العيش واخوانه

قرأت البارحة ان وزير المالية السوداني قد اعطى عبد الله شقيق البشير الحق في احتكار تصدير الذرة السودانية . انا لست هنا لكي اناقش هذا الظلم البائن . فالانقاذ منذ البداية كانت مجموعة من اللصوص والقتلة ، تحت عباءة الدين . وسبب بقائهم هو توسيع حلقة اللصوص وادخال لصوص جدد خاصة اهل النفوذ الديني والطائفيى لأن هؤلاء يأتون بالمساكين والمخدرين والمغيبين . والغريبة منهم المتعلمون وحملة الدكتوراة .
العيش او الذرة التي تصدر لاوربا لا تستعمل في الأكل ، ولكن كعلف . وهولندة من الدول التي تبتاع الذرة . شركة داف التي تصنع السيارات خاصة الشاحنات تمكنت في زمن نميري من بيع واهداء الشاحنات الداف
لحكومة السودان . فالدول المتطورة التزمت بتعهد امام الامم المتحدة بإعطاء الدول الفقيرة واحد في المئة من دخلها القومي . وتتنافس الشركات في اقناع حكوماتها بالتصدق بمنتجاتها ، لكي تضمن اسواقا جديدة . ولقد نجحت الداف كثيرا في السودان كنت امتلك ثلاثة منها في الثمانينات في السودان . و علي عكس الشاحنات الاخرى كانت قطع الغيار متوفرة لأن الدولة تستوردها . وهذا يجعلها متوفرة في السوق ، لانها تتسرب من المخازن للسوق كعادة السودان في زمن نميري ثم الصادق . وكانت الذره او العيش تستخدم في بعض الاحيان كمقايضة . ولقد بيع القطن في فترة من الفترات بأقل من سعره الحقيقي واستعمل في مقايضات اضرت بسوق القطن السوداني فلقد استورد السودان السلاح الروسي ودفع بالقطن وباع الاتحاد السوفيتي القطن السوداني بسعر متدني عالميا . وكان هذا في بداية مايو واضر هذا بسعر القطن السوداني . وهذه من غلطات الشيوعيين . ولقد اشترك شريف التهامي في الاضرار بسعر القطن في صفقات الطاقة والغاز تورباين . ولم يستطع الصادق ان يجنب صهره شرف التهامي السجن في الديمقراطية الاخيرة . قام مبارك الفاضل ببيع القطن لتاجر هندي في بريطانيا .ثمنه 100 مليون دولار ووضع 40 مليونا في جيبه ودخل الخزينة 60 مليونا فقط . وجزء من الصفقة طيارة خردة كانت بداية شركة ترحيل يمتلكها مبارك . وحذرت السلطات الكينية من حالة الطائرة المتردية . واودت الطائرة بحياة 6 منهم الطيارون . والبشير لسة بيكوس على دليل للفساد وهو رأس الفساد.
والصادق زعلان من مبارك علشان بيلحس ايدينو خلال الاكل ؟ ما بي سبب الفلوس الضربا مبارك وحرم الصادق. من صفقة المولاس والبترول من شركة فال في الشارقة . واطارات عبد ربه والرخص التجارية من مواسير وسيخ ويمكن كمان فسيخ . والصادق مسكين بقى يشحد البشير . وبت شريف التهامي ضربت ملايين الكيزان بعد وفاة زوجها ابن الكوز رئيس مسخرة البرلمان الحالي .
وانتو زمان فاكرين الكيزان وناس الامة لاصقين في بعض في كل عقد ولا فراش ، بي سبب زكر الله ؟ ما بي سبب القريشات . وكل واحد عاوز يملا طرفه ، وفي الاول حزتو .
الدكتور ابو حريرة كان من انضف السودانين . ولكن اذكر ان شقيقي الشنقيطي الذي كان موظفا في المالية كان يقول لي عندما ابديت فرحي بسياسة ابو حريرة طيب الله ثراه … التجار ما في زول بيقدر عليهم لانه بيشتروا الموظفين . وابو حريرة ما حيقدر على الموظفين .
عندما ضايق اصحاب الماشية ابو حريرة ومسكوا البهايم قام بإاستيراد الضأن من استراليا . وكان رخيصا وهشا . ومنع الاستيراد بدون التصدير . وهذا قرار جيد . ولكن ابو حريرة لم يكن يعرف قذارة ولؤم رأس المال . في فترة نميري وبنك فيصل وجد الكيزان فرصة للسيطرة على الاقتصاد السوداني . وعرف بنك فيصل ببنك العيش . وكانت ممارسات بنك فيصل تتعارض مع قوانين التجارة والدين الاسلامي لانهم كانوا يشترون من المزارعين قبل ان يكتمل الانتاج . ويخزنون العيش . والتخزين حرام في الاسلام ويحب ان يكون هنالك بيع متواصل .
قرار ابو حريرة بأن لا يسمح بالاستيراد الا بعد التصدير اتى بسبب الكيزان بردود فعل سيئة . فلقد اختفت بعض السلع المهمة مثل الادوية وقطع الغيار والكماليات التي تأتي بربح عالي . وعن طريق الدكتور بابكر احمد العبيد الذي كان علي رأس منظمة ,,سيف ذي تشلدرن ,,السويدي تعرفت بالاخ الفاتح كمير. ودكتور بابكر كان يبتاع العيش والكبكبي مع اللبن المجفف لاطعام الاطفال واللاجئين خاصة من اثيوبيا . وبعد اول صفقة اعطاه تاجر العيش ظرفا وبالاستفسار قال التاجر انه ما هو متفق علية مع من كان في الوظيفة قبله . فقال بابكر انت شفت الناس ديل حالهم كيف ؟ ديل بيصلوا عضام والشوك مقطع لحمهم . بالقروش دي اديني عيش زيادة علشان أأكلهم.
بعد نهاية الجفاف كان هنالك فائض من العيش . واتفقت مع الاخ الفاتح كمير على التصدير . وكان السعر 100 دولار . وكان عندي اتفاق مع ثلاثة شركات اوربيبة . وفجأة ابلغني الجميع ان العيش السوداني يباع ب 75 دولارا . ولم يصدق الفاتح وظن انني مخطئ . ولكن وضح ان بعض الكيزان يصدر العيش بسعر 75 دولار ويخسر 25 دولارا . ويكسب 300 % في استيراد بعض السلع المعدومة او الكمالية . وكان التصدير يحدث للسعودية او عن طريق السعودية . وتذكرت كلام الشنقيطي عن الموظفين والتجار .
لقد كانت الحكومات اكثر لؤماو علي الشعب السوداني من الجفاف والفيضانات والجراد . والدليل ما يحدث الآن . فالكيزان قد تحالفوا مع الصادق وسيطروا على جعفر نميبري ثم وضعوا بردعة علي الصادق وحرموا الشعب السوداني من ,, العيش ,, .
في البحرين يسمون الارز العيش . ويقولون انهم يعيشون عليه . ويأكلونه يوميا . والعراقيون يتكلمون دائما عن ,,التمن ,, او الارز . وهم يستوردونه مثل السعودية والكثير من الدول كل انواع الأرز من آسيا . ولنا ان نتصور كم تحتاج الصين من الأرز لاطعام بليون واربعمئة مليون من البشر . نهر آمور يفصل بين روسيا والصين . وهذه منطقة باردة لا يتوقع الانسان ان تكون منطقة لزراعة الأرز . ولكنها تطعم ربع سكان الصين . وهذا قد يعني 350 مليونا من البشر . ونهر آمور لا يساوي اي شئ مقارتة بالنيل . لقد اعطانا الله ارض خصبة منبسطة وانهار عديدة . كل ما نحتاجه هو سدود بدراسة متكاملة وري انسابي لا يكلف الكثير والكهرباء تأتي رخيصة من السدود .
في شمال الصين علي نهر آمور يضطرون لاستعمال مدافع عملاقة بقذائف خاصة لتفريق السحب خوفا من تساقط البرد الذي يأتي في شكل حصى تقضي علي المحصول .و نحن في السودان لا نواجه هذه المشاكل . ولكن عندنا مصيبة الحكام الجشعين. ولهذا بعد 61 سنة لايزال 65 من السودانيين يعيشون بدون كهرباء و55 % لا يعرفون الماء النظيف . والبعض لا يجد حتى الماء . والبشير يرقص .
ان المناطق الشاسعة والانهار والامطار تسمح للسودان ان يكون اكبر مصدر للغلال والزيوت وهنالك 60 نوعا من العيوش ينتج السودان كل هذه الانواع . كما يزرع ال ,, تف ,, وهي الحبوب التي تصنع منها جيرة او الانجيرة وهي الكسرة الاثيوبية . ويزرعها الفلاحون الاثيوبيون في الفشقة اليوم .
والارز قد نجح في اعالي النيل وكانت هنالك تجارب ناجحة في جونقلي على بعد كيلومترات من ملكال . وكان الصيادون يذهبون لصيد البط والوزين الذي تكاثر بسبب الارز . والارز يمكن ان يصدر والكثير من الدول الافريقية تأكل الارز .
اكل الجذور مثل البافرة او الكسافة كما معروف عالميا يعتبر مرحلة اولية في تطور الغذاء . والذرة الشامية لم تكن موجودة في العالم القديم واتت مع الفول السوداني والطماطم والبطاطس الديوك الرومية الخ من امريكا . والذرة الشامية يسهل زراعتها . وفي الجنوب وشرق افريقيا تعتبر الغذاء اليومي وتعرف ب ,, اقالي,, ومع السمسم والفول السوداني نكون قد تحصلنا علي البروتين النباتي ., وهذه اشياء يمكن ان ينتجها السودان بسهولة ويقوم بتصديرها . واكل القمح والشعير والشوفان التي تحتاج لرعاية يعتبر تطورأ لاكل البشر . واتت انواح البطاطس . وصار البطاطس من اهم الاغذية خاصة في اوربا . ولقد هاجر الكثير من اللارلنديين الي امريكا عندما تعرض محصول البطاطس للأفات . وحدث نفس الشئ في مقاطعة بليكنقا في جنوب السويد ورحل الكثير من اهل المقاطعة لامريكا . ومن العادة يرحل الانسان لمنطقة يماثل مناخها مناخ الوطن . وتركز المهاجرون السويديون في مينسوتا الباردة في امريكا وهنالك مدينة اسمها اسطوكهولم في مينسوتا .
الكثر من النازحين في ايام مجاعات الثمانينات لم يعودا لمناطقهم . وصارت المويلح والحاج ابو زيد وطنا للكثيرين منهم . وبعد ان كانت تلك المناطق خارج امدرمان صارت داخل امدرمان . وهذه مشكلة افريقيا لان امريكا وآسيا … الهجرة الي المدينة . ولهذا يعتبر الامن الغذائي اهم شئ بعد السلامة . فلقد يهرب البشر من القصور عندما لا تتوفر السلامة . ولقد هرب بنو الاحمر من قصر الحمراء في اسبانيا . وعلي الحكومات توفير السلامة والامن الغذائي للمواطن .
لقد قرأت انه سيصدر 6 مليون طن من الذرة . وهذه ترهة . فهذا المقدار من الذرة لا يتوفر للسودان لكي يصدره. والصوامع والتخزين مهم مع الوفرة ووجود احتياطي مهم لكل الدول . ولكن عملية التخزين تجعل الغلال تفقد البعض من قيمتها الغذائية . والمطمورة وهي الطريقة التقليدية في حفظ العيش في السودان تجعلة يفقد ما قد يصل الي نصف قيمته الغذائية . وقديما قرأت ان الاتحاد السوفيتي يحتاج ل117 مليونا من القمح . ولكن في بعض الاحيان يفشل الانتاج ويحتاج الاتحاد السوفيتي للإستيراد . وكانت امريكا وحلفاءها يرفضون البيع لروسيبا . ويقولون. كل مزارع يتوقف من انتاج القمح يتحول لجندي يوجه سلاحة نحو امريكا وحلفاءها . ومن السياسات الرعناء كانت محاولة جعل الخبز مجانيا او شبه مجاني . واخذ المواطن اكثر من حاجته وبعضهم اطعن الخنازير الخبز . وتلك اول محاولة في طريق الشيوعية . وشعار الاشتراكية هو لكل حسب مقدرته ولكل حسب عمله . وفي الشيوعية …من كل حسب مقدرته ولكل حسب حاجته .
خروتشوف رئيس روسيا بعد استالين كان مسكونا بزراعة القمح ، والذرة الشامية خاصة لانها يمكن ان تستعمل كطعام وعلف للحيوانات . وكان الروس يحاولون زراعة الذرة الشامية . ثم ينقلون الحبوب كيلومترات نحو الشمال حتي تتأقلم الذرة الشامية مع البرد . ولقد كان الروس يسألون لماذا يريد خروتشوف الذهاب الى القمر . وكان الرد … ليزرع الذرة الشامية .
احد المسئولين في وزارة الزراعة قال لي في الثمانينات انهم للقضاء علي الحشرات والطيور لحماية المحاصيل يستعملون الرش بكثافة . وعندما قلت له ان هذا يؤثر علي البيئة والطيور الصديقة قال انه لا يهم وحتي الطيور الجارحة وآكلة الرمم تموت . لكل هذه الطيور دور في الطبيعة . والرش يحصل قبل المغيب عندما تأتي الطيور لاعشاشها . وزكرت له ان الصين فقدن بين 30 او 40 مليونا من البشر بسبب المجاعة التي سببتها السياسة الخاطئة . فلقد خرجت الصين وهي تقرع الطبول والاواني المعدنية والابواق لكي لا تهبط العصافير . وماتت العصافير من التعب .وظهر المسئولون في الافلام وهم على رأس المواطنين لجمع الاطنان من العصافير النافقة . وهي الزرزور الذي يغير علي المحاصيل في السودان . ولكنه يقضي علي الكثير من الحشرات . وفي الصين ماتت العصافير وقضت الحشرات علي المحاصيل ومات الملايين من البشر. ولم يعرف العالم الا بعد انتهاء… الثورة الثقافية .
هنالك سبعة محاصيل في اوربا .اولها القمح والشعير والشوفان والذرة الشامية . وهنالك الحبوب الزيتية وما يعرف ب … رابس وهو السمن النباتي والذي يجد طريقه حتي لموائد السودانيين . وهذا نبات يزورع كل سنة وله زهرة صفراء جميلة ويرى الانسان بحارا ممتدة من اللون الاصفر .و هنالك انواع مختلفة من البطاطس . وهنالك البنجر الذي يصنع منه السكر . ولونه ابيض وحجم الحبة حوالي كيلوجرام واحد . هذه اهم مقومات الزراعة الاوربية . وعندما سمع البشير بأنهم سيزرعون بنجر السكر خطب في اهل الشمالية قائلا … بتعرفوا البامبي ؟ حنزرعوا ونعمل منو سكر . ومن القمح تصنع الخمور , خاصة الفودكا . ويصنع الويسكي من البطاطس . وفي جنوب السودان ويوغندة يصنع العرقي من الموز . والاعناب في جنوب اوربا تتحول لنبيذ وكونياك وشمبانيا الخ . والكونيا بتواجد في المستشفيات لرفع مقدرة الجسم . وفي السودان يوجد في المستشفيات لعلاج لدغة العقرب والثعبان . في السودان يذهب الكثير من العيس لصنع الخمور خاصة المريسة التي تعتبر الغذاء الرئيسي في بعض مناطق السودان … شماله وجنوبه . ومن العيش يصنع العرقي الذي ازدهرت صناعته بعد ان منع الاستيراد .
التمركان من اهم منتجات الشمالية . وبعد الحصاد تتم الزيجات وتبتاع الثياب والاثاث . وتسدد الديون . وكان يصنع منه العرقي خاصة المشرقي والبركاوي والقنديلة كان يصدر لكل انحاء السودان ويعتبر هدية رائعة .. وشرق السودان يستهلك كميات مهولة من العجوة لشرب القهوة ومع لحمة السلات المشوية علي الحصى الكبار . واقد اشتكي اهل الشمالية من ادخال الشتول من السعودية والامارات في الثمانينات بكميات صغيرة صحبة راكب لانها تحمل آفات ليس هنالك ما يقضي عليها من المخلوقات . واخيرا استوردوا عشرين الف من الشتول من الامارات ممنوع استيرادها بسبب الآفات . واستراليا تغرم الراكب الذي يحضر وفي جيبه او حقيبته موزة او تفاحة 220 دولارا , للمحافظة علي البيئة . لكن نحن السودانية ملطشة .
نحن في السودان يمكن ان ننتج انواعا متعددة من الخضروات والثمار والمحاصيل اكثر تنوعا من اوربا . فاليوم تأتي الزهور الي اوربا من افريقيا خاصة كينيا . ويستخدمون الطائرات .ولقد تضاعف انتاج كينيا ومالي وزامبيا الزراعي عدة مرات ونحن نستورد الطعام . بعض الكيزان لا يفضلون الانتاج السوداني لانهم يكسبون الكثير من استيراد الدقيق . وعملية الطحم سهلة وغير مكلفة . فلماذا لا تتم في السودان ؟ وفي السنين الماضية تدنى سعر القمح عالميا وارتفع في السودان . ولكن مع الكيزان لا يوجد منطق .
نعم العيش هو قوت اهل السودان الاول . ولكن للدخن مكانة خاصة . ومنه يصنع القدو قدو وهي كرات تفصل من بعض ببعض الدقيق لكي لا تلتصق عند الحفظ . ولكنه يستخدم اكثر كنوع من المديدة . وصار حتى اهل الوسط يأكلون الدخن . من الصعب تغيير عادة الاكل . احدي السيدات من الشمالية اتت للوسط ولم تتعود علي الكسرة وهي متعودة علي القراصة . فقالت قصيدة اذكر منها
اكلوني شيطي وشيطي وفي البيت سوولي بيتي . وكانت تصف الكسرة بالشيطي . وتتحدث عن الناموسية التي كانت تقي من الباعوضة .
بعض اولاد الاشلاق عندما يحضرون للطاحونة الكهربائية الصغيرة في سوق حي الملازمين بالقمح لطحنه ، يحضرون قليلا من القمح في صرة لكي يقوم الطحان بنظافة الحجر من العيش . واظن الصرة لتحديد القدر لنظافة الحجر .
من ارخص انواع العيش كانت الفيتريتة ولونها احمر وطعمها لذيذ . كان من يحضر الفيتريتة يجد بعض التفرقة في الطاحونة . ولقد قلت ان الانقاذ جعلت السودان مثل صاحب الفيتريتة بين الامم ، في الآخر . فصاحب الفيتريتة يطلبون منه الانتظار في الآخر . فمن العادة ان تصنع الكسرة من المايو او المقد والمقد حبته كبيرة وفي بعض الاحيان يخلطونه مع القمح لعمل الرغيف . ولكن بعد ان انتشر عمل العرقي ارتفع سعر الفيتريتة . لانها تتخمر بسرعة لعمل ,, المونة ,, التي تخمر وتطبخ في القدر الذي هو البرميل وتقطر بواسطة البوصة وهي ماسورة تلف بالخرق وتبل بالماء لتقطير العرقي . العيش متعدد النشاطات .
