أسرار بيت المقدس-(2)

قبل السير فى هذا المقال أعتذر من القارئ الكريم لعد إضافة الرقم (1) للمقال السابق بنفس العنوان و له العتبى-و أود توضيح شئ آخر ?على الرغم من إتفاق علماء الإنسانيات على خروج الإنسان الأول من أفريقيا فقد درجوا على تسمية الإنسان الحديث و الذى ظهر أولا بمنطقة الشرق الاوسط منبع الحضارات و الأديان بالإنسان العاقل و هى تسمية ربما تحمل فى ثناياها شيئا من العنصرية و هناك مَن يرفض قبول هذه الحقيقة؛ مثل بعض الباحثين الغربيين، وبخاصة الألمان، حيث يصعُب عليه أن يكون أصلهُ من المشرق العربي؛ مدفوعاً باعتبارات عنصرية، لا تمتّ إلى جوهر البحث العلمي النزيه بصلة.
وأَدَل مثال على ذلك؛ عندما قال فرانز فيدنرايخ، في مؤتمر علماء الأنثروبولوجيا الطبيعية (علم الأجناس البشرية) ، في كوبنهاجن، قبل الحرب العالمية الثانية مباشرةً: «يبدو أن الإنسان العاقل قد جاء من فلسطين إلى شمال أوروبا»؛ حيث ثارَ – حينها – المندوب النازي، وخرج من غرفة الاجتماع.
أثبتت كل البحوث و الدراسات أن كل البشر على إختلاف أعراقهم متساوون فى قدراتهم لكن المسألة مسألة ظروف و ملابسات و إصطفاء إلهى فيما يتعلق بالدين- إذن فمن الافضل إطلاق تسمية (الإنسان القابل للحضارة) .
فيما يتعلق بالقرآن الكريم فقد إتضح و بما لا يدع مجالا للشك أن مشكلتنا معه قبل أن تكون تطبيقية فهى لغوية أيضا و بعض الناس البعيدين عن الدين يعتقدون أن المعصوم قد كتب القرآن من عنده أو أن القرآن صعب الفهم و متناقض-هذا كلام متسرع وبعيد عن المنهج العلمى.
قبل أن أشرع فى عقد مقارنة بين الآيات الواردة فى شأن خلق الإنسان فى كتاب الرب المعبود و المعلومات التى إكتشفها الإنسان فى كتاب الوجود أود أن عرض لثلاث قضايا :-
مصدر علمنا الإسلامى بالطريقة التى خلق بها سيدنا آدم عليه السلام:
هى مرويات أهل الكتاب و آخرون و ليس القرآن الكريم و أرجوا أن تلقوا نظرة على هذا النص من تفسير إبن كثير:
قد اختلف في الجنة التي أسكنها آدم ، أهي في السماء أم في الأرض ؟ والأكثرون على الأول [ وحكى القرطبي عن المعتزلة والقدرية القول بأنها في الأرض ] ، وسيأتي تقرير ذلك في سورة الأعراف ، إن شاء الله تعالى ، وسياق الآية يقتضي أن حواء خلقت قبل دخول آدم الجنة ، وقد صرح بذلك محمد بن إسحاق ، حيث قال : لما فرغ الله من معاتبة إبليس ، أقبل على آدم وقد علمه الأسماء كلها ، فقال : ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) إلى قوله : ( إنك أنت العليم الحكيم ) قال : ثم ألقيت السنة على آدم – فيما بلغنا عن ((أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم)) ، عن ابن عباس وغيره – ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ، ولأم مكانه لحما ، وآدم نائم لم يهب من نومه ، حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء ، فسواها امرأة ليسكن إليها . فلما كشف عنه السنة وهب من نومه ، رآها إلى جنبه ، فقال ?(( فيما يزعمون والله أعلم)) – : لحمي ودمي وروحي . فسكن إليها . فلما زوجه الله ، وجعل له سكنا من نفسه!!!
ما الذى يمنعنا من البحث فى القرآن و العلم إن كنا مقتنعين اصلا بان الخالق هو الله سواء بسنن طبيعية أو خارقة للطبيعة-هذا لا يقدح فى إيماننا شيئا.
قول القرآن الكريم عن خلق سيدنا آدم:
ورد فى القرآن الكريم ذكر نوعنا بعدة صيغ و كل صيغة لها معناها الذى ينسجم معها حسب السياق مثل: بشر ,إنسان, الناس و نفس.
و ذكرت خمس عشائر أو عوائل حملت مشعل الدين : بنى آدم ,ذرية نوح,آل إبراهيم ,آل عمران ,بنى إسرائيل.
ما يهمنا فى هذا المقال ذكر ماذا قال القرآن عن آدم و البشر و الإنسان, بدون ترتيب: فالإنسان يقصد به الإنسان الحديث القابل للحضارة بصفاته الحضارية أما البشر فهم الإنسان بدون التركيز على صفاتهم الحضارية و هو وصف يطلق للتفرقة فى مجال الدين بين الإنسان و الكائنات الأخرى أو لدمغه بصفاته الحيوانية من أكل و شرب و تناسل و موت.
بالنسبة لخلق آدم و البشر قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)الحجر
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(28) البقرة
يتبدى لنا من الآية الأولى أن الله سبحانه أخبر الملائكة بخطته لخلق البشر من مادة الطين الصلصال و هذا لا يعنى بالضروروة صنع تمثال فمن أقوى الفرضيات العلمية الآن بدء الحياة على الارض فى طين المستنقعات من كائنات أولية بدائية ?ذلك الطين الذى تكون من رماد البراكين الغنى بالبوتاسيوم و يناظر ذلك (حمأ مسنون) و هو الطين اللزج المنتن و الإنتان يدل على الكائنات الأولية, ثم بعد إكتمال عملية التسوية سجدت الملائكة لذلك المخلوق فى شخص آدم تنفيذا للأمر الإلهى.
الآيات التالية و بدون تبحر فيها واضح أن الله أخبر الملائكة بأنه (جاعل فى الأرض خليفة) ?رد الملائكة و باقى الايات لا تدل على أنهم يعلمون الغيب لكنهم يتحدثون عما يروه ?أسلاف ذلك الخليفة يفسدون فى الأرض و يسفكون دماء بعضهم البعض ,كلمة خليفة فى القرآن الكريم لا صلة لها بخلافة الله فى القرآن الكريم ?كل الآيات الواردة فى القرآن الكريم محتوية على كلمة (خليفة )و مشتقاتها تدل على بشر يخلفون بشرا بلا إستثناء.
الحالتين تدلان على ان الله سبحانه اخبر الملائكة مرتين : المرة الأولى قبل خلق البشر و المرة الثانية بعد خلقهم و لدى إصطفاء آدم عليه السلام منهم.
