هم ظاهرة صوتية (6)

هل سيقود ما يسمى بالحوار الوطني إلى وفاق وطني؟ لا أعتقد ذلك، ليس فقط لأن ثقتي في جدية الحكومة في هذا المسار ضعيفة، ولكن لأن الحكومة، وفي التحليل الأخير، نتاج ثقافة سياسية سودانية، تشكلت منذ ما قبل الاستقلال، وليست ثقافة إسلامية، مهما كمبل أقطابها وعرضوا في الساحة، بشعارات: الإسلام هو الحل، والحاكمية لله
ونحن قوم نتقن صناعة الأصنام البشرية، وننقسم الى عُبَّادٍ لتلك الأصنام، تحت لافتات أحزاب سياسية، ظلت تبيع لنا الهواء طوال عمر السودان المستقل، وربما قبلها بعقد على الأقل، وفوق هذا كله فإن معظمنا يتفادى توجيه النقد لكل حاكم وسياسي يرحل عن الدنيا
أنظر كيف انعقدت الندوات لمناقشة رواية “شوق الدرويش” لزيادة حمور، ليس من منظور أدبي، ولكن لفتح النار عليه، باعتبار أنه شوه صورة الحقبة المهدية، وفترة حكم الخليفة عبد الله التعايشي على وجه الخصوص، وبعيدا عن كون أن العمل الروائي الذي يتعرض لوقائع “تأريخية”، يقوم على “تخييل التاريخ” كما قال الأستاذ عيسى الحلو، وليس مطالبا بتحري الدقة في نقل الحقائق التاريخية ? روايات شكسبير التاريخية التي صنعت مجده تقوم في معظمها على ليّ حقائق التاريخ بما يتناسب والبناء الدرامي المنشود ? بعيدا عن هذا، فإن الندوات التي تم فيها لعن خاش مؤلف الرواية، تشي بأن هناك من يعتقد أن المهدية والخليفة التعايشي فوق النقد، ما لم يكن ذلك بهدف “الإشادة”
واتفق مع الرأي القائل بأن حمور، وكثيرين غيره حتى من المؤرخين السودانيين، قسوا كثيرا على التعايشي، استنادا إلى شهادات سلاطين باشا وأهروالدر اللذين كانوا أسرى لدى الدولة المهدية، فكان من البدهي أن يصوروا التعايشي شيطانا دمويا (مذكرات أهروالدر أشرف عليها بل صاغها ونجت باشا، الحاكم البريطاني للسودان بعد معركة كرري وحتى عام 1916، وكان همه الأول محو التراث المهدوي في البلاد)، ولكن لا شك في أن التعايشي ارتكب أخطاء جسيمة في إدارة البلاد، ثم زج بها في حرب خاسرة عندما قرر غزو مصر في تحدٍ للإنجليز، الذين كانوا يحكمون مصر من الباطن، فأعطى الأخيرين ذريعة لاحتلال البلاد، وأسموا العملية reconquest of Sudan أي إعادة احتلال السودان، وكأنما كان السودان قبلها محكوما من قبل بريطانيا
وهناك من وجد التبريرات للتعايشي، على تعامله القاسي مع كانوا يتآمرون عليهم أو يحسبهم هو متآمرين عليه، من أبناء البحر وأقارب المهدي (الأشراف)، الذين لم يرق لهم أن يحكمهم “غرباوي”، وكان من بين أقارب المهدي من أراد لحكم الدولة المهدية أن يكون وراثيا، متناسين أن المهدي أوصى بأن تكون الولاية للتعايشي عند موته

تعليق واحد

  1. ( تيمون الاثيني) اسطورة اصبحت تاريخا لرجل بهذا الاسم يكره البشر لوجه الله اي كراهية وجودية بلا سبب فماذا فعل به شيكسبير في مسرحيته التي هي ايضا بنفس الاسم ؟ دخل بهذا التيمون تخوم النظرية الشيوعية قبل ان يعرفها اهلوها ومنظروها . قدم كارل ماركس كتابه الشهير (راس المال) بابيات منها تعبر عن لعنة الملكية الخاصة ممثلة في الذهب الذي يلعنه تيمون :
    هذا العبد الاصفر
    يحيل الاسود ابيضِ والابيض اسود
    ينسج ويبلي الاديان
    يبارك المنبوذين
    ويحعل الجذام الازرق معبودا
    والشاهد ان كلف ماركس بهذه المسرحية وقد عدها النقاد اضعف مسرحيات شيكسبير لانها تعبر عن معتقداته .. فيها ايضا صراع الطبقات :
    ايتها الشنس يا مرضعة البشر
    اسحبي العفونة المتصاعدة من الارض
    ولوثي كل ما تحت القمر من هواء
    كوني في رحمك توأمين
    لايختلفان في المكان والنشاة والميلاد
    مسيهما بقدر متفلوت من الثروة
    يحتقر اغناهما افقرهما !
    الشاهد التاريخ والرواية دائرتان منفصلتان تماما وعجبت (لبتوع التاريخ والسياسة) يهاجمون مبدعا لانه يبدع رواية عن احداث تاريخية ولا يرويها تاريخا

