زووم

***انتفضت هيئة علماء السودان، انتقاضة قوية، بمجرد أن بلغها
خبر التعديلات الدستورية المتداولة هذه الأيام، والتي جاء فيها إسقاط
الولاية في الزواج، ثارت ثورتهم، وأرغى رئيس الهيئة وأزبد، وأعلنها
حرباً ضروساً الى يوم القيامة، ما لم يتم اتخاذ آرائهم حولها، إذ وصفها
صالح (إسقاط الولاية يجر الى مصيبة كبيرة وجرم عظيم)..
**حماس هيئة علماء السودان، شد اليها الانتباه الجمعي، ووضعها
في وضع الصورة (زووم)، وذلك لأنها خرجت لأول مرة عن مألوف
سلوكها وأدائها العام، وأسمعت الناس صوتاً مخالفاً معارضاً ل(ناسها) لم
يخرج مثله يوماً، من حنجرتها، فهي دائماً تتوشح ببياناتها وتصريحاتها
الهشة، التي تؤيد السلطة، فترتمي في أحضانها..
**لم تنبس الهيئة ببنت شفة والتعديلات تمر من أمامها، وبين يديها
الأوراق والدفاتر، أثرت الصمت منذ أكثر من عام، وتفرغت للهجوم الآن،
ليدخل حزب المؤتمر الشعبي، الى الحلبة، بعدما وصف صالح وثيقة
الحريات، بأنها صنيعة الراحل حسن الترابي ولا تمت للإسلام بصلة.
**هيئة علماء السودان لم يجرح مشاعرها، ولم يشد انتباهها، ويثير
غضبها الى يوم القيامة، زواج طفلة قاصر لم تتعد العشر سنوات، تحمل
صغيرتها طفلة هي الأخرى على كتفها، ثمرة زواج فاشل، لعدم قدرة
الصغيرة على تحمل الأعباء الزوجية، باركت الهيئة زواج القاصرات،
ورحبت به، وغضت الطرف عن عواقبه التي تسجلها، دفاتر المحاكم
يومياً، فتزيد من ارتفاع نسبة الطلاق، وكأن المرأة عبء على ظهر الهيئة
تحمله يومياً على مضض.
**تقاتل هيئة علماء السودان الآن، من أجل كسب قضية الولاية، وهي
التي دافع عضو هيئتها حسن أحمد حامد عن زواج الإيثار، الذي أثار لغطاً
وضجيجاً في العام ۲۰۰۹ ، فانقسم المجتمع الى مؤيد ومعارض، وهي
التي لم نشهد لها قتالاً مثله في سوح، فرض التحلل والعقود الربوية،
وبيع أراضي المواطنين، والتعدي على المال العام، وقطع الأرزاق عنوة،
بمصادرة الدرداقات من قبل محلية ولاية الخرطوم، ولم تهدينا فتواها بأنه
جرم عظيم ومصيبة كبيرة…
** لم يحمل سجل الهيئة المؤازرة يوماً للمرأة، التي تعاني التشرد
والاغتصاب وخطف صغارها في دارفور، ولم تتوعد الهيئة الفاعلين
بفتوى تحريم وتجريم الفعل، بلا كلل الى يوم القيامة، فالهيئة لها القدح
المعلى في الدفع بالفتاوى، من من حرمة المسيرات السلمية الى غيرها
من البدع التي تجيدها.
**يوم القيامة آت لا ريب فيه، فهل أكملت هيئة علماء السودان،
كافة استعدادها له، وجردت حساباتها جيداً، وتلمست خطاها على طريق
الحق؟؟؟ وهل وظفت فتواها، على امتداد وجودها، هيئة مرجعية تضم
مئات العلماء في مكاتبها بصادق القول والفعل خالصاً لوجه لله؟؟
** تتصدر الهيئة الآن الأخبار في معركتها التي تبادلت فيها النيران مع
مؤيدي إسقاط الولاية في الزواج، تركت كل العيوب والمساوئ التي تنتشر
في وطني، وتمسكت بالحديث عن الغرف الخاصة يا عجبي !!!!!
همسة
تلوح بكفها المعفر بالتراب …
تكابد هنا… تناضل هناك….
من أجل شرف …تغنم به عند الإياب ….
صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..