رجعت لكلمة (جعل ) و مشتقاتها فى القرآن الكريم فوجدتها و مشتقاتها قد وردت (312) مرة و يمكن تقسيم إستخدامها لخمس مجموعات :
جعل ,جعل مع لام التعليل ,جعل من ,جعل ل و جعل الظرفية التى تشمل جعل (فى, على,مع, بين,خلال, تحت, فوق,بعد, حيث)
ما يهمنا فى هذا المجال( جعل فى الأرض) و أفضل مثال لها قوله تعالى:
يَا دَاوُودُ إِنَّا ((جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ)) فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26) ص
أى إنا جعلناك خليفة في الأرض أي ملكناك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر و المعروف أن داؤود قد خلف طالوت فى الحكم.
وواضح جدا أن نفس المعنى ورد فى قصة سيدنا آدم ?أنه من الأرض و لم يهبط من السماء و أنه سيجعل خليفة فيها أما معنى هبط فوارد فى سورة البقرة بمعنى مختلف عما ظنه المفسرون المتأثرون بقصص أهل الكتاب-أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم-ليس كل هبوط فى القرآن الكريم يدل على السقوط من أعلى لاسفل و يحكمك السياق.
جعل بصفة عامة تعنى تغيير كنه شئ موجود أو أو إخراج شئ آخر منه أو تغيير موضعه و لا تعنى خلق شئ من العدم و إذا إقترنت مع (فى الأرض) فتلك قرينة أخرى أقوى, البحث موجود عندى بصيغة (إكسل) و على إستعداد لإرساله بالبريد الألكترونى لمن يطلب ففى كلمة جعل فى القرآن الكريم أسرار لا تنضب منها (و حعلنا سراجا وهاجا) المعروف علميا أن الشمس لم تكن مشعة فى الأصل إلا لما بدأت العناصر فى داخلها بالتفاعل, (ألم نجعل الأرض كفاتا.أحياء و أمواتا) ?كفاتا تعنى قابضة و الأرض بهذا المعنى جاذبة للأحياء عليها بقوة الجاذبية فلا يتطايرون فى الفضاء نتيجة للقوة النابذة و قابضة للأموات بخاصية إعادة تدوير أجساد الموتى.
نتج عن تحليل كلمة( الأرض) على برنامج الإحصاء الألكترونى ثمانية آيات كلها تحمل الرقم (7)وتحمل معانى عجيبة:
*وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ(7) هود
1-إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا(7) الكهف
2-أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(7) الشعراء
3-رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ(7) الدخان
4-وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(7) الفتح
5-الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) ق
6-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(7) المجادلة
7-هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ(7) المنافقون
كنت تخيلت طالما أن عدد السموات الغيبية سبع و رقم كل آية سبع فى سورتها- أن يكون العدد الإجمالى للآيات سبع رغم انى أعدت العد مرارا فوجدته ثمانيةو لما أجلت بصرى فى الايات إكتشفت السبب-الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات.
تركت الاية الاولى بدون رقم لانها ترمز للعرش و الآيات الباقيات ربما ترمز فى ثناياها لما أوحاه الله سبحانه فى السبع سموات فى قوله (و أوحى فى كل سماء أمرها) ?خصوصا إذا علمنا أن ترتيب سور و آيى القرآن فى المصحف لم يكن عشوائيا بل بتوقيف من المعصوم فالآية الاولى تدل على وضع خطة كاملة لإعمار الأرض و تهيئتها لإستقبال المخلوق البشرى القادم و إبلائه وواضح ذلك جليا من إخبار الملائكة قبل بلايين السنين-إنى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون, ثانيا إنبات كل صنوف الكائنات الحية من الأرض و إثبات صفة الخصوبة فيها (من كل زوج كريم), ثالثا إلهام كل شئ فى السموات و الأرض و ما بينهما بدوره فى عالم الملك (الربوبية), رابعا سيطرة الرحمن على كل أشكال الجمادات و الكائنات, خامسا إكمال شكل الأرض الحالى من حيث إبتعاد القارات عن بعضها و رفع الجبال و زيادة التنوع الأحيائى و ظهور صفة الجمال و تذوقه لدى بعض الكائنات و أكثرها ظهورا فى الإنسان, سادسا علم الرحمن بكل ما نقوله ?ظهور الإنسان الناطق و اللغة, سابعا تحكم الرحمن فى خزائن الرزق البشرى كيفما يشاء و قدرة الرحمن على المنافقين-ظهور المجتمعات البشرية بتعقيداتها الاقتصادية و الاجتماعية الحادثة.
س سؤال كيف تمكن المعصوم من إحكام القرآن بهذه الطريقة إن كان قد كتبه من عنده كما يقول المبطلون المرتابون؟
نعود لمسألة خلق سيدنا آدم ?واضح مما سلف أن ما عرفناه عن خلق سيدنا آدم كان من عند أهل الكتاب و سوء فهمنا للغة القرآن و بالتالى سوء تفسيرنا و تأويلنا و إن لم تكن لنا الشجاعة لحسم هذا الأمر فسنكون قد حكمنا على القرآن بالجمود و عدم المواكبة و فقدنا عددا لا يستهان به من أبنائنا المؤمنين المتعلمين كفرائس لشيطان الإلحاد الذى يرتدى مسوح العلم المادى.
عودة لملخص مقال الدكتور أحمد الدبش فى مقالى السابق (أسرار بيت المقدس) و ما اشير إليه من تلاقى فرعين من الإنسان فى كهوف فلسطين و معرفة ذلك الإنسان للغة و العادات الإجتماعية نلاحظ تناظرا واضحا مع إشارات فى القرآن الكريم : إشارة لوجود بشر آخرين يسفكون الدماء و يفسدون فى الأرض كقول الملائكة, إشارة للغة (و علم آدم الأسماء كلها) , إشارة من البشر الأولين لصنف آخر من البشر ذكروا فى معرض معرفة بنى آدم و قوم نوح لهم (و لقد اضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون)-(و أتقوا الذى خلقكم و الجبلة الأولين), الجبلة الأولين حسب مراجع اللغة القديمة تعنى الخلق الأولين و لم تستخدم هذه الجملة إلا هاتين المرتين فى القرآن الكريم وبنى آدم و قوم نوح من اقدم البشر-هذا التناظر ليس صدفة.
تشير كل الشواهد إلى أن تقديس بيت المقدس لم يكن عبثا مثلمه و تقديس مكة و تواجد كل هذه القرائن الدينية و اللغوية و العلمية ليس صدفة ?أضف إلى ذلك أن نفس الأرض التى أتى منها سيدنا آدم هى نفسها التى أتى منها المسيح عليهما السلام و قد ذكر كل منهما بصريح الإسم (آدم/عيسى) خمس و عشرون مرة و قد اشار القرآن الكريم إلى أن (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
المتتبع لمسيرة الدين التوحيدى منذ بعث سيدنا آدم يجد أن مسيرته مشت على ساقين هما اللغة و الذرية (بنى آدم,ذرية نوح , آل إبراهيم ,آل عمران,بنى إسرائيل) و كانت قبلة الصلوات هى دائما بيت المقدس مقر نشأة آدم الأولى أول الأنبياء ?و كدلالة على أهمية العشيرة فى مبدأ امر الدين فإن بنى إسرائيل عندما كانوا فى مصر مع موسى عليه السلام أمروا بان يجعلوا بيوتهم قبلة .
