إحذروا غَضبة (أبو سَمرة)

ضمن عناوين صحافة الخرطوم اليوم.. (الخرطوم تسلِّم القاهرة أسما ء نواب وإعلاميين مصريين أساءوا للبشير) ومعلومة لدينا منصة الإساءة التي لحقت برئيس البلاد وهي لا تخرج عن كونها ردود أفعال لما أدلى به البشير لصحيفة عربية فيما يلي القاهرة وتحديداً في جزئية (ليس لنا مآخذ على القاهرة بقدر ما نرفض دور مخابراتها تجاه الخرطوم) أو هكذا كان المضمون، لا نختلف بان إساءة رمز السيادة ـ شئنا أم ابينا فيها مساس واساءة للبلاد بيد ان البلاد لحقتها ولا زالت مستمرة من افراد وجماعات مصرية تشهد عليها الأسافير وبذاءات تعف الأقلام عن إجترارها، ولسنا بصدد محاكمتها بقدر ما نجتهد في الوصول الى منصاتها ودوافعها ولا نختلف حول حب المصريين لمصرهم جغرافيا وحكومة وشعبا وتلك خصلة حميدة ولكن ما تتعمد تلك الجهات وتغمطه على الخرطوم ان الشعب السوداني يحب سودانه أضعاف ما يحبون همو وبإمكانها الإكتفاء بـ(القرد في عين أمو غزال) ولئن كان حب المصريين لما أحبوا ـ حب لسان و(حنك) ومسلسلات، فان حب السودانيين لموطنهم (صُح وماهو هِظار) ودونهم بسالة ومرجلة أبطالنا وهم يتقدمون قواتهم في حرب اكتوبر وتشرين وكل اشهر أيامهم ـ (المنيلة بنيلة) مع العدو الذي تواضعوا معه آخيراً بـ(السفارة في العمارة) ، اما (الرصاصة لا تزال في جيبي)والضفادع البشرية وتلك فرية من خيال إستشفوه من هوليود وغيرها مما أنتجت إستديوهاتهم فهو محض تزييف لما دار بالميادين الحربية ويمكن الرجوع للارشيف الحقيقي لتلك الحقبة تجدونها بالغرب ولدى بعض العرب الذين شاركوهم في الحرب دعما لوجستياً وبالأنفس الغالية الا انها ـ مصر تنكرت لكل ذلك وبادلتهم شينة بجود ـ وطفقت تكيل السباب للإعراب من الخليج الى الخليج ولئن لم تقرأ القاهرة التاريخ جيداً فتلك محنتهم نحيلها لحفريات علماء وخبراء الآثار الغربيين وهم ينقبون سنينا عددا في فرعونية واهمة وإهرامات ما عرفوها لولا الحضارة النوبية وقد إستعانوا في بنيانها بحديد أرقو بدنقلا ولولا بأس حديدنا لما كانت العجلات التي أسعفتهم في نقل جلمود الصخر الى إهراماتهم (الكلنكيت) مقارنة بما نملك ولا يملكون من بأس شديد ولو انهم إجتهدوا تنقيبا في التاريخ لقراءوا بسطوره ما خطه ربيبهم “نعوم شقير” عن الحملة التي قادها ملكنا النوبي على أقزامهم وظل في طرادهم إنطلاقا من حدودنا القديمة بلوغا الى مشارف الاسكندرية ،ولعلهم لم يقراوا كذلك نوايا “عبد الله خليل” في تحريك القوات السودانية الباسلة صوب حلايب ويومها إرتجفت اوصال مصر الى اخمص قدمها ولولا حبٌ لعبد الناصر كقائد في قلوب السودان شعبا وحكومة وهو عندهم بعبع ولمخافتهم له ملكية فكرية لما صطلحوا عليه بـ(نحنا اخوات) و لولا ناصر لاعدنا مشهد قواتنا النوبية في طِرادها لفلولهم وذاك تاريخ يزعجهم إجتراره ـ ناهيك عن إعادته
ومعروف عنهم قوة في اللسان وعجز بيِّن في الفعل وندلل بمقولة “عمر بن العاص” (رض) بأنهم قوم يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا في (ولولة شهيرة يا لهوي تعافها نساؤنا وفيهن “بنونة بت المك نمر” من أحرق اسماعيل باشا في غضبة سودانية لو تدبروا نيرانها لقطعوا ألسنة لايملكون غيرها من ـ لقاليقها
ولا حيلة لهم سواها، ونكتفي برجز “البنونة” وغزلها شِعراً ـ لا شَعراً ـ بلسان (الأولى بكسر الشين والثانية بفتحها)
ماهو الفافنوس ماهو الغليد البوص
ود المك عريس خيلا بجن عرقوس
أحيّ علي سيفه البحد الروس
………………………..
ما دايرالك الميته أم رمادا شح
دايراك يوم لُقى بدميك تتوشّح
الميت مسولب والعجاج يكتح
أحيّ علي سيفه البسوي التح
إن وردن بجيك في أول الواردات
مرنا مو نشيط إن قبّلن شاردات
أسد بيشه المكرمد قمزاته متطابقات
وبرضع في ضرايع العنّز الفاردات
……………………….
كوفيتك الخوده أم عصا بولاد
ودرعك في أم لهيب زي الشمس وقّاد
وسيفك من سقايته إستعجب الحدّاد
وقارحك غير شكال ما بقربه الشدّاد
……………………….
يا جرعة عقود السم
يا مقنع بنات جعل العزاز من جم
الخيل عركسن ما قال عدادهن
كم فرتاق حافلن ملاي سروجهن دم
[email][email protected][/email]