في امدرمان كانت زريبة العيش في شارع سوق العناقريب جنوب الجزر من اساطين سوق العيش العم شاخور رئيس نادي المريخ . وكان تجار العيش من الاثرياء عادة . وتميزهم الفتاشة وهي اداة من الصفيح يصنعها السمكري في شكل ماسورة حوالي الخمسة عشر سنتمتر برأس ضيق لادخالها في جوالات العيش للكشف علي نوعية العيش . وكثيرا ما تثقب الفتاشة جيب التاجر . والبعض يلفها بالمنديل للمحافظة على الجيب . وتجار العيش يحملون عادة فلوسا كثيرة في كيس من المشمع مكتوب علية الحرفان أس جي بالانجليزية اشارة لحكومة السودان . ويتحصلون عليها من الصرافين لحمل الريالات الثقيلة .
بينما نحن في اثناء تناول الشاي بعد طعام الغداء في منزل خالي اسماعيل خليل في ملكال يوم الجمعة ، ومن العادة ان يتجمع الكثيرون في المنزل بطعامهم . اتي زكريا شيخ العتالة مصحوبا بصديقي بيور وهو العتالي الوحيد في ملكال من الدينكا . واغلب العتالة في كل السودان كانوا من اهلنا الفلاتة . الذين تحملوا العبئ الاكبر في الجهد والعمل . طوبي للفلاتة .
الريارة كانت بحثا عن تاجر العيش الذي كان من الحضور . وكان العتالة قد اتفقو معه على قرش لكل جوال عيش . ولكن وضح ان العيش في مركب ضخم . ولم يكن في الباخرة بالسقالات والمزلقان كالعادة . والسعر قرش ونصف . واخرج التاجر مبلغا خرافيا وقتها يماثل الالف جنيه وكان العامل يعمل باقل من ثلاثة جنيهات في الشهر وقتها . واعطى زكريا الفرق . وعلق التاجر بأنه من الخطأ الاختلاف مع العتالة لانهم قد يضربون عن العمل مع التاجر الذي لا يعطيهم حقهم وقد يرصون جوالات العيش بطريقة ا قد تنهار بعد انصرافهم . وزكر انه قد عمل لسنين من خواجة . وقد كافأه في نهاية عملة برأ سمال بدأ به حياته .
قديما كانت اعالي النيل من اكثر الاماكن امنا . لان النوير والدينكا والشلك والانجواك والمورلي الخ لا يعرفون السرقة . ويترك الناس منازلهم في نهاية مارس وابريل في فترة الجفاف ولا يفقدون اي شئ .
في الخمسينات وانا في الثالثة عشر من عمري كنت ارافق الرجل الجنتلمان محمد يس طيب الله ثراه علي ظهر القندران لاكوبو البيبور فشلا الخ . وبين ديرور وايرو شرق واط عاصمة اقليم النوير لاو توقف القندران في الليل بسبب جوال عيش علي الطريق . وفي الصباح توقفنا عند دكان احد الجلابة وسلمناهم الجوال الذي سقط من اللوري . والغريبة ان اي من النوير بالرغم من انعدام العيش في فترة ابريل لم يمد يده الى جوال العيش . وفي ايرور اكلت كسرة بي موية عند التاجر ود الزين الذي كان يقول لي مفتخرا انه قد علم النوير صنع الكسرة . ونحن قد تعلمنا بعض الاطباق من المصريين والاتيوبيين واليونانيين الخ . وكانت عملية الكسرة في اعالي التيل تحدث بالطريقة القديمة ، الفندك والمرحاكة ثم الدوكة .
الشلك بجانب نظافة اجسادهم ومنازلهم المشهورة يتمتعون بمقدرة عالية في صناعة الطعام . وأكلتهم الاولى هي الولول او المنوكولو , وتصنع من العيش وتشبه السكسكانية . والجنوب كان يستورد كميات ضخمة من العيش من الشمال . واخيرا اتجة الناس لزراع الذرة في ام دلوس والعدالة
والطيارة واماكن اخري في شمال اعالي النيل . وكان النقل يحدث بالبواخر للكميات الكبيرة والمراكب الشرعية التي كانت تسبق الباخرة عندما يكون الريح متوتيا . ولكن للمسافات القصير وللكميات الصغيرة كانت اللواري تجوب المنطقة . واللوري العادي يحمل 55 جوالا من العيش ، او 5 اطنان . وحمولة اللوري العاديي 3 طن ولكن السودانيون قاموا يإضافة حوالي المتر لشاسي البدفورد ورفعوا اللوري باطارات 120 في الخلف بدلا عن المقاس العادي 900. وكانت الصناديق الحديدية تحمل اسم ,, ختر ,, وهو اشهر حداد وقتها في السودان وورشته في امدرمان . وهذه اللواري ساعدت كثيرا في تطوير السودان .
بعد هطول المطر ينتظر الناس ظهور القش ويقومون بحشه بالملودة او النجام . ويأتي وقت السلوكة لصنع الحفر وخلف صاحب السلوكة يتبع من يبذر البذور من القرعة ويغطي عليها بقدمه . وعندما يظهر الزرع في مرحلة اضان فار يحتاج الزرع للشلخ حتي لا تكون هنالك اكثر من نبتة واحدة تتنافس في نفس الحفرة . وعندما يعلو العيش يقولون لتيبة . ولكن اخطر فترة هي المرحلة قبل نضوج العيش . فاذا حدث جفاف شديد ينكسر القندول قبل ان ينضج ويقولون العيش برطج . وهذه اكبر مصيبة يواجهها المزارع بعد الجراد في بداية الموسم لان العتاب يفقس في مايو عادة بعد الامطار .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
الفيلسوف الشيخ العبيد ود بدر حمل معدات الزراعة فقالوا له ان وقت الزراعة لم يحن وذكروه بمنازل المطر فقال … وكتين جانا نازل شن لينا في المنازل . كان عمليا . قال لمن طلب منه ان يدعو له بالغنى ، بعد ان امسك بيدة مخاطبا اليد . حشي بدري وازرعي بدري شوفي كان تنقدري .
زكر بابكر بدري ان المجاعة المت بالسودان قبل بداية العشرينات . ولكن الادارة البريطانية اتت بالعيش من الهند وعرفت السنة بعيش الهندي , مثل عيش ريقان اخيرا . وارسل يوسف بدري الكبير المعروف بخريف الناس شقيق بابكر بدري بقافلة من الدويم لاهلة في رفاعة . وزكر بابكر بدري ان باخرة وصلت بورسودان لايعرف عنها الا انها مرسلة للشيبخ حسب الرسول ابن الشيخ العبيد ود بدر وزعت علي المساكين . وزكر رئيس تحرير الصراحة الاستاذ عبد الله رجب ، ان الناس كانت تنزل في المحطة الوسطي الخرطوم من الترام والبضات والسيارات وهم يبكون بسبب موت الشيخ حسب الرسول .
في فترة تعاملت مع استئجار الطائرات وكانوا يسألون .. ويت ليس ,, ام ,, دراي ليس ,, اسئجار جاف ام غير جاف . وتعني بطافم او بدون طاقم . وكان الناس يتكلمون عن اسعار العيش ويقولون … عريان ولا لابس . ولابس تعني في جوالات . وفي بداية الستينات كان العيش كثيرا ورخيصا لدرجة ان الجولات كانت اغلي من ثمن العيش . وتواجه احد المنتجين بمصاريف التخزين والعتالة . فاشعل النار في العيش . وقدم للمحاكمة , واول مرة نسمع بتهمة الاساءة للمال . وحكم علية بالغرامة 6 اشهر .
كركاسة
عندما كتبت عن مجاعة 1984 تذكرت عن طريف المداخلات كيف اندهش المغني العالمي والممثل هاري بلفونتي الذي اتي للمساعدة ، عندما غنى الفنان العظيم شرحبيل احمد احدى اغانيد بلفونتي فاندفع معانقا شرحبيل علي المسرح وواصل الغناء معه في شكل دويت واول دوين كان بين عشا موسي احمد الفلاتية مع الملحن الموسبقار احمد عبد االرازق . وهي اغنية الريدة الريدة .
عنما كنت اذهب لشقيقتي الهام في باريس كان عنوانها شارع ليوناردو دايفتشي بلاتس فكتور هوقو . لقد اكرمت باريس الكاتب فكتور هوقو باطلاق اسمه علي شارع سكنه بالقرب من الشارع العظيم جنرال فوش بالقرب من برج ايفل . وكان اصدقاء فكتور هيقو يكتون علي الظرف الي المسيو فكتور هيقو في شارعة . الا يمكن ان يطلق اسم شارع الفنان شرحبيل احمد رسميا علي شارعه . لقد اطلقت امدرمان اسم شارع الشنقيطي على شارعه في حياته . الا يستحق الرائع شرحبيل اكثر من هذا .
[email][email protected][/email]
عافي عليك ابو ضراع. خوجل يا الصقر خلي الرخم باركين …
انا لم اقصد شرحبيل الفنان لكن قصدت شرحبيل التجانى عالم الجمارات و التجمر من ولاد السويد و بيت المال
تحامل الدكتور النور حمد على العرب الوافدين على السودان أو غزاته، إن شئت، وأوزرهم بهدم الحضارة الكوشية كما لم يفعل مع بدو السودان المقيمين ممن سبقوا العرب إلى تخريب تلك الحضارة بصورة أو أخرى مما سنأتي عليه في حينه. فهو يوزر العرب بهدم التقليد الحضاري الكوشي لا مملكة كوش نفسها بالطبع كما تملي ذلك تواقيت التاريخ. فقد جاء العرب إلى السودان في القرن التاسع وما بعده بينما زالت دولة مروي في القرن الرابع الميلادي.
لم يمنع النور من هذه الضغينة على العرب أنه نسب تخريب كوش في مقالاته لعيزانا، أمبراطور مملكة أكسوم الحبشية. فقال إنه كان هو أول من قضى عليها. فنزل عليها من هضبته ليكتسح كوش النوبية. وقال عيزانا في نقشه إن حملته في دولة مروي أهلكت النوبة “السمر” والنوبة “السود”. واتفقت للنور هذه التفرقة بين الجماعتين النوبيتين على بينة من هذا النقش (نقلاً عن الدكتور أحمد الياس حسين). فقال إن النوبة السود أحدقوا بالنوبة السمر وأرهقوهم. وكان النوبة السود شوكة في خصر دولة أكسوم أيضاً مما دفع امبراطورها لغزو مروي بنوباها سمرهم وسودهم، ولويدق، في قول النور “آخر مسمار في نعش تلك الحضارة الانسانية الرائدة” أي كوش.
لم يتوقف النور عند بداوة النوبة السود ممن عرفوا في المصادر الرومانية واليونانية ب (Nubai و Nuba و Noubades و Annoubades). وثمة اتفاقاً بين الآثاريين أنهم بدو أقحاح. وقال المؤرخ اليوناني إراتوسثينت إنهم من سكان صحراء غرب النيل من كردفان ودارفور. وثمة اتفاقاً أيضاً بين المؤرخين أنه كان لهم دور ما في هدم دولة مروي التي قدموا إليها في بداية العصر الميلادي، وانتشروا على طول أراضي المملكة. واختلف المؤرخون بين مدرسة ترى أنهم أسقطوها “دز” ومدرسة أخرى ترى أنهم أسقطوها “بريس بريس” بما يعني أن تقاليدها الثقافية استمرت لم تقض عليها جائحة السقوط “دز”.
أسس لمدرسة سقوط مملكة مروي “دز” الاثاري آى جى آركل مؤلف كتاب “تاريخ السودان من عصور خلت إلى 1921” (1961). فقال إنه تحالف على سقوطها عاملان داخلي وخارجي. فالداخلي هو ما طرأ عليها من ضعضعة لسيادة النوبة الرعاة عليها. وأما الخارجي فغزوة عيزانا الأكسومي. وسنجد من يقول إن عيزانا مجرد جخجاج نسب في نقوشه إلى نفسه مأثرة كذوباً في هدم مروي بينما لم يتعد نشاطه حدوده الغربية. فالنوبة السود الرحل كانوا قد قضوا عليها قبله. وتجد أحمد الياس حسين يشبه استيلاء النوبة الرحل على مروي بما صنعته القبائل الجرمانية بالدولة الرومانية. بل هناك من يرى أن مروى قد أصابها الهرم لقرنين قبل سقوطها بيد النوبة الرحل وعيزانا.
ووجدت من بين من قالوا بسقوط مروي بريس بريس الآثاري ديريك ولسبي مؤلف “مملكة كوش” (1996) ديفيد إدورد في كتابه “الماضي النوبي” (2004). وكلاهما افترض دوراً ما للنوبة الرحل في سقوط مروي.
فإدورد يعتقد أن سقوط مروي لغز لم يفكك بعد. فليس بيدنا دليل على وقوع كارثة طبيعية أو غزو صريح لنقول إن تغييراً حدث من جراء أنقلاب أنهى المملكة. فالأرجح أن مروي خضعت لتداع تدريجي توزعت به إلى إقليمين او أكثر حفظا لها الاستمرارية. ويقوم بحثه على فرضية هرم المملكة حتى تلاشت مروي كمركز سكاني رئيس في القرن الرابع. فخلت معابدها من المتعبدين ودورها من السكان. وجرى هدم بعض مبانيها عمداً. وخلفتها ممالك مناطقية منها نوباديا في النوبة السفلى في القرن الخامس، ثم المقرة وعلوة في أوائل القرن السادس.
فلا يميل إدورد لتمييز دور رئيس لعيزانا في هدم مروي بما يزيد على هجمات لم تتجاوز حدود أكسوم الغربية. كما تشكك في دور رئيس للنوبة في هدم مروي وأخذ مدنها كما جاء عند عيزانا. فلم تأت نهاية مروي، حسب قوله، بضربة واحدة وإنما بعملية طويلة المدة شملت تمثل للنوبة البادية النازحة بتشجيع من مروي نفسها. فطالما كانت مروي دولة متعددة الأجناس فلربما وجدنا تفسيراً لسقوطها بالنظر إلى جماعة النوبة التي كانت منها وليست هاجمة عليها من الخارج. وإشارة إدورد إلى تشجيع مروي للرحل النوبة بالوفود إليها ربما صدق فيه قول ابن خلدون إن الحضر يتنعمون ويتركون المدافعة عنهم إلى غيرهم. فلربما كان نوبة مروي “مماليك” من نوع ما تمسكنوا فتمكنوا.
سبق ولسبي زميله إدورد إلى تأسيس تقويض مروي على فرضية هرم الدولة. فأخذ قول عيزانا إن النوبة احتلوا أرض في كوش في دلالة تدهور المملكة. واستنتج المؤرخون ذلك التدهور من رداءة مادة بناء مؤسساتها وصغرها إبتداء من القرن الأول إلى القرن الرابع الميلادي قياساً بعظمة معمارها في عهدها الأول. ولكن ولسبي يرى التدهور قاصراً على الأسرة المالكة ولا ينطبق على المملكة. فقد أحاط نبلاء أثرياء في ذلك الوقت بالملك الذي تدهورت ثروته. فوجد بعض هؤلاء الأثرياء طريقهم حتى إلى المدافن الملكية بسبب ثرواتهم.
وقال ولسبي إنه توافرت دلائل على استيعاب مروي لجماعات من غرب وشرق النيل أهمهم النوبا. ولكنه لم يستبعد إغارة قبائل الصحراء على مصر الرومية وكوش. وكانت كوش في مازق: إما زيادة جيشها لصد العدوان بما يتطلبه من تكلفة لم تعد تطيقها، إما انتظار البرابرة فالاحتلال. وقال إن ذلك كان هو نفسه مأزق الرومان في إمبراطوريتهم. فزادوا عدد جيشهم بما استتبعه من سطوة البروقراطية وزيادة وتائر الجباية. فضاقت القبائل البربرية فخربت عامر روما. واتصلت الحروب بين روما والبرابرة على الحدود بما أثر على حركة التجارة.
وزاد ولسبي إننا لا نعلم عن نظم دفاعات مروي ضد غزاة الصحراء. ولكن وجدنا قلاعاً من القرن الرابع للدفاع ضد معتدين ما. كما علمنا أن استخدام البدو خصوم مروي للجمال في حربهم أعانهم على النصر عليها. وقال إن تعديات الصحراويين على كوش قديمة على مر تاريخها وبعضها مدون. وتضمنت نهباً للمعابد. وتساءل لماذا تردت مروي في وقت ترديها بينما الهجمات عليها قديمة حتى في وقت فتوتها؟ وعلق قائلاً إنه ليس الأهم استجداد الخطر على كوش كأن ذلك لم يكن قد حدث قبلاً، ولكن الأهم أن كوش لم يعد بوسعها، وقد تدهورت مواردها، في وضع لصد غزاة الصحراء. عليه يمكن القول بأن سبب تلاشي الدولة مردود إلى تسلل هذه الجماعات الصحراوية للدولة.
مهما قلنا عن خلاف الآراء في سقوط حضارة مروي إلا أن الدلائل تشير على دور هادم ل”البرابرة” النوبة عند بوابة تلك الحضارة. فما زالت مروي في القرن الرابع الميلادي حتى خلفتها ثلاثة دول سرعان ما تحولت إلى المسيحية في منتصف القرن السادس. وفعل قيامها على دينها الجديد، في قول ولسبي، ما فعلته المسيحية بالحضارة المصرية القديمة بمصر حين تحولت إلى النصرانية. وقامت لهذه الدول هوية جديدة على أساس لغتهم النوبية بعد تلاشي اللغة المروية التي ما تزال طلسماً.
لن تجد في مقالات النور ذكراً للنوبة كجماعة رحل وهو المعني بدورة صدام الحضارة (الأنسية) و البداوة (الوحشية). فكيف غفل عن هذه الدورة الصدامية التي جرت في تاريخ كوشي يعتقد بجدارته ولا يجد غير العرب الرحل من يلومه على هدمه؟ فقال “ثم تدفق الرعاة العرب بعد ذلك بقرون فحولوا السودان من بيئةٍ حضرية، مقتدرة في الفعل الحضاري، إلى بيئة رعوية. فارتدت البيئات السودانية المختلفة من بناء الحجر ذي النسق الهندسي الراقي، إلى أبنية الطين والقش. وبقيت الآثار المعمارية الباهرة للفترة الكوشية، غريبة وسط هؤلاء الذين فشا فيهم العقل الرعوي، فظلوا يظنونها، حتى وقتٍ قريبٍ جدًا، صروحًا من صنع الجن”.
لو استوثق النور من خبر معمار طبقات أهل النوبة ومنشآتها بصورة أدق لأجزنا قوله ولكنه لم يفعل. ويستغرب المرء إن كان بناء الطين والقش مما جاء به العرب ولم يكن سكن عوام النوبة في حين نهضت الدولة فوق معمار آخر من الحجر. ثم أن أبنية القش هي بالتحديد ما ذكره عيزانا في نقشه كسكن لبعض سودانيّ ذلك الزمان. وذكر أنه هدمها كما هدم أبينة الحجر. أما قوله عن غربة آثار مروي الباهرة بيننا نحن معشر العرب والمسلمين ممن توطنوا في أرض كوش فمردود. فقد ورد أن تلك الآثار الحجرية صارت غريبة في أهلها لقرنين قبل سقوط الملكة. واتسع الخرق بقيام الدول العاقبة لكوش على المسيحية التي، مثلها مثل الإسلام، لا تدين بصنم الوثنية ومعابدها. وربما عدتها، في طهر توحيدها، مثل صروح الجن تماماً مثل العرب المسلمين.