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كان دليلا على عالمية الدعوة المحمدية , إنتقل ثقل الدين التوحيدى من لواء تحمله عشيرة أو عائلة مركزها بيت المقدس إلى لواء يحمل من عند مركز الارض حيث كان عرش الرحمن فوق الماء و إنبثق من تحت الماء أول تكثف للارض الصلبة و الذى مثل القارة الأم (بانجيا) ?أرجو الرجوع لمقالى (عرش الرحمن و السموات السبع 1-2) ,الإسلام صار دعوة عالمية و ليست عشائرية أو ضمن ذرية و ليس أدل على ذلك من أن الرسول (ص) ولد له اربع ابناء توفوا كلهم فى حياته.
إضافة أخيرة ?معظم المفسرين أعجبتهم فكرة سجود الملائكة لآدم فظنوا أنه سجود تعظيم أو سجود بمعنى طاعة لأمر رب العالمين بل و ظنوا ان كل الملائكة سجدوا و أن قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك) هو نوع من الغيرة أو الإستغراب لكن الأمر غير ذلك, السجود كان رمزيا و مجازيا بمعنى خدمة بنى البشر و بالأخص من صلح منهم ,الشئ الثانى فلم يؤمر كل الملائكة لقوله تعالى (إستكبرت ام كنت من(( العالين))- تلك فئة أخرى من عالم الكائنات الماورائية و كلمة (ملك) اصلا تدل على رسول من عند الله لتأدية مهمة معينة- و هنالك بعض الإشارات لهم فى القرآن دون صفة (ملائكة) مثل (و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) و (الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به).
أما قول الملائكة فكان سؤالا أكثر منه إستنكارا أو غيرة ? فالملائكة أطهار و ينزهون و يقدسون الذات الإلهية فاستغربوا فى كيفية المواءمة بين طبيعتهم و خدمة ذلك المخلوق المفسد فى الارض و الذى كان أسلافه أبعد ما يكونون عن طبيعتهم.
[email][email protected][/email]
سيدي كاتب المقال والسادة القراء : بالله عليكم ماذا نستفيد اذا علمنا او لم نعلم ما يلي:
1) اذا كانت الجنة في السماء او في الارض؟
2) اذا كانت حواء قد خلقت من ضلع آدم الايمن او الابسر؟
3) اذا كانت قد خلقت قبل دخول آدم الجنة ام بعد ذلك؟
4) اذا كانت قد خلقت من ضلع آدم ام ان الله قد خلقها من العدم؟؟
5) اذا كان الله قد علم آدم اسماء الشجر اوالطير او المخلوقات الاخرى ام اسماء اشياء نجهلها؟؟؟
ماذا بربكم نستفيد من هذه الاسئلة العقيمة والسفسطة المملة؟ وهل ارهاق النفس في الحصول على اجابات على اسئلة غيبية من شأنه ان يزيد من ايمان المسلم، وهل عدم الحصول على تلك الاجابات يزعزع ايمانه؟
وختاما” اسمح لي سيدي كاتب المقال ان اقتبس جزءا” مما ختمت به مقالك ، وهو ما معناه ان بعض المفسرين قد (اعجبتهم فكرة السجود لآدم ….. وظنوا ان الملائكة قد سجدوا فعلا” ولكن الامر غير ذلك حيث ان السجود كان رمزيا)،، فبالله عليك الا ترى في ما قررته من (رمزية السجود) الكثير من الكبرياء والاعتداد الزائد بالنفس للدرجة التي تجعلك تصدر مثل هذا الحكم القاطع؟؟
وعودا” على بدء ، ما الذي اجنيه انا كمسلم ان كان السجود رمزبا” كما قررت او كان فعليا” كما (اعجبت فكرته بعض المفسرين) كما قلت؟؟
انا كمسلم لا يزيدني ولا ينقصني ايمانا” اذا كان السجود رمزيا” او فعليا”؟؟ صدقني سيدي انا كمسلم لا بهمني هذا الامر في شيء, فقط اقتنع تماما” بان الملائكة قد سجدوا لآدم وبس.
فيا اخوة الدين والوطن ويا من تفكرون نيابة” عنا دعونا هداكم الله من الحديث عما لا طائل من ورائه ، واشتغلوا على ما يفيد الناس ،،،،
(اقتباس)
((كنت تخيلت طالما أن عدد السموات الغيبية سبع و رقم كل آية سبع فى سورتها- أن يكون العدد الإجمالى للآيات سبع رغم انى أعدت العد مرارا فوجدته ثمانية ولما أجلت بصرى فى الايات إكتشفت السبب- الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات.))
الأستاذ صلاح السلام عليكم وشكرا لك فقد أعدتنا لتكملة نقاش موضوع العرش وهل هو فوق السماوات أم بينهن وداخلهن بحسب اعتقادي شخصيا وما العرش إلا عرش الحياة التي أودعها الله في الأرض ظاهرها وباطنها وفوقها من نبات وحيوان انسان وجان (الثقلين) وسأوضح ذلك لاحقاً اما الآن فردي على قولك المقتبس أدناه بخصوص ذكر الأرض في القرءان وما استنتجته أنت بناء على وجود مسلمات جاهزة لديك بخسب الفهم السلفي التقليدي المبني على تأويل خاطيء للآية التي ذكرتها 7 من سورة هود في مقالك أعلاه.
