أخرجوا المصري الذي بدواخلنا

تداول عدد من موقع التواصل الاجتماعي فيديو لشاب في مقتبل العمر مصري الجنسية يقطن بإحدى مدن المملكة المتحدة ، سب هذا الشاب المصري لجام غضبه علي عدد من الجنسيات من ضمنها السودانية ، حيث وصف السودانيين بالشعب الكسول والعبيد ، اثار هذا التسجيل موجة غضب عارمة وسط السودانيين المقيمين بالمملكة المتحدة رفضا واحتجاجا على العبارات المسيئة للشعب السوداني ، ولما لهذه البلاد أي المملكة المتحدة من قوانيين صارمة تجرم اثارة الكراهية والعنف اللفظي وكل اشكال التمييز ، وبعد مجهودات مضنية من السودانيين المقيمين بجميع مدن المملكة المتحدة ، تم البحث عن مكان اقامة هذا المصري ولقد كللت تلك المجهودات بنجاح حيث تم التعرف عليه بانه يسكن بمدينة برايتون بالمملكة المتحدة ، وتم فتح ثلاثة بلاغات لدي شرطة لندن وبرايتون ومدينة أخرى من قبل الجاليات السودانية ، قبل أن يتم توحيدها في بلاغ واحد بمدينة برايتون حسب إفادة الشرطة الإنجليزية ، ومن ناحية أخرى قام عدد من سوداني برايتون باخذ الرد عليه بالأيدي و تفيد بعض الافادات انه هرب من منزله ببرايتون قبيل وصول الشرطة اليه إلى جهة غير معلومة حتي الآن .
ما يهم هنا ان هذه الحالة في بلاد القانون سوف تتم ملاحقتها وسوف تجري له محاكمة عادلة ولن يفلت من العقاب مهما كان، لكن الأهم من ذلك نفس الألفاظ النابية التي تلفظ بها الشاب المصري وهو يعبر عن عقلية الشعب المصري ونظرتهم للسودان والسودانيين وهي تلك العقلية التي تدعي النقاء العرقي والتفوق علي الآخر وهو بالتاكيد سلوك مرفوض أي كان صاحبه. لكن الشي الذي يوضح بجلاء ازمة العقل السوداني هو الاخر ، ان نفس هذه اللغة التي تحدث بها الشاب المصري متداولة بين السودانيين انفسم في تقسيماتهم الداخلية ، حيث التمييز الديني والنوعي والعرقي ، وهو ما ادي بالضرورة إلى التفكك الأسري والاجتماعي في السودان ووسط جاليات سوداني المهجر بمدن المملكة المتحدة المختلفة ، وهذا من القضايا الواقعة خارج دائرة النقاش بوضوح وشفافية وصدق، ولا يستطيع إي مكابر ان ينكر ذلك وهو ازمة عميقة وسط مجتمع السودانيين ، لذلك علينا ان نعي ان عجلة التنمية البشرية في تطوير الذات تبدأ بتغيير تلك الحمولات الاجتماعية السالبة التي تربينا عليها ، والتي تقسمنا على أسس غير موضوعية حيث التمييز الصافر على القبيلة والدين والنوع.
المجتمعات البشرية ومنذ قرون مضت تجاوزت هذا النوع من التفكير السلبي ووضعت قوانيين صارمة تجرم ذلك ، لذلك استطاعوا أن يعبروا إلى الضفة الاخري ، حيث العدالة الاجتماعية التي تساوي بين الناس لا افضلية لشخص علي اخر مهما كانت مكانته ، دعوتي هنا يجب المضي قدما في محاكمة الشاب المصري الذي أساء لبلاده قبل ان يسئ ألي الجنسيات الأخرى ومن ضمنها السودانية ، لكن جميعنا داخلنا هذا الشاب المصري ولو بحجم صغير ويظهر بشكل صادق وعفوي في حالات اللاشعور حيث يشتغل الوعي الخفي الذي يخرج دون استئذان ويعبر عن ذاته بوضوح ، وهنالك المئات من الحالات التي تجدها خلال اليوم بين السودانيين اذا حاول أي شخص رصد ذلك بدقة وشجاعة ، هذا الحديث ليس تمرينا في جلد الذات بقسوة لكن محاولة لفتح المواقع المحجوبة من التفكير في تلافيف وعينا الزائف حتي لا نقع في التناقض بين ادانة سلوك الشاب المصري بحماس وننسي ما نبوح به في الغرف المغلقة بين السودانيين حتي نستطيع ان نبني مستقبل متماسك اجتماعيا وكي تحتشد جموع الشعب السوداني خلف قيم إنسانية سامية ونبيلة.