ولم استطرف بحث النور للمعاذير للدول المسيحية ليجعلها بالغصب حلقة من حلقات الحضارة الكوشية التي هدمها العربان الأجلاف. فيعتقد النور أن الدول المسيحية التي أعقبت خراب كوش قد “استُنقذت، هونًا ما،” أقباس من حضارة كوش من الغزو الأكسومي. وهذه الأقباس هي التي قضى عليها التحالف الرعوي للفونج والقواسمة العرب بتدمير “مملكة علوة المسيحية، ومحو بقايا التحضر التي كانت. فجرت تسوية سوبا، عاصمة دولة علوة، بالأرض، وأصبح “خراب سوبا” حادثةً تاريخية يُضرب بها المثل. ولم تستفق الحضارة الكوشية السودانية العريقة، عالية النسق، من حالة فقدان الوعي، إلى يومنا هذا. وهي استفاقةٌ نأمل أن تحدث في المستقبل القريب”.
واضح من قول النور أن الدول المسيحية “استنقذت هوناً” اقباس من الحضارة الكوشية أنه يريد لها أن تتعلق بشعرة كوش كيفما اتفق ليخلو له جو تسديد إزراء العرب الجفاة بذنب هدم كوش. ولا أدري كيف استقام للنور إعفاء النوبة السود وأكسوم من وزر خراب مروي وهو القائل إن عيزانا دق “آخر مسمار في نعش تلك الحضارة الانسانية الرائدة” أي كوش. أليس القضاء على اللغة المروية بواسطة بدو النوبة حتى صارت لغزاً علينا جميعاً جريرة كبرى؟ أليس التحول إلى دين توحيدي عن وثنية كوش ضربة في الصميم لحضارتها؟
استثناءات النور للنوبة السود من هدم كوش ليوزر به الأعراب الجفاة تحامل غير سعيد على قوم دون قوم لا أصل له في مهنة البحث. وسنرى كيف استثنى النور دولة الفونج لشبهة العروبة من الإرث الكوشي (الغائب والذي يعتقد في ظهوره المنتظر يوماً ما) خلافاً لما أذاع هو نفسه في يوم فريب ليس هذا، ومصادماً لصفوة آراء مختصين في الشأن.
عافي عليك ابو ضراع. خوجل يا الصقر خلي الرخم باركين …
انا لم اقصد شرحبيل الفنان لكن قصدت شرحبيل التجانى عالم الجمارات و التجمر من ولاد السويد و بيت المال
تحامل الدكتور النور حمد على العرب الوافدين على السودان أو غزاته، إن شئت، وأوزرهم بهدم الحضارة الكوشية كما لم يفعل مع بدو السودان المقيمين ممن سبقوا العرب إلى تخريب تلك الحضارة بصورة أو أخرى مما سنأتي عليه في حينه. فهو يوزر العرب بهدم التقليد الحضاري الكوشي لا مملكة كوش نفسها بالطبع كما تملي ذلك تواقيت التاريخ. فقد جاء العرب إلى السودان في القرن التاسع وما بعده بينما زالت دولة مروي في القرن الرابع الميلادي.
لم يمنع النور من هذه الضغينة على العرب أنه نسب تخريب كوش في مقالاته لعيزانا، أمبراطور مملكة أكسوم الحبشية. فقال إنه كان هو أول من قضى عليها. فنزل عليها من هضبته ليكتسح كوش النوبية. وقال عيزانا في نقشه إن حملته في دولة مروي أهلكت النوبة “السمر” والنوبة “السود”. واتفقت للنور هذه التفرقة بين الجماعتين النوبيتين على بينة من هذا النقش (نقلاً عن الدكتور أحمد الياس حسين). فقال إن النوبة السود أحدقوا بالنوبة السمر وأرهقوهم. وكان النوبة السود شوكة في خصر دولة أكسوم أيضاً مما دفع امبراطورها لغزو مروي بنوباها سمرهم وسودهم، ولويدق، في قول النور “آخر مسمار في نعش تلك الحضارة الانسانية الرائدة” أي كوش.
لم يتوقف النور عند بداوة النوبة السود ممن عرفوا في المصادر الرومانية واليونانية ب (Nubai و Nuba و Noubades و Annoubades). وثمة اتفاقاً بين الآثاريين أنهم بدو أقحاح. وقال المؤرخ اليوناني إراتوسثينت إنهم من سكان صحراء غرب النيل من كردفان ودارفور. وثمة اتفاقاً أيضاً بين المؤرخين أنه كان لهم دور ما في هدم دولة مروي التي قدموا إليها في بداية العصر الميلادي، وانتشروا على طول أراضي المملكة. واختلف المؤرخون بين مدرسة ترى أنهم أسقطوها “دز” ومدرسة أخرى ترى أنهم أسقطوها “بريس بريس” بما يعني أن تقاليدها الثقافية استمرت لم تقض عليها جائحة السقوط “دز”.
أسس لمدرسة سقوط مملكة مروي “دز” الاثاري آى جى آركل مؤلف كتاب “تاريخ السودان من عصور خلت إلى 1921” (1961). فقال إنه تحالف على سقوطها عاملان داخلي وخارجي. فالداخلي هو ما طرأ عليها من ضعضعة لسيادة النوبة الرعاة عليها. وأما الخارجي فغزوة عيزانا الأكسومي. وسنجد من يقول إن عيزانا مجرد جخجاج نسب في نقوشه إلى نفسه مأثرة كذوباً في هدم مروي بينما لم يتعد نشاطه حدوده الغربية. فالنوبة السود الرحل كانوا قد قضوا عليها قبله. وتجد أحمد الياس حسين يشبه استيلاء النوبة الرحل على مروي بما صنعته القبائل الجرمانية بالدولة الرومانية. بل هناك من يرى أن مروى قد أصابها الهرم لقرنين قبل سقوطها بيد النوبة الرحل وعيزانا.
ووجدت من بين من قالوا بسقوط مروي بريس بريس الآثاري ديريك ولسبي مؤلف “مملكة كوش” (1996) ديفيد إدورد في كتابه “الماضي النوبي” (2004). وكلاهما افترض دوراً ما للنوبة الرحل في سقوط مروي.
فإدورد يعتقد أن سقوط مروي لغز لم يفكك بعد. فليس بيدنا دليل على وقوع كارثة طبيعية أو غزو صريح لنقول إن تغييراً حدث من جراء أنقلاب أنهى المملكة. فالأرجح أن مروي خضعت لتداع تدريجي توزعت به إلى إقليمين او أكثر حفظا لها الاستمرارية. ويقوم بحثه على فرضية هرم المملكة حتى تلاشت مروي كمركز سكاني رئيس في القرن الرابع. فخلت معابدها من المتعبدين ودورها من السكان. وجرى هدم بعض مبانيها عمداً. وخلفتها ممالك مناطقية منها نوباديا في النوبة السفلى في القرن الخامس، ثم المقرة وعلوة في أوائل القرن السادس.
فلا يميل إدورد لتمييز دور رئيس لعيزانا في هدم مروي بما يزيد على هجمات لم تتجاوز حدود أكسوم الغربية. كما تشكك في دور رئيس للنوبة في هدم مروي وأخذ مدنها كما جاء عند عيزانا. فلم تأت نهاية مروي، حسب قوله، بضربة واحدة وإنما بعملية طويلة المدة شملت تمثل للنوبة البادية النازحة بتشجيع من مروي نفسها. فطالما كانت مروي دولة متعددة الأجناس فلربما وجدنا تفسيراً لسقوطها بالنظر إلى جماعة النوبة التي كانت منها وليست هاجمة عليها من الخارج. وإشارة إدورد إلى تشجيع مروي للرحل النوبة بالوفود إليها ربما صدق فيه قول ابن خلدون إن الحضر يتنعمون ويتركون المدافعة عنهم إلى غيرهم. فلربما كان نوبة مروي “مماليك” من نوع ما تمسكنوا فتمكنوا.
سبق ولسبي زميله إدورد إلى تأسيس تقويض مروي على فرضية هرم الدولة. فأخذ قول عيزانا إن النوبة احتلوا أرض في كوش في دلالة تدهور المملكة. واستنتج المؤرخون ذلك التدهور من رداءة مادة بناء مؤسساتها وصغرها إبتداء من القرن الأول إلى القرن الرابع الميلادي قياساً بعظمة معمارها في عهدها الأول. ولكن ولسبي يرى التدهور قاصراً على الأسرة المالكة ولا ينطبق على المملكة. فقد أحاط نبلاء أثرياء في ذلك الوقت بالملك الذي تدهورت ثروته. فوجد بعض هؤلاء الأثرياء طريقهم حتى إلى المدافن الملكية بسبب ثرواتهم.
وقال ولسبي إنه توافرت دلائل على استيعاب مروي لجماعات من غرب وشرق النيل أهمهم النوبا. ولكنه لم يستبعد إغارة قبائل الصحراء على مصر الرومية وكوش. وكانت كوش في مازق: إما زيادة جيشها لصد العدوان بما يتطلبه من تكلفة لم تعد تطيقها، إما انتظار البرابرة فالاحتلال. وقال إن ذلك كان هو نفسه مأزق الرومان في إمبراطوريتهم. فزادوا عدد جيشهم بما استتبعه من سطوة البروقراطية وزيادة وتائر الجباية. فضاقت القبائل البربرية فخربت عامر روما. واتصلت الحروب بين روما والبرابرة على الحدود بما أثر على حركة التجارة.
وزاد ولسبي إننا لا نعلم عن نظم دفاعات مروي ضد غزاة الصحراء. ولكن وجدنا قلاعاً من القرن الرابع للدفاع ضد معتدين ما. كما علمنا أن استخدام البدو خصوم مروي للجمال في حربهم أعانهم على النصر عليها. وقال إن تعديات الصحراويين على كوش قديمة على مر تاريخها وبعضها مدون. وتضمنت نهباً للمعابد. وتساءل لماذا تردت مروي في وقت ترديها بينما الهجمات عليها قديمة حتى في وقت فتوتها؟ وعلق قائلاً إنه ليس الأهم استجداد الخطر على كوش كأن ذلك لم يكن قد حدث قبلاً، ولكن الأهم أن كوش لم يعد بوسعها، وقد تدهورت مواردها، في وضع لصد غزاة الصحراء. عليه يمكن القول بأن سبب تلاشي الدولة مردود إلى تسلل هذه الجماعات الصحراوية للدولة.
مهما قلنا عن خلاف الآراء في سقوط حضارة مروي إلا أن الدلائل تشير على دور هادم ل”البرابرة” النوبة عند بوابة تلك الحضارة. فما زالت مروي في القرن الرابع الميلادي حتى خلفتها ثلاثة دول سرعان ما تحولت إلى المسيحية في منتصف القرن السادس. وفعل قيامها على دينها الجديد، في قول ولسبي، ما فعلته المسيحية بالحضارة المصرية القديمة بمصر حين تحولت إلى النصرانية. وقامت لهذه الدول هوية جديدة على أساس لغتهم النوبية بعد تلاشي اللغة المروية التي ما تزال طلسماً.
لن تجد في مقالات النور ذكراً للنوبة كجماعة رحل وهو المعني بدورة صدام الحضارة (الأنسية) و البداوة (الوحشية). فكيف غفل عن هذه الدورة الصدامية التي جرت في تاريخ كوشي يعتقد بجدارته ولا يجد غير العرب الرحل من يلومه على هدمه؟ فقال “ثم تدفق الرعاة العرب بعد ذلك بقرون فحولوا السودان من بيئةٍ حضرية، مقتدرة في الفعل الحضاري، إلى بيئة رعوية. فارتدت البيئات السودانية المختلفة من بناء الحجر ذي النسق الهندسي الراقي، إلى أبنية الطين والقش. وبقيت الآثار المعمارية الباهرة للفترة الكوشية، غريبة وسط هؤلاء الذين فشا فيهم العقل الرعوي، فظلوا يظنونها، حتى وقتٍ قريبٍ جدًا، صروحًا من صنع الجن”.
لو استوثق النور من خبر معمار طبقات أهل النوبة ومنشآتها بصورة أدق لأجزنا قوله ولكنه لم يفعل. ويستغرب المرء إن كان بناء الطين والقش مما جاء به العرب ولم يكن سكن عوام النوبة في حين نهضت الدولة فوق معمار آخر من الحجر. ثم أن أبنية القش هي بالتحديد ما ذكره عيزانا في نقشه كسكن لبعض سودانيّ ذلك الزمان. وذكر أنه هدمها كما هدم أبينة الحجر. أما قوله عن غربة آثار مروي الباهرة بيننا نحن معشر العرب والمسلمين ممن توطنوا في أرض كوش فمردود. فقد ورد أن تلك الآثار الحجرية صارت غريبة في أهلها لقرنين قبل سقوط الملكة. واتسع الخرق بقيام الدول العاقبة لكوش على المسيحية التي، مثلها مثل الإسلام، لا تدين بصنم الوثنية ومعابدها. وربما عدتها، في طهر توحيدها، مثل صروح الجن تماماً مثل العرب المسلمين.
ولم استطرف بحث النور للمعاذير للدول المسيحية ليجعلها بالغصب حلقة من حلقات الحضارة الكوشية التي هدمها العربان الأجلاف. فيعتقد النور أن الدول المسيحية التي أعقبت خراب كوش قد “استُنقذت، هونًا ما،” أقباس من حضارة كوش من الغزو الأكسومي. وهذه الأقباس هي التي قضى عليها التحالف الرعوي للفونج والقواسمة العرب بتدمير “مملكة علوة المسيحية، ومحو بقايا التحضر التي كانت. فجرت تسوية سوبا، عاصمة دولة علوة، بالأرض، وأصبح “خراب سوبا” حادثةً تاريخية يُضرب بها المثل. ولم تستفق الحضارة الكوشية السودانية العريقة، عالية النسق، من حالة فقدان الوعي، إلى يومنا هذا. وهي استفاقةٌ نأمل أن تحدث في المستقبل القريب”.
واضح من قول النور أن الدول المسيحية “استنقذت هوناً” اقباس من الحضارة الكوشية أنه يريد لها أن تتعلق بشعرة كوش كيفما اتفق ليخلو له جو تسديد إزراء العرب الجفاة بذنب هدم كوش. ولا أدري كيف استقام للنور إعفاء النوبة السود وأكسوم من وزر خراب مروي وهو القائل إن عيزانا دق “آخر مسمار في نعش تلك الحضارة الانسانية الرائدة” أي كوش. أليس القضاء على اللغة المروية بواسطة بدو النوبة حتى صارت لغزاً علينا جميعاً جريرة كبرى؟ أليس التحول إلى دين توحيدي عن وثنية كوش ضربة في الصميم لحضارتها؟
استثناءات النور للنوبة السود من هدم كوش ليوزر به الأعراب الجفاة تحامل غير سعيد على قوم دون قوم لا أصل له في مهنة البحث. وسنرى كيف استثنى النور دولة الفونج لشبهة العروبة من الإرث الكوشي (الغائب والذي يعتقد في ظهوره المنتظر يوماً ما) خلافاً لما أذاع هو نفسه في يوم فريب ليس هذا، ومصادماً لصفوة آراء مختصين في الشأن.
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-264189.htm
كم انت كبير وسوف تظل كبير يا العم شوقى ربنا يحفظك
هناك من يرى أن الفسائل التي أحضرتها شركة أمطار الإماراتية نسيجية أُنتجت في حاضنات معزولة عن البيئة الحلقية ولا سبيل إلي القول بإصابتها بفطر البيوض.وأن كل مافي الأمر صراع مصالح ومراكز قوي بين الكيزان.وهذا ليس صك براءة للإماراتيين.فلو كانوا مخلصين لماذا لا يستثمرون في الخضر والموالح ذات السوق الرائج بدلاً عن التمور التي ليست لها أسواق لأن إنتاج العالم منها يفوق إحتياجاته.
كالعادة مقالك فيه تثقيف مركز.فيه تنوير أمين.فيه طلاقة فيه طلاوة.فيه حلاوة فيه سِحْرٌ يُؤْثَر.
ولقد اشترك شريف التهامي في الاضرار بسعر القطن في صفقات الطاقة والغاز تورباين . ولم يستطع الصادق ان يجنب صهره شرف التهامي السجن في الديمقراطية الاخيرة . قام مبارك الفاضل ببيع القطن لتاجر هندي في بريطانيا .ثمنه 100 مليون دولار ووضع 40 مليونا في جيبه ودخل الخزينة 60 مليونا فقط . وجزء من الصفقة طيارة خردة كانت بداية شركة ترحيل يمتلكها مبارك .والصادق زعلان من مبارك علشان بيلحس ايدينو خلال الاكل ؟ ما بي سبب الفلوس الضربا مبارك وحرم الصادق. من صفقة المولاس والبترول من شركة فال في الشارقة . واطارات عبد ربه والرخص التجارية من مواسير وسيخ ويمكن كمان فسيخ . والصادق مسكين بقى يشحد البشير . وبت شريف التهامي ضربت ملايين الكيزان بعد وفاة زوجها ابن الكوز رئيس مسخرة البرلمان الحالي .
