صمد الساقية وموت الأغاني (3)

٭ اليوم هو الثالث وأنا أستدعي ما كتبته قبل سبعة عشر عاماً لابرهن على أن الزمن السياسي في السودان ينافس السلحفاة في البطء بل يتفوق عليها بالتوقف تماماً ليزداد شقاء انسان السودان بمتابعة أحداث السياسة التي تشابه ساقية جحا.
٭ صمد الساقية الذي هو شعب السودان ظل في مكانه بهذا الرهق والاحباط واليأس فساقية السياسة تدور ولا نتائج تتحقق ولا حكومة تستقر ولا معارضة تنتصر.. كانت آخر دورة في ساقية المعارضة في أسمرا في الاسبوع الأول من هذا الشهر أي «مارس 2000» وكما قلت بالأمس بأن السيد محمد المعتصم حاكم مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحادي الديمقراطي قال للزميل صلاح عووضة في اخبار اليوم عن استقالة مبارك الفاضل وانسحاب حزب الأمة من التجمع عندما سأله قائلاً «عفواً يا اخ محمد هل اقترحتم على حزب الأمة أن يأتي ببديل آخر ليحل محل مبارك الفاضل كأمين عام للتجمع أم هناك اجراءات هدفت لتعديل الجهاز التنفيذي كله والغاء منصب الأمين العام وكانت الاجابة كالآتي: نحن اقترحنا على حزب الأمة بأن يأتي ببديل آخر غير مبارك الفاضل في الجهاز التنفيذي الجديد لأن الجهاز التنفيذي القديم لم يكن فاعلاً وتحدث مبارك وتحدث كل الحاضرين عن أهمية تكوين جهاز تنفيذي مصغر فاعل وحينما أتينا لاختيار الشخصيات الغينا منصب الأمين العام وهو مبارك الفاضل وبعدها تقدم مبارك الفاضل باستقالته وأعلن عمر نور الدائم انسحابهم من التجمع.
٭ هذه الأسباب التي قادت لانسحاب حزب الأمة من التجمع كما رواها السيد محمد المعتصم حاكم مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الاتحادي الديمقراطي وهذا يعني ان الأسباب تختلف من تلك التي جاءت في بيان السيد مبارك الفاضل المهدي ولخصها في الآتي:
1- ضعف مساهمة الفصائل الفكرية والسياسية والمالية.
2- تقديم الطموحات الشخصية والأجندة الحزبية على المصلحة العامة.
3- احتكار رئيس التجمع للعمل التنفيذي والسياسي مما أدى إلى شلل تام في عمل التجمع متجاوزاً بذلك صلاحياته بنص مقررات أسمرا للقضايا المصيرية.
4- فشل التجمع الوطني في الاتفاق على برنامج سياسي لتفعيل الحل السياسي الشامل ومخاطبة المستجدات لادراك الأجندة الوطنية.
5- فشل التجمع الوطني في الايفاء بتعهداته نحو المشتركة المصرية الليبية.
6- تعطيل المؤتمر الثاني للتجمع لأربع سنوات والغاء قرارات هيئة القيادة في كمبالا في ديسمبر بعقد المؤتمر الثاني في 26 مارس الجاري «مارس 2000» وتأجيله للمرة العاشرة لتفادي تقييم الأداء والمحاسبة واعادة الهيكلة.
٭ هذه هي بعض الأسباب التي ساقها السيد مبارك الفاضل لاستقالته من التجمع والجامع بين كلا الحديثين هو حجم الحيرة واليأس والاحباط الناتج منهما لجماهير الشعب السوداني.. صمد الساقية السياسية التي ظلت تدور في الفراغ بينما ظلت البذور التي في باطن الأرض تنتظر الماء الذي يرفع من النهر ويصب في النهر ثانية وتظل الأرض قاحلة وصفراء بلا زرع ولا ضرع بلا خضرة ولا نماء وتموت الأغاني في صدر الصمد ولم يتردد الصدى في الأفق.
الخبر الأكيد قالوا البطانة اترشت
سارية تبقق للصباح ما انغشت
هاج فحل أم صريصر والمفاقح بشت
وجا أم ساق على حدب الفريق انعشت
أواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة