الى أين ؟.

لى أين ؟….
لا ندرى ماذا يحدث للوطن !!؟…
منذ شببنا عن الطوق
و أدركنا حيثيات الأمر الواقع
و إستشعرنا أن ثمة إنتماء ما يربطنا بهذه الأرض المعطاءة
ظللنا نبحث عن الهوية
من نحن !!!؟…..
لسنا أفارقة صرف
لسنا عرب خلص
الغابة و الصحراء
تجمع أبادماك الطليعي
النبع و النخلة
الغرب و الشرق
دارفور و سواكن
مزيج من الأعراق
تمايز ثقافي
إختلاف في الأعراف و اللغات و اللهجات و الديانات
و تباين في الفلكلور
و مغايرة بالممارسات الشعبية في الأفراح و الأتراح !!!؟….
* * *
رفع (أزهري) العلم
صار السودان حراً مستقلاً
بل أصبح طائفتين
هل إغتصب (عبود) السلطة ؟؟…..
أم تسلمها طوعاً ممن كانت في أيديهم ؟ ؛؛؛؛
تسليم و تسلم …..
* * *
الحضارة الكوشية
(شبكة و شبتاكة و ترهاقة)
و (بعانخي) الذي سيّر حملة تأديبية على أحد ملوك الفراعنة في أقصى الشمال بسبب إضهاده للخيول !!!….
عالمة آثار فرنسية ، أثبتت علمياً أن أصل الحضارات الإنسانية ، منبعها بلاد النوبة ؛؛؛؛؛
البروفسور (عبد الله الطيب) قال أن (بلال مؤذن الرسول جذوره من أرض مروي) و د. (عون الشريف) أثبت لغوياً أن معظم مفردات لهجة أهل السودان الأوسط جذرها فصيح ، و تاريخياً ، الأسرتان الرابعة و العشرون و الخامسة و العشرون الفرعونيتان ، هيمن عليهما ملوك كوش ( ترهاقة وشبكة و شبتاكة و بعانخي ) ….
* * *
ثورة أكتوبر
إمتلأت الشوارع بالمظاهرات و المسيرات الصامتة و الإعتصامات ،
عمال عطبرة يمتطون صهوة قطار كامل للمشاركة في الثورة !!!؟..?
إنتظمتْ شوارع العاصمة ، مراكز لإقامة المتاريس ، كحاجز صد تمنع مرور الدبابات صوب الإذاعة والتليفزيون ؛؛؛؛
كان صوت (فاروق أبو عيسى) يجلجل عبر الأثير ، محرضاً مشعلي الثورة على حمايتها ؛؛؛؛؛
أُطلق على تلك الليلة ، (ليلة المتاريس)
، تمت الإطاحة ب (عبود) عبر شهيدنا الأول !!!؟…
دون مزيد من سفك الدماء ؛؛؛؛
هل أحدثت الثورة تغييراً شاملاً ؟؟؟…
ألم يحدث طرد الحزب الشيوعي من البرلمان في جسم الديمقراطية الوليدة شرخاً لا يمكن رأبه ؟؟؟….
ماذا فعلتْ جبهة الهيئات من أجل الوطن ؟؟….
* * *
اليسار طوق المبدعين بسياج ناعم من الرعاية و العناية الفائقة ، حفياً بهم
معظم مبدعي الوطن خرجوا من عباءته ؛؛؛؛
غنوا للوطن شجواً
و أنشودوا بمفاتنه صدحاً
و جعلوا من ثورة أكتوبر أيقونة يطوفون حولها كضريح مقدس !!!!….
لكنهم لم يُحسنوا التنسيق لإستمرارها، و غفلوا عن المتربصين بها و المتوثبين لإختطافها !!!؟؟….
لم يتبق لنا غير ( مجد المهزومين ) !!!.
* * *
بليلٍ إستولى (نميري) على سدة الحكم ….
بمساندة (البرجوازية الصغيرة) من ضباط يظنون أنفسهم من الطلعيين
رفعوا شعارات التأميم ….
سرعان ما أُجهضت مشاريعهم
كان رد فعلهم قاسياً
أجترحوا إنقلاباً على “نميري” (الحركة التصحيحية)
أمتلأ شارع القصر بالأعلام الحمراء
و بعد ثلاثة أيام فحسب ….
إستعاد (نميري) الورقة الرابحة مجدداً ؛؛؛؛
و طفق يمعن في تصفية ما ظنهم وراء إزاحته !!….
أُفقر الوطن من خيار رموز التنوير، فظل بلا منارات ، يسترشد على هديها !؟…
* * *
عبث (نميري) بمقدرات الوطن
تداخلت مفاصل الدولة و إختلط الحابل بالنابل و جاء الترابي ليمكر بريئس الجمهورية و ينصبه أميراً للمؤمنين و يتآمر لإغتيال فكر (محمود محمد طه) آخر رموز التنوير، بتكفيره
و أُعدم بإعتباره مرتداً !!!؟…. طال عهد العسف و الإستبداد حتى تجاوز عقدين و نصف ….
تمت الإطاحة ب ( نميري ) في غيابه، عبر إنتفاضة إبريل 1985 م
لم تعمر الديمقراطية الثالثة طويلاً حتى إنقضى عليها الترابي مجدداً في معية حفنة من الضباط المتأسلمين ؛؛؛؛
فظلوا جاثمين على صدورنا حتى اللحظة الآنية !!!!؟….
* * *
ماذا هناك ؟…
لماذا كل هذا التخبط ؟…
ألا نملك رؤية واضحة ؟…..
لإدارة هذا الوطن الشاسع المتشاسع ( حدادي مدادي ) حتى بعد أن بُتر ثلثه !!….
من نحن ؟…
لسنا أفارقة صرف
لسنا عرب حُلص
لسنا كلنا من أرض كوش
ربما نحن كل هؤلاء
إذن نحن سودانيون
هل ندعهم يطفئون نور الوطن بظلاماتهم و أضاليلهم ؟؟؟….
في البدء و المنتهى
إلى أين نحن ذاهبون ؟…
هذا هو السؤال الذي ظل الشعب يهجس به منذ الإستقلال حتى وقوفنا على أطلال الوطن الدارسة ، نبكي و نستبكي !!!؟؟….
[email][email protected][/email]
حقاً صبرا و أملاً (سوداني)
و غداً لناظره
لك التجلي و الأعزاز
دوماً تدفع بي قدماً
أكرمك الله
“تاريخ السودان في 112 سطر”: تراجيكوميديا بلا نهاية
بقلم: فيصل مصطفى
ملحوظة:
الكتاب يستبعد الفترة بين إندثار كوش(مروي) وإنتهاء الإستعمار لإسباب ضيق المكان والزمان، فمعذرة!
شكرا فيصل مصطفى.
قال الشاعر:
ضاقت فلما أستحكمت حلقاتها?
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
فصبرا! وأملا!
حقاً صبرا و أملاً (سوداني)
و غداً لناظره
لك التجلي و الأعزاز
دوماً تدفع بي قدماً
أكرمك الله
“تاريخ السودان في 112 سطر”: تراجيكوميديا بلا نهاية
بقلم: فيصل مصطفى
ملحوظة:
الكتاب يستبعد الفترة بين إندثار كوش(مروي) وإنتهاء الإستعمار لإسباب ضيق المكان والزمان، فمعذرة!
شكرا فيصل مصطفى.
قال الشاعر:
ضاقت فلما أستحكمت حلقاتها?
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
فصبرا! وأملا!