التركيز فجاء مقالك أقرب إلى “اليخنة”. وملاحظاتنا على مقالك هي كالآتي:
*لم يكن هناك داع لحشر اسم الانقاذ في عنوان المقال
*تحدث المقال عن الطبيعة العجولة للإنسان السوداني واستعجاله للنتائج بداية
* بدون مقدمات منطقية انتهى المقال بمشكلة الهوية
نرجو أن تفرد مقالاً منفرداً لكل من موضوعاتك، فهي مواضيع حيوية وشيقة وسوف تضيف لرصيدك المهني.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
عقلك ملء بالأفكار أخي ياسر، ولكنك افتقدت التركيز فجاء مقالك أقرب إلى “اليخنة”. وملاحظاتنا على مقالك هي كالآتي:
*لم يكن هناك داع لحشر اسم الانقاذ في عنوان المقال
*تحدث المقال عن الطبيعة العجولة للإنسان السوداني واستعجاله للنتائج بداية
* بدون مقدمات منطقية انتهى المقال بمشكلة الهوية
نرجو أن تفرد مقالاً منفرداً لكل من موضوعاتك، فهي مواضيع حيوية وشيقة وسوف تضيف لرصيدك المهني.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.