وإليك آيات ورد فيها “الأرض”
?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١١ البقرة﴾
?الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴿٢٢ البقرة﴾
?وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴿٢٧ البقرة﴾
?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ ﴿٢٩ البقرة﴾
?وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿٣٠ البقرة﴾
?وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦ البقرة﴾
?كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ ﴿٦٠ البقرة﴾
?فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا ﴿٦١ البقرة﴾
?قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ ﴿٧١ البقرة﴾
?وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ ﴿١٦٤ البقرة﴾
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ﴿١٦٨ البقرة﴾
?وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾
?وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴿٢٥١ البقرة﴾
?لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٥٥ البقرة﴾
?أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴿٢٦٧ البقرة﴾
?لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ ﴿٢٧٣ البقرة﴾
?لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٨٤ البقرة﴾
?إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥ آل عمران﴾
?وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٩ آل عمران﴾
?فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ ﴿٩١ آل عمران﴾
?وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ ﴿١٠٩ آل عمران﴾
?وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴿١٢٩ آل عمران﴾
?قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١٣٧ آل عمران﴾
?وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١٥٦ آل عمران﴾
?يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ ﴿٤٢ النساء﴾
وربما ذكرت في غير هذه الآيات
وسنعود لموضوع العرش اذا اعدت تحليلك واعدت فتح مسلماتك اعلاه لاعادة النظر وفق مخرجات النقاش في هذه الأمور
شكرا د. صلاح علي هذه الايضاحات الهامه وسبر اغوار عوالم تكاد تكون مجهوله او مختلف عليها ما بين مدرسه السلف والنقل وما اجمع عليه المفسرين كما يقولون ومابين مدرسه التجديد واعمال العقل والتدبر في القرآن ، لان اغلب التفاسير القديمه تعتمد علي النقل او الايمان بما جا به السلف ، حسب ماهو متاح عندهم ذاك الوقت ، ويشكروا حسب اجتهادهم وحسب ماهو متاح من فتوحات علميه انذاك .. ارجو الاطلاع علي بحث عبدالوهاب الصديق السناري فهو يناقش نفس القضيه وما حولها ، شكرا ،، ونرجوا المواصله
يصر كاتب المقال على تقليد العالم الغربي فالعلم الغربي الحديث يعتقد ان البشر الحاليين هم خلف لبشر سابقين من نفس النوع مع تقدم او تطور عقلي . هذا التصور الغربي و ان نتج عن عقيدة غير تطويرية ( يعني لا علاقة لها بنظرية داروين) فهو خاطيء لأن الله سبحانه و تعالى أخبرنا في القرءان بما لا يدع مجالا لاحتمال ءاخر , أنه خلق ءادم ابو البشر خلقا ابتدائيا أي أن ءادم ليس فردا من سلالة سابقة.
قول كاتب المقال (( معظم المفسرين أعجبتهم فكرة سجود الملائكة لآدم فظنوا أنه سجود تعظيم أو سجود بمعنى طاعة لأمر رب العالمين بل و ظنوا ان كل الملائكة سجدوا و أن قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك) هو نوع من الغيرة أو الإستغراب لكن الأمر غير ذلك, السجود كان رمزيا و مجازيا بمعنى خدمة بنى البشر و بالأخص من صلح منهم ))
قول ساذج و يدل على أنه لم يفهم القرءان الكريم و أنه لا يعطي المفسرين مكانتهم العلمية المعروفة. فالسجود لادم إن لم يكن طاعة لأمر رب العالمين فهذا معناه الضمني مناقضة واضحة لقوله تعالى عن الملائكة ” لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون” و قوله ” و هم بأمره يعملون”.
و العجب العجاب قول كاتب المقال ((السجود كان رمزيا و مجازيا بمعنى خدمة بنى البشر و بالأخص من صلح منهم)) .
اولا : كان السجود تكريما لادم عليه السلام بأمر رباني و كيفيته بلا شك بما يتناسب مع خلقة الملائكة فهم ليسوا مثلنا و علم ذلك عند الله , أما مراقبة بني ءادم و حفظهم فهذه مهام اوكل الله بها ملائكته و لا تعني السجود و هي بالمناسبة ليست خدمة لبني ءادم بل تنفيذ لما كلف الله به ملائكته , فهي طاعة لله.
طبعا , سيقول لن يعجب قولي هذا كاتب المقال و لكن عليه ان يكون واقعيا و أن لا يضع العربة أمام الحصان من دون حجة او برهان.
بخصوص دراسة بيت المقدس
كل ماذكر مرتبط بدراسة التوحيد أمل تحليل المصطلحات أدناه ومعرفتها في حق الذات الإلهية
1 -الواحدية- او الوحدانية
2-الأحدية
3- الوترية
من اجود ما كتب هنا في الراكوبة شكرا لكم وشكرا للنقاش ايا كان نوعه
سيدي كاتب المقال والسادة القراء : بالله عليكم ماذا نستفيد اذا علمنا او لم نعلم ما يلي:
1) اذا كانت الجنة في السماء او في الارض؟
2) اذا كانت حواء قد خلقت من ضلع آدم الايمن او الابسر؟
3) اذا كانت قد خلقت قبل دخول آدم الجنة ام بعد ذلك؟
4) اذا كانت قد خلقت من ضلع آدم ام ان الله قد خلقها من العدم؟؟
5) اذا كان الله قد علم آدم اسماء الشجر اوالطير او المخلوقات الاخرى ام اسماء اشياء نجهلها؟؟؟
ماذا بربكم نستفيد من هذه الاسئلة العقيمة والسفسطة المملة؟ وهل ارهاق النفس في الحصول على اجابات على اسئلة غيبية من شأنه ان يزيد من ايمان المسلم، وهل عدم الحصول على تلك الاجابات يزعزع ايمانه؟
وختاما” اسمح لي سيدي كاتب المقال ان اقتبس جزءا” مما ختمت به مقالك ، وهو ما معناه ان بعض المفسرين قد (اعجبتهم فكرة السجود لآدم ….. وظنوا ان الملائكة قد سجدوا فعلا” ولكن الامر غير ذلك حيث ان السجود كان رمزيا)،، فبالله عليك الا ترى في ما قررته من (رمزية السجود) الكثير من الكبرياء والاعتداد الزائد بالنفس للدرجة التي تجعلك تصدر مثل هذا الحكم القاطع؟؟
وعودا” على بدء ، ما الذي اجنيه انا كمسلم ان كان السجود رمزبا” كما قررت او كان فعليا” كما (اعجبت فكرته بعض المفسرين) كما قلت؟؟
انا كمسلم لا يزيدني ولا ينقصني ايمانا” اذا كان السجود رمزيا” او فعليا”؟؟ صدقني سيدي انا كمسلم لا بهمني هذا الامر في شيء, فقط اقتنع تماما” بان الملائكة قد سجدوا لآدم وبس.
فيا اخوة الدين والوطن ويا من تفكرون نيابة” عنا دعونا هداكم الله من الحديث عما لا طائل من ورائه ، واشتغلوا على ما يفيد الناس ،،،،
(اقتباس)
((كنت تخيلت طالما أن عدد السموات الغيبية سبع و رقم كل آية سبع فى سورتها- أن يكون العدد الإجمالى للآيات سبع رغم انى أعدت العد مرارا فوجدته ثمانية ولما أجلت بصرى فى الايات إكتشفت السبب- الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات.))
الأستاذ صلاح السلام عليكم وشكرا لك فقد أعدتنا لتكملة نقاش موضوع العرش وهل هو فوق السماوات أم بينهن وداخلهن بحسب اعتقادي شخصيا وما العرش إلا عرش الحياة التي أودعها الله في الأرض ظاهرها وباطنها وفوقها من نبات وحيوان انسان وجان (الثقلين) وسأوضح ذلك لاحقاً اما الآن فردي على قولك المقتبس أدناه بخصوص ذكر الأرض في القرءان وما استنتجته أنت بناء على وجود مسلمات جاهزة لديك بخسب الفهم السلفي التقليدي المبني على تأويل خاطيء للآية التي ذكرتها 7 من سورة هود في مقالك أعلاه.
