قولٌ يخصه وحده

زمان مثل هذا

قولٌ يخصه وحده

الصادق الشريف

? المواقف غير المعتادة في مسيرة الإنقاذ أتت بمدخلات لُغوية جديدة إلى الساحة… وهي في معظم الأحوال تعتبر توثيقاً لغوياً لمرحلة سياسية. ? فعبارة (بضع بالمائة) التي وصف بها الترابي فساد الإسلاميين، أصبحت توثيقاً لمستهل المرحلة السياسية التي بدأ فيها د.الترابي يفقد نفوذه السياسي، لأنها فتحت عليه باب الرد من الإسلاميين (وتحديداً التنفيذيين في الحكومة) الذين رفضوا وصف شيخهم لهم بالفساد. ? ومن كان يجرؤ قبلها للرد على الترابي؟؟؟. ? أمّا عبارة (بأعجل ما تيسر) فظهرت في المرحلة التي تولى فيها الترابي رئاسة الجهاز التشريعي… وكان يحيل كل المسائل إلى لجان برلمانية ويطالبها بالإسراع في إصدار تقاريرها بـ(أعجل ما تيسر). ? وبعد ذلك أصبحت تلك العبارة ذات ظهور إعلامي كثيف تستخدمها الصحف في أخبارها وتحليلاتها، وحملة الرأي في مقالاتهم وأعمدتهم. ? في هذه الأيام ظهرت عبارة جديدة إلى حيز التداول، قالها (الفريق أول) (أمن) (مهندس) صلاح عبد الله (قوش) في معرض رده الغاضب على الدكتور نافع علي نافع. ? قال قوش (حديث نافع عن حوار المستشارية هو قولٌ يخصه وحده) وواصل التصريح (فالرئيس البشير ونائبه باركا هذا الحوار). ? وكان نافع قد قلل من شأن الحوار الذي تديره مستشارية الأمن… وساخراً منه بانفضاض الأحزاب من حوله… رغم أنّ د.مندور المهدي جاء من أقصى المدينة يسعى ويقول إنّه مع حوار المستشارية، وأنّ هناك 200 حزب (مائتي حزب) يتحاورون تحت سقف المستشارية. ? شفت كيف؟؟؟. ? والشاهد في حديث قوش هو عبارة (يخصه وحده) والتي حاول بها تحجيم الدكتور نافع علي نافع والذي يتبوأ منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني والذي بالضرورة يُعبِّر عن الحزب… ولكن عبارة (يخصه وحده) حصر الأمر في مجرد رأي شخصي. ? ولم تُكْمِل عبارة (يخصه وحده) أسبوعها الأول… فما زالت مولوداً غضاً حتى وجدت رواجاً لها على لسان أحد الوزراء. ? فقد استخدمها الدكتور كمال عبيد وزير الإعلام في معرض حديثه عمّا توصلت إليه اللجان المشتركة بين الوطني والحركة. ? وسرد بعض ما توصلت إليه اللجان للصحافيين، أمّا عن الأقوال التي تتناقلها الصحف قال عبيد (ما يسوقه أيِّ شخص خارج هذه اللجان يخصه وحده). ? في محاولة للتقليل من شأن كل الأحاديث الدائرة خارج اللجان المشتركة بما فيها حديث الدكتور صابر محمد الحسن المدير السابق للبنك المركزي عن مقايضة الديون الخارجية مع الحركة مقابل أصول البترول. ? هذه العبارة ستوثق لمرحلة تأريخية مهمة في مسيرة المؤتمر الوطني، وهي المرحلة التي وجد فيها الدكتور نافع من يرد على هجماته المستمرة داخل وخارج المؤتمر الوطني. ? فالرجل ظلّ ردحاً من الزمان هو المهاجم الأول للحزب الحاكم، بصورة أورثته بغضاً في الداخل والخارج… وكان يبدو في كل الأوقات غير مكترثٍ ولا مبالٍ لما يقولُ ويفعلُ… كمن لا يخشى على مستقبله السياسي.. ? لكن الآن… فهناك من يرد على تصريحات مساعد الرئيس، لا.. ليس رداً فحسب، بل محاولة لتذكيره بحجمه الحقيقي مقابل أحجام أخرى. ? والأيام حُبلى بالمزيد من العبارات والمفاجآت.

التيار