أتهام الناس بالباطل ما كويس و يجلب الضرب بالمثل فنحن سمعنا انك أؤتمنت اموال الحزب الشيوعيى ولكنك لهطتها و لهذا السبب طردوك من الحزب الشيوعى الذى تسبه الان و تنفى العلاقة به
ياخى اتذكر ايام مراهقتك وشبابك حينما كنت تلهط الفته فى فى بيت الخليفه و سراى المهدى …. لحمك وشحمك كلو من خيرهم
الخطيئة الاولى في السودان
دخوله جامعة الدول العربية وترك طريق الكومنوولث والديمقراطية والاحزاب الوطنية دون استشارة الشعب في استفتاء
الخطيئة التانية عدم احترام مطالب الجنوبيين بالفدرالية والفدرالية والديمقراطية هي المضاد الحيوي لمنع حثالة البنك الدولي للوصول الى السلطة في اي بلد مهما تعاظم شانهم
طيب لمن الشيوعيين ايضا افشل من الفشل اقتصاديا بالطالو على السيد عبدالرحمن المهدي ليه
ولاحظ يا عمنا الفرق الاخلاقي بين من تعاطو السياسة من السودانيين قبل الاستقلال=اخلاق عالية
ومن تعاطواها بعد الاستقلال عبر الانقلابات قمة اوضاعة
هسة احسن الانصار والختمية والجمهوريين والجنوبيين ولى القوميين والشيوعيين والاخوان المسلمين
يا شوقي بدري اوزن نفسك كويس
الانجليز والاحزاب الوطنية افضل مليون مرة من مصر والايدولجيات المصرية التي اسسها واسس الانقلابات بها رجل المخابرات المصري الصاغ صلاح سالم
والبلد لو مشت على الانجليز والاميين السودانيين احسن من ناس القلم ما بزيل بلم
بالله الشيوعيين فاشلين كده ويتعنطزو لحدي الان
يواصل الدكتور نور حمد نشر مقالات مسلسله الذي يُشَرِّح فيه “العقل الرعوي” حتى بلغت تسعاً في آخر إحصاء. ومن رأي النور أن هذا العقل هو الذي من وراء خيباتنا الحضارية في الماضي والحاضر. بل هو من وراء خيبات غيرنا مثل الردة النازية في المانيا في الثلاثينات وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. واهتممت بما يكتب النور لأنه قلم حاذق توسع في ضرر العقل الرعوي في حين اختزل من سبقوه هذا الضرر في عبارة موجزة عابرة غير متأنية. وتوافرتُ منذ سنوات على كتابات نقدت فيها من نسبوا بؤس حالنا لهذا العقل. وقلت لو صحة نسبة بشاتن حالنا لعقل ما لكان هو “عقل البرجوازية الصغيرة”. ولذا بادرت، وحلقات النور هذه في مبتدئها، بمطاعن في منهجه لا أعتقد أنه استوفاها حقها من النقاش في رده عليّ. وعليه رأيت العودة إلى هذه المطاعن المنهجية والحلقات ما تزال تترى. وسأخصص هذه الحلقة وما بعدها لهذه المطاعن المنهجية ثم اتوافر في حلقة أخرى على مآخذ موضوعية انتخبتها من شغل النور الفكري حول العقل الرعوي. لعل حوار مثل النور عسير لأنه يتهمك بما أنت منه شاك. فلما سألناه تعريف مصطلح “العقل الرعوي”، وهي العاهة السياسة الثقافية التي خرج لتشريح عوارها، شخّص حالتنا كمصابين بنفس العاهة. فقال: “الذين يضرسهم “العقل الرعوي” ربما احتاجوا أن يتريثوا فلا يندفعوا إلى الدفاع بحمية القبيلة. فهذا النوع من الاندفاع يمثل واحدة من تجليات العقل الرعوي، المتحفز، الذي لا يفكر صاحبه مرتين قبل أن يخف إلى سلاحه ليشهره في وجه الآخر”. ولم تكن لنا من قبيلة من وراء الحمية التي نسبها للعقل الرعوي فينا سوى قبيلة الأكاديميين الذين تحرير المصطلح الأصل في شغلهم. ومهما يكن فقد شفانا النور من دائنا بتعريفه لمصطلحه في ما بدا لي مكرهاً لا بطلاً. فهو مصر على أن الذي ينبغي لنا التركيز عليه هو الظاهرة وتجلياتها لا مصطلحها. قال “فإن اتفقنا على وجود الظاهرة، وضرورة البحث فيها، لا يهم أي مصطلح نطلقه عليها”. وسنتجاوز عن هذا الإلحاد الأكاديمي وننوه بأنه التفت مع ذلك إلى بيان مفهومه للعقل الرعوي وعرَّفه للراغب. فقال إن “العقل الرعوي منظومة قيمية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه، وأسلوب حياة بعينها”. وبعبارة في قوله أخرى فهو منظومة قيمية شكلتها ظروف تاريخية. وهي ظروف لم تسمح لها بأن تتشكل على غير تلك الصورة. وتعريف النور الوارد للعقل الرعوي من دارج الماركسية. وماركسيته الدراجة تمثلت في جعله البناء التحتي، النشاط الاقتصادي، حاكماً على المعارف (المنظومة القيمية). ويعود بنا هذا التعريف الماركسي الدراج إلى كلمة سلفت للنور نسب فيها عدم استساغتي لمفهومه ل” العقل الرعوي” إلى بقاء أقدامي “منغرسةً، إلى الآن، في تربة التحليل الماركسي للظواهر”. ويضيف “أن التحليل الماركسي الاقتصادي للظواهر رغم أهميته التاريخية، لم يعد صالحًا تماما. فقد انقصم عظم ظهره منذ وقت طويل. فمقولة الوعي التابع للمادة، ومقولة إن منظومة علاقات الانتاج هي التي تصنع القيم، وأن البنى الفوقية تتولد، بالضرورة، من البنى التحتية، في قوله، مقولات سقطت جلُّ دعاماتها الإيديولوجية. وأعني هنا، أنها لم تسقط على الصعيد النظري، وحسب، وإنما سقطت على صعيد التجربة الفعلية في التطبيق الاشتراكي في الدول الشيوعية. ” وظهرت فيها الرعوية بتغلب العنصرية والعقيدة الدينية على مثاليات الاشتراكية. وليس من أدب الخصومة التعريض بعقيدة المحاور وتصويرها كعاهة أو تعويق لا شفاء للمرء منه علماً بأن النور لم يأت في علاقة الفكر بالواقع المادي بغير الصيغة الماركسية التقليدية. ومن أوجه عسر مناقشة النور أنه لا يستقر على حال من محاكمة العقول على خيباتنا. فهي عنده كثر. فحتى عهد قريب في أوراق قدمها إلى مؤتمرات اتحاد الكتاب السودانيين كان من رأيه أن مصدر نكستنا هو العقلية الخديوية. ومن تلك مقاله “غيبة السودان الحضارية ومحنة العقل المُحتل” (مؤتمر 2013) سمى فيها تأثرنا بالفقه المدرسي العثماني المتزمت (1821-1885) “احتلالاً عقلياً” لبنية العقل السوداني. ولولا هذا الاحتلال العقلي في قوله لشق السودان طريقاً خاصاً للحداثة. ولكنه عاد لينسب خيباتنا في المقالات موضوع نظرنا إلى العقل الرعوي كما تقدم. فلم يكن بوسع السودانيين، بالنتيجة، الوقوع على تلك الحداثة الخاصة بهم لأن لخديوية، في قوله الجديد، جاءت بنظام حداثي وصفه بأنه غاشم ما لبث أن اقتلعته الهبة المهدوية الرعوية التي ما لبثت أن استحالت إلى فوضى عارمة. فبأي العقلين تصدقان؟ بالطبع من حق الكاتب تغيير وجهة نظره حول شأن ما متى تهيأت له الأسباب. ولكنه متى نقض نفسه بنفسه بقوة، بل انقلب عليها انقلابا، وجب عليه مهنياً أن يطلع زملاء الكار والقراء عامة بمكنونات هذه الانقلاب ودواعيه. فالكاتب كالرجل والمرأة رهين لسانه الأول. ووجدت النور ضنيناً ببيان مقولاته وتقعيدها بما يوقعه تحت طائلة الاستبداد الفكري. فأكثر النور من ذكر ابن خلدون في ما كتب عن أن العرب أبعد الأمم من سياسة الملك. وقال إن “العرب” “عندي تعني “الأعراب”. ومضى ليقول و”لعل” ابن حلدون عنى بالعرب “الأعراب” وليس “العرب” على إطلاق العبارة. ويضيف: “لا تشمل كلمة “أعراب كل العرب”. وانتهى إلى هذا الرأي (اللعلي) عن أن عرب ابن خلدون أعرابا وكان بمكنته أن يُوسع ابن خلدون بحثاً ليقيم الحجة على مقاصده من عبارة “عرب” الطاغية في وصفه السلوك السياسي والاجتماعي لهذه الجماعة. فليس من علائم إحسان البحث المجازفة برأي بغير استيفاء حقه في التقعيد والتشقيق ليسلس للكاتب زمام الاستدلال. فكيف استدل أن ابن خلدون عنى ب”العرب” “الأعراب” ولم يستنطق نصه بما يفيد ذلك؟ ووجدت أن النور نفسه لا يميز في مواضع من مقالاته بين العرب والأعراب بحيث تنتفي ضروة التمييز بينهما التي سعى لبيانها. فقال إن قريش، التي من أهل الحضر لا الوبر، سكنت الحاضرة بعقلية القبيلة الرعوية. فهي عنده ارستقراطية من العرب استغلت سدانتها للكعبة (معبد دينها الوثني) لإثراء نفسها. وكان إسلامها بمثابة إحناء الرأس للعاصفة لتمر فيعودون لما كانوا فيه. ولنسأل النور: كيف لا تكون هذه المخاتلة من “العرب” في قريش من باب “أشد كفراً ونفاقاً” التي وصف بها القرأن الكريم الأعراب؟ وبالنتيجة تنقض هذه المماثلة بين العرب والأعراب (نفاق قريش العرب ونفاق الأعراب) التي جاءت عند النور مسعاه ليميز العرب عن الأعراب عند ابن خلدون. فقريش أعراب طالما استبطنت الكفر وهي تتشدق بالإيمان كالأعراب تماماً. ووجدت النور من أهل “الخط المعلق” في البحث. فجاء بالآية “الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله ورسوله”. وحملها دلالات “جينية” يقشعر لها من يعتقد بأن الإسلام دين الفطرة. فقال إنه وجد الآية غاية في دلالة عن “بعد الأعراب عن الله، ومن نبيل القيم . . . فهم من السوء بحيث أصبح من الخير لهم ألا يعرفوا بتعاليم الإسلام . . . ليبقوا على ما هم فيه رأفة بهم”. وجاء في نفس الموضع بآية القرآن الأخرى: “وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 99). ولم يزد النور في وجه هذا التحدي المصطلحي الرباني عن قوله “وبطبيعة الحال استثنى القرآن أعراباً آخرين من هذا الهجاء”. وهو استثناء توجب الوقوف عنده لولا أن النور عجول يخترق ضاحية المصطلحات كيف شاء ويترك القارئ في حيرة من أمره.
يواصل الدكتور نور حمد نشر مقالات مسلسله الذي يُشَرِّح فيه “العقل الرعوي” حتى بلغت تسعاً في آخر إحصاء. ومن رأي النور أن هذا العقل هو الذي من وراء خيباتنا الحضارية في الماضي والحاضر. بل هو من وراء خيبات غيرنا مثل الردة النازية في المانيا في الثلاثينات وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. واهتممت بما يكتب النور لأنه قلم حاذق توسع في ضرر العقل الرعوي في حين اختزل من سبقوه هذا الضرر في عبارة موجزة عابرة غير متأنية. وتوافرتُ منذ سنوات على كتابات نقدت فيها من نسبوا بؤس حالنا لهذا العقل. وقلت لو صحة نسبة بشاتن حالنا لعقل ما لكان هو “عقل البرجوازية الصغيرة”. ولذا بادرت، وحلقات النور هذه في مبتدئها، بمطاعن في منهجه لا أعتقد أنه استوفاها حقها من النقاش في رده عليّ. وعليه رأيت العودة إلى هذه المطاعن المنهجية والحلقات ما تزال تترى. وسأخصص هذه الحلقة وما بعدها لهذه المطاعن المنهجية ثم اتوافر في حلقة أخرى على مآخذ موضوعية انتخبتها من شغل النور الفكري حول العقل الرعوي. لعل حوار مثل النور عسير لأنه يتهمك بما أنت منه شاك. فلما سألناه تعريف مصطلح “العقل الرعوي”، وهي العاهة السياسة الثقافية التي خرج لتشريح عوارها، شخّص حالتنا كمصابين بنفس العاهة. فقال: “الذين يضرسهم “العقل الرعوي” ربما احتاجوا أن يتريثوا فلا يندفعوا إلى الدفاع بحمية القبيلة. فهذا النوع من الاندفاع يمثل واحدة من تجليات العقل الرعوي، المتحفز، الذي لا يفكر صاحبه مرتين قبل أن يخف إلى سلاحه ليشهره في وجه الآخر”. ولم تكن لنا من قبيلة من وراء الحمية التي نسبها للعقل الرعوي فينا سوى قبيلة الأكاديميين الذين تحرير المصطلح الأصل في شغلهم. ومهما يكن فقد شفانا النور من دائنا بتعريفه لمصطلحه في ما بدا لي مكرهاً لا بطلاً. فهو مصر على أن الذي ينبغي لنا التركيز عليه هو الظاهرة وتجلياتها لا مصطلحها. قال “فإن اتفقنا على وجود الظاهرة، وضرورة البحث فيها، لا يهم أي مصطلح نطلقه عليها”. وسنتجاوز عن هذا الإلحاد الأكاديمي وننوه بأنه التفت مع ذلك إلى بيان مفهومه للعقل الرعوي وعرَّفه للراغب. فقال إن “العقل الرعوي منظومة قيمية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه، وأسلوب حياة بعينها”. وبعبارة في قوله أخرى فهو منظومة قيمية شكلتها ظروف تاريخية. وهي ظروف لم تسمح لها بأن تتشكل على غير تلك الصورة. وتعريف النور الوارد للعقل الرعوي من دارج الماركسية. وماركسيته الدراجة تمثلت في جعله البناء التحتي، النشاط الاقتصادي، حاكماً على المعارف (المنظومة القيمية). ويعود بنا هذا التعريف الماركسي الدراج إلى كلمة سلفت للنور نسب فيها عدم استساغتي لمفهومه ل” العقل الرعوي” إلى بقاء أقدامي “منغرسةً، إلى الآن، في تربة التحليل الماركسي للظواهر”. ويضيف “أن التحليل الماركسي الاقتصادي للظواهر رغم أهميته التاريخية، لم يعد صالحًا تماما. فقد انقصم عظم ظهره منذ وقت طويل. فمقولة الوعي التابع للمادة، ومقولة إن منظومة علاقات الانتاج هي التي تصنع القيم، وأن البنى الفوقية تتولد، بالضرورة، من البنى التحتية، في قوله، مقولات سقطت جلُّ دعاماتها الإيديولوجية. وأعني هنا، أنها لم تسقط على الصعيد النظري، وحسب، وإنما سقطت على صعيد التجربة الفعلية في التطبيق الاشتراكي في الدول الشيوعية. ” وظهرت فيها الرعوية بتغلب العنصرية والعقيدة الدينية على مثاليات الاشتراكية. وليس من أدب الخصومة التعريض بعقيدة المحاور وتصويرها كعاهة أو تعويق لا شفاء للمرء منه علماً بأن النور لم يأت في علاقة الفكر بالواقع المادي بغير الصيغة الماركسية التقليدية. ومن أوجه عسر مناقشة النور أنه لا يستقر على حال من محاكمة العقول على خيباتنا. فهي عنده كثر. فحتى عهد قريب في أوراق قدمها إلى مؤتمرات اتحاد الكتاب السودانيين كان من رأيه أن مصدر نكستنا هو العقلية الخديوية. ومن تلك مقاله “غيبة السودان الحضارية ومحنة العقل المُحتل” (مؤتمر 2013) سمى فيها تأثرنا بالفقه المدرسي العثماني المتزمت (1821-1885) “احتلالاً عقلياً” لبنية العقل السوداني. ولولا هذا الاحتلال العقلي في قوله لشق السودان طريقاً خاصاً للحداثة. ولكنه عاد لينسب خيباتنا في المقالات موضوع نظرنا إلى العقل الرعوي كما تقدم. فلم يكن بوسع السودانيين، بالنتيجة، الوقوع على تلك الحداثة الخاصة بهم لأن لخديوية، في قوله الجديد، جاءت بنظام حداثي وصفه بأنه غاشم ما لبث أن اقتلعته الهبة المهدوية الرعوية التي ما لبثت أن استحالت إلى فوضى عارمة. فبأي العقلين تصدقان؟ بالطبع من حق الكاتب تغيير وجهة نظره حول شأن ما متى تهيأت له الأسباب. ولكنه متى نقض نفسه بنفسه بقوة، بل انقلب عليها انقلابا، وجب عليه مهنياً أن يطلع زملاء الكار والقراء عامة بمكنونات هذه الانقلاب ودواعيه. فالكاتب كالرجل والمرأة رهين لسانه الأول. ووجدت النور ضنيناً ببيان مقولاته وتقعيدها بما يوقعه تحت طائلة الاستبداد الفكري. فأكثر النور من ذكر ابن خلدون في ما كتب عن أن العرب أبعد الأمم من سياسة الملك. وقال إن “العرب” “عندي تعني “الأعراب”. ومضى ليقول و”لعل” ابن حلدون عنى بالعرب “الأعراب” وليس “العرب” على إطلاق العبارة. ويضيف: “لا تشمل كلمة “أعراب كل العرب”. وانتهى إلى هذا الرأي (اللعلي) عن أن عرب ابن خلدون أعرابا وكان بمكنته أن يُوسع ابن خلدون بحثاً ليقيم الحجة على مقاصده من عبارة “عرب” الطاغية في وصفه السلوك السياسي والاجتماعي لهذه الجماعة. فليس من علائم إحسان البحث المجازفة برأي بغير استيفاء حقه في التقعيد والتشقيق ليسلس للكاتب زمام الاستدلال. فكيف استدل أن ابن خلدون عنى ب”العرب” “الأعراب” ولم يستنطق نصه بما يفيد ذلك؟ ووجدت أن النور نفسه لا يميز في مواضع من مقالاته بين العرب والأعراب بحيث تنتفي ضروة التمييز بينهما التي سعى لبيانها. فقال إن قريش، التي من أهل الحضر لا الوبر، سكنت الحاضرة بعقلية القبيلة الرعوية. فهي عنده ارستقراطية من العرب استغلت سدانتها للكعبة (معبد دينها الوثني) لإثراء نفسها. وكان إسلامها بمثابة إحناء الرأس للعاصفة لتمر فيعودون لما كانوا فيه. ولنسأل النور: كيف لا تكون هذه المخاتلة من “العرب” في قريش من باب “أشد كفراً ونفاقاً” التي وصف بها القرأن الكريم الأعراب؟ وبالنتيجة تنقض هذه المماثلة بين العرب والأعراب (نفاق قريش العرب ونفاق الأعراب) التي جاءت عند النور مسعاه ليميز العرب عن الأعراب عند ابن خلدون. فقريش أعراب طالما استبطنت الكفر وهي تتشدق بالإيمان كالأعراب تماماً. ووجدت النور من أهل “الخط المعلق” في البحث. فجاء بالآية “الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله ورسوله”. وحملها دلالات “جينية” يقشعر لها من يعتقد بأن الإسلام دين الفطرة. فقال إنه وجد الآية غاية في دلالة عن “بعد الأعراب عن الله، ومن نبيل القيم . . . فهم من السوء بحيث أصبح من الخير لهم ألا يعرفوا بتعاليم الإسلام . . . ليبقوا على ما هم فيه رأفة بهم”. وجاء في نفس الموضع بآية القرآن الأخرى: “وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 99). ولم يزد النور في وجه هذا التحدي المصطلحي الرباني عن قوله “وبطبيعة الحال استثنى القرآن أعراباً آخرين من هذا الهجاء”. وهو استثناء توجب الوقوف عنده لولا أن النور عجول يخترق ضاحية المصطلحات كيف شاء ويترك القارئ في حيرة من أمره.
قرأت البارحة ان وزير المالية السوداني قد اعطى عبد الله شقيق البشير الحق في احتكار تصدير الذرة السودانية . انا لست هنا لكي اناقش هذا الظلم البائن . فالانقاذ منذ البداية كانت مجموعة من اللصوص والقتلة ، تحت عباءة الدين . وسبب بقائهم هو توسيع حلقة اللصوص وادخال لصوص جدد خاصة اهل النفوذ الديني والطائفيى لأن هؤلاء يأتون بالمساكين والمخدرين والمغيبين . والغريبة منهم المتعلمون وحملة الدكتوراة .
العيش او الذرة التي تصدر لاوربا لا تستعمل في الأكل ، ولكن كعلف . وهولندة من الدول التي تبتاع الذرة . شركة داف التي تصنع السيارات خاصة الشاحنات تمكنت في زمن نميري من بيع واهداء الشاحنات الداف
لحكومة السودان . فالدول المتطورة التزمت بتعهد امام الامم المتحدة بإعطاء الدول الفقيرة واحد في المئة من دخلها القومي . وتتنافس الشركات في اقناع حكوماتها بالتصدق بمنتجاتها ، لكي تضمن اسواقا جديدة . ولقد نجحت الداف كثيرا في السودان كنت امتلك ثلاثة منها في الثمانينات في السودان . و علي عكس الشاحنات الاخرى كانت قطع الغيار متوفرة لأن الدولة تستوردها . وهذا يجعلها متوفرة في السوق ، لانها تتسرب من المخازن للسوق كعادة السودان في زمن نميري ثم الصادق . وكانت الذره او العيش تستخدم في بعض الاحيان كمقايضة . ولقد بيع القطن في فترة من الفترات بأقل من سعره الحقيقي واستعمل في مقايضات اضرت بسوق القطن السوداني فلقد استورد السودان السلاح الروسي ودفع بالقطن وباع الاتحاد السوفيتي القطن السوداني بسعر متدني عالميا . وكان هذا في بداية مايو واضر هذا بسعر القطن السوداني . وهذه من غلطات الشيوعيين . ولقد اشترك شريف التهامي في الاضرار بسعر القطن في صفقات الطاقة والغاز تورباين . ولم يستطع الصادق ان يجنب صهره شرف التهامي السجن في الديمقراطية الاخيرة . قام مبارك الفاضل ببيع القطن لتاجر هندي في بريطانيا .ثمنه 100 مليون دولار ووضع 40 مليونا في جيبه ودخل الخزينة 60 مليونا فقط . وجزء من الصفقة طيارة خردة كانت بداية شركة ترحيل يمتلكها مبارك . وحذرت السلطات الكينية من حالة الطائرة المتردية . واودت الطائرة بحياة 6 منهم الطيارون . والبشير لسة بيكوس على دليل للفساد وهو رأس الفساد.