  2. المهدي سمى نفسه محمد بن عبد الله (خليفة رسول الله) وودتورشين سماه المهدي خليفة ابو بكر الصديق وعلى ود حلو سماه (عليه السلام) خليفة عمر بن الخطاب – وشخص آخر هو خليفة عثمان بن عفان – وهناك خانه فاضيه هي خانة خليفة على بن ابي طالب – ارسل عليه السلام احد مرديديه الى سنوسي ليبيا عارضا عليه ان يملأ تلك الخانه الشاغره الا وهي خانة علي بن ابي طالب ولكن سنوسي ليبيا لم يكلف نفسه حتى الرد على رسول المهدي عليه السلام …. كما ان ود تورشين ارتكب اخطاء استراتيجيه عجلت بسقوط هذه الدوله المهدويه – مثل الحروبات التي شنها على جارته الحبشه – والحروبات التي شنها على القبائل المحليه ومحاولة غزو دولة بريطانيا وقد حاول التمهيد لذلك بغزو دولة مصر وقد كانت اوامره صريحه لود النجومي ان بعد ان بعد ان تفتحوا مصر توجه بجندك وخض بهم بحر الظلمات لفتح دولة الترك بريطانيا ولا تعودوا الا ومعكم الملكه فكتوريا صاغره ذليله .. مم اوغر صدور الانجليز عليه فتغدوا به قبل ان يتعشى بهم ….

  3. ( تيمون الاثيني) اسطورة اصبحت تاريخا لرجل بهذا الاسم يكره البشر لوجه الله اي كراهية وجودية بلا سبب فماذا فعل به شيكسبير في مسرحيته التي هي ايضا بنفس الاسم ؟ دخل بهذا التيمون تخوم النظرية الشيوعية قبل ان يعرفها اهلوها ومنظروها . قدم كارل ماركس كتابه الشهير (راس المال) بابيات منها تعبر عن لعنة الملكية الخاصة ممثلة في الذهب الذي يلعنه تيمون :
    هذا العبد الاصفر
    يحيل الاسود ابيضِ والابيض اسود
    ينسج ويبلي الاديان
    يبارك المنبوذين
    ويحعل الجذام الازرق معبودا
    والشاهد ان كلف ماركس بهذه المسرحية وقد عدها النقاد اضعف مسرحيات شيكسبير لانها تعبر عن معتقداته .. فيها ايضا صراع الطبقات :
    ايتها الشنس يا مرضعة البشر
    اسحبي العفونة المتصاعدة من الارض
    ولوثي كل ما تحت القمر من هواء
    كوني في رحمك توأمين
    لايختلفان في المكان والنشاة والميلاد
    مسيهما بقدر متفلوت من الثروة
    يحتقر اغناهما افقرهما !
    الشاهد التاريخ والرواية دائرتان منفصلتان تماما وعجبت (لبتوع التاريخ والسياسة) يهاجمون مبدعا لانه يبدع رواية عن احداث تاريخية ولا يرويها تاريخا

  4. المهدي سمى نفسه محمد بن عبد الله (خليفة رسول الله) وودتورشين سماه المهدي خليفة ابو بكر الصديق وعلى ود حلو سماه (عليه السلام) خليفة عمر بن الخطاب – وشخص آخر هو خليفة عثمان بن عفان – وهناك خانه فاضيه هي خانة خليفة على بن ابي طالب – ارسل عليه السلام احد مرديديه الى سنوسي ليبيا عارضا عليه ان يملأ تلك الخانه الشاغره الا وهي خانة علي بن ابي طالب ولكن سنوسي ليبيا لم يكلف نفسه حتى الرد على رسول المهدي عليه السلام …. كما ان ود تورشين ارتكب اخطاء استراتيجيه عجلت بسقوط هذه الدوله المهدويه – مثل الحروبات التي شنها على جارته الحبشه – والحروبات التي شنها على القبائل المحليه ومحاولة غزو دولة بريطانيا وقد حاول التمهيد لذلك بغزو دولة مصر وقد كانت اوامره صريحه لود النجومي ان بعد ان بعد ان تفتحوا مصر توجه بجندك وخض بهم بحر الظلمات لفتح دولة الترك بريطانيا ولا تعودوا الا ومعكم الملكه فكتوريا صاغره ذليله .. مم اوغر صدور الانجليز عليه فتغدوا به قبل ان يتعشى بهم ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..