وإليك آيات ورد فيها “الأرض”
?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١١ البقرة﴾
?الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴿٢٢ البقرة﴾
?وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴿٢٧ البقرة﴾
?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ ﴿٢٩ البقرة﴾
?وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿٣٠ البقرة﴾
?وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦ البقرة﴾
?كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ ﴿٦٠ البقرة﴾
?فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا ﴿٦١ البقرة﴾
?قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ ﴿٧١ البقرة﴾
?وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ ﴿١٦٤ البقرة﴾
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ﴿١٦٨ البقرة﴾
?وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾
?وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴿٢٥١ البقرة﴾
?لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٥٥ البقرة﴾
?أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴿٢٦٧ البقرة﴾
?لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ ﴿٢٧٣ البقرة﴾
?لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٨٤ البقرة﴾
?إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥ آل عمران﴾
?وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٩ آل عمران﴾
?فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ ﴿٩١ آل عمران﴾
?وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ ﴿١٠٩ آل عمران﴾
?وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴿١٢٩ آل عمران﴾
?قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١٣٧ آل عمران﴾
?وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ ﴿١٥٦ آل عمران﴾
?يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ ﴿٤٢ النساء﴾
وربما ذكرت في غير هذه الآيات
وسنعود لموضوع العرش اذا اعدت تحليلك واعدت فتح مسلماتك اعلاه لاعادة النظر وفق مخرجات النقاش في هذه الأمور
شكرا د. صلاح علي هذه الايضاحات الهامه وسبر اغوار عوالم تكاد تكون مجهوله او مختلف عليها ما بين مدرسه السلف والنقل وما اجمع عليه المفسرين كما يقولون ومابين مدرسه التجديد واعمال العقل والتدبر في القرآن ، لان اغلب التفاسير القديمه تعتمد علي النقل او الايمان بما جا به السلف ، حسب ماهو متاح عندهم ذاك الوقت ، ويشكروا حسب اجتهادهم وحسب ماهو متاح من فتوحات علميه انذاك .. ارجو الاطلاع علي بحث عبدالوهاب الصديق السناري فهو يناقش نفس القضيه وما حولها ، شكرا ،، ونرجوا المواصله
يصر كاتب المقال على تقليد العالم الغربي فالعلم الغربي الحديث يعتقد ان البشر الحاليين هم خلف لبشر سابقين من نفس النوع مع تقدم او تطور عقلي . هذا التصور الغربي و ان نتج عن عقيدة غير تطويرية ( يعني لا علاقة لها بنظرية داروين) فهو خاطيء لأن الله سبحانه و تعالى أخبرنا في القرءان بما لا يدع مجالا لاحتمال ءاخر , أنه خلق ءادم ابو البشر خلقا ابتدائيا أي أن ءادم ليس فردا من سلالة سابقة.
قول كاتب المقال (( معظم المفسرين أعجبتهم فكرة سجود الملائكة لآدم فظنوا أنه سجود تعظيم أو سجود بمعنى طاعة لأمر رب العالمين بل و ظنوا ان كل الملائكة سجدوا و أن قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك) هو نوع من الغيرة أو الإستغراب لكن الأمر غير ذلك, السجود كان رمزيا و مجازيا بمعنى خدمة بنى البشر و بالأخص من صلح منهم ))
قول ساذج و يدل على أنه لم يفهم القرءان الكريم و أنه لا يعطي المفسرين مكانتهم العلمية المعروفة. فالسجود لادم إن لم يكن طاعة لأمر رب العالمين فهذا معناه الضمني مناقضة واضحة لقوله تعالى عن الملائكة ” لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون” و قوله ” و هم بأمره يعملون”.
و العجب العجاب قول كاتب المقال ((السجود كان رمزيا و مجازيا بمعنى خدمة بنى البشر و بالأخص من صلح منهم)) .
اولا : كان السجود تكريما لادم عليه السلام بأمر رباني و كيفيته بلا شك بما يتناسب مع خلقة الملائكة فهم ليسوا مثلنا و علم ذلك عند الله , أما مراقبة بني ءادم و حفظهم فهذه مهام اوكل الله بها ملائكته و لا تعني السجود و هي بالمناسبة ليست خدمة لبني ءادم بل تنفيذ لما كلف الله به ملائكته , فهي طاعة لله.
طبعا , سيقول لن يعجب قولي هذا كاتب المقال و لكن عليه ان يكون واقعيا و أن لا يضع العربة أمام الحصان من دون حجة او برهان.
بخصوص دراسة بيت المقدس
كل ماذكر مرتبط بدراسة التوحيد أمل تحليل المصطلحات أدناه ومعرفتها في حق الذات الإلهية
1 -الواحدية- او الوحدانية
2-الأحدية
3- الوترية
من اجود ما كتب هنا في الراكوبة شكرا لكم وشكرا للنقاش ايا كان نوعه
أسلوب الموافقات العددية في القرءان الكريم أو التحليل الرقمي لايات القرءان الكريم ليس علما و من اكثر العاملين به الاستاذ بسام جرار.
قال فيصل : (( كنت تخيلت طالما أن عدد السموات الغيبية سبع و رقم كل آية سبع فى سورتها- أن يكون العدد الإجمالى للآيات سبع رغم انى أعدت العد مرارا فوجدته ثمانيةو لما أجلت بصرى فى الايات إكتشفت السبب-الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات. ))
طبعا تعمد صاحبنا عدم عد ءاية سورة هود لكي يصبح العدد 7 سبعة و لكن نسي صاحبنا أن بعض هذه الايات تضمنت كلمة الارض فقط و أنه بنفس منطق أن(الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات) فإن من هذه الايات ما يمكن ان نجعله رمزا لشيء ءاخر مثل النبات او الغطاء النباتي كما في قوله تعالى ” كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ”
اسلوب الموافقات العددية ليس علما لانه لا يمكن ان تبني عليه نتيجة بشكل مقبول , مثلا ربط بعضهم بين قوله تعالى : ” على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم” في سورة التوبة و بين انهيار البرج في احداث 11 سبتمبر, فرقم السورة = 9 (يمثل الشهر)و عدد الطوابق 109 الذي هو رقم الاية و الجزء هو ال 11 و يمثل اليوم . و لكن هل كان من الممكن اجراء هذا الربط قبل حدوث الحادث ؟ طبعا لا.
هناك توافقات عددية منطقية مع بعض التحفظات الواضحة و لكنها ايضا ليست علما و انما ذات دلالة واضحة على كمال و جمال ايات القرءان الكريم و ذلك مثل أن نسبة تكرار كلمة البر و البحر الى المجموع في القرءان الكريم يساوي نسبة مساحة اليابسة و مساحة البحار الى اجمالي مساحة الكرة الارضية على الترتيب و هذا طبعا مع بعض التحفظات .
