ماريا جاركسون.. أخذت الإسلام بطريقة الرعيل الأول «إلكترونيا»

ترفع يدها إلى السماء تدعو المولى بعد أن لبت نداءه حاجة بيته العتيق، تأمل أن تعاود الكرة مرة أخرى برفقة ابنتيها، اللتين تجاوزتا العشرين ربيعا بقليل، لكن ما الذي يحول دون ذلك؟

سردت ماريا جاركسون لـ«الشرق الأوسط» قصة إيمانها القديم الذي تجدد بعد عقود من بقائه على حاله، لم يسر في خلد السيدة السويدية البيضاء ما يذهب عقلها قط، حيث ظلت تأنف الممجوج من تعري قريناتها في بلدها الإسكندنافي المشهور بنزعته التحررية الفردية.

لم يكن الأمر بالنسبة لجاركسون، أمرا قلبيا وإيمانيا فحسب، لأن عقلها بقي على فطرته في رفض ما يختلج عقول البقية من أن لله ولدا اسمه عيسى، أو أن الرب ثلاثة أقانيم، لكن الحقيقة ظهرت من «غامبيا الأفريقية» الواقعة على سواحل المحيط الأطلسي.

فقد كانت رحلة في غاية العفوية، لم يكن الهدف منها سوى تعريف الفتيات بأهمية الثقافات المختلفة، خاصة في الجنوب الغريب عنهن، لكن موجات الأذان ومناظر المصلين وسكينتهم، حرفت الرحلة عن مسارها المطلوب.

لفت الإسلام السيدة جاركسون ووافق قلبها ما يعيش عليه أبناؤه، فقررت أن تأخذ أصول ذلك من مصر حاضرة وحاضنة الإسلام في المشرق، فرافقت فتاتيها إلى القاهرة وزارت الأزهر.

تقول ماريا جاركسون «أعيش في ضاحية ليس فيها مسلم واحد، فضلا عن السمعة السيئة للدين المحمدي فيها، وهذا عقد المسألة وسهلها في ذات الوقت، فقد أرشدني ذلك لأتعلم الإسلام بنفسي، وقد لعبت الشبكة العنكبوتية دورا بالغ الأهمية في هذا الإطار».

ليس ذلك كلاما اعتباطيا، حيث إنها لم تقابل مسلما واحدا يعلمها أبجديات الدين، فاعتمدت على القرآن وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام قراءة فقط، لأن هذه المسلمة منذ خمس سنوات، بينت أن تصرفات كثير من المسلمين بما فيهم المهاجرون للغرب، لا تنم عن إسلام صحيح، ولا فهم شامل، وإنما الطريق الذي سيسلكه هذا الدين إلى أوروبا لن يمر عبر أخلاقيات يقوم بها المنتسبون إليه، إنما عبر صوابيته واتساقه مع الفطرة.

تضيف ماريا وهي تتحدث من المشاعر المقدسة حيث تؤدي الفريضة، وهي تحكي قصة إسلامها «من الصعب القول للناس حولك إنك أصبحت مسلما، بوجه خاص إذا كنت تعيش في مكان لا يطرح فيه الإسلام إلا تحت بنود شريرة، لقد استغرب المقربون، لكنهم كانوا يدركون أنني اتخذت قرارا، أراه صحيحا، ولا رجعة فيه».

وتتساءل ماريا «كيف أستطيع أن أصف لك شعوري عندما رأيت الكعبة المشرفة لقد بكيت لثلاثين دقيقة متواصلة» واستدركت «أعمل وسأظل ليتكرر الموقف وابنتاي عن يميني وعن شمالي هناك».

لدى الحاجة جاركسون اليوم خطة ما تعمل في إطارها لنشر الإسلام في المدينة التي تسكنها، وتوضح «أطلب منهم الآن دائما، ألا يضعوا المسلمين مع دينهم في خندق واحد، فكثير منهم مع الأسف بعيدون عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم».

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. مبروك لك أختاه ولإبنتيكى وجلعكم الله ذخراً للإسلام , وأعانكم فى دعوته ,إنه هدى الله الذى لايأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه,نسأله أن يجعلنا من دعاته وخاصته إنه ولى ذلك والقادر عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..