والصادق زعلان من مبارك علشان بيلحس ايدينو خلال الاكل ؟ ما بي سبب الفلوس الضربا مبارك وحرم الصادق. من صفقة المولاس والبترول من شركة فال في الشارقة . واطارات عبد ربه والرخص التجارية من مواسير وسيخ ويمكن كمان فسيخ . والصادق مسكين بقى يشحد البشير . وبت شريف التهامي ضربت ملايين الكيزان بعد وفاة زوجها ابن الكوز رئيس مسخرة البرلمان الحالي .
وانتو زمان فاكرين الكيزان وناس الامة لاصقين في بعض في كل عقد ولا فراش ، بي سبب زكر الله ؟ ما بي سبب القريشات . وكل واحد عاوز يملا طرفه ، وفي الاول حزتو .
الدكتور ابو حريرة كان من انضف السودانين . ولكن اذكر ان شقيقي الشنقيطي الذي كان موظفا في المالية كان يقول لي عندما ابديت فرحي بسياسة ابو حريرة طيب الله ثراه … التجار ما في زول بيقدر عليهم لانه بيشتروا الموظفين . وابو حريرة ما حيقدر على الموظفين .
عندما ضايق اصحاب الماشية ابو حريرة ومسكوا البهايم قام بإاستيراد الضأن من استراليا . وكان رخيصا وهشا . ومنع الاستيراد بدون التصدير . وهذا قرار جيد . ولكن ابو حريرة لم يكن يعرف قذارة ولؤم رأس المال . في فترة نميري وبنك فيصل وجد الكيزان فرصة للسيطرة على الاقتصاد السوداني . وعرف بنك فيصل ببنك العيش . وكانت ممارسات بنك فيصل تتعارض مع قوانين التجارة والدين الاسلامي لانهم كانوا يشترون من المزارعين قبل ان يكتمل الانتاج . ويخزنون العيش . والتخزين حرام في الاسلام ويحب ان يكون هنالك بيع متواصل .
قرار ابو حريرة بأن لا يسمح بالاستيراد الا بعد التصدير اتى بسبب الكيزان بردود فعل سيئة . فلقد اختفت بعض السلع المهمة مثل الادوية وقطع الغيار والكماليات التي تأتي بربح عالي . وعن طريق الدكتور بابكر احمد العبيد الذي كان علي رأس منظمة ,,سيف ذي تشلدرن ,,السويدي تعرفت بالاخ الفاتح كمير. ودكتور بابكر كان يبتاع العيش والكبكبي مع اللبن المجفف لاطعام الاطفال واللاجئين خاصة من اثيوبيا . وبعد اول صفقة اعطاه تاجر العيش ظرفا وبالاستفسار قال التاجر انه ما هو متفق علية مع من كان في الوظيفة قبله . فقال بابكر انت شفت الناس ديل حالهم كيف ؟ ديل بيصلوا عضام والشوك مقطع لحمهم . بالقروش دي اديني عيش زيادة علشان أأكلهم.
بعد نهاية الجفاف كان هنالك فائض من العيش . واتفقت مع الاخ الفاتح كمير على التصدير . وكان السعر 100 دولار . وكان عندي اتفاق مع ثلاثة شركات اوربيبة . وفجأة ابلغني الجميع ان العيش السوداني يباع ب 75 دولارا . ولم يصدق الفاتح وظن انني مخطئ . ولكن وضح ان بعض الكيزان يصدر العيش بسعر 75 دولار ويخسر 25 دولارا . ويكسب 300 % في استيراد بعض السلع المعدومة او الكمالية . وكان التصدير يحدث للسعودية او عن طريق السعودية . وتذكرت كلام الشنقيطي عن الموظفين والتجار .
لقد كانت الحكومات اكثر لؤماو علي الشعب السوداني من الجفاف والفيضانات والجراد . والدليل ما يحدث الآن . فالكيزان قد تحالفوا مع الصادق وسيطروا على جعفر نميبري ثم وضعوا بردعة علي الصادق وحرموا الشعب السوداني من ,, العيش ,, .
في البحرين يسمون الارز العيش . ويقولون انهم يعيشون عليه . ويأكلونه يوميا . والعراقيون يتكلمون دائما عن ,,التمن ,, او الارز . وهم يستوردونه مثل السعودية والكثير من الدول كل انواع الأرز من آسيا . ولنا ان نتصور كم تحتاج الصين من الأرز لاطعام بليون واربعمئة مليون من البشر . نهر آمور يفصل بين روسيا والصين . وهذه منطقة باردة لا يتوقع الانسان ان تكون منطقة لزراعة الأرز . ولكنها تطعم ربع سكان الصين . وهذا قد يعني 350 مليونا من البشر . ونهر آمور لا يساوي اي شئ مقارتة بالنيل . لقد اعطانا الله ارض خصبة منبسطة وانهار عديدة . كل ما نحتاجه هو سدود بدراسة متكاملة وري انسابي لا يكلف الكثير والكهرباء تأتي رخيصة من السدود .
في شمال الصين علي نهر آمور يضطرون لاستعمال مدافع عملاقة بقذائف خاصة لتفريق السحب خوفا من تساقط البرد الذي يأتي في شكل حصى تقضي علي المحصول .و نحن في السودان لا نواجه هذه المشاكل . ولكن عندنا مصيبة الحكام الجشعين. ولهذا بعد 61 سنة لايزال 65 من السودانيين يعيشون بدون كهرباء و55 % لا يعرفون الماء النظيف . والبعض لا يجد حتى الماء . والبشير يرقص .
ان المناطق الشاسعة والانهار والامطار تسمح للسودان ان يكون اكبر مصدر للغلال والزيوت وهنالك 60 نوعا من العيوش ينتج السودان كل هذه الانواع . كما يزرع ال ,, تف ,, وهي الحبوب التي تصنع منها جيرة او الانجيرة وهي الكسرة الاثيوبية . ويزرعها الفلاحون الاثيوبيون في الفشقة اليوم .
والارز قد نجح في اعالي النيل وكانت هنالك تجارب ناجحة في جونقلي على بعد كيلومترات من ملكال . وكان الصيادون يذهبون لصيد البط والوزين الذي تكاثر بسبب الارز . والارز يمكن ان يصدر والكثير من الدول الافريقية تأكل الارز .
اكل الجذور مثل البافرة او الكسافة كما معروف عالميا يعتبر مرحلة اولية في تطور الغذاء . والذرة الشامية لم تكن موجودة في العالم القديم واتت مع الفول السوداني والطماطم والبطاطس الديوك الرومية الخ من امريكا . والذرة الشامية يسهل زراعتها . وفي الجنوب وشرق افريقيا تعتبر الغذاء اليومي وتعرف ب ,, اقالي,, ومع السمسم والفول السوداني نكون قد تحصلنا علي البروتين النباتي ., وهذه اشياء يمكن ان ينتجها السودان بسهولة ويقوم بتصديرها . واكل القمح والشعير والشوفان التي تحتاج لرعاية يعتبر تطورأ لاكل البشر . واتت انواح البطاطس . وصار البطاطس من اهم الاغذية خاصة في اوربا . ولقد هاجر الكثير من اللارلنديين الي امريكا عندما تعرض محصول البطاطس للأفات . وحدث نفس الشئ في مقاطعة بليكنقا في جنوب السويد ورحل الكثير من اهل المقاطعة لامريكا . ومن العادة يرحل الانسان لمنطقة يماثل مناخها مناخ الوطن . وتركز المهاجرون السويديون في مينسوتا الباردة في امريكا وهنالك مدينة اسمها اسطوكهولم في مينسوتا .
الكثر من النازحين في ايام مجاعات الثمانينات لم يعودا لمناطقهم . وصارت المويلح والحاج ابو زيد وطنا للكثيرين منهم . وبعد ان كانت تلك المناطق خارج امدرمان صارت داخل امدرمان . وهذه مشكلة افريقيا لان امريكا وآسيا … الهجرة الي المدينة . ولهذا يعتبر الامن الغذائي اهم شئ بعد السلامة . فلقد يهرب البشر من القصور عندما لا تتوفر السلامة . ولقد هرب بنو الاحمر من قصر الحمراء في اسبانيا . وعلي الحكومات توفير السلامة والامن الغذائي للمواطن .
لقد قرأت انه سيصدر 6 مليون طن من الذرة . وهذه ترهة . فهذا المقدار من الذرة لا يتوفر للسودان لكي يصدره. والصوامع والتخزين مهم مع الوفرة ووجود احتياطي مهم لكل الدول . ولكن عملية التخزين تجعل الغلال تفقد البعض من قيمتها الغذائية . والمطمورة وهي الطريقة التقليدية في حفظ العيش في السودان تجعلة يفقد ما قد يصل الي نصف قيمته الغذائية . وقديما قرأت ان الاتحاد السوفيتي يحتاج ل117 مليونا من القمح . ولكن في بعض الاحيان يفشل الانتاج ويحتاج الاتحاد السوفيتي للإستيراد . وكانت امريكا وحلفاءها يرفضون البيع لروسيبا . ويقولون. كل مزارع يتوقف من انتاج القمح يتحول لجندي يوجه سلاحة نحو امريكا وحلفاءها . ومن السياسات الرعناء كانت محاولة جعل الخبز مجانيا او شبه مجاني . واخذ المواطن اكثر من حاجته وبعضهم اطعن الخنازير الخبز . وتلك اول محاولة في طريق الشيوعية . وشعار الاشتراكية هو لكل حسب مقدرته ولكل حسب عمله . وفي الشيوعية …من كل حسب مقدرته ولكل حسب حاجته .
خروتشوف رئيس روسيا بعد استالين كان مسكونا بزراعة القمح ، والذرة الشامية خاصة لانها يمكن ان تستعمل كطعام وعلف للحيوانات . وكان الروس يحاولون زراعة الذرة الشامية . ثم ينقلون الحبوب كيلومترات نحو الشمال حتي تتأقلم الذرة الشامية مع البرد . ولقد كان الروس يسألون لماذا يريد خروتشوف الذهاب الى القمر . وكان الرد … ليزرع الذرة الشامية .
احد المسئولين في وزارة الزراعة قال لي في الثمانينات انهم للقضاء علي الحشرات والطيور لحماية المحاصيل يستعملون الرش بكثافة . وعندما قلت له ان هذا يؤثر علي البيئة والطيور الصديقة قال انه لا يهم وحتي الطيور الجارحة وآكلة الرمم تموت . لكل هذه الطيور دور في الطبيعة . والرش يحصل قبل المغيب عندما تأتي الطيور لاعشاشها . وزكرت له ان الصين فقدن بين 30 او 40 مليونا من البشر بسبب المجاعة التي سببتها السياسة الخاطئة . فلقد خرجت الصين وهي تقرع الطبول والاواني المعدنية والابواق لكي لا تهبط العصافير . وماتت العصافير من التعب .وظهر المسئولون في الافلام وهم على رأس المواطنين لجمع الاطنان من العصافير النافقة . وهي الزرزور الذي يغير علي المحاصيل في السودان . ولكنه يقضي علي الكثير من الحشرات . وفي الصين ماتت العصافير وقضت الحشرات علي المحاصيل ومات الملايين من البشر. ولم يعرف العالم الا بعد انتهاء… الثورة الثقافية .
هنالك سبعة محاصيل في اوربا .اولها القمح والشعير والشوفان والذرة الشامية . وهنالك الحبوب الزيتية وما يعرف ب … رابس وهو السمن النباتي والذي يجد طريقه حتي لموائد السودانيين . وهذا نبات يزورع كل سنة وله زهرة صفراء جميلة ويرى الانسان بحارا ممتدة من اللون الاصفر .و هنالك انواع مختلفة من البطاطس . وهنالك البنجر الذي يصنع منه السكر . ولونه ابيض وحجم الحبة حوالي كيلوجرام واحد . هذه اهم مقومات الزراعة الاوربية . وعندما سمع البشير بأنهم سيزرعون بنجر السكر خطب في اهل الشمالية قائلا … بتعرفوا البامبي ؟ حنزرعوا ونعمل منو سكر . ومن القمح تصنع الخمور , خاصة الفودكا . ويصنع الويسكي من البطاطس . وفي جنوب السودان ويوغندة يصنع العرقي من الموز . والاعناب في جنوب اوربا تتحول لنبيذ وكونياك وشمبانيا الخ . والكونيا بتواجد في المستشفيات لرفع مقدرة الجسم . وفي السودان يوجد في المستشفيات لعلاج لدغة العقرب والثعبان . في السودان يذهب الكثير من العيس لصنع الخمور خاصة المريسة التي تعتبر الغذاء الرئيسي في بعض مناطق السودان … شماله وجنوبه . ومن العيش يصنع العرقي الذي ازدهرت صناعته بعد ان منع الاستيراد .
التمركان من اهم منتجات الشمالية . وبعد الحصاد تتم الزيجات وتبتاع الثياب والاثاث . وتسدد الديون . وكان يصنع منه العرقي خاصة المشرقي والبركاوي والقنديلة كان يصدر لكل انحاء السودان ويعتبر هدية رائعة .. وشرق السودان يستهلك كميات مهولة من العجوة لشرب القهوة ومع لحمة السلات المشوية علي الحصى الكبار . واقد اشتكي اهل الشمالية من ادخال الشتول من السعودية والامارات في الثمانينات بكميات صغيرة صحبة راكب لانها تحمل آفات ليس هنالك ما يقضي عليها من المخلوقات . واخيرا استوردوا عشرين الف من الشتول من الامارات ممنوع استيرادها بسبب الآفات . واستراليا تغرم الراكب الذي يحضر وفي جيبه او حقيبته موزة او تفاحة 220 دولارا , للمحافظة علي البيئة . لكن نحن السودانية ملطشة .
نحن في السودان يمكن ان ننتج انواعا متعددة من الخضروات والثمار والمحاصيل اكثر تنوعا من اوربا . فاليوم تأتي الزهور الي اوربا من افريقيا خاصة كينيا . ويستخدمون الطائرات .ولقد تضاعف انتاج كينيا ومالي وزامبيا الزراعي عدة مرات ونحن نستورد الطعام . بعض الكيزان لا يفضلون الانتاج السوداني لانهم يكسبون الكثير من استيراد الدقيق . وعملية الطحم سهلة وغير مكلفة . فلماذا لا تتم في السودان ؟ وفي السنين الماضية تدنى سعر القمح عالميا وارتفع في السودان . ولكن مع الكيزان لا يوجد منطق .
نعم العيش هو قوت اهل السودان الاول . ولكن للدخن مكانة خاصة . ومنه يصنع القدو قدو وهي كرات تفصل من بعض ببعض الدقيق لكي لا تلتصق عند الحفظ . ولكنه يستخدم اكثر كنوع من المديدة . وصار حتى اهل الوسط يأكلون الدخن . من الصعب تغيير عادة الاكل . احدي السيدات من الشمالية اتت للوسط ولم تتعود علي الكسرة وهي متعودة علي القراصة . فقالت قصيدة اذكر منها
اكلوني شيطي وشيطي وفي البيت سوولي بيتي . وكانت تصف الكسرة بالشيطي . وتتحدث عن الناموسية التي كانت تقي من الباعوضة .
بعض اولاد الاشلاق عندما يحضرون للطاحونة الكهربائية الصغيرة في سوق حي الملازمين بالقمح لطحنه ، يحضرون قليلا من القمح في صرة لكي يقوم الطحان بنظافة الحجر من العيش . واظن الصرة لتحديد القدر لنظافة الحجر .
من ارخص انواع العيش كانت الفيتريتة ولونها احمر وطعمها لذيذ . كان من يحضر الفيتريتة يجد بعض التفرقة في الطاحونة . ولقد قلت ان الانقاذ جعلت السودان مثل صاحب الفيتريتة بين الامم ، في الآخر . فصاحب الفيتريتة يطلبون منه الانتظار في الآخر . فمن العادة ان تصنع الكسرة من المايو او المقد والمقد حبته كبيرة وفي بعض الاحيان يخلطونه مع القمح لعمل الرغيف . ولكن بعد ان انتشر عمل العرقي ارتفع سعر الفيتريتة . لانها تتخمر بسرعة لعمل ,, المونة ,, التي تخمر وتطبخ في القدر الذي هو البرميل وتقطر بواسطة البوصة وهي ماسورة تلف بالخرق وتبل بالماء لتقطير العرقي . العيش متعدد النشاطات .
في امدرمان كانت زريبة العيش في شارع سوق العناقريب جنوب الجزر من اساطين سوق العيش العم شاخور رئيس نادي المريخ . وكان تجار العيش من الاثرياء عادة . وتميزهم الفتاشة وهي اداة من الصفيح يصنعها السمكري في شكل ماسورة حوالي الخمسة عشر سنتمتر برأس ضيق لادخالها في جوالات العيش للكشف علي نوعية العيش . وكثيرا ما تثقب الفتاشة جيب التاجر . والبعض يلفها بالمنديل للمحافظة على الجيب . وتجار العيش يحملون عادة فلوسا كثيرة في كيس من المشمع مكتوب علية الحرفان أس جي بالانجليزية اشارة لحكومة السودان . ويتحصلون عليها من الصرافين لحمل الريالات الثقيلة .
بينما نحن في اثناء تناول الشاي بعد طعام الغداء في منزل خالي اسماعيل خليل في ملكال يوم الجمعة ، ومن العادة ان يتجمع الكثيرون في المنزل بطعامهم . اتي زكريا شيخ العتالة مصحوبا بصديقي بيور وهو العتالي الوحيد في ملكال من الدينكا . واغلب العتالة في كل السودان كانوا من اهلنا الفلاتة . الذين تحملوا العبئ الاكبر في الجهد والعمل . طوبي للفلاتة .
الريارة كانت بحثا عن تاجر العيش الذي كان من الحضور . وكان العتالة قد اتفقو معه على قرش لكل جوال عيش . ولكن وضح ان العيش في مركب ضخم . ولم يكن في الباخرة بالسقالات والمزلقان كالعادة . والسعر قرش ونصف . واخرج التاجر مبلغا خرافيا وقتها يماثل الالف جنيه وكان العامل يعمل باقل من ثلاثة جنيهات في الشهر وقتها . واعطى زكريا الفرق . وعلق التاجر بأنه من الخطأ الاختلاف مع العتالة لانهم قد يضربون عن العمل مع التاجر الذي لا يعطيهم حقهم وقد يرصون جوالات العيش بطريقة ا قد تنهار بعد انصرافهم . وزكر انه قد عمل لسنين من خواجة . وقد كافأه في نهاية عملة برأ سمال بدأ به حياته .
قديما كانت اعالي النيل من اكثر الاماكن امنا . لان النوير والدينكا والشلك والانجواك والمورلي الخ لا يعرفون السرقة . ويترك الناس منازلهم في نهاية مارس وابريل في فترة الجفاف ولا يفقدون اي شئ .
