من أين لنا بالضحك

تساءلت مع نفسي قائلة من أين لنا بالضحك مع ظروف الحياة الصعبة ومع جنون الأسعار الذي أصاب كل السلع، والناس قد فارقت الضحكة ملامحهم.. بل اخذتهم موجة من الخوف من المصير المجهول ووزير الدولة بالمالية يقول ان العام القادم سوف يرفع الدعم بصورة كاملة من كل شيء.. ضحكت ضحكة خافتة وتذكرت ان عام 5002م وفي مجلة صباح الخير قرأت كلاماً عن العلاج بالضحك.. فقمت على قصاصاتي أبحث عنه وجدته في العدد الصادر في التاسع عشر من أبريل وفي زاوية زينب صادق (أنا والحياة) قرأت اسطوانة الضحك.
٭ في نهايات القرن العشرين بدأت عمليات علاج تكميلية للأمراض فقد شاهدت فيلماً في الثمانينيات عن قصة حقيقية لصحافي كبير صاحب صحيفة في النصف الأول من القرن العشرين لا اتذكر تماماً ان كان انجليزياً أم أمريكياً.
٭ المهم الشيء الذي اذكره تماماً ان هذا الرجل بدأ يشعر بألم في ظهره وبعد فحص الأطباء وصفوا له دواء وأجمعوا على أنه مرض عضال وعليه ان يعد نفسه لعدم استطاعته الحركة بعد عدة اشهر.. ضحك الرجل من صراحتهم كيف وهو، المليء بالحيوية والنشاط لم ييأس من تصريحهم ولم يستسلم للمرض.
٭ اشترى أو استعار كتباً ومراجع طبية وقرأ الكثير الكثير منها عن مواجهة الجسم للأمراض ليفهم ما به وبحاسة علمية مع حاسة نفسية اشترى افلاماً كوميدية لاشهر الكوميديانات في ذلك العصر.. شارلي شابلن ومن سبقوه كما اشترى آلة عرض سينمائية صغيرة لمشاهدة الافلام وكان يدعو مرؤسيه وزملاءه في الصحيفة ليشاهدوا معه الافلام المضحكة.. كل مساء يذهب اليه اثنان أو ثلاثة ويشاهدون معه.
٭ وكانت ضحكاته من القلب تدفعهم إلى الضحك أكثر من المواقف الضاحكة في الافلام وتهامسوا في الصحيفة بصوت مرتفع ان الرجل قد جن.. أما الأطباء المعالجون فقد قالوا بأسى ان الرجل يريد ان يتقبل المأساة التي تنتظره بالضحك وكانت دهشتهم عظيمة عندما وجدوا الرجل يسير أمامهم بعد تلك الاشهر التي حددوها لعدم استطاعته الحركة وبعد الفحص الدقيق لم يجدوا به العلة التي اكتشفوها من قبل.
٭ لم يعرف أطباء ذلك الزمن سر جهاز المناعة الذي يقويه الضحك فاستطاع مقاومة الخلايا المريضة في جسم الرجل مع ارادته القوية في الشفاء.
٭ تذكروا ما قاله نيتشه (لما كان الانسان هو أعمق الموجودات الماً فقد كان لابد له من ان يخترع الضحك).
هذا مع تحياتي وشكري
الصيحة
عندما نرذل بالبلاوي فخير لنا أن نضحك لكيلا نموت كمداً.
وغنى أبو عركي أضحكي.
عندما نرذل بالبلاوي فخير لنا أن نضحك لكيلا نموت كمداً.
وغنى أبو عركي أضحكي.