مارس 2017
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا أطروحة على درجة عالية من الأهمية وشجاعة. أتمنى أن تجد تجاوبا كبيرا. وعلى الراكوبة أن تسنسر الكتابات العنصرية. للأسف لقد رأيت في الراكوبة من يصف اوباما بأنه “عب” لأنه رفع الحظر على حكومة السودان. وأنا متأكد أن الراكوبة ستنسر كلامي هذا لأنه يتهم محرريها بالإهمال بالرغم من أنني متأكد إنهم غير عنصريين

  2. كلامك صحيح يا استاذة
    حسب رأي العلماء أن التغير الاجتماعي بطئ لايتواكب مع التغييرات الاقتصادية والمادية .
    ومهما كان نحن من اكثر شعوب العالم تسامحا ، مع بعضنا ومع غيرنا .
    لاتخافي على الشعب السوداني ومهما حدث من السياسيين نحن بخير وسنتغير إلى الاحسن.
    الجماعة مايستعجلوا التغيير الاجتماعي إنه آت لو بعد حين.

  3. عداك العيب استاذة / معزة.
    فعلا علبنا اولا ان ننظر دواخلنا لمعرفة العلة
    البشكير اول شي فعله عندما سطا على السلطة مبايعة القبائل
    فى القصر الجمهورى
    واخواننا فى الشمال يستحوا من اسم النوبة ويقولوا نوبيين و الأمره فوق ده كله بيقولوا السودان دولة عربية

  4. سوف يصل الشعب السوداني الى بر الامان ، اذا توقف بعضهم بالتفكير بعقلية العربي

  5. هذا أطروحة على درجة عالية من الأهمية وشجاعة. أتمنى أن تجد تجاوبا كبيرا. وعلى الراكوبة أن تسنسر الكتابات العنصرية. للأسف لقد رأيت في الراكوبة من يصف اوباما بأنه “عب” لأنه رفع الحظر على حكومة السودان. وأنا متأكد أن الراكوبة ستنسر كلامي هذا لأنه يتهم محرريها بالإهمال بالرغم من أنني متأكد إنهم غير عنصريين

  6. كلامك صحيح يا استاذة
    حسب رأي العلماء أن التغير الاجتماعي بطئ لايتواكب مع التغييرات الاقتصادية والمادية .
    ومهما كان نحن من اكثر شعوب العالم تسامحا ، مع بعضنا ومع غيرنا .
    لاتخافي على الشعب السوداني ومهما حدث من السياسيين نحن بخير وسنتغير إلى الاحسن.
    الجماعة مايستعجلوا التغيير الاجتماعي إنه آت لو بعد حين.

  7. عداك العيب استاذة / معزة.
    فعلا علبنا اولا ان ننظر دواخلنا لمعرفة العلة
    البشكير اول شي فعله عندما سطا على السلطة مبايعة القبائل
    فى القصر الجمهورى
    واخواننا فى الشمال يستحوا من اسم النوبة ويقولوا نوبيين و الأمره فوق ده كله بيقولوا السودان دولة عربية

  8. سوف يصل الشعب السوداني الى بر الامان ، اذا توقف بعضهم بالتفكير بعقلية العربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..