منازل الظعائن(3)

منازل الظعائن تصاريف القدر في رحلة السنين من بادية الكبابيش إلى أربع من قارات العالم.
٭ في نوفمبر 0891 اكملت بحمد الله كل مطلوبات ماجستير العلوم السياسية وحصلت على الدرجة وكان عليَّ مراسلة الجامعات ذات الصيت العالمي التي تقدم برامج عالية التركيز في دكتوراة العلوم السياسية بعثت بتفاصيل درجتي الماجستير من جامعة اوهايو والبكلاريوس من جامعة ام درمان الاسلامية وكان يراودني أيضاً مزاوجة ما اكتسبته من امريكا بتجربة علمية أخرى في جامعات اوربا بلغ عمري يومها التاسعة والعشرين.. واتتني افكار تخيرت منها جامعة كاليفورنيا في مدينة ريفر سايد المتاخمة للوس انجلوس على الساحل الغربي للولايات المتحدة الامريكية.
٭ تزامنت عودتي للبلاد في صيف 4891 مع انفجار موجة الجفاف الذي تراكمت اثاره لمدي تجاوز العشر سنين.
٭ كانت الاسرة لاتزال في الحمرة تعيش على قطيع ابقارنا التي تكاثر نسلها منذ نهاية الاربعينيات وقطيع الضأن الذي كان عائد مبيعاته كافياً بسد الحاجة كان ذلك دأب الاسرة في أمر المعاش حتى اتاني الوالد الشيخ البشير في منزلي بام درمان قادماً من الحمرة قال الوالد انه اتى بجميع ما يملك من الضأن إلى سوق المواشي بام درمان ليبيعها لمن يرغب فلم يعد في البادية من مرعى يكفي لانقاذها من الموت جوعاً انتهى في ذلك اليوم تاريخاً امتد لأكثر من نصف قرن مع مهنة الحيوان وتربيته ورعايته.
٭ المنزل العاشر في سوح الجامعات بين ام درمان والرياض في العام 7891 غادرت البلاد للعمل في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية.. وامتد وجودي فيها اربع سنوات انجزت فيها بجانب تدريس المقررات المعتادة كتابي العلاقات الدولية المعاصرة الأسس النظرية واقع الممارسة ومشارف المستقبل الذي نشرته دار العلوم 0991 والذي لا يزال يدرس في عدد من الجامعات العربية.
٭ المنزل الثاني عشر.. في مرافق العمل الدبلوماسي وقد عمل سفيراً للسودان في ماليزيا وفي المنزل الثالث عشر المملكة العربية السعودية القنصلية العامة بجدة.. والمنزل الرابع عشر روسيا الاتحادية واكرانيا وبيلاروسيا.
٭ والذي يميز أداء مؤلف الكتاب اينما حل معايشة للواقع ودراسته فعندما كان سفيراً في روسيا قام بدراسة الظاهرة البلشفية صعوداً وهبوطاً وكانت دراسة عميقة ومحايدة تناولت تاريخ الحزب الشيوعي وحركته الداخلية حتى مجيء يلسن عام 0991.
وبعدها هناك ايضاً دراسة عن الدبلوماسية الاجندة النشطة على المسرح الدبلوماسي المعاصر.. وفي المنزل التاسع عشر النرويج وشمال اوربا.
٭ قبل ان أنهي رحلتي القصيرة مع كتاب منازل الظعائن أهدي هذه النكتة عن سلوك يهودي جاءت في تأملات في الظاهرة البلشفية.
٭ أحد اليهود لعله في أيام برزنيف حصل على تصريح للمغادرة إلى إسرائيل.. أثناء تفتيش حقائبه عند المغادرة عثر مفتش الجمارك السوفيتي على تمثال لينين بين الثياب وسأله المفتش ماهذا؟ رد اليهودي بقوله صيغة سؤالك خطأ أيها الرفيق كان عليك ان تسأل من هذا؟.. هذا لينين العظيم الذي أرسى دعائم الشيوعية وجلب الخير للشعب السوفيتي وأنا اصطحبه معي تخليداً لذكراه العظيمة.. تأثر موظف الجمارك الروسي بما سمع وقال حسناً تفضل بالمرور. رأى موظف الجمارك في مطار تل أبيب التمثال وسأل ما هذا؟ يجيب اليهودي قائلاً كان عليك ان تسأل من هذا؟ هذا لينين المجرم المجنون الذي تركت بسببه روسيا اصطحبه معي لأنظر في وجهه كل يوم وأكيل له اللعنات في كل وقت وحين، تأثر المسؤول الاسرائيلي وقال: حسناً تفضل بالمرور.
يذهب اليهودي ويضع التمثال في زاوية بارزة في الغرفة وبمناسبة وصوله إلى ارض اسرائيل يدعو اقرباءه لزيارته أحد الصبية من أبناء أخيه يسأله من هذا؟ يرد عليه عمه اليهودي قائلاً يا صغيري سؤالك هذا خطأ كان عليك أن تسأل ما هذا؟ هذا 01 كيلو غرام من الذهب الخالص عيار 42 ادخلتها من غير جمارك ولا ضرائب وفوق ذاك من دون ضريبة القيمة المضافة.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة