تمخض الحوار فولد .. بكري

هل كانت الحكومة وأحزاب وشخصيات وجماعات وتنظيمات ما عرف بالحوار الوطني في حاجة لاستنزاف كل هذا الوقت من زمن الشعب السوداني والتلاعب بالآمال الكاذبة والوعود الخائبة ، لكي تصل في نهاية ثلاثة أعوام أو أكثر وهدر أموال طائلة وحبر كثير في اجتمع وانفضّ ووصل وغادر وقال واختلف ووافق إلخ .. لنصل إلى هذه الخاتمة البائسة باختيار بكري حسن صالح رئيسا للوزراء ؟ .
الذي يعرفه السودانيون جميعا أن بكري لا يتمتع بأي مزايا شخصية أو قدرات تجعله رئيسا للوزراء بعد حوار كان أصحابه يبشرون بالتغيير ..
وبكري ضيق الأفق لا يحسن التعبير ولا التدبير بالإضافة للصورة الهزلية التي انطبعت في أذهان الناس عنه من كثرة ما تم تداولها وتناقلها بين الناس ، صحت أم لم تصح ، وهي أنه من ” أصحاب المزاج ” أو ” الخيال الواسع ” بحسب تعبير منابر الفكاهيين هذه الأيام.
ولكن المتمعن في واقع الحزب الوطني يجد أنه قد أصابه الضعف والوهن والتشرذم واختلفت كوادره وغابت عنه القيادات التي يمكن أن يجمع الأعضاء عليها ولذلك فإن الحزب يخشى في حال غياب البشير الذي له ولاء في الجيش والأمن بعد أن جردوهما من الكوادر الوطنية ، يخشى أن يفقد كل شيء بغيابه أو تنحيه إن صدقت وعوده الكاذبة ومن ثم فقد كان على الوطني التفكير في إعداد شخصية لها علاقة بالجيش لتحل مستقبلا محل البشير لكن نظرا لأن الخيارات محدودة ولا وجود لكوادر إخوانية مؤهلة ومقنعة فإن بكري ربما يعتبر بالنسبة لهم أفضل السيئين على الأقل لكونه كان وزيرا للدفاع لفترة طويلة ولديه الكثير من العلاقات الوثيقة بين قيادات جيش الحزب الوطني أو جيش الإخوان المسلمين ولا نقول ” الجيش السوداني “.
وسبق لي أن أشرت في مقال سابق إلى أن مخرجات الحوار لم تزد على اقتسام جديد للسلطة والثروة وأن ما خلصت إليه لا يفيد الشعب السوداني في شيء ولا يحقق طموحاته ولا يحدث تغييرا جديا حتى في ملامح النظام القائم ناهيك عن تغيير في توجهاته أو سياساته ويمكن ربط تعيين بكري بمجاهرة جهاز الأمن بالرفض للتعديلات الدستورية المتوقعة والاحتفالات الضخمة التي يقيمها هذه الأيام وكأنه استعراض لقوته ودوره في المرحلة المقبلة.
إن المتحاورين لم يخرجوا بجديد فالرئيس هو البشير ورئيس وزرائه الآن هو نائبه ومحاسبته تتم من الرئيس والمجلس الوطني والذي لهم فيه الأغلبية وبالتالي فإن ما يجري لا يزيد على كونه ” زيتنا في بيتنا ” فهذه حكومة لا رقابة عليها ولا سلطة عليها ولا أمل فيها في تغيير جديد ، حتى وإن تم تطعيمها بوزراء حزبيين لزوم الترضية دون أن يكون لهم رأي أو قرار .. فالحزب وكوادره وقوانينه وأمنه وجيشه هو المسيطر على كل مفاصل الدولة وبالتالي فإن المرحلة المقبلة لن تشهد أي تغيير في الأداء يمكن أن يبشر بالخير.
كنا نتوقع إن كان المتحاورون جادين في الخروج بما ينفع الناس أن يتواصوا بالحق وأن يبتعدوا عن أهواء وشهوات المنافع وجنون المطامع وأن يتفقوا على رئيس وزراء من خارج الأحزاب ، فقط تؤهله قدراته وسيرته للمنصب وأن يمنح الفرصة في احتيار وزرائه من الأحزاب ومن شخصيات تكنوقراطية وغيرهم لخلق نوع من التوازن في حكومة يفترض أن تقود بحسب زعمهم البلد نحو التخلص من ثلث قرن من التسلط والبطش والانهيار والفشل في محاولة للوصول بالسفينة الغارقة إلى شط الإصلاح.
أما وقد جاء بكري .. فأعدوا أنفسكم لمرحلة من الفشل المتواصل و ” على قدر أهل العزم تأتي العزائم “.
تهنئة:
إذا جاء الحمار / الحوار بأم عمرو فلا كانوا ولا كان الحمار / الحوارُ

أبو الحسن الشاعر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. Bakri is by far a better choice than many others. At least he does not talk too ..much, almost silent. He is a Hard working man walakinno ” HASSAS ” His initials “B.H.S” and the letters in Arabic ” Baa, Haa, Seen.” which may insinuate the meaning 0f “Bihiss” i.e. He feels (much and quicker!) and in the final analysis, he is already Chairman of the Council of Ministers in his capacity as the First Vice President”. Let him go to see his work. Give him a CHANCE”.

  2. وهي أنه من ” أصحاب المزاج ” أو ” الخيال الواسع ” بحسب تعبير منابر الفكاهيين هذه الأيام.

    للاسف ان يمتد امر كهذا الي اصحاب القلم والراي لهو امر مؤسف كيف سنبني بلد مؤسسات ان كنا نحن انفسنا غير مؤسسين لان الامر لايعدو كونه دعاية والرجل رغم اختلافنا مع الانقاذ وكل مكوناته نشأة اسلاميا حوارا مخلصا للترابي رغم محاولة البعض نفي هذا الامر ليجسم هو البشير فوق صدورنا 28عاما دون ان يقدموا دولتنا خطوة واحدة الي الامام ولو فعلوا لتمسكنا بهم الي الابد حتي لا ياتينا الصادق المهدي ليسلمنا للعسكر مرة اخري كحقل تجارب بلا نتائج فالامر هنا كرمي المحصنة في العقوبة وسلب حسناتنا يوم القيامة ليدخلوا الجنة بعد ان عذبونا في الدنيا..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..