العرش والاستواء
جاء في لسان العرب في مادة استوى:
(34. ثم اسْتَوَى إلى السماء؛كما تقول: قد بلغَ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم اسْتَوَى إلى بلد كذا، معناه قَصَد بالاسْتِواء إليه، وقيل: اسْتَوَى إلى السماء صَعِدَ أَمره إليها، وفسره ثعلب فقال: أَقْبَلَ إليها، وقيل: اسْتَوْلى. الجوهري: اسْتَوَى إلى السماء أَي قَصَدَ، واسْتَوى أَي اسْتَوْلى وظَهَر؛الرحمنُ على العرش استَوى؛ قال الاسْتِواءُ الإقبال على الشيء، ثم استَوَى عليَّ وإليَّ يَشاتِمُني، على معنى أَقبل إليَّ وعلىَّ).
وجاء في معاجم اللغة العربية مختار الصحاح والوسيط والغني والرائد في مادة استوى من ضمن معان أخرى:
((استوى إلى السماء
قصد إلى خلقِها بإرادتهِ قصداً سويا بلا صارفٍ عنه
سورة : البقرة ، آية رقم : 29))
وجاء في معاجم اللغة العربية مختار الصحاح والوسيط والغني والرائد في معاني عرش:
عرش
(ع ر ش : العَرْشُ سرير الملك و عَرْشُ البيت سقفه وقولهم ثُل عرشه على ما لم يسم فاعله أي وهى أمره وذهب عزه و عَرَشَ بنى بناء من خشب وبابه ضرب ونصر وكروم مَعْرُشَاتٌ و العَرِيشُ عريش الكرم وهو أيضا خيمة من خشب وثمام والجمع عُرُش بضمتين كقليب وقلب ومنه قيل لبيوت مكة العرش لأنها عيدان تنصب ويظلل عليها وفي الحديث { تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفلان كافر بالعرش } ومن قال عُرُوشٌ فواحدها عَرْشٌ مثل فلس وفلوس ومنه الحديث { إن بن عمر رضي الله عنه كان يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة } و عَرَّشَ الكرم بالعروش تَعْرِيشاً و اعْتَرَشَ العنب إذا علا على العراش)
إذَن، فالاستواء متعدياً بـ (إلى) أو (على) على السواء إنما يعني ضمن معان أخر بحسب السياق في اللغة الإقبال على الشيء، أي توجه القصد والارادة إليه أو عليه واستوى إلى السماء كتعبير قرءاني بمعنى قصد إلى خلقِها بإرادتهِ قصداً سويا بلا صارفٍ عنه؛ وهذا المعنى هو التفسير الصحيح والأليق لهذه الآية في القرءان مع ملاحظة أنه تفسير لغوي بالمعنى العادي والظاهر من تركيبة أو ترتيب مفردات العبارة ومن ثم فليست المسألة مسألة تأويل لمتشابه حتى وكذا المعنى الذي اختاره السلف (علا وارتفع واستقر وجلس إلخ) إلا أنه معنى لا يليق بالخالق عز وجل علاوة على ما فيه من تشبيه وتمثيل محظور عقلاً ونصاً (ليس كمثه شيء)، وتصويره بإله يعلو ويهبط أو يرتفع وينزل داخل كونه الذي خلق مع كون ذلك إضافة لعدم التنزيه فهوغير جائز عقلاً أن يسعه أو يحمله بعض وهو الذي يدبر الأمر كله فقط بمشيئته ولا يحتاج إلى طلوع ونزول وجهد (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) صدق الله العظيم.
أما العرش ، فمن بين المعاني الأساسية هي البناء والبناء والتشييد والحفظ والتظليل بالتسقيف وهذه المعاني تكاد تشير إلى تأويل معنى العرش حيث جاءت الكلمة بصيغة اسم المفعول مع حذف المفعول (المعروش) فاحتاجت للتأويل بشأن ماهية المعروش. أما السلفية فقد أخذوا المعنى الأقرب إلى ذهنيتهم وهو عرش أو سرير الملك وهو معنى، وإن كان تعالى هو مالك الملك كله، لا يليق به عز وجل لمافيه من تشبيه ظاهر بملوك البشر، وفي الحقيقة فإن تفاسير وتأويلات السلف للأمور الغيبية تكاد كلها ممزوجة بروح وذهنية سلف بعض المذاهب السنية التي لم تميز المرويات من سنة صحيحة و اسرائليات بحجة توفر الاسناد وتصحيح الاخراج دون النظر لتوافق الدلالات مع النص القرءاني.
ولتأويل معنى العرش فلنبدأ بالآيات 9-12 سورة فصلت خلق الارض والسماوات مقارنة ب الآية 7 من سورة هود والجملة الاعتراضية (وكان عرشه على الماء) والتي تم تأويلها خطأ ودون مراعاة لقواعد اللغة فاقتصروا على كونها ظرفية ماضية وغفلوا عن سياقها كجملة حالية معترضة مما أبعد النجعة بينهم وبين المعنى المراد:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) صدق الله العظيم
زول , تحية طيبة,
بغض النظر عن اسلوبك و ءاسائتك لعلماء الامة المقبولين على مر العصور مثل قولك (( غير الاتباع الأعمى لتأويلات السلف التي تسميها مصادر أو مراجع )), فأنك للاسف لا تتبع الاسلوب العلمي و لا الامانة العلمية و الاخلاقية عندما تتحدث عن خصومك .
أنت ذكرت في هذا التعليق (( من ثم فليست المسألة مسألة تأويل لمتشابه حتى وكذا المعنى الذي اختاره السلف (علا وارتفع واستقر وجلس إلخ) إلا أنه معنى لا يليق بالخالق عز وجل علاوة على ما فيه من تشبيه وتمثيل محظور عقلاً ونصاً )).
تحدث السلف عن العلو و ذكر بعضهم لفظ (ارتفع) و لكن لفظة جلس او استقر , فمنهج السلف هو عدم الاتيان بمثل هذه الاوصاف عن المولى عز و جل الا اذا كانت من نص صحيح , فهلا ذكرت لنا من أين أتيت بها.
أما العلو , فقد وصف الله نفسه في كتابه بالعلو , قال تعالى ” فتعالى الله الملك الحق” سورة طه و هناك أحاديث في هذا الشأن ولكن ربما كنت أنت ممن يردون الاحاديث التي لا تعجبهم , ففي هذه الحال نأتيك بايات من القرءان الكريم للتدليل على أن حجتكم في رد الحديث لن تمكنكم من نشر ضلالكم , فالله سبحانه و تعالى حفظ هذا الدين بطرق شتى
من تدليسات (زول ) و من لف لفه هو أنهم ينقلون قولا واحدا من اقوال المفسرين و يلصقونها ب(السلف) ثم ينقلون قولا ءاخر و من نفس اقولا نفس المفسرين و ينسبونه الى أنفسهم!!!
