لقد هرمنا من ذرف تلك الدموع

(1)
> قبل عشرات السنين ? لو قيل لنا إنه سوف يأتي يوم وتكتب فيه عن (حمامات مدارس الخرطوم) ، ما كان لنا أن نلتحق بهذا المجال. فليس هناك أسوأ من هذه الفاجعة التي أفقدتنا (معلمة) أثناء ساعات دوامها الرسمي.
> لكن ليس في ذلك الأمر عجب ، فقد ناقش المجلس التشريعي لولاية الخرطوم ذلك الأمر بعد حادثة وفاة المعلمة التي توفيت نتيجة لانهيار حمامات مدرسة نسيبة بنت كعب للبنات بالثورة الحارة 13.
> هذه المعلمة التي لم تتخل عن رسالتها حتى في موتها هذا ? الذي جعل المحليات والولايات تشكل لجنة لمراجعة جميع حمامات المدارس في ولاية الخرطوم.
> نحمد الله أن الحادثة لم تقع في فصل الخريف ، وإلّا تحمل فصل الخريف المسؤولية كلها واعتبرت (الأمطار) هي السبب الرئيس لانهيار حمامات مدرسة الثورة الحارة 13.
> وقيدت القضية ضد (المطر) وقفلت على ذلك.
(2)
> عندما تحدث كارثة بهذه الصورة التي تشير إلى الإهمال والتقصير دائما تحاول السلطات والجهات المسؤولة عن هذا التقصير امتصاص غضب الشارع او حزنه بتكوين لجنة تحقيق.
> كثير من لجان التحقيق تشكل هكذا في الهواء ? دون أن يكون لهذه اللجان نتيجة ، فهي قد شكلت لامتصاص الغضب.
> وللتفاعل مع فاجعة الحدث لا غير.
> هل تكوّين لجنة تحقيق يكفي في مثل هذه الحوادث؟.
> وهل دموع رئيس لجنة التعليم بالتشريعي انتصار كوكو عند تقديمها مسألة مستعجلة لوزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم لمعرفة أسباب انهيار الحمامات تكفي؟.
> لقد هرمنا من ذرف تلك الدموع.
> حتى كتاباتنا تلك ? لا قيمة لها أمام تلك الفاجعة.
> ما جدوى كل ذلك ..ومعلمة تموت بهذه الصورة.
> لماذا ننتظر الحوادث حتى تقع ثم نتحرك بعد ذلك؟.
> وليت تحركنا نفسه يكون إيجابيًا وسريعاً.
> يمكن أن تحدث نفس هذه الفاجعة الشهر القادم ? وتكوّن لجنة تحقيق أخرى.
> يفترض أن تقدم في مثل هذه الكوارث (استقالات) ، وإن كانت (صورية) ، وليس لجان تحقيق.
> نعم في مثل هذه الحوادث لا توجد مسؤولية مباشرة ? وليس هناك قانون يحاسب على ذلك الإهمال والتقصير ..لكن مع ذلك كنا ننتظر (استقالة) نتجمّل بها… خاصة أن وزير التربية والتعليم بالولاية فرح مصطفى قد أعلن في المجلس التشريعي عن تحملهم مسؤولية انهيار الحمامات كاملة (والاعتراف سيد الأدلة).
> ماذا بعد هذا الاعتراف غير (الاستقالة).
> كنا ننتظر استقالة, ومعلمة ترحل بهذه الصورة حتى لو كانت تلك الاستقالة من مدير مدرسة نسيبة بنت كعب بالثورة الحارة 13 ، إن عز الوزير!!.
(3)
> وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فرح مصطفى, قال إن قضاء الله جعل المعلمة تدخل في الحمامات القديمة التي تم بناؤها قبل (40) عاما، رغم وجود حمامات أخرى تم بناؤها قبل (3) سنوات مخصصة للمعلمات.
> وهنا يظهر السؤال ? كيف تترك حمامات متهالكة بتلك الحالة بنيّت قبل (40) عاما وإن كانت مهجورة في مدرسة بعض طالباتها عمرهن أقل من (7) سنوات.
> كان يفترض إزالة تلك الحمامات أو دفنها.
> ونسأل أيضاً هل الحمامات الجديدة مخصصة للمعلمات فقط؟.
> المشكلة الأكبر أن وزير التربية والتعليم قال إن تلك الحمامات لم تبد عليها علامات جانبية للانهيار الذي حدث فجأة ، وذلك يعني استعمال تلك الحمامات رغم أن عمرها تجاوز الـ (40) عاماً.
(4)
> سؤال أخير يفرض نفسه ? هل كان يمكن إسعاف المعلمة ونجدتها قبل وفاتها؟.
> بمعنى ? هل تأخر الدفاع المدني في الحضور؟ ? انظروا بين وقت السقوط والبلاغ ووقت حضور النجدة ? التحقيق والمحاسبة يجب أن تشمل ذلك ? حتى وإن تمت الأيام!!.
(5)
> هذا العمود لا علاقة له بالخلافات الداخلية في (الاتحادي الأصل) ـ واستدعاء الميرغني الأب للحسن والسر في القاهرة.
الصحافة