في الخمسينات وانا في الثالثة عشر من عمري كنت ارافق الرجل الجنتلمان محمد يس طيب الله ثراه علي ظهر القندران لاكوبو البيبور فشلا الخ . وبين ديرور وايرو شرق واط عاصمة اقليم النوير لاو توقف القندران في الليل بسبب جوال عيش علي الطريق . وفي الصباح توقفنا عند دكان احد الجلابة وسلمناهم الجوال الذي سقط من اللوري . والغريبة ان اي من النوير بالرغم من انعدام العيش في فترة ابريل لم يمد يده الى جوال العيش . وفي ايرور اكلت كسرة بي موية عند التاجر ود الزين الذي كان يقول لي مفتخرا انه قد علم النوير صنع الكسرة . ونحن قد تعلمنا بعض الاطباق من المصريين والاتيوبيين واليونانيين الخ . وكانت عملية الكسرة في اعالي التيل تحدث بالطريقة القديمة ، الفندك والمرحاكة ثم الدوكة .
الشلك بجانب نظافة اجسادهم ومنازلهم المشهورة يتمتعون بمقدرة عالية في صناعة الطعام . وأكلتهم الاولى هي الولول او المنوكولو , وتصنع من العيش وتشبه السكسكانية . والجنوب كان يستورد كميات ضخمة من العيش من الشمال . واخيرا اتجة الناس لزراع الذرة في ام دلوس والعدالة
والطيارة واماكن اخري في شمال اعالي النيل . وكان النقل يحدث بالبواخر للكميات الكبيرة والمراكب الشرعية التي كانت تسبق الباخرة عندما يكون الريح متوتيا . ولكن للمسافات القصير وللكميات الصغيرة كانت اللواري تجوب المنطقة . واللوري العادي يحمل 55 جوالا من العيش ، او 5 اطنان . وحمولة اللوري العاديي 3 طن ولكن السودانيون قاموا يإضافة حوالي المتر لشاسي البدفورد ورفعوا اللوري باطارات 120 في الخلف بدلا عن المقاس العادي 900. وكانت الصناديق الحديدية تحمل اسم ,, ختر ,, وهو اشهر حداد وقتها في السودان وورشته في امدرمان . وهذه اللواري ساعدت كثيرا في تطوير السودان .
بعد هطول المطر ينتظر الناس ظهور القش ويقومون بحشه بالملودة او النجام . ويأتي وقت السلوكة لصنع الحفر وخلف صاحب السلوكة يتبع من يبذر البذور من القرعة ويغطي عليها بقدمه . وعندما يظهر الزرع في مرحلة اضان فار يحتاج الزرع للشلخ حتي لا تكون هنالك اكثر من نبتة واحدة تتنافس في نفس الحفرة . وعندما يعلو العيش يقولون لتيبة . ولكن اخطر فترة هي المرحلة قبل نضوج العيش . فاذا حدث جفاف شديد ينكسر القندول قبل ان ينضج ويقولون العيش برطج . وهذه اكبر مصيبة يواجهها المزارع بعد الجراد في بداية الموسم لان العتاب يفقس في مايو عادة بعد الامطار .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
الفيلسوف الشيخ العبيد ود بدر حمل معدات الزراعة فقالوا له ان وقت الزراعة لم يحن وذكروه بمنازل المطر فقال … وكتين جانا نازل شن لينا في المنازل . كان عمليا . قال لمن طلب منه ان يدعو له بالغنى ، بعد ان امسك بيدة مخاطبا اليد . حشي بدري وازرعي بدري شوفي كان تنقدري .
زكر بابكر بدري ان المجاعة المت بالسودان قبل بداية العشرينات . ولكن الادارة البريطانية اتت بالعيش من الهند وعرفت السنة بعيش الهندي , مثل عيش ريقان اخيرا . وارسل يوسف بدري الكبير المعروف بخريف الناس شقيق بابكر بدري بقافلة من الدويم لاهلة في رفاعة . وزكر بابكر بدري ان باخرة وصلت بورسودان لايعرف عنها الا انها مرسلة للشيبخ حسب الرسول ابن الشيخ العبيد ود بدر وزعت علي المساكين . وزكر رئيس تحرير الصراحة الاستاذ عبد الله رجب ، ان الناس كانت تنزل في المحطة الوسطي الخرطوم من الترام والبضات والسيارات وهم يبكون بسبب موت الشيخ حسب الرسول .
في فترة تعاملت مع استئجار الطائرات وكانوا يسألون .. ويت ليس ,, ام ,, دراي ليس ,, اسئجار جاف ام غير جاف . وتعني بطافم او بدون طاقم . وكان الناس يتكلمون عن اسعار العيش ويقولون … عريان ولا لابس . ولابس تعني في جوالات . وفي بداية الستينات كان العيش كثيرا ورخيصا لدرجة ان الجولات كانت اغلي من ثمن العيش . وتواجه احد المنتجين بمصاريف التخزين والعتالة . فاشعل النار في العيش . وقدم للمحاكمة , واول مرة نسمع بتهمة الاساءة للمال . وحكم علية بالغرامة 6 اشهر .
كركاسة
عندما كتبت عن مجاعة 1984 تذكرت عن طريف المداخلات كيف اندهش المغني العالمي والممثل هاري بلفونتي الذي اتي للمساعدة ، عندما غنى الفنان العظيم شرحبيل احمد احدى اغانيد بلفونتي فاندفع معانقا شرحبيل علي المسرح وواصل الغناء معه في شكل دويت واول دوين كان بين عشا موسي احمد الفلاتية مع الملحن الموسبقار احمد عبد االرازق . وهي اغنية الريدة الريدة .
عنما كنت اذهب لشقيقتي الهام في باريس كان عنوانها شارع ليوناردو دايفتشي بلاتس فكتور هوقو . لقد اكرمت باريس الكاتب فكتور هوقو باطلاق اسمه علي شارع سكنه بالقرب من الشارع العظيم جنرال فوش بالقرب من برج ايفل . وكان اصدقاء فكتور هيقو يكتون علي الظرف الي المسيو فكتور هيقو في شارعة . الا يمكن ان يطلق اسم شارع الفنان شرحبيل احمد رسميا علي شارعه . لقد اطلقت امدرمان اسم شارع الشنقيطي على شارعه في حياته . الا يستحق الرائع شرحبيل اكثر من هذا .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
[و ودابــــــــــــــــــــــــراهيـــــــــــــــــــــــم]
0.00/5 (0 صوت)
02-11-2017 10:57
العم القامه شوقي بدري سلامات اولا من الشروط البيع في الاسلام ان تكون السلعه المباعه معلومه ومملوكه فمثلا لايجوز ان يبيع الشخص السمك في البحر قبل ان يمتلك وقد ظهرت في الاسواق في السنين الاخيره بيع الكسر وهي ان يتدين شخص بضاعه مثلا ب5مليون ويبيعها ب4مليون نقدا لانو محتاج الي الكاش وقد سمعت امام جامع في خطبة جمعه ان كل هذا يدخل باب الربا ونحن ندعوان كل من له فضل زاد ان يعين به علي من لاذاد الله وفي الحديث (ماامن بي من يات شبعان وجاره جايع وهويعلم ذالك).ون نرجو من الله ان يوفق الحكومة لاعادة مشروع الجزيره الي سيرته الاولي حتي يقل نسبة الفقراء في بلدنا
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-264189.htm
كم انت كبير وسوف تظل كبير يا العم شوقى ربنا يحفظك
هناك من يرى أن الفسائل التي أحضرتها شركة أمطار الإماراتية نسيجية أُنتجت في حاضنات معزولة عن البيئة الحلقية ولا سبيل إلي القول بإصابتها بفطر البيوض.وأن كل مافي الأمر صراع مصالح ومراكز قوي بين الكيزان.وهذا ليس صك براءة للإماراتيين.فلو كانوا مخلصين لماذا لا يستثمرون في الخضر والموالح ذات السوق الرائج بدلاً عن التمور التي ليست لها أسواق لأن إنتاج العالم منها يفوق إحتياجاته.
كالعادة مقالك فيه تثقيف مركز.فيه تنوير أمين.فيه طلاقة فيه طلاوة.فيه حلاوة فيه سِحْرٌ يُؤْثَر.
ولقد اشترك شريف التهامي في الاضرار بسعر القطن في صفقات الطاقة والغاز تورباين . ولم يستطع الصادق ان يجنب صهره شرف التهامي السجن في الديمقراطية الاخيرة . قام مبارك الفاضل ببيع القطن لتاجر هندي في بريطانيا .ثمنه 100 مليون دولار ووضع 40 مليونا في جيبه ودخل الخزينة 60 مليونا فقط . وجزء من الصفقة طيارة خردة كانت بداية شركة ترحيل يمتلكها مبارك .والصادق زعلان من مبارك علشان بيلحس ايدينو خلال الاكل ؟ ما بي سبب الفلوس الضربا مبارك وحرم الصادق. من صفقة المولاس والبترول من شركة فال في الشارقة . واطارات عبد ربه والرخص التجارية من مواسير وسيخ ويمكن كمان فسيخ . والصادق مسكين بقى يشحد البشير . وبت شريف التهامي ضربت ملايين الكيزان بعد وفاة زوجها ابن الكوز رئيس مسخرة البرلمان الحالي .
أتهام الناس بالباطل ما كويس و يجلب الضرب بالمثل فنحن سمعنا انك أؤتمنت اموال الحزب الشيوعيى ولكنك لهطتها و لهذا السبب طردوك من الحزب الشيوعى الذى تسبه الان و تنفى العلاقة به
ياخى اتذكر ايام مراهقتك وشبابك حينما كنت تلهط الفته فى فى بيت الخليفه و سراى المهدى …. لحمك وشحمك كلو من خيرهم
الخطيئة الاولى في السودان
دخوله جامعة الدول العربية وترك طريق الكومنوولث والديمقراطية والاحزاب الوطنية دون استشارة الشعب في استفتاء
الخطيئة التانية عدم احترام مطالب الجنوبيين بالفدرالية والفدرالية والديمقراطية هي المضاد الحيوي لمنع حثالة البنك الدولي للوصول الى السلطة في اي بلد مهما تعاظم شانهم
طيب لمن الشيوعيين ايضا افشل من الفشل اقتصاديا بالطالو على السيد عبدالرحمن المهدي ليه
ولاحظ يا عمنا الفرق الاخلاقي بين من تعاطو السياسة من السودانيين قبل الاستقلال=اخلاق عالية
ومن تعاطواها بعد الاستقلال عبر الانقلابات قمة اوضاعة
هسة احسن الانصار والختمية والجمهوريين والجنوبيين ولى القوميين والشيوعيين والاخوان المسلمين
يا شوقي بدري اوزن نفسك كويس
الانجليز والاحزاب الوطنية افضل مليون مرة من مصر والايدولجيات المصرية التي اسسها واسس الانقلابات بها رجل المخابرات المصري الصاغ صلاح سالم
والبلد لو مشت على الانجليز والاميين السودانيين احسن من ناس القلم ما بزيل بلم
بالله الشيوعيين فاشلين كده ويتعنطزو لحدي الان
يواصل الدكتور نور حمد نشر مقالات مسلسله الذي يُشَرِّح فيه “العقل الرعوي” حتى بلغت تسعاً في آخر إحصاء. ومن رأي النور أن هذا العقل هو الذي من وراء خيباتنا الحضارية في الماضي والحاضر. بل هو من وراء خيبات غيرنا مثل الردة النازية في المانيا في الثلاثينات وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. واهتممت بما يكتب النور لأنه قلم حاذق توسع في ضرر العقل الرعوي في حين اختزل من سبقوه هذا الضرر في عبارة موجزة عابرة غير متأنية. وتوافرتُ منذ سنوات على كتابات نقدت فيها من نسبوا بؤس حالنا لهذا العقل. وقلت لو صحة نسبة بشاتن حالنا لعقل ما لكان هو “عقل البرجوازية الصغيرة”. ولذا بادرت، وحلقات النور هذه في مبتدئها، بمطاعن في منهجه لا أعتقد أنه استوفاها حقها من النقاش في رده عليّ. وعليه رأيت العودة إلى هذه المطاعن المنهجية والحلقات ما تزال تترى. وسأخصص هذه الحلقة وما بعدها لهذه المطاعن المنهجية ثم اتوافر في حلقة أخرى على مآخذ موضوعية انتخبتها من شغل النور الفكري حول العقل الرعوي. لعل حوار مثل النور عسير لأنه يتهمك بما أنت منه شاك. فلما سألناه تعريف مصطلح “العقل الرعوي”، وهي العاهة السياسة الثقافية التي خرج لتشريح عوارها، شخّص حالتنا كمصابين بنفس العاهة. فقال: “الذين يضرسهم “العقل الرعوي” ربما احتاجوا أن يتريثوا فلا يندفعوا إلى الدفاع بحمية القبيلة. فهذا النوع من الاندفاع يمثل واحدة من تجليات العقل الرعوي، المتحفز، الذي لا يفكر صاحبه مرتين قبل أن يخف إلى سلاحه ليشهره في وجه الآخر”. ولم تكن لنا من قبيلة من وراء الحمية التي نسبها للعقل الرعوي فينا سوى قبيلة الأكاديميين الذين تحرير المصطلح الأصل في شغلهم. ومهما يكن فقد شفانا النور من دائنا بتعريفه لمصطلحه في ما بدا لي مكرهاً لا بطلاً. فهو مصر على أن الذي ينبغي لنا التركيز عليه هو الظاهرة وتجلياتها لا مصطلحها. قال “فإن اتفقنا على وجود الظاهرة، وضرورة البحث فيها، لا يهم أي مصطلح نطلقه عليها”. وسنتجاوز عن هذا الإلحاد الأكاديمي وننوه بأنه التفت مع ذلك إلى بيان مفهومه للعقل الرعوي وعرَّفه للراغب. فقال إن “العقل الرعوي منظومة قيمية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه، وأسلوب حياة بعينها”. وبعبارة في قوله أخرى فهو منظومة قيمية شكلتها ظروف تاريخية. وهي ظروف لم تسمح لها بأن تتشكل على غير تلك الصورة. وتعريف النور الوارد للعقل الرعوي من دارج الماركسية. وماركسيته الدراجة تمثلت في جعله البناء التحتي، النشاط الاقتصادي، حاكماً على المعارف (المنظومة القيمية). ويعود بنا هذا التعريف الماركسي الدراج إلى كلمة سلفت للنور نسب فيها عدم استساغتي لمفهومه ل” العقل الرعوي” إلى بقاء أقدامي “منغرسةً، إلى الآن، في تربة التحليل الماركسي للظواهر”. ويضيف “أن التحليل الماركسي الاقتصادي للظواهر رغم أهميته التاريخية، لم يعد صالحًا تماما. فقد انقصم عظم ظهره منذ وقت طويل. فمقولة الوعي التابع للمادة، ومقولة إن منظومة علاقات الانتاج هي التي تصنع القيم، وأن البنى الفوقية تتولد، بالضرورة، من البنى التحتية، في قوله، مقولات سقطت جلُّ دعاماتها الإيديولوجية. وأعني هنا، أنها لم تسقط على الصعيد النظري، وحسب، وإنما سقطت على صعيد التجربة الفعلية في التطبيق الاشتراكي في الدول الشيوعية. ” وظهرت فيها الرعوية بتغلب العنصرية والعقيدة الدينية على مثاليات الاشتراكية. وليس من أدب الخصومة التعريض بعقيدة المحاور وتصويرها كعاهة أو تعويق لا شفاء للمرء منه علماً بأن النور لم يأت في علاقة الفكر بالواقع المادي بغير الصيغة الماركسية التقليدية. ومن أوجه عسر مناقشة النور أنه لا يستقر على حال من محاكمة العقول على خيباتنا. فهي عنده كثر. فحتى عهد قريب في أوراق قدمها إلى مؤتمرات اتحاد الكتاب السودانيين كان من رأيه أن مصدر نكستنا هو العقلية الخديوية. ومن تلك مقاله “غيبة السودان الحضارية ومحنة العقل المُحتل” (مؤتمر 2013) سمى فيها تأثرنا بالفقه المدرسي العثماني المتزمت (1821-1885) “احتلالاً عقلياً” لبنية العقل السوداني. ولولا هذا الاحتلال العقلي في قوله لشق السودان طريقاً خاصاً للحداثة. ولكنه عاد لينسب خيباتنا في المقالات موضوع نظرنا إلى العقل الرعوي كما تقدم. فلم يكن بوسع السودانيين، بالنتيجة، الوقوع على تلك الحداثة الخاصة بهم لأن لخديوية، في قوله الجديد، جاءت بنظام حداثي وصفه بأنه غاشم ما لبث أن اقتلعته الهبة المهدوية الرعوية التي ما لبثت أن استحالت إلى فوضى عارمة. فبأي العقلين تصدقان؟ بالطبع من حق الكاتب تغيير وجهة نظره حول شأن ما متى تهيأت له الأسباب. ولكنه متى نقض نفسه بنفسه بقوة، بل انقلب عليها انقلابا، وجب عليه مهنياً أن يطلع زملاء الكار والقراء عامة بمكنونات هذه الانقلاب ودواعيه. فالكاتب كالرجل والمرأة رهين لسانه الأول. ووجدت النور ضنيناً ببيان مقولاته وتقعيدها بما يوقعه تحت طائلة الاستبداد الفكري. فأكثر النور من ذكر ابن خلدون في ما كتب عن أن العرب أبعد الأمم من سياسة الملك. وقال إن “العرب” “عندي تعني “الأعراب”. ومضى ليقول و”لعل” ابن حلدون عنى بالعرب “الأعراب” وليس “العرب” على إطلاق العبارة. ويضيف: “لا تشمل كلمة “أعراب كل العرب”. وانتهى إلى هذا الرأي (اللعلي) عن أن عرب ابن خلدون أعرابا وكان بمكنته أن يُوسع ابن خلدون بحثاً ليقيم الحجة على مقاصده من عبارة “عرب” الطاغية في وصفه السلوك السياسي والاجتماعي لهذه الجماعة. فليس من علائم إحسان البحث المجازفة برأي بغير استيفاء حقه في التقعيد والتشقيق ليسلس للكاتب زمام الاستدلال. فكيف استدل أن ابن خلدون عنى ب”العرب” “الأعراب” ولم يستنطق نصه بما يفيد ذلك؟ ووجدت أن النور نفسه لا يميز في مواضع من مقالاته بين العرب والأعراب بحيث تنتفي ضروة التمييز بينهما التي سعى لبيانها. فقال إن قريش، التي من أهل الحضر لا الوبر، سكنت الحاضرة بعقلية القبيلة الرعوية. فهي عنده ارستقراطية من العرب استغلت سدانتها للكعبة (معبد دينها الوثني) لإثراء نفسها. وكان إسلامها بمثابة إحناء الرأس للعاصفة لتمر فيعودون لما كانوا فيه. ولنسأل النور: كيف لا تكون هذه المخاتلة من “العرب” في قريش من باب “أشد كفراً ونفاقاً” التي وصف بها القرأن الكريم الأعراب؟ وبالنتيجة تنقض هذه المماثلة بين العرب والأعراب (نفاق قريش العرب ونفاق الأعراب) التي جاءت عند النور مسعاه ليميز العرب عن الأعراب عند ابن خلدون. فقريش أعراب طالما استبطنت الكفر وهي تتشدق بالإيمان كالأعراب تماماً. ووجدت النور من أهل “الخط المعلق” في البحث. فجاء بالآية “الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله ورسوله”. وحملها دلالات “جينية” يقشعر لها من يعتقد بأن الإسلام دين الفطرة. فقال إنه وجد الآية غاية في دلالة عن “بعد الأعراب عن الله، ومن نبيل القيم . . . فهم من السوء بحيث أصبح من الخير لهم ألا يعرفوا بتعاليم الإسلام . . . ليبقوا على ما هم فيه رأفة بهم”. وجاء في نفس الموضع بآية القرآن الأخرى: “وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 99). ولم يزد النور في وجه هذا التحدي المصطلحي الرباني عن قوله “وبطبيعة الحال استثنى القرآن أعراباً آخرين من هذا الهجاء”. وهو استثناء توجب الوقوف عنده لولا أن النور عجول يخترق ضاحية المصطلحات كيف شاء ويترك القارئ في حيرة من أمره.
