أحميدي الذي لم تسمع به صحافة اليوم (2)

ظللت لسنوات طوال، أسعى صادقا للقاء صديقي الصحفي العملاق أحمد حسن محمد صالح (احميدي)، الذي لم أره منذ ترك صحيفة إمارات نيوز الإنجليزية، التي كنا نعمل بها سويا في أبو ظبي (حصلت على وظيفتي فيها بعد استقالة الطيب مصطفى مؤسس منبر السلام العادل منها منتقلا إلى شركة الاتصالات الإماراتية إميرتل سابقا و»اتصالات» اليوم)، ثم فجعت وفوجئت بنعيه قبل اقل من شهرين، عبر مقال للأستاذ محمد رشوان، وكلاهما ينتمي الى عصر الصحافة النظيفة، الخالية من الهتر والردح والمعارك الدونكيخوتية (بطل الرواية المعروفة للأديب الإسباني ميغيل دي سيربانتيث- وليس سيرفانتس ? والذي صار رمزا للمعارك في غير معترك، يُنطق اسمه بالإسبانية دون كيخوتي، وليس دون كيشوت كما هو سائد في الكتابات العربية).
صار أحميدي صحفيا في زمن صعب، كان فيه الصحفي مطالبا بأن يكون صاحب سبع صنايع ومهام، يتولى جمع الأخبار بالعمل الميداني، ويحاور الناس، ويجمع المعلومات من هنا وهناك، ثم يعود الى مكاتب الجريدة، ليكتب بخط اليد خلاصة جهده اليومي، ثم يتم تكليفه بكتابة مواد إضافية مثل التقارير التي تستند إلى العناصر التي قام بجمعها من مختلف المصادر، ثم المشاركة في «رسم» عدد من الصفحات
في ذات مرة، في عهد نميري حدثت أزمة في زيوت الطعام، فعقد وزير التجارة اللواء مبارك عثمان رحمة، مؤتمرا صحفيا قال فيه إن الصحف تهرف بما لا تعرف، وأن ذلك الصنف من الزيوت موجود في كل المتاجر، وبسعر خمسة جنيهات للعبوة المتوسطة، فما كان من أحميدي إلا أن توجه نحو الوزير، ومد له ورقة فئة الجنيهات الخمسة، وقال له: ممكن تكلم جماعتك يجيبوا لي جركانة زيت بالمبلغ دا؟ فاستلم منه الوزير الورقة النقدية وأعطاها لأحد مرافقيه، ثم قال لأحميدي: بكل سرور الزيت يكون عندك هنا خلال دقائق (أنظر كيف أن وزيرا بخلفية عسكرية، في عهد ديكتاتوري، لم يعتبر ما أقدم عليه أحميدي تطاولا على مقامه السامي ويأمر باعتقاله). ولكن أحميدي اللايوق- كما ينبغي أن يكون الصحفي الذكي الذي يبحث عن المعلومة الصحيحة ? قال للوزير: دقيقة. ممكن جماعتك مجهزين جريكان واحد. ثم التفت الى زملائه الصحفيين، وطلب ممن يرغب منهم في الحصول على زيت طعام، أن يسلمه خمسة جنيهات، وظل يتجول داخل الصالة وهو يجمع النقود ويسجل الأسماء، والزملاء ومعهم الوزير يضحكون، ثم قام بتسليم المبالغ التي جمعها للوزير وهو يقول: لو الزيت متوفر فعلا، خلي جماعتك يجيبوا 12 جريكان ونحن قاعدين هنا.
لم تكن تلك وقاحة ولا جلافة من أحميدي. حاشاه فقد كان عف اللسان ومرحا وضاحكا على الدوام، وشديد التهذيب في تعامله مع الكبار والصغار، ولكنه كان عفويا وشجاعا في إبداء الرأي،ورباطابيا في التعقيب الشفهي على ما يُقال أو يُقرأ.
حكى لي زملاؤه، أنه كان ضمن من غطوا المحاكمات التي عقدت في سلاح الدبابات في الشجرة، لمن شاركوا في انقلاب هاشم العطا في يوليو 1971، وكان صوت الرصاص يلعلع في أرجاء المكان، عندما يساق المشاركون في الانقلاب الى الدروة، ليتم ارداءهم رميا بالرصاص، فور خروجهم من قاعات المحاكم، وذات يوم كان أحميدي خارجا من سلاح الدبابات حاملا رزمة من الأوراق فيها بعض تفاصيل تلك المحاكمات، وفي البوابة طلب منه رائد تسليمه تلك الأوراق، فقال له أحميدي: اقراها بكرة في الجريدة وواصل السير، وجناب الضابط عاجز عن التصرف مع صحفي «عجيب» لا يحسب حساب أنه في منطقة «موت أحمر».