اليك هذا الاقتباس من تفسير الطبري لقوله تعالى : ” ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ” و ستجد ان ما ذكره (زول) موجود في تفسير الطبري و الطبري شيخ المفسرين الذين يتهمهم زول و اصحابه و هو سلفي حسب تصنيف جماعة ( زول )
(قال أبو جعفر : اختلفوا في تأويل قوله : ” ثم استوى إلى السماء ”
فقال بعضهم : معنى استوى إلى السماء ، أقبل عليها ، كما تقول : كان فلان مقبلا على فلان ، ثم استوى علي يشاتمني ، واستوى إلي يشاتمني . بمعنى : أقبل علي وإلي يشاتمني . واستشهد على أن الاستواء بمعنى الإقبال بقول الشاعر :
أقول وقد قطعن بنا شرورى سوامد ، واستوين من الضجوع
فزعم أنه عنى به أنهن خرجن من الضجوع ، وكان ذلك عنده بمعنى : أقبلن . وهذا من التأويل في هذا البيت خطأ ، وإنما معنى قوله : ” واستوين من الضجوع ” استوين على الطريق من الضجوع خارجات ، بمعنى استقمن عليه .
وقال بعضهم : لم يكن ذلك من الله جل ذكره بتحول ، ولكنه بمعنى فعله ، كما تقول : كان الخليفة في أهل العراق يواليهم ، ثم تحول إلى الشام . إنما يريد : [ ص: 429 ] تحول فعله . [ وقال بعضهم : قوله : ” ثم استوى إلى السماء ” يعني به : استوت ] . كما قال الشاعر : أقول له لما استوى في ترابه على أي دين قتل الناس مصعب
وقال بعضهم : ” ثم استوى إلى السماء ” عمد لها . وقال : بل كل تارك عملا كان فيه إلى آخر فهو مستو لما عمد له ، ومستو إليه .
وقال بعضهم : الاستواء هو العلو ، والعلو هو الارتفاع . وممن قال ذلك الربيع بن أنس .
588 – حدثت بذلك عن عمار بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس : ” ثم استوى إلى السماء ” يقول : ارتفع إلى السماء .
ثم اختلف متأولو الاستواء بمعنى العلو والارتفاع ، في الذي استوى إلى السماء . فقال بعضهم : الذي استوى إلى السماء وعلا عليها ، هو خالقها ومنشئها ) انتهى
أسلوب الموافقات العددية في القرءان الكريم أو التحليل الرقمي لايات القرءان الكريم ليس علما و من اكثر العاملين به الاستاذ بسام جرار.
قال فيصل : (( كنت تخيلت طالما أن عدد السموات الغيبية سبع و رقم كل آية سبع فى سورتها- أن يكون العدد الإجمالى للآيات سبع رغم انى أعدت العد مرارا فوجدته ثمانيةو لما أجلت بصرى فى الايات إكتشفت السبب-الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات. ))
طبعا تعمد صاحبنا عدم عد ءاية سورة هود لكي يصبح العدد 7 سبعة و لكن نسي صاحبنا أن بعض هذه الايات تضمنت كلمة الارض فقط و أنه بنفس منطق أن(الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات) فإن من هذه الايات ما يمكن ان نجعله رمزا لشيء ءاخر مثل النبات او الغطاء النباتي كما في قوله تعالى ” كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ”
اسلوب الموافقات العددية ليس علما لانه لا يمكن ان تبني عليه نتيجة بشكل مقبول , مثلا ربط بعضهم بين قوله تعالى : ” على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم” في سورة التوبة و بين انهيار البرج في احداث 11 سبتمبر, فرقم السورة = 9 (يمثل الشهر)و عدد الطوابق 109 الذي هو رقم الاية و الجزء هو ال 11 و يمثل اليوم . و لكن هل كان من الممكن اجراء هذا الربط قبل حدوث الحادث ؟ طبعا لا.
هناك توافقات عددية منطقية مع بعض التحفظات الواضحة و لكنها ايضا ليست علما و انما ذات دلالة واضحة على كمال و جمال ايات القرءان الكريم و ذلك مثل أن نسبة تكرار كلمة البر و البحر الى المجموع في القرءان الكريم يساوي نسبة مساحة اليابسة و مساحة البحار الى اجمالي مساحة الكرة الارضية على الترتيب و هذا طبعا مع بعض التحفظات .
العرش والاستواء
جاء في لسان العرب في مادة استوى:
(34. ثم اسْتَوَى إلى السماء؛كما تقول: قد بلغَ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم اسْتَوَى إلى بلد كذا، معناه قَصَد بالاسْتِواء إليه، وقيل: اسْتَوَى إلى السماء صَعِدَ أَمره إليها، وفسره ثعلب فقال: أَقْبَلَ إليها، وقيل: اسْتَوْلى. الجوهري: اسْتَوَى إلى السماء أَي قَصَدَ، واسْتَوى أَي اسْتَوْلى وظَهَر؛الرحمنُ على العرش استَوى؛ قال الاسْتِواءُ الإقبال على الشيء، ثم استَوَى عليَّ وإليَّ يَشاتِمُني، على معنى أَقبل إليَّ وعلىَّ).
وجاء في معاجم اللغة العربية مختار الصحاح والوسيط والغني والرائد في مادة استوى من ضمن معان أخرى:
((استوى إلى السماء
قصد إلى خلقِها بإرادتهِ قصداً سويا بلا صارفٍ عنه
سورة : البقرة ، آية رقم : 29))
وجاء في معاجم اللغة العربية مختار الصحاح والوسيط والغني والرائد في معاني عرش:
عرش
(ع ر ش : العَرْشُ سرير الملك و عَرْشُ البيت سقفه وقولهم ثُل عرشه على ما لم يسم فاعله أي وهى أمره وذهب عزه و عَرَشَ بنى بناء من خشب وبابه ضرب ونصر وكروم مَعْرُشَاتٌ و العَرِيشُ عريش الكرم وهو أيضا خيمة من خشب وثمام والجمع عُرُش بضمتين كقليب وقلب ومنه قيل لبيوت مكة العرش لأنها عيدان تنصب ويظلل عليها وفي الحديث { تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفلان كافر بالعرش } ومن قال عُرُوشٌ فواحدها عَرْشٌ مثل فلس وفلوس ومنه الحديث { إن بن عمر رضي الله عنه كان يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة } و عَرَّشَ الكرم بالعروش تَعْرِيشاً و اعْتَرَشَ العنب إذا علا على العراش)
إذَن، فالاستواء متعدياً بـ (إلى) أو (على) على السواء إنما يعني ضمن معان أخر بحسب السياق في اللغة الإقبال على الشيء، أي توجه القصد والارادة إليه أو عليه واستوى إلى السماء كتعبير قرءاني بمعنى قصد إلى خلقِها بإرادتهِ قصداً سويا بلا صارفٍ عنه؛ وهذا المعنى هو التفسير الصحيح والأليق لهذه الآية في القرءان مع ملاحظة أنه تفسير لغوي بالمعنى العادي والظاهر من تركيبة أو ترتيب مفردات العبارة ومن ثم فليست المسألة مسألة تأويل لمتشابه حتى وكذا المعنى الذي اختاره السلف (علا وارتفع واستقر وجلس إلخ) إلا أنه معنى لا يليق بالخالق عز وجل علاوة على ما فيه من تشبيه وتمثيل محظور عقلاً ونصاً (ليس كمثه شيء)، وتصويره بإله يعلو ويهبط أو يرتفع وينزل داخل كونه الذي خلق مع كون ذلك إضافة لعدم التنزيه فهوغير جائز عقلاً أن يسعه أو يحمله بعض وهو الذي يدبر الأمر كله فقط بمشيئته ولا يحتاج إلى طلوع ونزول وجهد (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) صدق الله العظيم.
