(ما ذنب جِلد الطار لو غنوا بيهو شُتُر!)

حسب ـ المركز الصحفي/ وزارة الداخلية ـ فقد تمكنت قواتهاـ الجمعة من تحرير 1500 رهينة لمواطني دول(اريتريا, واثيوبيا احتجزتهم عصابات تهريب البشر بمنطقة قيلي الحدودية بين ولايتي كسلا والقضارف وذلك بفضل مجهودات مقدرة من قوات جهاز الأمن والمخابرات والشرطة نجحت في تحرير الرهائن الذين احتجزتهم العصابة بعد تهريبهم بغرف بلا نوافز في ظل أوضاع سيئة. إلى هنا يمكن القول بأن الداخلية قد انجزت دورها تضامنا مع جهاز الأمن والمخابرات على اكمل وجه . والسؤال ما هو دور الدولة بل الصحيح اين الدولة من إستباحة الحدود المتكررة؟ وهل دورها يقتصر على تصريحاتها الكليلة بأن ـ (السودان دولة عبور لتجارة البشر؟) وهل الإتجار بالبشر محرم دولياً بينما العبورـ حلال, أو ربما في فقه الدولة يجوز مع الكراهة؟ نعم جهازي الأمن والشرطة مؤسسات أمنية وباعتبارهما جزء من آليات الدولة، غير أن الجزء الأكبر والأهم من الدولة ظل في غياب تام يستوجب معه التطليق أو الخُلع ـ للغيبة وعدم الإنفاق .. ولو أن حكومتنا الرشيدة شادت جداراً عازلاً ـ بمنافز الحدود كما تفتقت بها عبقرية ـ ترامب ـ لوقاها الجدار مغبة التصريحات الساذجة بـ(السودان مجرد دولة عبور) ولوفرت على المواطن ـ (ريالته) الغالية في ظل أوضاع دولة العبورالمتردية والنطيحة وفي ظل الفراولة المصرية الملوثة التي ترد البلاد تهريباً أو عبر أبوابها وعبر وسائل أخرى بعد تحديث منشئهاـ يعرفهاـ رجال دولة العبور كما يعرفها بعض أولي الألباب من شعبٍ (أبو ريالة) غير أن صحافة الخرطوم لم تنشر طوال حضور الفراولة المهربة وجلوسها جنباً إلى جنب ـ البرتقال الوطني بأسواقنا ويطولها ما يطول الفاكهة الوطنية الأخرى على الرصيف حملات ـ الكشة ـ لاـ المصادرة بجريرة التهريب رغم حظرها الشهير! ولئن سَلَّمنا بدخولها تهريباً نفسح بذلك للسؤال اللديح فسحة ليمارس إلحاحه(أين هي قوات مكافحة التهريب؟ وأين الجمارك ؟ونقاط الحدود التي زاحمت ـ سيرتهاـ أخبار وتصريحات الساسة الهامة على صدر صحافتنا بشاكلة ـ قلل ونفي و(سبقني إشتكى)..أين وزارة التجارة وقوانينها في وقت تتهيأ فيه البلاد للإنضمام للتجارة الدولية،كما تتهيأ بمزادها الإستثماري طروبة برفع العقوبات التي إشترطت مكافحة تهريب البشر , أين و أين.. وسلسلة ـ (أينات) تصب في سراب (السودان دولة عبور)! وهوـ (السراب) معروف في العقل الشعبي بـ(بحر إبليس) رغم ان إبليس قد حاوره رب العزة كما جاء ذكره بآي الذكر الحكيم ، فمن يحاور هؤلاء؟ .
كوم لحاله ـ دولة عبورـ بينما الكوم الأكبر ما تضج به صحافتنا هذه الأيام حول إعلان تنظيم داعش عن وجوده بالبلاد، جاء على لسان زعيمها بالسودان(هكذا وصفته صحافة الخرطوم وقد توعد الزعيم الداعشي الزميلة “شمائل النور” بـ(التيار) على خلفية مقال لها أثار حمية بعض اولياء وأوصياء الدين وحراس النوايا بالبلاد اولهم صاحب ـ الفتنة الكبرى ـ وتقيأ وأسهل كل ما في أحشائه من سقم عضال شفاه الله رغم إستغلال صحيفته منبراً لإشاعة عصبية الجاهلية الأولى التي قال عنها افضل خلق الله (ص) (اتركوها فانها منتنة) فها هو يقود حملة بئيسة على قلم عرف بالمهنية والصدق والرجل منطلق من منبر يتنازعه مع مؤسسيه كان قد وظفه بكلكله وكليله لفصل الجنوب وهو صاحب الناقة الشهيرة على ابواب سودانه العربي والمشروع الحضاري.
اما زعيم داعش ورهطه فمن عجب اتهامهم للزميلة “شمائل النور” بالردة بينما تركوا دولة ارتدت عن دينهم وعن ـ (الامريكان ليكم تسلحنا) وعن مشروع حضاري لو ادخرت ميزانية لافتاته فحسب لسددت ديونها الخارجية ,أما أعلان زعيم داعش عن نفسه بالبلاد فتلك طامة كبرى تجعل ترامب يتحسس بل يتحسر على تسرعه في توقيع رفع العقوبات شراكة مع سلفه اوباما والحيرة تنتج الحيرة الكبرى..(هل تحولت داعش من تنظيم تكفيري يرق كل الدماء الى منظومة سياسية بالبلاد عبر مسجل التنظيمات ليحق لها التصريح والتهديد والتكفير وتلهث وراءها صحافة الخرطوم طلابا للاثارة والوعيد الأجوف والسؤال نحيله الى الامريكان وهم الأعلم سلفاً بان (حليمة لن تتخلى عن قديما) وها هي حليمة تتسلح مجدداً بالدين إرهابا للآخر، وتلك ورطة البلاد على مدى عقودٍ عشر إلا قليلا، إتخذ حاكموها ومتحكموها من الدين مطية إلى أهدافهم الدنيوية الدنيئة وما ـ (مالدنيا قد عملنا…) إلا ترجمة أمينة لـ(الفي بَطنُو حُرقُص براهو بِيرقُص)
فما ذنب شمائل ان تحجرت العقول وتحنطت في قوالب ضيقة تقرأ ولاتعي حرفا و(ما ذنب جلد الطار لو غنوا بيهو شُتُر؟) فليهنأ عاطف خيري في غربة اختيارية فيها منجاة من فوضى عارمة ها هنا. وهي البلاد صديقي عاطف كلما ابتسمت حطَّ على شفتيها الذباب ..صدقت..صدقت بل البلاد احالها الغوغائيون الى موطن شدة وكنا ذات سودان جميل نعرف مناطق الشدة من البلاد اطرافها وما شرط وزارة الصة ايام الصحة على الطبيب بضرورة العمل ببعض مناطق الشدة بالبلاد ويكفي ـ التبعيض شاهد على تعافي معظم جسد الوطن ايامها اما وقد احالوا الوطن باسره الى منطقة شدة لم تعلنها المنظمات الاممية بعد فلا خيار لنا سوى اللواذ بالشديد القوي.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]