يواصل الدكتور نور حمد نشر مقالات مسلسله الذي يُشَرِّح فيه “العقل الرعوي” حتى بلغت تسعاً في آخر إحصاء. ومن رأي النور أن هذا العقل هو الذي من وراء خيباتنا الحضارية في الماضي والحاضر. بل هو من وراء خيبات غيرنا مثل الردة النازية في المانيا في الثلاثينات وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. واهتممت بما يكتب النور لأنه قلم حاذق توسع في ضرر العقل الرعوي في حين اختزل من سبقوه هذا الضرر في عبارة موجزة عابرة غير متأنية. وتوافرتُ منذ سنوات على كتابات نقدت فيها من نسبوا بؤس حالنا لهذا العقل. وقلت لو صحة نسبة بشاتن حالنا لعقل ما لكان هو “عقل البرجوازية الصغيرة”. ولذا بادرت، وحلقات النور هذه في مبتدئها، بمطاعن في منهجه لا أعتقد أنه استوفاها حقها من النقاش في رده عليّ. وعليه رأيت العودة إلى هذه المطاعن المنهجية والحلقات ما تزال تترى. وسأخصص هذه الحلقة وما بعدها لهذه المطاعن المنهجية ثم اتوافر في حلقة أخرى على مآخذ موضوعية انتخبتها من شغل النور الفكري حول العقل الرعوي. لعل حوار مثل النور عسير لأنه يتهمك بما أنت منه شاك. فلما سألناه تعريف مصطلح “العقل الرعوي”، وهي العاهة السياسة الثقافية التي خرج لتشريح عوارها، شخّص حالتنا كمصابين بنفس العاهة. فقال: “الذين يضرسهم “العقل الرعوي” ربما احتاجوا أن يتريثوا فلا يندفعوا إلى الدفاع بحمية القبيلة. فهذا النوع من الاندفاع يمثل واحدة من تجليات العقل الرعوي، المتحفز، الذي لا يفكر صاحبه مرتين قبل أن يخف إلى سلاحه ليشهره في وجه الآخر”. ولم تكن لنا من قبيلة من وراء الحمية التي نسبها للعقل الرعوي فينا سوى قبيلة الأكاديميين الذين تحرير المصطلح الأصل في شغلهم. ومهما يكن فقد شفانا النور من دائنا بتعريفه لمصطلحه في ما بدا لي مكرهاً لا بطلاً. فهو مصر على أن الذي ينبغي لنا التركيز عليه هو الظاهرة وتجلياتها لا مصطلحها. قال “فإن اتفقنا على وجود الظاهرة، وضرورة البحث فيها، لا يهم أي مصطلح نطلقه عليها”. وسنتجاوز عن هذا الإلحاد الأكاديمي وننوه بأنه التفت مع ذلك إلى بيان مفهومه للعقل الرعوي وعرَّفه للراغب. فقال إن “العقل الرعوي منظومة قيمية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه، وأسلوب حياة بعينها”. وبعبارة في قوله أخرى فهو منظومة قيمية شكلتها ظروف تاريخية. وهي ظروف لم تسمح لها بأن تتشكل على غير تلك الصورة. وتعريف النور الوارد للعقل الرعوي من دارج الماركسية. وماركسيته الدراجة تمثلت في جعله البناء التحتي، النشاط الاقتصادي، حاكماً على المعارف (المنظومة القيمية). ويعود بنا هذا التعريف الماركسي الدراج إلى كلمة سلفت للنور نسب فيها عدم استساغتي لمفهومه ل” العقل الرعوي” إلى بقاء أقدامي “منغرسةً، إلى الآن، في تربة التحليل الماركسي للظواهر”. ويضيف “أن التحليل الماركسي الاقتصادي للظواهر رغم أهميته التاريخية، لم يعد صالحًا تماما. فقد انقصم عظم ظهره منذ وقت طويل. فمقولة الوعي التابع للمادة، ومقولة إن منظومة علاقات الانتاج هي التي تصنع القيم، وأن البنى الفوقية تتولد، بالضرورة، من البنى التحتية، في قوله، مقولات سقطت جلُّ دعاماتها الإيديولوجية. وأعني هنا، أنها لم تسقط على الصعيد النظري، وحسب، وإنما سقطت على صعيد التجربة الفعلية في التطبيق الاشتراكي في الدول الشيوعية. ” وظهرت فيها الرعوية بتغلب العنصرية والعقيدة الدينية على مثاليات الاشتراكية. وليس من أدب الخصومة التعريض بعقيدة المحاور وتصويرها كعاهة أو تعويق لا شفاء للمرء منه علماً بأن النور لم يأت في علاقة الفكر بالواقع المادي بغير الصيغة الماركسية التقليدية. ومن أوجه عسر مناقشة النور أنه لا يستقر على حال من محاكمة العقول على خيباتنا. فهي عنده كثر. فحتى عهد قريب في أوراق قدمها إلى مؤتمرات اتحاد الكتاب السودانيين كان من رأيه أن مصدر نكستنا هو العقلية الخديوية. ومن تلك مقاله “غيبة السودان الحضارية ومحنة العقل المُحتل” (مؤتمر 2013) سمى فيها تأثرنا بالفقه المدرسي العثماني المتزمت (1821-1885) “احتلالاً عقلياً” لبنية العقل السوداني. ولولا هذا الاحتلال العقلي في قوله لشق السودان طريقاً خاصاً للحداثة. ولكنه عاد لينسب خيباتنا في المقالات موضوع نظرنا إلى العقل الرعوي كما تقدم. فلم يكن بوسع السودانيين، بالنتيجة، الوقوع على تلك الحداثة الخاصة بهم لأن لخديوية، في قوله الجديد، جاءت بنظام حداثي وصفه بأنه غاشم ما لبث أن اقتلعته الهبة المهدوية الرعوية التي ما لبثت أن استحالت إلى فوضى عارمة. فبأي العقلين تصدقان؟ بالطبع من حق الكاتب تغيير وجهة نظره حول شأن ما متى تهيأت له الأسباب. ولكنه متى نقض نفسه بنفسه بقوة، بل انقلب عليها انقلابا، وجب عليه مهنياً أن يطلع زملاء الكار والقراء عامة بمكنونات هذه الانقلاب ودواعيه. فالكاتب كالرجل والمرأة رهين لسانه الأول. ووجدت النور ضنيناً ببيان مقولاته وتقعيدها بما يوقعه تحت طائلة الاستبداد الفكري. فأكثر النور من ذكر ابن خلدون في ما كتب عن أن العرب أبعد الأمم من سياسة الملك. وقال إن “العرب” “عندي تعني “الأعراب”. ومضى ليقول و”لعل” ابن حلدون عنى بالعرب “الأعراب” وليس “العرب” على إطلاق العبارة. ويضيف: “لا تشمل كلمة “أعراب كل العرب”. وانتهى إلى هذا الرأي (اللعلي) عن أن عرب ابن خلدون أعرابا وكان بمكنته أن يُوسع ابن خلدون بحثاً ليقيم الحجة على مقاصده من عبارة “عرب” الطاغية في وصفه السلوك السياسي والاجتماعي لهذه الجماعة. فليس من علائم إحسان البحث المجازفة برأي بغير استيفاء حقه في التقعيد والتشقيق ليسلس للكاتب زمام الاستدلال. فكيف استدل أن ابن خلدون عنى ب”العرب” “الأعراب” ولم يستنطق نصه بما يفيد ذلك؟ ووجدت أن النور نفسه لا يميز في مواضع من مقالاته بين العرب والأعراب بحيث تنتفي ضروة التمييز بينهما التي سعى لبيانها. فقال إن قريش، التي من أهل الحضر لا الوبر، سكنت الحاضرة بعقلية القبيلة الرعوية. فهي عنده ارستقراطية من العرب استغلت سدانتها للكعبة (معبد دينها الوثني) لإثراء نفسها. وكان إسلامها بمثابة إحناء الرأس للعاصفة لتمر فيعودون لما كانوا فيه. ولنسأل النور: كيف لا تكون هذه المخاتلة من “العرب” في قريش من باب “أشد كفراً ونفاقاً” التي وصف بها القرأن الكريم الأعراب؟ وبالنتيجة تنقض هذه المماثلة بين العرب والأعراب (نفاق قريش العرب ونفاق الأعراب) التي جاءت عند النور مسعاه ليميز العرب عن الأعراب عند ابن خلدون. فقريش أعراب طالما استبطنت الكفر وهي تتشدق بالإيمان كالأعراب تماماً. ووجدت النور من أهل “الخط المعلق” في البحث. فجاء بالآية “الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله ورسوله”. وحملها دلالات “جينية” يقشعر لها من يعتقد بأن الإسلام دين الفطرة. فقال إنه وجد الآية غاية في دلالة عن “بعد الأعراب عن الله، ومن نبيل القيم . . . فهم من السوء بحيث أصبح من الخير لهم ألا يعرفوا بتعاليم الإسلام . . . ليبقوا على ما هم فيه رأفة بهم”. وجاء في نفس الموضع بآية القرآن الأخرى: “وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 99). ولم يزد النور في وجه هذا التحدي المصطلحي الرباني عن قوله “وبطبيعة الحال استثنى القرآن أعراباً آخرين من هذا الهجاء”. وهو استثناء توجب الوقوف عنده لولا أن النور عجول يخترق ضاحية المصطلحات كيف شاء ويترك القارئ في حيرة من أمره.
قرأت البارحة ان وزير المالية السوداني قد اعطى عبد الله شقيق البشير الحق في احتكار تصدير الذرة السودانية . انا لست هنا لكي اناقش هذا الظلم البائن . فالانقاذ منذ البداية كانت مجموعة من اللصوص والقتلة ، تحت عباءة الدين . وسبب بقائهم هو توسيع حلقة اللصوص وادخال لصوص جدد خاصة اهل النفوذ الديني والطائفيى لأن هؤلاء يأتون بالمساكين والمخدرين والمغيبين . والغريبة منهم المتعلمون وحملة الدكتوراة .
العيش او الذرة التي تصدر لاوربا لا تستعمل في الأكل ، ولكن كعلف . وهولندة من الدول التي تبتاع الذرة . شركة داف التي تصنع السيارات خاصة الشاحنات تمكنت في زمن نميري من بيع واهداء الشاحنات الداف
لحكومة السودان . فالدول المتطورة التزمت بتعهد امام الامم المتحدة بإعطاء الدول الفقيرة واحد في المئة من دخلها القومي . وتتنافس الشركات في اقناع حكوماتها بالتصدق بمنتجاتها ، لكي تضمن اسواقا جديدة . ولقد نجحت الداف كثيرا في السودان كنت امتلك ثلاثة منها في الثمانينات في السودان . و علي عكس الشاحنات الاخرى كانت قطع الغيار متوفرة لأن الدولة تستوردها . وهذا يجعلها متوفرة في السوق ، لانها تتسرب من المخازن للسوق كعادة السودان في زمن نميري ثم الصادق . وكانت الذره او العيش تستخدم في بعض الاحيان كمقايضة . ولقد بيع القطن في فترة من الفترات بأقل من سعره الحقيقي واستعمل في مقايضات اضرت بسوق القطن السوداني فلقد استورد السودان السلاح الروسي ودفع بالقطن وباع الاتحاد السوفيتي القطن السوداني بسعر متدني عالميا . وكان هذا في بداية مايو واضر هذا بسعر القطن السوداني . وهذه من غلطات الشيوعيين . ولقد اشترك شريف التهامي في الاضرار بسعر القطن في صفقات الطاقة والغاز تورباين . ولم يستطع الصادق ان يجنب صهره شرف التهامي السجن في الديمقراطية الاخيرة . قام مبارك الفاضل ببيع القطن لتاجر هندي في بريطانيا .ثمنه 100 مليون دولار ووضع 40 مليونا في جيبه ودخل الخزينة 60 مليونا فقط . وجزء من الصفقة طيارة خردة كانت بداية شركة ترحيل يمتلكها مبارك . وحذرت السلطات الكينية من حالة الطائرة المتردية . واودت الطائرة بحياة 6 منهم الطيارون . والبشير لسة بيكوس على دليل للفساد وهو رأس الفساد.
والصادق زعلان من مبارك علشان بيلحس ايدينو خلال الاكل ؟ ما بي سبب الفلوس الضربا مبارك وحرم الصادق. من صفقة المولاس والبترول من شركة فال في الشارقة . واطارات عبد ربه والرخص التجارية من مواسير وسيخ ويمكن كمان فسيخ . والصادق مسكين بقى يشحد البشير . وبت شريف التهامي ضربت ملايين الكيزان بعد وفاة زوجها ابن الكوز رئيس مسخرة البرلمان الحالي .
وانتو زمان فاكرين الكيزان وناس الامة لاصقين في بعض في كل عقد ولا فراش ، بي سبب زكر الله ؟ ما بي سبب القريشات . وكل واحد عاوز يملا طرفه ، وفي الاول حزتو .
الدكتور ابو حريرة كان من انضف السودانين . ولكن اذكر ان شقيقي الشنقيطي الذي كان موظفا في المالية كان يقول لي عندما ابديت فرحي بسياسة ابو حريرة طيب الله ثراه … التجار ما في زول بيقدر عليهم لانه بيشتروا الموظفين . وابو حريرة ما حيقدر على الموظفين .
عندما ضايق اصحاب الماشية ابو حريرة ومسكوا البهايم قام بإاستيراد الضأن من استراليا . وكان رخيصا وهشا . ومنع الاستيراد بدون التصدير . وهذا قرار جيد . ولكن ابو حريرة لم يكن يعرف قذارة ولؤم رأس المال . في فترة نميري وبنك فيصل وجد الكيزان فرصة للسيطرة على الاقتصاد السوداني . وعرف بنك فيصل ببنك العيش . وكانت ممارسات بنك فيصل تتعارض مع قوانين التجارة والدين الاسلامي لانهم كانوا يشترون من المزارعين قبل ان يكتمل الانتاج . ويخزنون العيش . والتخزين حرام في الاسلام ويحب ان يكون هنالك بيع متواصل .
قرار ابو حريرة بأن لا يسمح بالاستيراد الا بعد التصدير اتى بسبب الكيزان بردود فعل سيئة . فلقد اختفت بعض السلع المهمة مثل الادوية وقطع الغيار والكماليات التي تأتي بربح عالي . وعن طريق الدكتور بابكر احمد العبيد الذي كان علي رأس منظمة ,,سيف ذي تشلدرن ,,السويدي تعرفت بالاخ الفاتح كمير. ودكتور بابكر كان يبتاع العيش والكبكبي مع اللبن المجفف لاطعام الاطفال واللاجئين خاصة من اثيوبيا . وبعد اول صفقة اعطاه تاجر العيش ظرفا وبالاستفسار قال التاجر انه ما هو متفق علية مع من كان في الوظيفة قبله . فقال بابكر انت شفت الناس ديل حالهم كيف ؟ ديل بيصلوا عضام والشوك مقطع لحمهم . بالقروش دي اديني عيش زيادة علشان أأكلهم.
بعد نهاية الجفاف كان هنالك فائض من العيش . واتفقت مع الاخ الفاتح كمير على التصدير . وكان السعر 100 دولار . وكان عندي اتفاق مع ثلاثة شركات اوربيبة . وفجأة ابلغني الجميع ان العيش السوداني يباع ب 75 دولارا . ولم يصدق الفاتح وظن انني مخطئ . ولكن وضح ان بعض الكيزان يصدر العيش بسعر 75 دولار ويخسر 25 دولارا . ويكسب 300 % في استيراد بعض السلع المعدومة او الكمالية . وكان التصدير يحدث للسعودية او عن طريق السعودية . وتذكرت كلام الشنقيطي عن الموظفين والتجار .
لقد كانت الحكومات اكثر لؤماو علي الشعب السوداني من الجفاف والفيضانات والجراد . والدليل ما يحدث الآن . فالكيزان قد تحالفوا مع الصادق وسيطروا على جعفر نميبري ثم وضعوا بردعة علي الصادق وحرموا الشعب السوداني من ,, العيش ,, .
في البحرين يسمون الارز العيش . ويقولون انهم يعيشون عليه . ويأكلونه يوميا . والعراقيون يتكلمون دائما عن ,,التمن ,, او الارز . وهم يستوردونه مثل السعودية والكثير من الدول كل انواع الأرز من آسيا . ولنا ان نتصور كم تحتاج الصين من الأرز لاطعام بليون واربعمئة مليون من البشر . نهر آمور يفصل بين روسيا والصين . وهذه منطقة باردة لا يتوقع الانسان ان تكون منطقة لزراعة الأرز . ولكنها تطعم ربع سكان الصين . وهذا قد يعني 350 مليونا من البشر . ونهر آمور لا يساوي اي شئ مقارتة بالنيل . لقد اعطانا الله ارض خصبة منبسطة وانهار عديدة . كل ما نحتاجه هو سدود بدراسة متكاملة وري انسابي لا يكلف الكثير والكهرباء تأتي رخيصة من السدود .
في شمال الصين علي نهر آمور يضطرون لاستعمال مدافع عملاقة بقذائف خاصة لتفريق السحب خوفا من تساقط البرد الذي يأتي في شكل حصى تقضي علي المحصول .و نحن في السودان لا نواجه هذه المشاكل . ولكن عندنا مصيبة الحكام الجشعين. ولهذا بعد 61 سنة لايزال 65 من السودانيين يعيشون بدون كهرباء و55 % لا يعرفون الماء النظيف . والبعض لا يجد حتى الماء . والبشير يرقص .
ان المناطق الشاسعة والانهار والامطار تسمح للسودان ان يكون اكبر مصدر للغلال والزيوت وهنالك 60 نوعا من العيوش ينتج السودان كل هذه الانواع . كما يزرع ال ,, تف ,, وهي الحبوب التي تصنع منها جيرة او الانجيرة وهي الكسرة الاثيوبية . ويزرعها الفلاحون الاثيوبيون في الفشقة اليوم .
والارز قد نجح في اعالي النيل وكانت هنالك تجارب ناجحة في جونقلي على بعد كيلومترات من ملكال . وكان الصيادون يذهبون لصيد البط والوزين الذي تكاثر بسبب الارز . والارز يمكن ان يصدر والكثير من الدول الافريقية تأكل الارز .