أما العرش ، فمن بين المعاني الأساسية هي البناء والبناء والتشييد والحفظ والتظليل بالتسقيف وهذه المعاني تكاد تشير إلى تأويل معنى العرش حيث جاءت الكلمة بصيغة اسم المفعول مع حذف المفعول (المعروش) فاحتاجت للتأويل بشأن ماهية المعروش. أما السلفية فقد أخذوا المعنى الأقرب إلى ذهنيتهم وهو عرش أو سرير الملك وهو معنى، وإن كان تعالى هو مالك الملك كله، لا يليق به عز وجل لمافيه من تشبيه ظاهر بملوك البشر، وفي الحقيقة فإن تفاسير وتأويلات السلف للأمور الغيبية تكاد كلها ممزوجة بروح وذهنية سلف بعض المذاهب السنية التي لم تميز المرويات من سنة صحيحة و اسرائليات بحجة توفر الاسناد وتصحيح الاخراج دون النظر لتوافق الدلالات مع النص القرءاني.
ولتأويل معنى العرش فلنبدأ بالآيات 9-12 سورة فصلت خلق الارض والسماوات مقارنة ب الآية 7 من سورة هود والجملة الاعتراضية (وكان عرشه على الماء) والتي تم تأويلها خطأ ودون مراعاة لقواعد اللغة فاقتصروا على كونها ظرفية ماضية وغفلوا عن سياقها كجملة حالية معترضة مما أبعد النجعة بينهم وبين المعنى المراد:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) صدق الله العظيم
زول , تحية طيبة,
بغض النظر عن اسلوبك و ءاسائتك لعلماء الامة المقبولين على مر العصور مثل قولك (( غير الاتباع الأعمى لتأويلات السلف التي تسميها مصادر أو مراجع )), فأنك للاسف لا تتبع الاسلوب العلمي و لا الامانة العلمية و الاخلاقية عندما تتحدث عن خصومك .
أنت ذكرت في هذا التعليق (( من ثم فليست المسألة مسألة تأويل لمتشابه حتى وكذا المعنى الذي اختاره السلف (علا وارتفع واستقر وجلس إلخ) إلا أنه معنى لا يليق بالخالق عز وجل علاوة على ما فيه من تشبيه وتمثيل محظور عقلاً ونصاً )).
تحدث السلف عن العلو و ذكر بعضهم لفظ (ارتفع) و لكن لفظة جلس او استقر , فمنهج السلف هو عدم الاتيان بمثل هذه الاوصاف عن المولى عز و جل الا اذا كانت من نص صحيح , فهلا ذكرت لنا من أين أتيت بها.
أما العلو , فقد وصف الله نفسه في كتابه بالعلو , قال تعالى ” فتعالى الله الملك الحق” سورة طه و هناك أحاديث في هذا الشأن ولكن ربما كنت أنت ممن يردون الاحاديث التي لا تعجبهم , ففي هذه الحال نأتيك بايات من القرءان الكريم للتدليل على أن حجتكم في رد الحديث لن تمكنكم من نشر ضلالكم , فالله سبحانه و تعالى حفظ هذا الدين بطرق شتى
من تدليسات (زول ) و من لف لفه هو أنهم ينقلون قولا واحدا من اقوال المفسرين و يلصقونها ب(السلف) ثم ينقلون قولا ءاخر و من نفس اقولا نفس المفسرين و ينسبونه الى أنفسهم!!!
اليك هذا الاقتباس من تفسير الطبري لقوله تعالى : ” ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ” و ستجد ان ما ذكره (زول) موجود في تفسير الطبري و الطبري شيخ المفسرين الذين يتهمهم زول و اصحابه و هو سلفي حسب تصنيف جماعة ( زول )
(قال أبو جعفر : اختلفوا في تأويل قوله : ” ثم استوى إلى السماء ”
فقال بعضهم : معنى استوى إلى السماء ، أقبل عليها ، كما تقول : كان فلان مقبلا على فلان ، ثم استوى علي يشاتمني ، واستوى إلي يشاتمني . بمعنى : أقبل علي وإلي يشاتمني . واستشهد على أن الاستواء بمعنى الإقبال بقول الشاعر :
أقول وقد قطعن بنا شرورى سوامد ، واستوين من الضجوع
فزعم أنه عنى به أنهن خرجن من الضجوع ، وكان ذلك عنده بمعنى : أقبلن . وهذا من التأويل في هذا البيت خطأ ، وإنما معنى قوله : ” واستوين من الضجوع ” استوين على الطريق من الضجوع خارجات ، بمعنى استقمن عليه .
وقال بعضهم : لم يكن ذلك من الله جل ذكره بتحول ، ولكنه بمعنى فعله ، كما تقول : كان الخليفة في أهل العراق يواليهم ، ثم تحول إلى الشام . إنما يريد : [ ص: 429 ] تحول فعله . [ وقال بعضهم : قوله : ” ثم استوى إلى السماء ” يعني به : استوت ] . كما قال الشاعر : أقول له لما استوى في ترابه على أي دين قتل الناس مصعب
وقال بعضهم : ” ثم استوى إلى السماء ” عمد لها . وقال : بل كل تارك عملا كان فيه إلى آخر فهو مستو لما عمد له ، ومستو إليه .
وقال بعضهم : الاستواء هو العلو ، والعلو هو الارتفاع . وممن قال ذلك الربيع بن أنس .
588 – حدثت بذلك عن عمار بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس : ” ثم استوى إلى السماء ” يقول : ارتفع إلى السماء .
ثم اختلف متأولو الاستواء بمعنى العلو والارتفاع ، في الذي استوى إلى السماء . فقال بعضهم : الذي استوى إلى السماء وعلا عليها ، هو خالقها ومنشئها ) انتهى