الصادق المهدي : شعر راس الرجل عورة
الفتوى التى أدلي بها الامام الصادق المهدي قبل ايام والتى افاد فيها ان )شعر الرجل عورة( اثارت جدلا كبيرا وغبارا لا يزال عالقا ولم يصفو بعد .. كما رسمت هذه الفتوى علامات استفهام عديدة تحتاج لتفسير وتمحيص وتدقيق .. فالامام دائما ما يثير الزوابع والرعود التي تشكل جزءا مهما من حضوره الديني والاجتماعي والسياسي الطويل ..علي الفور ايها السادة يمكننا تذكر عباره (الرجل الثلاثيني لا يجب ان يكون طويل الشعر) التي وردت في رواية (احدى عشر دقيقة) ..
غرابة الفتوى لا تكمن في ان شعر الراس يحوي قوى خارقة كشعر شمسون الجبار . لكن غرابة الفتوى تكمن ان الفقهاء المعاصرين نبشوا عن اراء فقيه قديمة تعزز أن شعر المرأة ليس بعورة ناهيك عن شعر الرجل .. وان الحجاب ليس فرض بل عادة مثل لبس البوبو في غرب افريقيا .. فهؤلاء الشيوخ لم يرتجلوا هذه المعتقدات عن خواء وفراغ بل كانوا يستندون على ادلة دامغة منها الحديث النبوي ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) الخائض مقصود بها الفتاة البالغة أي لا تقبل صلاتها الا بوضع خمار وقد قالوا (فلو أن الأصل أن تضع المرأة غطاء على رأسها عمومًا, لما كانت ثمة وصية لأن يُطلب منها وضع خمار على رأسها أثناء الصلاة )..
وحتى الاية الكريمة ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن .. الخ) ذهب رواد هذا الفقه ان كشف الشعر ليس بعورة الى اسباب نزول الاية ذاتها .. وهذا معترك فقهي وجدل ديني كبير لا يحق لنا ان ندلو بدلونا أو ان نخوض فيه فله فطاحلته ودهاقنته .. لكن لو علمت الفنانة صابرين ما يحتويه هذا الفقه من تسامح واسع لغطاء الراس لعملت به بدلا من التحايل على الدين بارداء باروكة اثناء التمثيل حتى لا تظهر خصلات شعرها كما هو الحال في مسلسل شيخ العرب همام ..
ما يعنينا ان امام الانصار المبجل يسوقنا الى المربع الاول ان شعر الرجل نفسه عورة .. لكنه لم يقل حرام .. وما قاله الصادق المهدي له اساس علمى ان هناك من يتهيجون ويثارون جنسيا عند رؤية الشعر وهو ما يعرف مصطلحا بالرايكوفيليا..
يخيل لنا ان سليل اسرة المهدي ربما يحاول اجترار الجيل الجديد الى التشبث بالقيم البالية مثل ارداء العمامة أو ستر الراس مخافة تعريته .. واعادة الحضور والرونق لهما .. فقدوتنا الرسول (ص) كان يلبس عمامة وهذا ثابت ومدون .. ويقال ان هذا الفعل الموروث جاء من زمن الجاهلية والله اعلم .. والثابت ان الرسول ص دخل مكة وعليه عمامة سوداء .. وهناك حديث نبوي يقول (إيتوا المساجد حسراً ومعممين فإن العمائم تيجان العرب) .. فهذا الحديث يدل على ان فروة راس الراجل ليست بعورة سواء بشعر او بدونه .. وذهب الشافعية الى تفضيل ستر الراس بالعمامة وقت الصلاة ..
والعمامة في السودان جزء لا يتجزأ من الموروث الديني والتاريخي والثقافي كما انها في سابق الزمان كانت تلعب دور مهما في تكفين الموتى .. وهناك عدة انواع منها اهمها الكدمول الذي احدث ضجة وجلبة لاتقل عن فتوى الصادق المهدي نفسه مما دعا عددا من ولايات غرب البلاد لمنع ارتداءه وتلحفه .. والكدمول مستشف من قبائل الطوارق حيث يستر رجال تلك القبائل الصحراوية معظم انحاء الراس مع كشف واظهار جزء يسير يسمح للعين بالرؤية والابصار .. فالكدمول ظهر مع فجر الحركات المسلحة لكنه منتشر على نطاق واسع في تشاد والنيجر ومالي بصورة كبيرة ..
ربما يريد الصادق المهدي من فتواه تلك رمي شباكه ناحية الجيل المراهق المتمرد كما قلنا الذي يعبر عن سخطه وحنقه وامتعاضه من المجتمع بطريقة جديدة وهي التلاعب بشعر رأسه سواء بالقص او الاسدال كما فعل الشاعر هاري الاعمي وابوللو اله الموسيقى عند الاغريق او بابتداع طرق جديدة للبس البنطلون منها ( السيستم ).. فاراد ان يعيدهم الى جادة الصواب فالقي تلك الفتوى التى ربما ستؤثر حتما على سوق الحلاقين على نحو ما ايجابا او سلبا ..
تاريخيا دأب الناس على تهذيب الشعر للدلالة على الطاعة الكاملة والخنوع الشامل وهذا ما حدث مع يوليوس قيصر عندما غزا فرنسا – كان تسمي بلاد الغال- حيث امر الرجال بقص شعور رأسهم دلالة على الخضوع والاستكانة والاذعان ..
ويقال ان العمامة تخفي الغضب وتظهر المرء بمظهر الرجل العاقل الوقور والحليم لذا نجد ان الحجاج ابن يوسف الثقفي لما اعتلى سدة المنبر لاول مرة في العراق كان يعتمر عمامة .. ولما اراد فرض هيبته وتعلية قدره وزياده توقيره نزع عمامته في الحال ثم ارتجل خطبته الشهيرة المبتدئة ببيت الشعر المعروف وهو لشاعر من بني حمير حيث يقول فيها ..
أنا ابن جلا طلاع الثنايا ** متى أضع العمامة تعرفوني
وهي قصيدة وهي تأطر ايضا ان للعمامة جذور جاهلية موغلة في القدم ..
اخيرا بقي ان نعرف ان الصادق المهدي نفسه جاء للحكم على انقاض الجنيه ابو عمة .. وهو الجنيه المطبوع عليه صورة الرئيس جعفر النميري تعتليه عمامة رزينة المظهر وقورة الهيئة جميلة السمت .. من سخريات القدر ايها السادة ان اوائل الكلمات التى تعلمتها من اللغة الامهرية هي كلمة (سقر) أو(زقر) وتعني شعر الرأس بالعربي .. فالامهرية عندها حرف تائه بين السين والزاء ..
[email][email protected][/email]
الأخ النذير ..حجاب المرأة وارد بنص القرآن الكريم ولا جدال فى ذلك:
1- قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 .
2- وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59 .
والإختلاف بين الفقهاء والعلماء هو حول النقاب ( تغطية الوجه ) ,.
والله أعلم .
الأخ النذير ..حجاب المرأة وارد بنص القرآن الكريم ولا جدال فى ذلك:
1- قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 .
2- وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59 .
والإختلاف بين الفقهاء والعلماء هو حول النقاب ( تغطية الوجه ) ,.
والله أعلم .