االصحافة

تعليق واحد

  1. يا شيخنا رحم الله احميدي وهذه الكلمه يقال ليست عربية وتعني معربه احمد المبارك وانت رطاني عربيقي عليك التاييد او النفي لان جدي من ابي رحمه كان احمد ويقال له احميدي فسالت حبوباتنا فقالوا تعني احمد المبارك وصار لقبا لي في المدرسة المتوسطه وطفي عليه سيف الدين وكلاهما ليس اسما لي وكان احميدي نكته في دراستنا المتوسطه لان زميلي وابن عميالاستاذ حاليا عبد الكريم احميدي بمدارس القبس وكان اقصر فكان يقول الاستاذ احميدي الطويل واحميدي القصير ولم وجهي به شلل الان وفي نفس الفصل الاستاذ سيف الدين درار فكان ايضا ينادوننا له بالقصير وانا الطويل فكان ذكيا مهملا فكان يدعو (الله لا كسبك ملخبتنا وتورطنا والواحد ما مستعد الله يقلعك قلاعا قوي ) لكن دعاءه خاب لان الشقي عمرو بطي كما يقولون وهذه من مفارقات الاسماء في حياتي مما يصلح قصة قصيرة لطرافتها

  2. يا شيخنا رحم الله احميدي وهذه الكلمه يقال ليست عربية وتعني معربه احمد المبارك وانت رطاني عربيقي عليك التاييد او النفي لان جدي من ابي رحمه كان احمد ويقال له احميدي فسالت حبوباتنا فقالوا تعني احمد المبارك وصار لقبا لي في المدرسة المتوسطه وطفي عليه سيف الدين وكلاهما ليس اسما لي وكان احميدي نكته في دراستنا المتوسطه لان زميلي وابن عميالاستاذ حاليا عبد الكريم احميدي بمدارس القبس وكان اقصر فكان يقول الاستاذ احميدي الطويل واحميدي القصير ولم وجهي به شلل الان وفي نفس الفصل الاستاذ سيف الدين درار فكان ايضا ينادوننا له بالقصير وانا الطويل فكان ذكيا مهملا فكان يدعو (الله لا كسبك ملخبتنا وتورطنا والواحد ما مستعد الله يقلعك قلاعا قوي ) لكن دعاءه خاب لان الشقي عمرو بطي كما يقولون وهذه من مفارقات الاسماء في حياتي مما يصلح قصة قصيرة لطرافتها

  3. التحية للأخ محمد مختار أحمدي والأستاذ عبد الكريم احميدي. يا احميدي تضحك ليه قلبك ميت sit down .

  4. شكرا اخي الدفعه ود الغرب فرقتنا الايام وشاطر بالمرة اخونا سيف الدين مصطفيدرار في وفاة زوجته وارجو ان تراسلني علي الخاص فلا انسي تعليقاتك علي قصصي القصيرة وان غبت فترة لعل المانع خير ونحن طبعا نصف رطانه

  5. التحية للأخ محمد مختار أحمدي والأستاذ عبد الكريم احميدي. يا احميدي تضحك ليه قلبك ميت sit down .

  6. شكرا اخي الدفعه ود الغرب فرقتنا الايام وشاطر بالمرة اخونا سيف الدين مصطفيدرار في وفاة زوجته وارجو ان تراسلني علي الخاص فلا انسي تعليقاتك علي قصصي القصيرة وان غبت فترة لعل المانع خير ونحن طبعا نصف رطانه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..