اكل الجذور مثل البافرة او الكسافة كما معروف عالميا يعتبر مرحلة اولية في تطور الغذاء . والذرة الشامية لم تكن موجودة في العالم القديم واتت مع الفول السوداني والطماطم والبطاطس الديوك الرومية الخ من امريكا . والذرة الشامية يسهل زراعتها . وفي الجنوب وشرق افريقيا تعتبر الغذاء اليومي وتعرف ب ,, اقالي,, ومع السمسم والفول السوداني نكون قد تحصلنا علي البروتين النباتي ., وهذه اشياء يمكن ان ينتجها السودان بسهولة ويقوم بتصديرها . واكل القمح والشعير والشوفان التي تحتاج لرعاية يعتبر تطورأ لاكل البشر . واتت انواح البطاطس . وصار البطاطس من اهم الاغذية خاصة في اوربا . ولقد هاجر الكثير من اللارلنديين الي امريكا عندما تعرض محصول البطاطس للأفات . وحدث نفس الشئ في مقاطعة بليكنقا في جنوب السويد ورحل الكثير من اهل المقاطعة لامريكا . ومن العادة يرحل الانسان لمنطقة يماثل مناخها مناخ الوطن . وتركز المهاجرون السويديون في مينسوتا الباردة في امريكا وهنالك مدينة اسمها اسطوكهولم في مينسوتا .
الكثر من النازحين في ايام مجاعات الثمانينات لم يعودا لمناطقهم . وصارت المويلح والحاج ابو زيد وطنا للكثيرين منهم . وبعد ان كانت تلك المناطق خارج امدرمان صارت داخل امدرمان . وهذه مشكلة افريقيا لان امريكا وآسيا … الهجرة الي المدينة . ولهذا يعتبر الامن الغذائي اهم شئ بعد السلامة . فلقد يهرب البشر من القصور عندما لا تتوفر السلامة . ولقد هرب بنو الاحمر من قصر الحمراء في اسبانيا . وعلي الحكومات توفير السلامة والامن الغذائي للمواطن .
لقد قرأت انه سيصدر 6 مليون طن من الذرة . وهذه ترهة . فهذا المقدار من الذرة لا يتوفر للسودان لكي يصدره. والصوامع والتخزين مهم مع الوفرة ووجود احتياطي مهم لكل الدول . ولكن عملية التخزين تجعل الغلال تفقد البعض من قيمتها الغذائية . والمطمورة وهي الطريقة التقليدية في حفظ العيش في السودان تجعلة يفقد ما قد يصل الي نصف قيمته الغذائية . وقديما قرأت ان الاتحاد السوفيتي يحتاج ل117 مليونا من القمح . ولكن في بعض الاحيان يفشل الانتاج ويحتاج الاتحاد السوفيتي للإستيراد . وكانت امريكا وحلفاءها يرفضون البيع لروسيبا . ويقولون. كل مزارع يتوقف من انتاج القمح يتحول لجندي يوجه سلاحة نحو امريكا وحلفاءها . ومن السياسات الرعناء كانت محاولة جعل الخبز مجانيا او شبه مجاني . واخذ المواطن اكثر من حاجته وبعضهم اطعن الخنازير الخبز . وتلك اول محاولة في طريق الشيوعية . وشعار الاشتراكية هو لكل حسب مقدرته ولكل حسب عمله . وفي الشيوعية …من كل حسب مقدرته ولكل حسب حاجته .
خروتشوف رئيس روسيا بعد استالين كان مسكونا بزراعة القمح ، والذرة الشامية خاصة لانها يمكن ان تستعمل كطعام وعلف للحيوانات . وكان الروس يحاولون زراعة الذرة الشامية . ثم ينقلون الحبوب كيلومترات نحو الشمال حتي تتأقلم الذرة الشامية مع البرد . ولقد كان الروس يسألون لماذا يريد خروتشوف الذهاب الى القمر . وكان الرد … ليزرع الذرة الشامية .
احد المسئولين في وزارة الزراعة قال لي في الثمانينات انهم للقضاء علي الحشرات والطيور لحماية المحاصيل يستعملون الرش بكثافة . وعندما قلت له ان هذا يؤثر علي البيئة والطيور الصديقة قال انه لا يهم وحتي الطيور الجارحة وآكلة الرمم تموت . لكل هذه الطيور دور في الطبيعة . والرش يحصل قبل المغيب عندما تأتي الطيور لاعشاشها . وزكرت له ان الصين فقدن بين 30 او 40 مليونا من البشر بسبب المجاعة التي سببتها السياسة الخاطئة . فلقد خرجت الصين وهي تقرع الطبول والاواني المعدنية والابواق لكي لا تهبط العصافير . وماتت العصافير من التعب .وظهر المسئولون في الافلام وهم على رأس المواطنين لجمع الاطنان من العصافير النافقة . وهي الزرزور الذي يغير علي المحاصيل في السودان . ولكنه يقضي علي الكثير من الحشرات . وفي الصين ماتت العصافير وقضت الحشرات علي المحاصيل ومات الملايين من البشر. ولم يعرف العالم الا بعد انتهاء… الثورة الثقافية .
هنالك سبعة محاصيل في اوربا .اولها القمح والشعير والشوفان والذرة الشامية . وهنالك الحبوب الزيتية وما يعرف ب … رابس وهو السمن النباتي والذي يجد طريقه حتي لموائد السودانيين . وهذا نبات يزورع كل سنة وله زهرة صفراء جميلة ويرى الانسان بحارا ممتدة من اللون الاصفر .و هنالك انواع مختلفة من البطاطس . وهنالك البنجر الذي يصنع منه السكر . ولونه ابيض وحجم الحبة حوالي كيلوجرام واحد . هذه اهم مقومات الزراعة الاوربية . وعندما سمع البشير بأنهم سيزرعون بنجر السكر خطب في اهل الشمالية قائلا … بتعرفوا البامبي ؟ حنزرعوا ونعمل منو سكر . ومن القمح تصنع الخمور , خاصة الفودكا . ويصنع الويسكي من البطاطس . وفي جنوب السودان ويوغندة يصنع العرقي من الموز . والاعناب في جنوب اوربا تتحول لنبيذ وكونياك وشمبانيا الخ . والكونيا بتواجد في المستشفيات لرفع مقدرة الجسم . وفي السودان يوجد في المستشفيات لعلاج لدغة العقرب والثعبان . في السودان يذهب الكثير من العيس لصنع الخمور خاصة المريسة التي تعتبر الغذاء الرئيسي في بعض مناطق السودان … شماله وجنوبه . ومن العيش يصنع العرقي الذي ازدهرت صناعته بعد ان منع الاستيراد .
التمركان من اهم منتجات الشمالية . وبعد الحصاد تتم الزيجات وتبتاع الثياب والاثاث . وتسدد الديون . وكان يصنع منه العرقي خاصة المشرقي والبركاوي والقنديلة كان يصدر لكل انحاء السودان ويعتبر هدية رائعة .. وشرق السودان يستهلك كميات مهولة من العجوة لشرب القهوة ومع لحمة السلات المشوية علي الحصى الكبار . واقد اشتكي اهل الشمالية من ادخال الشتول من السعودية والامارات في الثمانينات بكميات صغيرة صحبة راكب لانها تحمل آفات ليس هنالك ما يقضي عليها من المخلوقات . واخيرا استوردوا عشرين الف من الشتول من الامارات ممنوع استيرادها بسبب الآفات . واستراليا تغرم الراكب الذي يحضر وفي جيبه او حقيبته موزة او تفاحة 220 دولارا , للمحافظة علي البيئة . لكن نحن السودانية ملطشة .
نحن في السودان يمكن ان ننتج انواعا متعددة من الخضروات والثمار والمحاصيل اكثر تنوعا من اوربا . فاليوم تأتي الزهور الي اوربا من افريقيا خاصة كينيا . ويستخدمون الطائرات .ولقد تضاعف انتاج كينيا ومالي وزامبيا الزراعي عدة مرات ونحن نستورد الطعام . بعض الكيزان لا يفضلون الانتاج السوداني لانهم يكسبون الكثير من استيراد الدقيق . وعملية الطحم سهلة وغير مكلفة . فلماذا لا تتم في السودان ؟ وفي السنين الماضية تدنى سعر القمح عالميا وارتفع في السودان . ولكن مع الكيزان لا يوجد منطق .
نعم العيش هو قوت اهل السودان الاول . ولكن للدخن مكانة خاصة . ومنه يصنع القدو قدو وهي كرات تفصل من بعض ببعض الدقيق لكي لا تلتصق عند الحفظ . ولكنه يستخدم اكثر كنوع من المديدة . وصار حتى اهل الوسط يأكلون الدخن . من الصعب تغيير عادة الاكل . احدي السيدات من الشمالية اتت للوسط ولم تتعود علي الكسرة وهي متعودة علي القراصة . فقالت قصيدة اذكر منها
اكلوني شيطي وشيطي وفي البيت سوولي بيتي . وكانت تصف الكسرة بالشيطي . وتتحدث عن الناموسية التي كانت تقي من الباعوضة .
بعض اولاد الاشلاق عندما يحضرون للطاحونة الكهربائية الصغيرة في سوق حي الملازمين بالقمح لطحنه ، يحضرون قليلا من القمح في صرة لكي يقوم الطحان بنظافة الحجر من العيش . واظن الصرة لتحديد القدر لنظافة الحجر .
من ارخص انواع العيش كانت الفيتريتة ولونها احمر وطعمها لذيذ . كان من يحضر الفيتريتة يجد بعض التفرقة في الطاحونة . ولقد قلت ان الانقاذ جعلت السودان مثل صاحب الفيتريتة بين الامم ، في الآخر . فصاحب الفيتريتة يطلبون منه الانتظار في الآخر . فمن العادة ان تصنع الكسرة من المايو او المقد والمقد حبته كبيرة وفي بعض الاحيان يخلطونه مع القمح لعمل الرغيف . ولكن بعد ان انتشر عمل العرقي ارتفع سعر الفيتريتة . لانها تتخمر بسرعة لعمل ,, المونة ,, التي تخمر وتطبخ في القدر الذي هو البرميل وتقطر بواسطة البوصة وهي ماسورة تلف بالخرق وتبل بالماء لتقطير العرقي . العيش متعدد النشاطات .
في امدرمان كانت زريبة العيش في شارع سوق العناقريب جنوب الجزر من اساطين سوق العيش العم شاخور رئيس نادي المريخ . وكان تجار العيش من الاثرياء عادة . وتميزهم الفتاشة وهي اداة من الصفيح يصنعها السمكري في شكل ماسورة حوالي الخمسة عشر سنتمتر برأس ضيق لادخالها في جوالات العيش للكشف علي نوعية العيش . وكثيرا ما تثقب الفتاشة جيب التاجر . والبعض يلفها بالمنديل للمحافظة على الجيب . وتجار العيش يحملون عادة فلوسا كثيرة في كيس من المشمع مكتوب علية الحرفان أس جي بالانجليزية اشارة لحكومة السودان . ويتحصلون عليها من الصرافين لحمل الريالات الثقيلة .
بينما نحن في اثناء تناول الشاي بعد طعام الغداء في منزل خالي اسماعيل خليل في ملكال يوم الجمعة ، ومن العادة ان يتجمع الكثيرون في المنزل بطعامهم . اتي زكريا شيخ العتالة مصحوبا بصديقي بيور وهو العتالي الوحيد في ملكال من الدينكا . واغلب العتالة في كل السودان كانوا من اهلنا الفلاتة . الذين تحملوا العبئ الاكبر في الجهد والعمل . طوبي للفلاتة .
الريارة كانت بحثا عن تاجر العيش الذي كان من الحضور . وكان العتالة قد اتفقو معه على قرش لكل جوال عيش . ولكن وضح ان العيش في مركب ضخم . ولم يكن في الباخرة بالسقالات والمزلقان كالعادة . والسعر قرش ونصف . واخرج التاجر مبلغا خرافيا وقتها يماثل الالف جنيه وكان العامل يعمل باقل من ثلاثة جنيهات في الشهر وقتها . واعطى زكريا الفرق . وعلق التاجر بأنه من الخطأ الاختلاف مع العتالة لانهم قد يضربون عن العمل مع التاجر الذي لا يعطيهم حقهم وقد يرصون جوالات العيش بطريقة ا قد تنهار بعد انصرافهم . وزكر انه قد عمل لسنين من خواجة . وقد كافأه في نهاية عملة برأ سمال بدأ به حياته .
قديما كانت اعالي النيل من اكثر الاماكن امنا . لان النوير والدينكا والشلك والانجواك والمورلي الخ لا يعرفون السرقة . ويترك الناس منازلهم في نهاية مارس وابريل في فترة الجفاف ولا يفقدون اي شئ .
في الخمسينات وانا في الثالثة عشر من عمري كنت ارافق الرجل الجنتلمان محمد يس طيب الله ثراه علي ظهر القندران لاكوبو البيبور فشلا الخ . وبين ديرور وايرو شرق واط عاصمة اقليم النوير لاو توقف القندران في الليل بسبب جوال عيش علي الطريق . وفي الصباح توقفنا عند دكان احد الجلابة وسلمناهم الجوال الذي سقط من اللوري . والغريبة ان اي من النوير بالرغم من انعدام العيش في فترة ابريل لم يمد يده الى جوال العيش . وفي ايرور اكلت كسرة بي موية عند التاجر ود الزين الذي كان يقول لي مفتخرا انه قد علم النوير صنع الكسرة . ونحن قد تعلمنا بعض الاطباق من المصريين والاتيوبيين واليونانيين الخ . وكانت عملية الكسرة في اعالي التيل تحدث بالطريقة القديمة ، الفندك والمرحاكة ثم الدوكة .
الشلك بجانب نظافة اجسادهم ومنازلهم المشهورة يتمتعون بمقدرة عالية في صناعة الطعام . وأكلتهم الاولى هي الولول او المنوكولو , وتصنع من العيش وتشبه السكسكانية . والجنوب كان يستورد كميات ضخمة من العيش من الشمال . واخيرا اتجة الناس لزراع الذرة في ام دلوس والعدالة
والطيارة واماكن اخري في شمال اعالي النيل . وكان النقل يحدث بالبواخر للكميات الكبيرة والمراكب الشرعية التي كانت تسبق الباخرة عندما يكون الريح متوتيا . ولكن للمسافات القصير وللكميات الصغيرة كانت اللواري تجوب المنطقة . واللوري العادي يحمل 55 جوالا من العيش ، او 5 اطنان . وحمولة اللوري العاديي 3 طن ولكن السودانيون قاموا يإضافة حوالي المتر لشاسي البدفورد ورفعوا اللوري باطارات 120 في الخلف بدلا عن المقاس العادي 900. وكانت الصناديق الحديدية تحمل اسم ,, ختر ,, وهو اشهر حداد وقتها في السودان وورشته في امدرمان . وهذه اللواري ساعدت كثيرا في تطوير السودان .
بعد هطول المطر ينتظر الناس ظهور القش ويقومون بحشه بالملودة او النجام . ويأتي وقت السلوكة لصنع الحفر وخلف صاحب السلوكة يتبع من يبذر البذور من القرعة ويغطي عليها بقدمه . وعندما يظهر الزرع في مرحلة اضان فار يحتاج الزرع للشلخ حتي لا تكون هنالك اكثر من نبتة واحدة تتنافس في نفس الحفرة . وعندما يعلو العيش يقولون لتيبة . ولكن اخطر فترة هي المرحلة قبل نضوج العيش . فاذا حدث جفاف شديد ينكسر القندول قبل ان ينضج ويقولون العيش برطج . وهذه اكبر مصيبة يواجهها المزارع بعد الجراد في بداية الموسم لان العتاب يفقس في مايو عادة بعد الامطار .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
الفيلسوف الشيخ العبيد ود بدر حمل معدات الزراعة فقالوا له ان وقت الزراعة لم يحن وذكروه بمنازل المطر فقال … وكتين جانا نازل شن لينا في المنازل . كان عمليا . قال لمن طلب منه ان يدعو له بالغنى ، بعد ان امسك بيدة مخاطبا اليد . حشي بدري وازرعي بدري شوفي كان تنقدري .
زكر بابكر بدري ان المجاعة المت بالسودان قبل بداية العشرينات . ولكن الادارة البريطانية اتت بالعيش من الهند وعرفت السنة بعيش الهندي , مثل عيش ريقان اخيرا . وارسل يوسف بدري الكبير المعروف بخريف الناس شقيق بابكر بدري بقافلة من الدويم لاهلة في رفاعة . وزكر بابكر بدري ان باخرة وصلت بورسودان لايعرف عنها الا انها مرسلة للشيبخ حسب الرسول ابن الشيخ العبيد ود بدر وزعت علي المساكين . وزكر رئيس تحرير الصراحة الاستاذ عبد الله رجب ، ان الناس كانت تنزل في المحطة الوسطي الخرطوم من الترام والبضات والسيارات وهم يبكون بسبب موت الشيخ حسب الرسول .
في فترة تعاملت مع استئجار الطائرات وكانوا يسألون .. ويت ليس ,, ام ,, دراي ليس ,, اسئجار جاف ام غير جاف . وتعني بطافم او بدون طاقم . وكان الناس يتكلمون عن اسعار العيش ويقولون … عريان ولا لابس . ولابس تعني في جوالات . وفي بداية الستينات كان العيش كثيرا ورخيصا لدرجة ان الجولات كانت اغلي من ثمن العيش . وتواجه احد المنتجين بمصاريف التخزين والعتالة . فاشعل النار في العيش . وقدم للمحاكمة , واول مرة نسمع بتهمة الاساءة للمال . وحكم علية بالغرامة 6 اشهر .
كركاسة
عندما كتبت عن مجاعة 1984 تذكرت عن طريف المداخلات كيف اندهش المغني العالمي والممثل هاري بلفونتي الذي اتي للمساعدة ، عندما غنى الفنان العظيم شرحبيل احمد احدى اغانيد بلفونتي فاندفع معانقا شرحبيل علي المسرح وواصل الغناء معه في شكل دويت واول دوين كان بين عشا موسي احمد الفلاتية مع الملحن الموسبقار احمد عبد االرازق . وهي اغنية الريدة الريدة .
عنما كنت اذهب لشقيقتي الهام في باريس كان عنوانها شارع ليوناردو دايفتشي بلاتس فكتور هوقو . لقد اكرمت باريس الكاتب فكتور هوقو باطلاق اسمه علي شارع سكنه بالقرب من الشارع العظيم جنرال فوش بالقرب من برج ايفل . وكان اصدقاء فكتور هيقو يكتون علي الظرف الي المسيو فكتور هيقو في شارعة . الا يمكن ان يطلق اسم شارع الفنان شرحبيل احمد رسميا علي شارعه . لقد اطلقت امدرمان اسم شارع الشنقيطي على شارعه في حياته . الا يستحق الرائع شرحبيل اكثر من هذا .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور … انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
[و ودابــــــــــــــــــــــــراهيـــــــــــــــــــــــم]
0.00/5 (0 صوت)
02-11-2017 10:57
العم القامه شوقي بدري سلامات اولا من الشروط البيع في الاسلام ان تكون السلعه المباعه معلومه ومملوكه فمثلا لايجوز ان يبيع الشخص السمك في البحر قبل ان يمتلك وقد ظهرت في الاسواق في السنين الاخيره بيع الكسر وهي ان يتدين شخص بضاعه مثلا ب5مليون ويبيعها ب4مليون نقدا لانو محتاج الي الكاش وقد سمعت امام جامع في خطبة جمعه ان كل هذا يدخل باب الربا ونحن ندعوان كل من له فضل زاد ان يعين به علي من لاذاد الله وفي الحديث (ماامن بي من يات شبعان وجاره جايع وهويعلم ذالك).ون نرجو من الله ان يوفق الحكومة لاعادة مشروع الجزيره الي سيرته الاولي حتي يقل نسبة الفقراء في بلدنا